الصُّعداء

0
 

من الصُّعَداءِ من لَهَفي وحُزني 
ودمعِ قصيدتي ونزيفِ لحني 
من الإغراقِ في تزييفِ كأسي 
ورتقِ الخرقِ في تَعْسي ونكسي  
من الإبداعِ في تحريمِ اُنسي  
من الأوجاعِ في تجريمِ نفسي 
من الإشباعِ في أملي و يأسي 
إليكِ كتبتُ عن كلِّ الأماني 
إليكِ كتبتُ يا كلِّ الأماني 
وخنقِ الحرفِ في تلك المعاني
وجعلِ عبارتي دينارَ بؤسي

فأشري ثَمَّ من ذكرى المرايا
أبيتُ مُفلسِفاً كلّ الخفايا
أتوهُ بطيبِها آياً فآيا
وأرجِعُ ناكِصاً عن كلِّ اُسِّ

عسَيتُ بوِزرِها ألاَّ اُداري
فبِتُّ مُمالئاً في جوفِ داري
وحِرتُ مُطأطئَ الحُورِ المُنارِ
فمِلتُ مُدمِّراً يومي و أمسي

ألستُ الخِبَّ والخوَّان قُولي
مَللتِ الحبَّ والنِّسوانُ حَولي
يفورُ بجنبيَ الخفَّاقُ يغلي
يموتُ مُصبِّحاً ويموتُ يُمسي

بأرضِ جُنينَتي يبكي الشَّقيقُ
ينامُ الياسمينُ فلا يفيقُ
بجوفِ الماء قد شبَّ الحريقُ
فأبدَعَ مُعجِزاً تصويرَ نفسي

ألستِ النَّورَ في دربيَّ كنتِ
وأنتِ الحُبُّ في قلبيَّ أنتِ
فمالكِ كُلَّما استعبرتِ بنتِ
فتُكسرُ ريشتي ويُشقٌّ طِرسي

عذابٌ عذبُ أيسرَهُ الهوانُ
وذكرى ليسَ يطويها الزّمانُ
ووجهٌ ليس تُنسيهِ الحِسانُ
كذلك ترتجي أطماعُ حَدْسي

مُحالٌ أنت تنساها مُحالُ
وليسَ أقلُّ ما يُرجى يُنالُ
فمالكَ كُلَّما قالتْ وقالوا
علِقت إشارةً من غيرِ لَبسِ !

ظننتَ مُغالِطاً أنَّ الطّوايا
ستُعكَسُ فيكَ أمثالَ المرايا
فتُشرِقُ في تألُّهِكَ الخبايا
بما أوتيتَ من فِكرٍ و حِسِّ !!

أخنتُ!! وإنَّني نفسي أخونُ
ولا والله ذنبي لا يهونُ
وعذري لستُ أحسَبُ يُبينُ
إذا ما رُمتُه نكَّستُ رأسي

يقولُ الناسُ أنِّي فيكِ أبقى
وأشقى فيكِ أشقى ثمَّ أشقى
وأُسقَى السُّمَّ من طيفيكِ أُسقَى 
فما أبقيتِ مني!! ماذا التَّبغُ أبقى !!
فيا ويلاتي من تعسي ونكسي



________________

2014/11/21




مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه