الحرب في زمن الحب

3

لمَّا علِمتُ بما جهِلتُ
وأنَّني  ضيَّعتُ في الحربينِ حباً 
آبتِ الآهاتُ تغزو لمَّتي 
و الشَّيبُ غطَّى أعظُمي 
و مدامِعِي أضحتْ هناكَ 
وقصائدي كالمِسكِ فاحَ من البَصَلْ
أفأغزو هذا الفيلقَ المِطواعَ
أم جيشَ القُبَل ؟!
أم كلَّ أنثى راحتِ الأشباحَ تبكي
ثمَّ تشكو من مُحيَّايَ البطَلْ
__________ 
أفتذكُرينْ
أفتذكُرينْ
لمَّا التقينا صُدفةً بعد العِشاءْ
أقبلتُ نحوَكِ مُرهفاً
وأميسُ كالغُصنِ الرَّطيبْ
أمسكتُ أصبُعكِ الرَّقيقْ
ولمستُ وجنَتَكِ النَّديَّة
وفضضتُ تلكَ العُلبةَ البيضاء
وصببتُها في كأسِنا
كي نشربَ الكاسا سويَّا
وفُجاءةً
ووراءَ تلكَ الأكمةِ الفِضِّيَّةِ المُتلوِّنة
قد أقبلَ الجيشُ الغريقْ
يجثو على أفواهِ أكمامِ الزَّهَرْ
ويُعيدُ للأغصانِ تلك جهنَّماً
و:"ليعبُدوا من يعبدونْ
نحنُ الألى
نحنُ البشرْ
نحنُ الذينَ أو اللواتي
بل ونحنُ العلمُ و المجدُ العتيقْ"
وهناكَ خلفَ الأكمةِ الفضِّيةِ المُتلوِّنة
أرخيتِ شالاً من شريطِ سياجِنا
ولففتِه
وربطتِني بالشَّالِ ذاكْ
فحميتِني
ألهمتِني
وأذقتِني
من شهدِ فاكِ مع السَّحَرْ
حتى تبيَّنَ من هُناكَ الخيطُ الاَْبيضُ مع أخيه
فدفعتِني
وشفَعتِ قُبلةَ خدِّكِ المُحمَرِّ مع ذاك الشَّقيقْ
فرأيتِني
وأنا أقبِّلُ بعدكِ الأغصانَ
خلف التَّلة الفضِّية المُتلوِّنة
و الجيشُ ثَم مُراقِباً يحلو لهُ كأسُ النَّبيذْ
كأسُ النَّبيذِ مع الحبوبِ أو الحشيشْ
فمُراقباً
ومعاقِباً أهلَ المدائنِ بالصَّواريخِ اللئامْ
ومُنقِّباً عن كنزِ بلدتِنا العظيمْ
__________

 وهناك أجثو مُراقباً
ومعاقباً
ذيَّاكُمُ الشَّالَ الثَّمينْ
وهناك قلتِ
واستبانَ الخيطُ الابيضُ مع أخيه
:فاكفُفْ
وأبعِدْ
واستقِم مثلي
و قل:
"إني نويتُ الصَّومَ عن هذا الرَّحيقْ"
ولففتِ رأسكِ بالحجابِ تعفُّفاً
لمَّا ادَّكرتِ طرائفاً من كلّ أحوالِ الرِّفاقْ
واحمرَّتِ الوجناتُ,ذلك...
كل ذاك وراءَ تلك الأكمةِ الفضِّيةِ المُتلوِّنة
فنهضتِ طاويةً و قدْ
أمسكتِ سبُّحةً وقدْ
هيفاءُ نورُكِ قدْ وقدْ
منهُ الحجابُ لقدْ فقدْ
كُشِفَ الحِجابُ عن الجبينْ
وذهبتِ نحو السَّاقيةْ
تتوضَّئينْ
تتلمَّظينْ
تتمضمضينْ
وظننتِ إن تتمضمضي
أن شهدَ ثغري قد يحُولْ
فضحكتُ حتى بلَّ دمعي لِحيتي
فهرعتِ نحوي تُزمجِرينْ
وترشرِشينْ
وجهي بماءِ السَّاقية
وعجبتُ أن كيفَ استقامَ الفهمُ عندكِ
و استوى
في مثلِ هذي الأحجيةْ
حاولتُ أن أقنِعكِ أنِّي ما فهمتُ و ما فهمتْ
لكن خيالَك كان أبعدَ من زُقاقِ الجابية
وأقولْ
ماذا أقولْ!!
لمَّا بلغتُ بأحرُفي
مُتحدِّثاً عن حجمِ ذيِّاكِ الخيال
أأقولُ أنّي ما مللتُ بكل هاتيكِ السِّنينَ مسافراً
مُتحدِّياً
أستجمعُ الذَّهبَ الذي
يتقلَّدُ العُنُقَ الجميلْ
إن بانَ خيطٌ لِمْ أراكِ تحرِمين ؟!
قد ضعتُ لمَّا أن بلغتُ حدودَ ذياكِ الخيالْ
أفتقنعينْ ؟
إلاكِ أنت
يا ربة الوجه الحزين
هيَّا
قومي انهضي
إياكِ أن تتعثَّري
إياكِ أن تتباطئي
قنّاصُهم يحذو المناكبَ و الرُّؤسْ
يصطادُ في وقتِ السَّحَرْ
بل يحصُدُ اليومَ البَشَرْ
وتقلَّعي
هيا انهضي
صيَّادُهُمْ
يصطادُ في الماءِ العَكِرْ
  __________

أوصلتُكِ الدَّارَ العراقيَّ الذي
بعد الحديقة الثانية
قبَّلتُ ظِلَّكِ
ظلَّ شعرِكِ
طيبَكِ الغالي الثَّمينْ
ونشقتُهُ حتَّى ترسَّخَ في الضُّلوعْ
وذهبتُ نحو الغُرفةِ الظَّلماءِ
في قصري المُخيفْ
أشعلتُ شمعتَها التي كانتْ
قُبيل القرنِ الاخضرِ
في مساحيقِ النساء
قبَّلتُها
قبلتُ شمعتَك التي أهديتِني
فرأيتُ طيبَكِ قد تضوَّعَ في الشُّموعْ
أغلقتُ كل نوافذي
تلكَ المُطلَّةِ نحو حيِّكُمُ الجديدْ
شاهدتُ تلك المئذنة
لَمَعَتْ بعيني فكرةُ الشِّعرِ الجديدْ
أقبلتُ نحو دفاتِري ومشاعِري
و فتحتُ أدراجي القديمةَ
تلك كانتْ مثل تابوتٍ سميكْ
أخرَجْتُ أكفاني
وكلَّ حنوطِكِ الغالي النَّفيسْ
أمسكتُ غليوني العتيقْ
وملأتُهُ
من تبغِ حشاشٍ صفيقْ
أشعلتُهُ
فتطاوَلَتْ نيرانُهُ في
جوِّ أجواءِ الشّهيقْ
فتقَهقَرَتْ مني العزيمةُ ثانية
ولقد ظننتُ بأنَّني
لا ألقَ ثمَّةَ ثانية
وتقَهْقَرتْ
أدراجُ تلك الذاكرةْ
للأعيُنِ الزَّيتيَّةِ اللمَّاعةِ
الكانتْ ببغدادَ ارتوتْ
من ماءِ ذيَّاكِ النَّخيلْ
فتضمَّخَتْ
وتلطَّختْ
وتقلَّبَتْ برِمالِ بصرتِها البخيلْ
فتطاوَلَتْ
حتى استوتْ وكمثلِ حيِّكمُ النَّبيلْ
وعلى يمينِ السَّاقيةْ
وأتيتِها والرَّقبةُ الجرداءُ تبرُقُ في الضُّحى
أخشى عليكِ من العيونِ
من النسائمِ في السحر
فأنا أخاف
فتحجَّبي
وتجلببي
وتخمَّري
ولتمسحي كل المساحيقِ التي
من شأنِها تُبعدني عنكِ
ها إنني في البابِ إني
فافتحي أي يا صغيرةُ
واجلبي لي ذلك الكرسي
تعالَي هاهنا
هاتِ الجهازَ فإنني
أخشى عليكِ من الأشعَّةِ و الخطَرْ
بل إنني أخشى عليكِ من النسائمِ في السَّحَرْ
هيَّا اقربي
بردانةٌ أنت ؟!
فمما
لِمْ أراكِ ترجُفينْ
هيا
تعالي
لا تخافي
هل نسيتِ ما وراءَ تلك الأكمةِ الفضِّية المتلوِّنة
ونسيت ساقيةَ الرَّحيقِ مع العسلْ
ونسيت غصنَ الزيزفونْ
ونسيت ثوباً قد تمزَّق وانزوى
عن ذلك الكتِفِ الرَّهيبْ
فشعرتُ ليلتها بأنِّي قد سكرتُ فما أفيقْ
ولمستُه بأناملي
وبأعيني
ولثمتُه
فنسيتِ كلَّ الجيشَ خلفَ الأكمةِ الفضِّية المتلوِّنة
لمَّا أسرَّ ضميرُكِ في مسمعي
:"هيَّا نعُدُّ النجمَ
هذي واحِدةْ.."
والنَّجمُ كلُّ النَّجمِ يركبُ في مُحيطِ قلادةٍ
هي في مسارِ تلعثُمي
فإذاً فديتُكِ أفتِني
كيف السَّبيلُ إلى تمامِ قصيدتي ؟



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

لأنّكِ أنت

3






لماذا أعودُ فأسألُ عنكِ!!
لماذا لماذا !!
وأبحثُ في الصُّبحِ عنِّي وعنكِ
لماذا لماذا !!
لماذا وأنتِ كأنَّكِ تُرْبُ
وأنَّ الصُّدودَ و أنَّ التشفِّي
وأنَّ الدَّلالَ و أنَّ التجافي
نباتٌ مُضِرٌّ وشوكٌ وعُشبُ
فكلُّه ينبُتُ منكِ وعنكِ
وأرجِعُ في الصُّبحِ أسألُ عنكِ
لماذا لماذا !!
***
لماذا تعودُ إليَّ السُّطورْ
وأحرَمُ حتَّى قُشورَ القُشورْ
إلى حيِّكِ العالي تأوي النُّسورْ
فمن ذا يُعانِقُ لحنَ القَمَرْ
لماذا خيوطُ الصَّباحِ تنوحُ
ونجمةُ سعدي تلوحُ تلوحُ
ولكنَّ شمسَكِ تأتي سِراعاً
فتُشرِقُ تحتَ خيوطِ القمرْ
***
لماذا أحارِبُ فيكِ الطُّقوسا
وآتي ابتساماً , فألقى عُبُوسا
وأنفِقُ كلَّ مساءٍ كؤوسا
لألقاكِ ثمَّ ... فما من صدى
أساهِرُ فيكِ أزيزَ الرَِّصاصِ
وصوتَ المدافِعِ لحنَ القِصاصِ
ولاتَ وليس بحينِ مناصِ
لأذكرَ ريماً بعزفِ الرَّدى
***
لماذا تطايرَ صوتُ حنيني
إلى قاسيونَ إلى النَّيربينِ
إلى الغوطتينِ ليُنبي قريني
عنِ المُعصراتِ بغيثٍ جرى
لماذا تعايطَ حبلُ فؤادي
فرُحتُ عليكِ اُطيلُ سُهادي
وجاء البشيرُ بصوتِ المُنادي
أناخَ المطايا ليَسألَ عنكِ
وتبحثُ فيروزُ في الصُّبحِ عنكِ
لماذا لماذا ؟!
...
لماذا أحاطُ بتلك الـ (لماذا) !!
وأهرقُ كأسي لهذي وهذا
فأنهلُ من كلِّ بحرٍ رذاذا
وما من مجيبٍ على الأسئلة
***
لماذا أُحاطُ بتلكَ القُبَلْ
ويُخمدُ عندي لهيبُ الشُّعَلْ
كأنِّي مناةٌ أوَ انِّي هُبَلْ
أُحيَّا وموتي هو المُشكِلة 



 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أنتِ والمِرآة

0


ها أنتِ في المرآةِ وحدَكِ فاسهري
فتأنَّقي وتغندري وتعطَّري

وتأمّلي المرآة وحدكِ فافرحي
بجمالِ وجهٍ مُستبِدٍّ ظافِرِ

وأنا أجادِلُ دفتري المحمومَ في
غسقِ الدُّجى...ما نفعُ كلِّ دفاتِري

ما نفعُ هاتيكِ التَّوائمِ صُغتُها
بدموعِ قلبي أو دموعِ محاجِري

ما نفعُ أقلامٍ هناكَ زرعتُها
فتطاولتْ أشجارُها وضفائري

يا طولَ ما  كابدتُ فكراً ثاقِباً 
إذ كانَ يهتِفُ بالأنامِلِ حاذِري

يا طولَ ما داريتُ قلبي , و الهوى
يحتالُ في قلبي لسكبِ محابري

ها أنتِ في المرآةِ وحدكِ فاسألي
مِرآةَ وجهِكِ عن هواكِ الغادِرِ

واستنفِري لُغةَ العيونِ و إن تكن
لغةُ العيونِ تحرَّقت كسجائري

بل سائلي اللبلابَ في روضيكِ فيـ
ـمَ تهافتَتْ أوراقُهُ وتحاوري

ها أنتِ والمِرآةُ فيكِ تهشَمتْ
وتقطَّعتْ  واحُزني كلُّ أواصِري

وأنا أُفلسِفُ قِصَّةً متلوَّةً
بفمِ الزَّمانِ إلى الصَّباحِ الباكِرِ

وتأمَّلي المِرآةَ إذ تتأمَّلي
عَودي... فلستُ بعاتِبٍ أو عاذِرِ

ما عُدْتُ ذيَّاكِ الطَّريدَ  و لم أعدْ
ذاكَ المُطاردَ في الطَّريقِ العاثِرِ

لا تُقسِمي : "إن عُدتَ كنتَ كمِروَدي
أو كنتَ رَمشي , أو تصيرُ محاجِريي"

عُشِّقتُ عينيكِ اللتينِ تأرجَحَتْ
في هُدبِها قِصَصُ الفؤادِ الثائرِ

وترينَها في هذهِ المرآةِ ...كد
تُ "فديتُها" إذ كانَ لحظُكِ آسِري

فاليومَ لستُ أخالُها إلاَّ على
نورِ الشُّموع بحُرقةٍ للزَّائرِ

أتقصَّفَ الرَّمشُ النَّؤومُ فأجمعَتْ
إلاَّ لتسقيَه بماءِ محاجرِ

ها أنتِ في المِرآةِ وحدكِ فاكتُبي
إن شئتِ عن ذاكَ الخِصامِ السَّافِرِ

وتزيَّني بالنَّجمِ قِرطاً إن هوى
ما ضلَّ صاحِبُكِ الطَّريقَ فثابِري

وتعهّدي الكحلَ القديمَ فإنَّه
لن يُحي من أمسى طريحَ مقابِرِ

فلقدْ غدا للشَّامِ حُبِّي و الهوى
وقصائدي و محابري و دفاتِري

وظفِرتُ بابنتِها وفزتُ بحبِّها
فتماسكي  عندَ اللقاءِ وغادري


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

قطة أموية

0



أنا من شتاءِ الليلِ أهرُبُ 
من رحيقِ الفلِّ والنَّارنجِ 
من وجعِ الحروفِ 
من لغةِ السَّراب
من شكلِ العيونِ بمُعجمي 
كيما أسافِرُ في الضَّبابْ 
كيما أسافِرُ في الشِّتا لحديقتي 
وحديقتي فوق السَّحابْ 
انا من صفيرِ البُلبُلِ الصَّدَّاحِ أهربُ 
ذلك المسجونِ في قفصِ الغُرابْ 
وكما علمتِ 
قد يكونُ ولا يكونْ 
هربُ الوحيدِ شجاعةً 
ولقد أرى بزُقاقِنا اللبلابُ يقفِزُ خِلسةً 
نحوَ الزُّقاقِ المُدَّعي 
لحنَ الطَّهارةِ و الشَّجاعةِ 
يدَّعي 
أنَّ السَّماءَ تمدُّه  بملائكِ النَّصرِ المُحتَّمِ 
نحوَ أبراجِ  السَّماءْ 
________________
لا تحزني 
فأنا الوحيدُ بمِحنتي 
أرجو النجاة
ولقد أراها مِنحةً 
مُتفائلاً 
وكذا الحياة 
 فأرى هُنالِكَ قِطَّةً أمويَّةً 
مرسومةً 
موسومةً 
تتوسَّدُ الخشبَ الموسَّدَ والطَّريَّ 
أوالمُزخرفَ من حوافِ البيلسانِ
وتحتَها
ترنو الغصونَ تدغدِغُ 
النَّجماتِ و القمرَ البهي
________________
من ذلك الكابوسِ أهربُ نحوها:
هي جدَّةُ البُلدانِ 
أهربُ نحوها 
نحو تاريخِ الحضارةِ في دمشق
وإذا بتلكَ القطَّةِ اهتزَّت تُحرِّكُ ذيلَها
تمطَّتْ 
ثمَّ راحت تمشي مع أخواتِها 
وتلفَّتَتْ 
جاءتْ لِنحوي وارتَمَتْ 
 قرَّتْ تُحرِّكُ ذيلَها 
ودَنَتْ تموء
تموءُ عِندَ  وِسادتي 
وتقولُ هذي القطَّةُ السَّمراءُ يا 
وجهَ التَّشابُهِ 
بينَ راحَ وبينَ جاءْ 
قالتْ بلهجةِ شاعِرٍ 
مُتثاقِلٍ وقْعَ الحُروفْ
من ههنا مرَّ الأتابِكُ والتَّتار 
وإلى هُنا عادو ومرّوا وارتمَوا 
عندَ أسوارِ المدينةِ 
يومَ كانت في زُهاء الأربَعينْ 
وإلى هُنا 
جاء ابنُ أيُّوبٍ 
تعلَّمَ ههنا 
صلاحُ الدِّينِ ربِّي ههنا 
 وإلى هنا وإلى هنا 
رجعَ المُظفَّرُ و الشَّهيدْ
من ههنا مرَّ الوليدْ
وابنُ الوليدْ
 بل ههنا سُحِق التتارُ معَ اليهودِ مع الصَّليب 
وكلُّهم دُفِنوا هنا
 ________________
وتموءُ تلكَ القطَّةُ الأمويَّةُ
السَّمراءُ عند وسادتي 
وتقولُ في شعرٍ رطيبْ 
ماذاق هذا النَّاسُ كلُّهمُ 
ماءً كماءِ الشَّامِ في 
فجرِ الحضارةِ 
أو تعلَّل كُلُّهم 
بنسائمِ الفِردوسِ إلاَّ في الشآمْ 
فسألتُها :
أمويُّةٌ يا قِطُّ أم زنكيَّةٌ 
أنتِ ؟!!
فشِعرُكِ كلُّه قرشيُّ 
أمَّا شَعرُكِ البنيُّ هذا 
فهو تُركيٌّ قديم
وتموءُ تلك القطَّةُ الحسناءُ 
عندَ وسادتي 
 ________________
من شمسِ الظهيرةِ في الليالي المُظلِمة 
من  غناءِ الغادة المُتأذِّية 
من بلسمِ الموتِ البطيء 
من وحدتي 
زنزانةِ العلجِ الدَّنيء 
من أعرجٍ رضعَ البلاهةَ و الخنوعْ 
من شنطةِ السَّمِجِ  المُقارِعِ في ينابيعِ الدُّموعْ 
من أنَّةِ اللبلابِ أهربُ داجياً 
وإلى زُقاقِ الياسمينْ 
أتسوَّرُ الآهاتِ و العَبَرَاتْ و الزَّفَراتِ 
أُلقيها 
فلا ألقى هُنالك من  يُسامِرُني 
 ويُسفِرُ ضاحكاً مما صنعتْ 
________________
أنا من شتاءِ الليلِ أهربُ 
من عجاجِ السَّيلِ أهربُ 
نحونا 
نحو التياعك بالحياةِ 
على الدُّروبِ الفانية 
وأعالجُ النَّجَماتِ في سفري الطَّويلِ
فتهرُبُ النجماتُ مني وتملُّ من حزني الشّريد
فلا أرى 
إلآ ظِلالي تحتَ أنَّاتِ الرَّصيف...




مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

مغالطات

2





ما كنتُ أحسَبُ أنَّ العُمرَ يقلبُ في قلبي مُعــــــادلَةً فُــهِّـمتُ فحواها
فالوردُ أصدقُ أن تحكي به لغةٌ فــالـتُّـــرب مُنبتُها والمــــاءُ أحياها
والقلبُ منقطِعُ الأنفاسِ مـــن ظـــمإٍ ما عاش في غدِهِ إلآَّ ليــلقاهـــا
فالطَّيفُ في هــَلَــــعٍ قــد ساقهُ ولّعٌ في جوفِ ليلتِها تُصليه تقواهـــا
فأتيتُ من بردى في الليلِ يكلؤني نارنجُ حارتِنا والليلُ أخفاهــــــــا
ووجدتُني طرِباً في الليلِ لا أدري من سُكرِ جفوتِها أو سُكرِ مرآها
والوجــــــهُ من حزنٍ قد حاقه بؤسٌ ألله يحجُبُها إلاَّ لـيَـرعـاهـــا ؟!


 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

كبرت

0



كبِرتِ كبُرتِ وكنتُ أظنُّكِ لا تكبَرينْ
كبُرتِ كبِرتِ فليتَ الشَّبابَ يدومُ طويلاً
و ليتَ الشّآمَ تعودُ تعودُ
كما كنتُ أذكرُ أو تذكرينْ
كبِرتِ كبِرتِ كبُرتِ عليَّ
وفقهُ وضوئي 

لقد صارَ عُذراً كضوءِ الحنينْ
أبِنتَ الشّآمِ فماذا عراكِ
فماذا دهاكِ
أرحتِ هناكَ و أنتِ القدَرْ
و أنتِ الأرومةُ للمنتظرْ
وأنت و أنتِ فمن كنتِ أنتِ
ومن كنتُ حين رماني القدرْ !
كبِرتِ وكنتِ تظنِّينَ يوماً ...
كبِرتِ و كنتِ تُديمينَ لوماً
تُحبِّينَ لوكَ اللغاتِ كبانٍ
وكنتُ هنالكَ أتلو السُّورْ
_____________________
هناكَ عزيزتي حيثُ الرِّجالُ
تقبِّلُ ظلَّكِ دونَ انسجامْ
هناكَ عزيزتي إذ كنتُ أغلي
(موديلُ) حذائكِ
لونُ طلائكِ
شكلُ حِجابِكِ
كم كنتُ أغلي أغارُ أغارْ
أهيمُ أهيمْ
فيغلي دماغي كأنَّه قِدرْ
وأبحثُ غيرَ الودادِ وغير
الهيامِ و غيرَ
التياعي بحبِّكِ تحتَ الرَّصاص
فأبحثُ كيف المروءةُ تسمحُ
أسألُ كيف الشَّهامةُ تُشرحُ
أجمعُ أحسِبُ أضربُ أطرحُ 

يا للأسف!!
وكنتُ هنالكَ أحسِبُ أنَّكِ لا تكبَرينْ
ولكنْ كبِرتِ
فأين الشَّبابْ
وأينَ الفتوَّةُ وسطَ الصِّحابْ
وقهوةُ صحبِكِ وسطَ النَّديْ
وحفلةُ ميلادِكِ المُستطيرْ
ويومَ رأيتُكِ ...
لا ما رأيتُكْ
أشيطانةٌ تلكَ في ذا الحِجابْ !!
فيا للأسفْ !!
________________
عزائيْ بأني أراكِ كبِرتِ
وأنَّكِ بعدَ الشَّبابِ عقلتِ
وكنتُ أظنُّكِ لا تكبَرينْ
________________
 




مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

فهرس رسائل في الحب

0

الرسالة الأولى
الرسالة الثانية
الرسالة الثالثة
الرسالة الرابعة
الرسالة الخامسة
الرسالة السادسة
الرسالة السابعة
الرسالة الثامنة
الرسالة التاسعة
الرسالة العاشرة
الرسالة الحادية عشرة
الرسالة الثانية عشرة
الرسالة الثالثة عشرة
الرسالة الرابعة عشرة
الرسالة الخامسة عشرة
الرسالةالسادسة عشرة
الرسالة السابعة عشرة
الرسالة الثامنة عشرة
الرسالة التاسعة عشرة
الرسالة العشرون
الرسالة الحادية والعشرون
الرسالةالثانية و العشرون
الرسالة الثالثة والعشرون
الرسالة الرابعة و العشرون
الرسالة الخامسة و العشرون
الرسالة السادسة و العشرون
الرسالة السابعة و العشرون
الرسالة الثامنة والعشرون
الرسالة التاسعة و العشرون
الرسالة الثلاثون
الرسالة الحادية والثلاثون
الرسالة الثانية والثلاثون
الرسالة الثالثة و الثلاثون
الرسالة الرابعة و الثلاثون


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الرابعة و الثلاثون

0



أثناء عودتي, وبعد تجوالي في الحيِّ الزّاهرِ المُجاورِ لحيِّكِ ذيّاكِ القديمْ
عرّجتُ في طريقي على زُقاقٍ كان فيما مضى يملؤه أريجُ الياسمين
كنتُ أمشي الليلةَ حبيبتي بصُحبةِ قلمي,وطيفِكِـ ,وحبّي العقيمْ
فوَشوشتْ بلاطاتُ الزُّقاقِ مسامعَ قلبي بذكريات
و رشرشتْ نفحاتُه وجهي المُعفّرَ بآهات
فانتفض قلبي جريحاً ذبيحاً يرتشِفُ الأسى رشْفاً فليس يستقيم

أنسيتِ يومَ قسا عليَّ قلبُكِـ في الضُّحى!
و أزاح عني كلَّ سَعدٍ فامّحى!
أنسيتِ أم تُرى تجّاهلين!!
أم تذكرين!

أم تذكرينَ يومَ كنّا لا همٌّ على قلبِنا و لا آهاتٌ تغزوه
يومَ كُنّا , لم يكُن حبيبتي ثمّةَ أصواتُ مدافعَ ولا بواريد
إلاَّ بواريدُ الأطفالِ و مدافعُ العيد

يومَ كنّا , لم يكن حبيبتي همٌّ ولا ألمٌ سوى همومِ الحُبِّ وآلامُه
يومَ كنّا حبيبتي قضيبَي بانٍ في حديقةٍ دمشقيَّةٍ غنّاء

أوّاهُ يا غاليتي و ألفُ ألفِ آهٍ
حيث لم يكن يومَها قتلٌ و تهجيرٌ و تعذيبٌ و تشريد
سقى الله أيّامنا تلكـ الأول

ماتتِ اليومَ مشاعرُنا أم تراها تماوتت
فما للألمِ يعتصِرُ قلبي فبشطرَه!
و ما للحزنِ يكتسِح فؤادي فيُسكِرَه!

أدرِكي حبيبَكِـ المُضنى قبل والله لا تُدرِكيه
فلم يبقَ ههنا سوى بقايا من تراثٍ أو هباءٍ لجسدٍ نحيلٍ سقيم.


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثالثة و الثلاثون

0


من نبيذ نورك الخمري
و من لون ثوبك التبري
ركبت عطرا فريدا عجيب الشكل و الرائحة
أنشأت من أحرف اسمك قارورة صغيرة
قصبت جدرانها البلورية العاتية
بشيئ من أحمر شفاهك
الذي تركتيه على قميصي متعمدة في ليلة خطوبتنا
صببت ذلك النور العطري في تلك الزجاجة الثمينة
و  هبت نسائم الربيع الأول
فركنتها في زاوية مهملة من الحافة الحجرية السوداء
 في شرفتي
تحت شجيرة الياسمين العراتلي
فيحتسي ذلك السائل البلوري
مما تسكبه الشمس عند تباشيرها الأولى
علاوة عما ينشقه من شذى ياسمين دمشق
و ما يستشفه من تربتها و يغتذيه من مائها النمير
عساه بعد برهة يخرج للكون
شرابا فيه شفاء للناس من كل داء
يحتسوا منه بعيونهم و آذانهم لا بأفواههم
هذا ما كنت أرجوه من ذلك الصنيع
و هذا ما أضحيت أرمي إليه حبيبتي
 و مضى الربيع ربيع السنة إلى سبيله ولا زال ربيعي الخريفي يطرق بابي كل ليلة و كل صباح
وحال الحول وظلت تلك الزجاجة مكانها أتعهدها كل وقت
و أنظفها و أمسح عنها دمعات السماء
التي باتت تذرفها على أبناء جيراني
وبناتهم
في الفقد
و الموت
و الفساد
و الضياع

عدت ذات مساء إلى بيتي متأخراً
أنصت لأزيز الرصاص بكل خشوعٍ و ترنُّم
فكأنني أستمع للحن سماويّ
تضربه ملائكة الله
على أوتار من نور و نار
وقبل أتوجه إلى مكتبي
قصدت الشرفة أتفقد الطير فيها و الزجاجة
فلما أن رفعت ساقي أرتقي درجاتها
يبست الساق و تخشبت
و ذهلت لما أن رأيت الطير الذي فقد حبيبته قبل أيام
يقابل ظله على جدار الياسمين
و قد سكب القمر في تلك الليلة على ذلك الحائط
أرطالا من سائل الفضة
و هو لا يزال يسكب المزيد و المزيد
و ما كان ذلك الانبهار و تلك الدهشة مني
 إلا أنه عودني أن يكون في وقت كهذا
قد أوى إلى قطن فراشه القشي
دخلت الشرفة
اقتربت من ذلك الطائر الحزين البائس
مددت يدي أمسح رأسه و أطيب خاطره
ليسدل أجفانه
عل راحتي توصل لقلبه الصغير
شيئا مما فقد من حنان و عطف و حب و لهفة
و قد تعلق دون غيره بي كما لو كنت أحد أبويه
حتى غدوت أشعره لو كنت ذا ولد أحد أبنائي
ويا لذلك الرعب الذي غزا قلبي برماحٍ تلوكه
و تنفذ فيه من كل جهة وصوب
فتغزل به كما لو كانت خياطا و كان قلبي الحرير الرقيق
شعرت و ما شعرت
و كيف لي أن أجد شيئا من الشعر
و قد ذابت في كل أداة يستخدمها الكائن الحي
في تلك العملية
بسيطة كانت أو مركبة
مرهف الحس كان أو بليده
كيف لي أن أستطيع !!
و يا لرحمة ربي كيف تنزل على المرء في مصائبه
فيسلب ما أودعه في أحيانٍ تنزل عليه المصيبة
فكأنها صخرةٌ أو جبل عظيم
تهبط فوقه
فيسحب من تحتها لئلا يستشعرها
فلو أنها أصابته صيرته عهناً أو دقيقاً مذروا
تلك هي الرحمة الإلهية
تتلقى الإنسان كأنها سريرٌ أو نقالة إسعاف
تحتضنه برهة
بعيدا عما حل به حتى إذا ما مضى بعض الوقت
أرجعته موضعه
أو فوق تلك الصخرة لو كان حكيما
فتكون المصيبة له دفعا و رفعا يستند إليه بدل أن تستند عليه فتهلكه


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثانية و الثلاثون

0


القلم , الكتب , الدفاتر
و الفراشات التي تتوه بين أزاهير الربيع الدموي
و الشمس الشديدة السقم
و العصافير التي تئنُّ جراحاتها
في ليلاتها و صباحاتها
و صوت فنجان القهوة الصباحي في شرفتي
و هو يغني بحزن و أسى بالغين
و نجمات الصباح التي علقتها عوضا عن قناديل الأريج الذهبي في سماء غرفتي
تلك كلها
و أكثر منها
أضحت في بهجة و سرور و سعد لما أفاقت
و لم تك قد نامت
فوجدتك قليلة الوجود أو التواجد
أفتدركين يا صغيرتي
ما السر الذي يكمن وراء بشرها وسرورها !!
يخيل إلي أنها لا تزال تشم رائحة ثوبك الأبيض
الذي لم يعرف لأي غرض ترتدينه
فكما تعلمين
في موطني قليلا ما يستخدمون هذا اللون في الأردية إلا لغرض أوحد
فما أخال تجار السوق القديمة
يتكبدون مشقة بكورهم رغبة بجمع المال كما هي عادتهم
لا ,,,
فنفوسهم أوشكت أن تعود لها النخوة
و لكن بهذه الطريقة المبتكرة العصرية
إنما يفتحون متاجرهم رأفة بذوي كل شهيد أو شهيدة
و رحمة بهم أن لا يجدوا ما يكفنون به شهداءهم.

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الحادية و الثلاثون

0



هاكـِ كتابي هـــــــــــــــــــذا
ثــــمَّ ضميه إلى دواويني المـــلوَّنــةِ الجـــمـيـــلــةِ
و كــــتـــبـــي الـــــــمزركشـــــــةِ الصـَّــغــــيــــــــرة
ثــــــمَّ اركـــنــــي كـل تلكـِ على ذلكـِ الرَّفِ العالي,
فــــلا أحـــبِّذ رؤيـتـكـِ عــاكـفـةً على ترتيل قصائدي
بصــبـــابـــــةٍ عـــــــــلى ضـــــوء الشُّــــــــــــــمـوع,
قــــومي,,, ثـم افـتــحـي ذلــــكـِ الصندوقَ الخـزفيَّ
المــــرصَّـــــعَ بــــالفـسـيـفـســاء و الصَّـــــــــــــدَف,
و استـــخـــــرجي من خـبـــاياه مسوَّداتِ أشعـاري
و كـــرَّاســـاتي الباليــــة أو الجـــديـدة , فافتتحيها,
ثـــــــــــمَّ أطــــفـــئـــي هـــاتــيـــكـِ الشًّـــــــــــموع,
حبيبتي تشع من خلالها أنوار الحرف الذي خطتُتهُ
بمـــــــــــــــــدادكـ ذلــــــكِـ الــــــذي أهــــــــديتني,
و يضـيــئ ســنـاءٌ مشرقاً من حبِّكـِ الذي أوهبتني,
فلــتــقــــرئي الــــوحي كمــــا أنـــزل على صـاحبه
تقـــــرئين هفــــــواتــِـه , أخطـــــائَه , عثـــــــراتـــِـه ,
و تــــــــــــرين بــــيــن الــفــيــنـــة و الـفـــيـــنــــــــة
خطــــــوطـــاً لا يظـنُّـهــا رائيها ذات معنى أو فـــائدة,
أو أحرفاً لا تتصل بمـــــــا أكتب من قريبٍ أو بعـــيـــد,
و لكن هي من ضمن مـــا يوحى به إلي, فافهميها
فــــــإذا فـــعــــلــتِ ذلــــــــــــكـِ فـــــلـــتـــفـــخـــري,
و لـتـتـــيــــهي و لتـــحــلــقــي في الســــــمـــــاء,
بيـــــــــــــن البـــــــروج التي زُيــِّـنــَـت لــلــنـَّـاظـرين,
و حــُـفـِـظــَـت مــــن كـــــلِّ شــــيـــطــانٍ رجــيـــــم,
و لكنْ يجـــولها و يجــــــوبها الملائكــةُ و الملائكيِّون
مـن غــــيــــر ســــــابقِ إذنٍ أو لاحـــــــــق تحـــــذير.

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثلاثون

0

لا أحـــبِّذ رؤيـتـكـِ ســـــــاهـرةً على تصفــــحِ دواويني
بصــبـــابـــــةٍ عـــــــــلى ضـــــوء الشُّـــــــــــــــــــــــمـوع,
و لا ما كثةً على ترتيلها بتأنٍّ على صفحاتِ الشَّــــابكة
تبــــكـيــن و جـــــــــداً , و تـُـريـقــيــن الـــــدُّمـــــوع
لعمروكِـ ما خلقت هذه الكتب والدواوين لــــــكـ حبيبتي
فــفـــيــــها تــبــــدو الأشياء عـــــــلى غير ما هي عليه
فقد تـُصــــــوِّرُ الــلـــصَّ حبيباً , أو قــد تصور الحبيب لصاً
لا , لا كفي رجــــــــــــــوتـــكـ عـــــن هــــــذه الأفعـــــال
و افـــتـــتــــحـــي مـــــذكـــَّـراتي و مُســـــــــــــــــوَّداتي
فهـنـــالـكـ تــــبــدو لــكـ الحــقــائـق الأسطورية الخالدة,
فالتــــجــــار في الأســــــواق يــتـــحــدثون عن قسوتي
و المثقفات في الجامعات يحكين عـــن فــوقيَّةٍ بنظرتي
و النساء في المدينة
يغتظـــــن من كـــبري و غــــروري و فـــــــلسفتي
لا و لا . فهذه المعاني كلها تتضح جليةً في دواويني
و لـــــكــن ثمـــة معــــانٍ أخــــــرى في المسودات
لكل كلمة تـُـكـتـبُ و لـــــــكل حـــــــــــــرفٍ يهمس
إنما هي فلسفة الحياة حــبـــيـــبـــتــــــــي
إنما هي فلسفة الحياة


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة التاسعة والعشرون

0



يا لطالما تمنيت على الله أن تكون لي صديقةٌ أديبة ,
و حبيبة شاعرة ,
ملهمة ملهمة بكل حركاتها و سكناتها
 نظراتها و همساتها
فلما أتيتِ و قابلتْ عيناي عينيكـِ
فقطَّعتْ سيوفُها أوصال قلبي ,
 و جرَّحتْ نظراتها فؤادي ,
وارتأيتُ بكـِ كلَّ ما رجوتُ و تمنَّيتُ و حلمت و أكثر ,
ورأيتِ بي أجمل فتىً في قريش و الشَّام و أعظم ,
التفتُّ أنظر ساعة الحائط حيث التقينا
و ليتني لم أفعل ,,,
لقد كان زجاجُها عاكساً
 فرأيتُ ما لم أحسبْ أن أراه .
حبيبتي يا لشدَّ ألمي و وجعي ,
يا لعِظَمَ مصيبتي و فزعي ,
رأيتكـِ تلملمين القوافي التي رأيتها في عينيكـِ
لتتمة قصائدي ,
رأيتكـِ تلفلفين الصفحات التي عُشِّقَها قلمي ,
رأيتكـِ و ليتني ما رأيتك و لا التقيت بكـِ ,
رأيتكـِ تخيطين أكفاناً لقلبي بأشواكِ الورودِ التي أهديتُكِها ,
و من صفحاتِ الأشعارِ التي أسلمتُكِها
فليت أن تلكـِ  الأشواك خُلِقتْ سيوفاً و خناجرَ
تفتكُ قلبي قبل أن تغرزيها بصفحاتي .
ملعونةٌ تلكـِ الساعةُ التي أرتني ذلكـ المشهدَ المرعبَ ,
ملعونةٌ ملعونةٌ ملعونة

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثامنة و العشرون

0




و لــــكـن مـــا أفـعـل إن ســرى دم قــريش
 في عــــــــــروقي
و رضـــــعـــت لــــبــان الحــــنــان
و الـرقة و الحب مــــــن أمي
فنُشِّئتُ في أكــثـر أحــيـاءِ دمشـقَ قســـــــوةً
و جفاءا
و أشـــدِّهـا في الســلــم و الحــرب وجهاً
و أعتاهــــا ضــراوةً
فأبقيت حبيبتي كل الرقة و الحنان مختزنةً
في قلبي و جُل جوارحي
إلا أنني لا أستطيع أن أظهر سوى القســــــوة
فالوقت عصيبٌ و الزمان لئيمٌ و الحرب مستعرةٌ
فلا تقرئي سوى ما بين الســـــــطور
 أما السطور فلها من يقـــرؤهـــــــــــا
بل ويفهم أكثر المعاني الظاهرة منها
أما تلكـِ الفلسفية و ما يختبئ وراء النفس
 من حبٍّ
- في نصوص الإيذاء و التعبير عن الهجر أو البغضِ حتى-
 فهــــــي لـــــكـ حبيبتي
و لـــــكل مـــن ألقــى سمع فؤاده و هو شهيد.

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السابعة و العشرون

0


لو استطعتِ على بلاغة إعجازي ردَّاً سألتكـِ أن تــردي
و إلاَّ
فـــــــــــــــــــلا عــلـيــكـِـ عــتــبٌ
أو مــــــــلامـــــــة
و لا أحملكـِ حبيبتي مؤونة الفصاحة ,
و لا مشقة البلاغة
ردي بما يسمــــــــــحُ لـكـ حـرفـكـِ
و يطـوع لــكـ قلمكـ
فلست أكترث لردِّ نساء القوم
و لا شواعر الدنيا
بل و لا أديبات التاريخ و أدبائه لو جمعوا في عصرٍ واحدٍ حبيبتي
فكلٌ تعبِّــرُ في ردِّها عمــــــا يجــــــول في خــلــدهــــا
أو يطَّرِدُ في خاطرها ,
أو هي مفتقرةٌ ربما إليه في قلبها
لســـــــت أكثـــــــرث حـبــيــبــتــي لـــــلــــنــســــــــــاء
و لا آبـــــــه لهــــــنَّ فـــــيــــمـــا يـــقـــلـــن
 أو يــفــعـلــن
 أو يهمسن أو ينظرن
إنمـــا أهتـــم لأحـــــــرفٍ
بــــــل لنظــــــراتٍ ربـــَّـمـا
تــنــــظـرين بها لي
 أو لقصيدتي ,
 أو ربما لجيبي الـــــذي يمـســـكــ بـــه
ذلــــكــ القــــلــــم المطـــــلــــيِّ بـــــــالــــــذَّهـــــــــب
فلــــــــولا دوام نظـــــركـِ إلــيـه لقـد عــلــمــتُ أنه كان
 طــُـلـــي بــالــنــحــــــــاس أو الحــــديـــــد
 أو حـــتــــى بما هـــــو أخسُّ و أبخـــــــس.

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السادسة و العشرون

0

لاتكترثي لما يكتبونه عني أو اكتب ,
لا تهتمي بأقوالهم و أقوالي ,
لا تنظري لأفعالي و لما أقوم به
و لا تأبهي لتصرفاتي و لما توحي به لغة جسدي
أو حتى نظرات عيوني
ففي بعض لحظاتٍ يجنُّ بها شيطان غرامي ,
أو يتسامى الفكر فكري , و تتعالى كبريائي ,
فيسيطر أحدها على معظم تصرفاتي ,
إشاراتي و نظراتي و كلامي ,
يكفيك أن تصغي لما يهمس قلبك
أو يبوح طيفي في مسمعيه
حينما تختلين به حيِّيَّةً خجولةً
تكادين أن تخمري وجهك حياءً منه و تعفُّفاً من تواجده ,
فقلبي هو الذي يملي ما ينبغي أن يكون ,
و حبكـِ قضيَّةٌ صادقة , و حقيقةٌ لا فيها شكٌّ و لا ريب .
ثمَّ إنَّني لما قرأتُ و درستُ و راجعتُ علوم النفسيِّين
و ترَّهاتِ الفلاسفةِ و المناطقةِ , و جلَّ أقوالِ المتكلِّمين ,
و كدت أن أحيطَ بما أُجمعَ عليه من دراساتِ
الوعاظِ و النُّحاةِ و البلاغيين ,
و خالطتُ العلماءَ العاملينَ و المجتهدينَ الأصوليين ,
رأيتُ كلَّ ما كان و ما سيكونُ ناجماً
عمَّا لم أرَ ثمَّةَ من فهمَ أو علمَ
أو أوشكَ حتى على الخوضِ في تعلُّمه ,
فهل تراكـِ ممن فهمَ أو أراد أن يفهم ؟!!
أو علمَ أو أراد أن يعلم ؟!!



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الخامسة و العشرون

0


جرحُ أمِّي , نزيفها
يمنعني تاراتٍ أن أتغزَّلَ بجمالكـ و حورِ عينيكـ ,
و كيف لا تمنعني جروحها و لا أجد ثمَّةَ ما أضمِّدُها به
بل لا أستطيع و ربِّي لثمَ تلك الجروح ,
بشفتين أدمتهما الشُّقوقُ و القروح ,
فهل أراكـِ عاتبةً إيَّاي , أو لائمةً يراعي
إذا ما امتنع أن يخطَّ لك رسالة حبٍّ
أو كتابَ وجدٍ أو قصيدةَ غرام ؟!!
أنت أكرم و أعقل من ذلكـِ
فلا تتعجلي , و لا تتسرَّعي ,
لك جلُّ حبِّي و هيامي ما حييت ,
لسوف أخيط جراحاتها و لو برمش عيوني إن تعسَّر الخيط ,
و أضمِّدُها و لو بمزقٍ من جلدي
أو قطعٍ من قلبي إن فُـقِدَ الضماد ,
جرحُ أمي يؤلمني أيَّتها الحبية ,
و قد خبرتُ و فهم شعبي
أن لا طبيب أو مداوي لها غيري ,
فإلى من أكلُها ؟؟!!
صغيرتي :
لا تأسفي على بعادنا ,
فكلًّ ذلك لعمروكـ خيرٌ و أيُّ خير !
عمَّا قريب ستعودين و أعودُ ,
بشراكـِ حبيبتي بشراكـ
و لك أن تنشري عنِّي بشارتي حتَّى تبلغ الآفاق ,
و أيمُ الله إنَّني لأرى ما تحبِّين و أحبُّ نصب عينيَّ ,
فسلامٌ أيَّتها الحبيبة
و ألف ألفِ سلام ...


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الرابعة و العشرون

0

كوني ما شئتِ ,
 كوني كما شئتِ ,
و سأكون كما ينبغي أن أكون و حسب ,
لست أكترث للسِّياسة و لا السِّياسيِّين ,
و لو فعلت لفقتهم حنكةً و دهاءً ,
و لست آبه للإعلام و الصَّحفيين ,
و لو رمتُ لأطفأت بصيص أنوارهم بسطوعِ شمسي ,
ما يهمُّني من كلِّ الأمر أن أسنِدَ رأسي على ساريةٍ في قلبِ أمِّي ,
ذلك الصَّرح الهائل , لأسمع في خفقاته ألحان الرِّضا ,
و ترانيم الحبِّ الدِّمشقيِّ العتيق .
فهذا أنا , و هذه أمِّي دمشق.


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثالثة والعشرون

0


حبيبتي :
تحسبين أن أنحني أمامكــ رافعاً قبعتي !
أن أقبِّل يدكِ إذا التقيت بكــ في جمعٍ من النَّاس !!
و تتوهّمين أن نذهب في سهرةٍ فأقوم أراقصكــ أمام الجماهير مقتدياً بالمشركين الأجانب !!
عجباً ,, عجباً لأمركــ ,
أنسيت أنِّني عربيٌّ أصيل النَّسب ما من شائبةٍ في انتسابي العريق ؟!
أظننتِ  أنَّني كأولئكــ الذين يحسبون من أبناء جلدتنا , وينسبون خطأً لعروبتنا ,
ثمَّ يقلِّدون الإنكليز والطليان و يتزيون بزيهم ,
 و يحاكون حركاتهم و أفعالهم و طريقتهم
حتى في الخطوات و اللمسات ,
في المأكل و المشرب و الملبس ؟!
يحتذون حذوهم ,,,
حتَّى لو أنَّ أحدهم دخل جحرَ ضبٍّ لتبعوه ,,,
يتوهّم أولئكــ المغفَّلين المساكين أنَّ أفعالهم هي الحضارة بعينها ,,,
أحسبت أنَّني كذلكــ ؟!
أنا باحترامي و إجلالي لك أكثر منهم بما يحترمون نسائهم بآلاف المرَّات ,
لكنَّني سأعبِّر عن كلِّ ذلك
 بما يتماشى و يتوافق مع طريقتي و مذهبي ,
مع فكري وتربيتي ,
سأعبِر عن ذلكــ حبيبتي بطريقتي الشَّرقيَّة لا غير ,,
أكره طقوسهم و عاداتهم ,
أبغض أفعالهم وتصرفاتهم ,
أمقت طريقتهم و أسلوبهم الخبيث الدَّنيئ  ,,,
فما هو لعمروكــ إلاَّ التفلُّت و الاستهتار ,
و الشكــ و الريبة ,
و الحماقة و الغفلة ,
أنا عربيٌّ  ,,,
و حسبكــ بعروبتي فخراً .

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثانية والعشرون

0


حبيبتي :
أتدرين أنَّ قصَّة حبِّنا هي الأكثر طهارةً و عفَّةً على طول الزَّمان !!
أجل
إنَّها أطول قصَّةٍ
لو بقي فيها البطلان صائمين
ما أفسدت صومهما قبلةٌ شفة ,
بل لو بقيا على وضوئهما ما نقضه لمسة بشرة ,


و لكن ...
حبيبتي :
ألا تظنِّين أنَّ صومنا قد طال ,, و آن موعد الإفطار؟!
أولا تعتقدين
أن وضوئنا ينبغي أن يُنقض ؟!
كفانا ,,, كفى ..



فهــا أنـا قـد ادَّخـرت مــن مـــصـروفي الشَّـــخــــصـيِّ
 ثـــــمنَ خاتـــَـــمِ الخـطـــــــوبـــــَـــــة


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الحادية و العشرون

0
حبيبتي :
ألست ترين الأيدي الإلهيَّة في كلِّ مراحل قصَّتنا ؟!
فوالله إنِّي لأراها في الصغيرة قبل الكبيرة ,
منذ لقائنا الأوَّل و حتَّى السَّاعة ,
حتَّى في كلماتٍ كهذه أكتبها لكـ ,
 أرى المعونة عليها من ذي العلا جلَّ و عزّ ,
فأعيدي النَّظر في عينيَّ من جديد بعد هذه القطيعة الطَّويلة ,
تري نوراً تخرق أشعَّته أغشية قلبكــِ ,
فتنفتح له مدارج السُّلوك إلى حيث لا تعلمين ,
و لا تتأبَّي و تتدلَّلي ,,,
فلقد أخذت نصيبكــِ  من كلِّ ذلكــِ ,
حتَّى كاد دلُّ الأميرات أن يشبه دلالكــِ ...

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة العشرون

0

حبيبتي :
أتعلمين !! لو سنح لي القدر الفرصة ,
و هيَّئ الأسباب ,
فاستطعت إخراج قصَّتنا للنَّاس فيلماً !!
لحاز الدَّرجة الأولى عالميَّاً ,
و خصوصاً
عند الهيئة العالمية للصمّ و البكم ,
فقصَّتنا الوحيدة على مرِّ التَّاريخ
 الَّتي تستمرُّ على مرِّ الأعوام من غير تلفُّظٍ بكلامٍ ,
لذا سيفهمها الصمُّ أكثر من أيِّ قصَّةٍ أخرى ..


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة التاسعة عشرة

0



هل تعلمين
 لمَ كانت قصَّتنا أكثر قصص الحبِّ أسطوريَّةً ,
و أشدَّها تشويقاً و إثارة على مدى التَّاريخ !!
ذلكــِ لأنَّها أطول قصَّةٍ صامتة ,
التزم فيها الطَّرفان التَّكتُّم و الإسرار,
و التَّصبُّر و الإصرار ,
فوالله الذي لا إله إلاَّ هو ,
 ما يشبه تاريخ القلوب تاريخ قلبنا ,
 لا و لا يناظره بوجهٍ من الوجوه

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثامنة عشرة

0


حبيبتي :
بأيَّة طريقةٍ أحكي لهم أنَّني لم أستطع بكلِّ فنِّي و سحري ,
نبوغي بشعري ,
سلطان نظراتي و قوةِ شخصيَّتي و قهري ,
 لباقتي و لطفي ,
 مودَّتي و حناني ,
بأسلوبي الأدبيِّ الرَّفيع ,
 بدبلوماسيَّة تعاملي الفظيع ,
لم أقدر بكلِّ ذلكــِ
أن أحظى بأحرف اسمكــِ ملفوظةً من شفتيكــِ ,
أو أرقام هاتفكــِ وقد خطَّتها يمينكــِ ,
كيف أشرح
 لهم أنَّكــِ ما ارتضيت أن تتكلَّمي بعبارةٍ في الحبِّ واحدة ,
أو لفظةٍ عن طريقها شاردة ,

أو كلمةٍ عن مرادكــِ زائدة ,
كيف كيف ؟؟
كيف لي ؟!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السابعة عشرة

0


حبيبتي :
أتراهم يؤمنون ,, أتراهم يصدِّقون ,
 لا وربِّي ما أراهم يفعلون ,
لا و لا
بل سيقولون معلَّمٌ أو ساحرٌ مفتون ,
 أو كاهنٌ أو شاعرٌ مجنون ,
أو متأوِّلٌ أو متنبِّئٌ يتربَّص بنا غيب المنون ...
معلَّمٌ !!!
إي نعم ,,, علَّمَتني عيناكــِ حين أبصرتهما ,
فكُشِفَ الحجابُ عن بصيرتي ,
 فراحت تكتسب العلوم الغيبيَّة ,
ساحرٌ !!



إي و ربِّي ,,
صرت كذلك لمَّا رأيت السِّحر في أجفانك الكحيلة ,
كاهنٌ!!
بلى ,,, بلى ,,
فقد تكهَّنت لمَّا دعوتني أخلو بين أحضان الطَّبيعة لنجواكــِ ,
شاعرٌ مجنون !!
و إنَّني كذلك ,,
حينما سقيتني بإبريق نظراتِكــِ الشِّعر ,
ففقت شعراءَ عصري خيالاً و حسَّاً و فنَّا ,
و تكاثرت و تطاولت السيَّالات العصبيَّة في جسدي
ففضلتهم أدباً و لغة و مبنى ,
و تشعَّبت الحواس فعلوتهم فصاحةً و بلاغةً و لحنا ,




بل و ازداد جنون عبقريَّتي ,
و تحرَّك و اضطرب ماردٌ نبوغي ,,
فكيف لا ؟!
 و لِم لا ؟!
و أنت حبيبتي ؟!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السادسة عشرة

0

حبيبتي :
أخبريني كيف لي بعد هذه السنين ,
 الَّتي مرَّت على قلبي المولَّه , و فؤادي المدلَّه , أن أبقى ملتزماً السُكوت و قد ملأت كلَّ ما اشتريت من دفاتر وكراسات ,
 و أفرغت جلَّ ما اقتنيت من أقلام و استهلكت في كتباتي و مذكَّراتي كلَّ أداةٍ ودواة ,
 فانتشرت سيرة حبي ,
 و قصة قلبي على الألسنة ,
 في المنتديات العامة و الخاصَّة ,
حتَّى كادت أن تصير القصَّة المفضَّلة لدى فتيان المدينة و الفتيات ,
يتابعون جديدها بتشوُّقٍ و تلهُّفٍ و حنين ,
فيتعلَّموا من أحداثها المنشورة في شعري و نثري ,
و يتلقَّفوا من فضلاتِ أحبارِها
الَّتي أبثُّها على صفحات الشَّابكة العنكبوتية ,
أو في أوراق الصُّحف و الجرائد السِّياسيَّة ,
 و في الأندية و المجلاَّت الفنِّيَّة و الأدبية ,


حبيبتي :
كيف لي أن أخبرهم عن الحقيقة ؟!!
كيف لي أن أنبئهم أنَّ علمي و علمهم في أجوبة أسئلتهم سواء ,
بأيِّ وجهٍ تريدينني أن أقول لهم :
" لا أعرف جواباً واحداً على أسئلتكم الكثيرة الَّتي تدورُ في خلدكم "
كيف لهم أن يصدِّقوا كلامي حين أبغتهم
- لو طرحوا عليَّ السُّؤالات -
 قائلاً :
" لا أعرف اسم حبيبتي ,,,
  لا أعرف عنوانها ,,
  لستُ أحتفظ برقم هاتفها ,
بل لست أدري إن كانت من حيِّنا ,,
لست أدري إن كانت دمشقيَّة الوطن أم دمشقيَّة السَّكن ,
لست على علمٍ أهيَ سوريَّةُ
النَّسب أم تكون أجنبية ..."

حبيبتي :
أتراهم يؤمنون ,, أتراهم يصدِّقون ,
 لا وربِّي ما أراهم يفعلون ,
لا و لا
بل سيقولون معلَّمٌ أو ساحرٌ مفتون ,
 أو كاهنٌ أو شاعرٌ مجنون ,
أو متأوِّلٌ أو متنبِّئٌ يتربَّص بنا غيب المنون ...

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الخامسة عشرة

0


حبيبتي :
يتسائل النَّاس في المدينة
حبيبتي من تكون ,,
من أيِّة عائلةٍ ,, ما يكون اسمها ,,
هل هي من حيِّنا التُّراثيِّ القديم ,,
أم أنَّها من الأحياءِ المجاورة ,
هل هي من بيئتنا و طبقتنا ,,
أم أنَّها من طبقاتٍ اجتماعيةٍ مباينة ,
يتسائلون عن عمرِها ,
عن ثقافتها ,
عن طائفتها ,
يتسائلون عن اسم الجامعة التي تخرَّجت منها ,
أو المدرسةِ الثَّانويةِ أو الإعداديةِ الَّتي أتمت دراستها على مقاعدها ,
يتسائلون عن الحزب الذي انتسبت إليه ,
عن الحيِّ الَّذي تقطن فيه ,
يتسائلون عن أشياءَ كثيرة ...
يدفع بعضَهم الفضولُ , و آخرينَ التَّطفُّلُ ,,
و آخرون يتشّوقون متحرِّقين لمعرفة شخصكــِ ,, و آخرون ....
حبيبتي :
فمهما طال سكوتهم و انتظارهم
 لا بدَّ يبلغ الحدَّ الذي يدفعهم لطرح الأسئلة
فأشيري عليَّ فديتكــِ ,
أأخبرهم بالحقيقة الجنونيَّة الخيالية المرَّةِ ؟!
أم ألتزم الصَّمت الذي برى جسدي  ,
و التَّكتم الذي فرى كبدي ؟!
و لكن ...
إلى متى سيبقى الفؤاد مقفلاً
و الشِّفاه مطبقة ؟!
ألن يأتي اليوم الذي أعلن فيه للبشريَّة عنكــِ  ,,, و تعلنين ؟!



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الرابعة عشرة

0

حبيبتي :
لا أخـفـيـكــِ   أنــَّـني  توسَّــمتُ  فيــكــِ من الكبرِ و القسوةِ
و الجورِ و الـلــُّـؤمِ  الــــكـــثـيـر الــــكـــثـيـر
و لكن
لم يك حسباني صائباً ألبتَّة ,
فــلـقـد تجاوزتْ أفعالُ جـبـروتــِـكــِ و بـطــشِـكــِ بي
كــــلَّ تــــــخـــمـــيـــــــنٍ و حـــــــســبـــــــانٍ لي ,
حتَّى أنَّــكــِ لم تــتــركي لــلــتــَّـشــابـهِ بـيـنـهـُـمـا مـتـرَكا .
و لـولا أنـّـني كـنـتُ كـذلــكــِ في تـقـديــري و تــوقُّعي
إذاً لــــكـنـتُ الآن في عدادِ الشـــُّــهداء
أمــَّـا الـــــيـوم . . .
فــمـا أراني إلاَّ مـجـاهـدٌ لـمــَّــا يـنـلِ الشــَّـهـادة .
فــهـلْ تـُـراكــِ تــــدفـعـيـنـني إلى الـــــجـــهــــــادِ
فــــأكــــنْ شـــهـيـدَ الــحــــرب ؟!
أم أنَّـكــِ تـُـثـبــِّـطـيـن هـمــَّـتي
فــأتـقـاعسْ عــنها
فـــأخــلـدْ إلـــيـكــِ . . .
فــــأكــــنْ شـــهـيـدَ الـــحـــُـــبِّ ؟!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثالثة عشرة

0


حــبــيــبـــَـتــي  :
لا تــحــسـَـبــي كـــــمـــا يــــحــسـَـب جــُـــلُّ الــــنــــَّـاس
- مــخــطِـــئــيــن -
أنَّ كــــــلـــــمــــــاتي هــــــذه  ...
فلــــيـــست هـــــذه ســِــوى كُــــلـــيــــمـــاتٍ مـُــــبــعـثـرةٍ أرتــــجــِــلــُـهـــا
مـُـتــــلــقِّـــفـــاً إيَّــــاهـــا
تـــــارةً مــــن خـــــــــــــبــايـــــا نــفــســي
و طــــَــوراً مـــن بـعـــضِ أركـــانِ قـــلــبــي
و مـــــرَّةً مـــن تـــلافـــيـــــف عـــقــلــي ..
و لا تـــقــولي :
أتــضــُـنُّ عـلـى أصــدقــائــِـك و أحـبـابــِـك
  و أهــــلـِـــك  و جـــيـرانِك
بـكـلــِــمـاتــِـك الــعـذبــةِ الــــحــلــوةِ ،
و حــــروفِـــك الـــذَّهـــبــيـــَّةِ أو الفــضـــِّــيَّـــةِ

أو حتَّى الـــحــديــديَّـــَّــة؟
و تـمـنـعـهـم مـــن ورودِ  نـــبـــعــِـك الـــفـراتِ الــسـلســبـيــل ؟! ...
أفــرأيـــتِ إلى مـــُـــدرِّسٍ جـــامـــعيٍّ جـــعـــلــتــه الـــــوزارة ُ في روضـــة الأطـــــفـالِ قســــراً و ظـُـلـــمـاً ,
و كــُــفراً بـــمــعــارفــه ,
و جــحــوداً بـــفــــكــره الــــمـســتـنـيـر ,
و تــثـبـيـطـاً لــهـمــَّــتـِـه العــلـيــَّـــة,
و انتصاراً  لمن  فــاقــَـه جــاهـــاً  و أوى إلى ركــــنٍ مــنـهــم  شــديـــد ؟!
أيـــــكون ُحـــــالــُـــهُ فــــيــهـــا كــــحـــالـــه في أبــــــهــاءِ الـــــجــامــــعـــة
و قــاعـــاتـــِـهــا ؟!
أم تـــكونُ مـــــحـاضـــراتــه هــهــنــا كـــدروســِــه لـــذيــــنــكــِـ الــبـراعـم الـــصـــَّـغـــيـرة  ؟!
و لكنَّني أتــعـهـــَّــد لــكـِـ أن يـــبــلــُــغَ ذلـــكِـ
 الأســـتـــاذُ الـــقـديــرُ بـــتــلامــذتــــهِ
الــمـــبـلــغَ الـــذي يــتــأهـــَّـــلــونَ فـــيـه
لحضورِ
مـــحــاضـــراتــِــه  في مـــدارســهِ الـــعــالــيـة . . .
أبشـــــري  حـبـيـبـتي. . .
ســــــيـزولُ الــــــظُّـــلــمُ قــــريـــبــاً و يـــنـــقــشـعُ الـــــــــظَّــــلام
فـــإنَّ مــــوعـِــدَهمُ  الـــــصُّــبـــح ...
أليس الصـــُّـــــبـــحُ  بـــقــريـــــب ؟!

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثانية عشرة

0

تــــعـــالَي و تـطــــاولي و تـــكـبَّــري ,
 و تــــرفـــَّـعــيـ قــدْرَ مـــا شــئـــتِ ...
فــلــو اجــتــازت ذروتــُـكــِ السَّــــحابَ
لن يـــبــلـــغَ عُــلــوُّهــا شموخَ هــامتي ...
 و لا نَـصِـيـفَـه ...
و ســـأتــواضــعُ و أتــــرفَّــــقُ و أدنـــو
و أُنــيــخُ ســـنــامَ كـِـبــريـــائي و سُـــؤدُدِي و فَـخَـــارِي بــيـــن يــديــــكـِ
و أريــكـِ مِـن مــعـــاني ولائي ما لـَم تــتـــوقَّـــعـــي
عـســــاكـِ تــتــعـــلَّمي مِـن قــــولي و فــِــعـــــلي


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الحادية عشرة

0


لـــــقـد بــــلـغـتَ ســــــنَّ الـــكـــمــال ...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

لـــــقـد جـمـعـتَ كـــلَّ الـــخـِــصــــــال ...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا
...
و قــــد رأيــــتَ يـــــــومَ الـــــوصــــــال ...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

لـــــقـد عشـــــقـــتَ ذاك الــــجـــمال ...
 لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

و قــــد طـــــرحـــتَ ذاك السُّـــــــــؤال ...
 لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

و قــــد شـــــعــــرتَ كـُــلَّ الـــــــــدَّلال...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا


آمــــنــــتَ فـــيـــهـــــا - فهي الحلال -...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

و قــــد لــــبــســتَ ثــــوبَ الــجــــلال ...
 لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

و قــــد نســـيــــتَ كــــيــف الـمـُحـال ...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا

دخـــلـــــتَ تــــــرنـــو ســاحَ الـمـجال ...
لـــــــكـنَّـهـا لـــــمَّـــا










مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة العاشرة

0

قــولــي - إن شـــئـــتِ - لا أحــــبــُّـــك ...
 لا أريدك ...
لم أشــتـــَـــقْ إليك
أكـــرهــُــك  ... أمـــقـُــتــُـك ... أبــغــضـــــك ...
ففي لــغـــتـــي - الـــَّــتــي اســتــقــيــتُ مــفــرداتـــهـــا مـــن نـــظــراتــكـــِ -
تــعــنــي هــذه الــكـــلـــمـــات أضـــدادهـــــــا
فـــحـــبــَّذا لـــو تـــكــثــــري مــنــهـــا ,
فـــأنــــا بــــأمسِّ الـــحــــاجــةِ لســمــاعــهــا مــــنــكـــِ ...
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة التاسعة

0
سـتـقـرئـيـن يـا حـبـيـبــتي ... سـتـقـرئـيـن
سـتـقـرئـيـن بـعــيــنــيــن جـمـيـلـتــيـن جـديـدتـيـن ,
لا تحسـبـي أنَّـهـمـا تـلـكـمـا الســوداوتين أو الــــزَّرقــــاوتين الــتــيــن يــــراهـــمـــا الــــــــنـــَّــــاسُ جــــــمـــيـــعـــاً ,
و إنَّـــــمـــــا عـــــيـــــونٌ خـُــلـــقــَـت لأجلي ,
 لا يـراهــا ثـــمَّــة مـخـــلـوقٌ على وجـــــه الـبـسـيـطـة ســواي
حتَّى أنــــــت  ...
أجل حتَّى أنــــــتِ لاتستـطـيـعـيـن رؤيـــتـــَــها مــالــَــم آذن بكشفِ الـــحــِــجــــاب...


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثامنة

0
ســتــقــرئـــيـــن مـــن أبـــواب الــغــيـــب عــــلــومـــاً قــديــمــةً مــجــهــولــةً مــنـدثـرة ,
و أخـــرى جــديــدةً بــــديــــعــــةً مــبــتــكــرةً
تـــكـــونــيـــن ســــبَّــــاقــــــــــــــةً إلــيــهــا ,
عـــــلـــومٌ اسـتــعــصــت عــلــى الأفــــذاذِ الــجــهــابـــذة ,
و الــمــعــلِّـــمــيــن الأســــاتــذة
في كلِّ مــــكــــانٍ و زمــــــان ,
و مـــــن كلِّ ديــــنٍ و مــــذهــــبٍ و طــــائــــفــــة  ...
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السابعة

0
إن كـــُــنـتِ بـــلـــيــغـــةً مـــفــوَّهـــــة ...
فـــصــيـــحةً مـتــكــلــّــِـمـــةً جــريــئــة ,
قــويــــَّــة الشـــَّــخـــصــيــــَّـــةِ كــــمـا يـــعـــرفــــكـ الـــجـــمـــيـــع ,
لا تــخـــشـــيـــن الـــتـــَّــلــكــُّــؤَ و لا الــتـــَّـــلــعــثـُـمَ في الـــمواقــــفِ الــحــرجةِ و الـحـســَّـــاســـة ,
 و كـــنـــتِ صـــــادقـــــةً ...
 واثــــــقــــةً مـــمــَّا تــــدَّعـــيـــن
في رفـــضـــكِ حـــُــبــِّي , و عُـــزوفِـــــكِ عن أمرِ قلبي ,
فـــــهـــــلاَّ أرخـــيـــتِ الــــزِّمـــامَ لــعــيـــنــــيـــكـ
و تـــجــــــرَّأتِ أن تسمحي لـــهــمـــا
 بــــــــلـقـــاءٍ يـــــدومُ لــــــثـــوانٍ مع عينيَّ يــســتــشــفـــّــا مــنـــهــمــا مــــا يـــكــمــُـن خــلـــفَ هــــذه الـــصـــُّــــورةِ
الـــَّــتــي تــُــظـــهـــِـريــــنــَـهــــا لـِــلـــبـــشـــرِ تـــــخــَـالـــيـــن أن توهــمــيـني بــهــا
كــمــا تــــوهـــمـــيـــهــم...
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السادسة

0

إلى متى ستؤجَّلُ المواعيد ؟!

إلى متى سنتكلَّمُ من بعيد ؟!

إلى متى سيبقى السَّلامِ أكثـــرَ ما بيننا من الكـــــــلام ؟!
 
إلى متى سنستخدمُ لغةَ العيونِ عوضاً عن لغةِ الشِّفاه ؟!

إلى متى أيَّـــــتــــــُــــــهـــــا الــظَّـــــــــلــــــــــــــــــــــــــوم ؟!

إلى متى ؟!

إلى متى ؟!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الخامسة

0

ستقرئين يا حبيبتي ما وددت قوله أو كتابته ,
 و لكنَّكـ كنت تأبين تلقي رسائلي الشَّفويَّة أو الكتابيَّة
و بكلِّ الّلُغات
أعلمُ أنَّك قرأتِ الكثيرَ الكثيرَ كما تعلمين ,
و لكنَّ قصَّتَنا - و بعد هذه السِّنين - أعظمَ وأطولَ
من أن يكون قد حان وقتُ شُروعِهَا ...
ستَصِلُكِ رسائلي تِباعاً , فـتـهـيَّـئي عـزيـزتي لاستقبالــها...
و إلاَّ
فـلـِصـدِّهـا
سأستخدمُ في تبيلغِهَا جُلَّ قُدُرَاتي ,
و معظَم طاقاتي الَّتي لا تعرفين ...
فإنَّ تلك الَّتي تعرفين - و قد كادت أن تذهبَ بِبصري -
لم تُغنِ عنِّي من عنادكِ و تعنُّتِك شيئاً…
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الرابعة

0

سـتـقـرئـيـن أسـرار الــطـَّـبـيـعـة مــــنــذ الـــيـــوم ,
و سـتـقـرئـيـن مـا أنـت بـحــاجــةٍ إلـيــــه مــن فــلـســفــةٍ عــمــيــقــةٍ
لا تــشــعـــريـــن بــــحاجــتـــك إلــيـــهــا ,
فـــأنـــت تـــعــتــقــديـــن أنَّــــك صــاحــبـــة فــلــسفـةٍ ثريَّةٍ ليِّنة ,, أو خصبةٍ بــيــِّـنـة ...
و إنَّكـ لـــكــذلـــكـ
إلاَّ انَّ فـــلـســفــتــكـ هــــذه
مـــرفـــوضــــةٌ في مــذهـــبــي ,
مـــدحـــوضـــةٌ أدلــَّــتـُـهــا ,
 لا يـــمـــكــن الـــبــرهـــانُ عــلــيــهــا بـــوجـــهٍ واحـــدٍ
 مــــن أوجــــه الـــمـــنـــطـــقِ الأصـــولي السَّليم
 في عـــالــمـــي 



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثالثة

0

أعدكـ أن تقرئي كلَّ الكلمات الَّتي استطعت قراءتها في حزن عيوني ,
 و التي لم تستطيعي قراءتها
فأوحت لكـ بها تنهُّداتي و شجوني ,
و لكنَّكـ ستقرئينها هذه المرَّة على صفحاتٍ جديدة ...
خذي مثالاً أوراق الشَّجر المتساقطة ...
و هاكـ آخر خدود الورد و أزراره ,
على شطآن السَّماء ، و على مناديل الغيم البيضاء ,
و في عيون الفتيان و الفتيات , و الرِّجال و النِّساء ,
 حتَّى ليخيَّل إليك, أنَّ بكلِّهم وجدٌ و صبابةٌ و حنين … 
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثانية

0

تـسـلَّـقـي سـُـــلــَّــم الــــمـجـد ,
و اعــتــصــمــي بـحـبـل الــــكـرامـــة ,
و اعـــتــلــي بـــنـاءَ الــعـــزَّة و السُّــــؤدُد ,
فــــقــد فــشـــــل الـــكـــثـــيــرون بـــالــــكـثـيـر
 مـــن الـــمــحـاولات
جــاهـــلـــيـن أو مــتـــجــاهلــيــن أنــَّــهـــم فشـــلـــوا
كي تـــنـــجـــحــي وحــدكِ حـبـيـبـتـي ...
أنــا لـــكِ كـــلُّ تــــلــك
فـــلا تــقــنـَــطي و لا تـــحـــزني و أبشــــري بـالــجـــنَّــة الـَّتـي كـنـتِ تــوعدين
أنــا ولــيُّـــك في الـــحـــيـــاةِ الــــدُّنـــيـــا و في الآخـــرة
إن شاء الله ربُّ العالمين ...
  

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الأولى

0





يمين الله إنّك لأكثر امرأةٍ عرفتها عناداً و تعنُّتاً ...
 و ما أردتك إلاَّ كذلك
و كما أردتك كذلك فكنت ...
فستكونين أكثر امرأةٍ عرفتها يسراً و لينا .
فتَعَالي قدر ما شئت ...
و تكبَّري و تطاولي فأنت جميلةٌ كذلك ...
 بل لست جميلةً إلاَّ كذلك…

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

رُبَّما

0


ورُبَّما كان جمالُك وهمٌ وبنيانُكَ حُطام
ورُبَّما جُعِلتَ على مِنصَّةِ الحياةِ مُجرَّدَ وبالٍ على هذا الزِّحام
فزدتَ على كتابِ الطَّهارةِ بابَ "الانسلاخِ من عيشِ الهوام"
وكنت كأنتَ فأنتَ العيّيُّ الغبيُّ السَّفيه
وأنت الشريدُ الطَّريدُ القعيد
وأنتَ الأسيرُ الكسيرُ الحسير
وأنت في البدء المُلامُ وفي النهاية المُلام
لأنَّك فقيرٌ , ويكفيك عيباً بأنّك فقير.




 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

فهرس سن الأسطورية

0
=المرحلة الأولى
-الفصل الأول 
-الفصل الثاني
-الفصل الثالث 
-الفصل الرابع 
-الفصل الخامس 
-عودٌ على بدء 
=المرحلة الثانية
-الفصل الأول 
 -الفصل الثاني
-الفصل الثالث
-الفصل الرابع
-الفصل الخامس


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

عود على بدء

0

هذا يومٌ لم يزلِ البين فيه يقضُّ مضجعي و يهوي بعزيمتي و يسرق من مشاعري ما أعرفه و ما لا يتبين حتى مع الرجل الحكيم ذي النظر النافذ و الإحساس المرهف و الإلهام الذي يعلو كلَّ إلهامٍ في بني البشر إلا إلهام النّبيين و أولياء الله المقرّبين
هذا يومٌ اهتزّت به شجرة طالما اعتنيت بها و سمدتها و أزلت عن تربتها كلَّ أذى و عن أغصانها كل قذى فأتى الربيع و لما تزهر شجرتي و حال عليها الحول و لم أر لها ثمرا ناضجا حلواً يذوب كالصَّمغ في الحلق قبل المضغ أجعله قوتي لي و لأهل بيتي و أرائي به كل عدو و حاسد و عذول
هذا يومٌ ما عرفت أنه يوم حتى أتى صباح غده و لم يك لي فيه قوة و لا حول إلا ما أمدني به رب الوجود الذي ملكني بفضله ملكاً أكاد احسب أن لم يكن لأحدٍ من قبلي حتى رأيتني لا أبدله بتاجٍ مرصّعٍ يعقد لي على أطراف الأرض و أقاصيها و أصقاعها كلها فما أن بلغت ذلك المقام بحوله وجدتني أزهد حتى فيه خوفاً من حياةٍ لا نهاية لها و لا حد يصلى بها الكافر في الجحيم إلى الأبد ذلك المعنى الذي لا يكاد يستطيع إدراكه عقلنا نحن البشر في هذه الحياة الفانية التي مهما طال فيها عمر الرجل فلا بد يوم على آلة حدباء محمول خارجاً من هذه الحياة منتقلا إلى دار الخلود التي لا فناء فيها و لا رقود و لا زمان فيها و لا سنين فأيُّ الحياتين أحقُّ أن نوليها منا اهتماما و انشغالاً أهذه الحياة الأبدية السرمدية أم تلك التي لا يساوي ملكها عند مالكها جناح بعوضة و لو ساوت ذلك القدر الضئيل لمنعها عن عدوه !!
هذا يومٌ استكملت فيه -أو كدت- الخروج عن هذه الحياة الماديةَّ التي لا بد للمؤمن  من خوضها حتى يلتحق بدار السلام التي يدعوه فيها ملكها بـ "من الحيِّ الذي لا يموت إلى الحيِّ الذي لا يموت"
بهذا اليوم الذي كنت قبله ألهث ثلاثين عاماً حتى أبلغه فأشمخ بكمال الأسطورة التي رسمت لي معتزا مفتخرا بذلك العرش الذي وهبته فأنقته و زينته و زركشته وأوشكت فيه على استلام الحكم الذي قدر لي و تنفيذ المهمة التي أنيطت بي و البدء في إشهار سيف دولتي و رفع راية الحقِّ الذي طفقت أتعلم أبجديتها طوال تلك السنين
حتى إذا بلغت ذلك اليوم وتبصَّرت فيما يكون بعد إتمام هذه الأسطورة الغريبة المحببة التي أضحت قريبةً من كلِّ نفسٍ و تساءلت فيما يكون بعدها المصير و إلام يكون المنقلب و هل أكون إلى فوز كبير أو إلى خسران مبين ذابت عندها تلك القصة الكاملة كما يذوب الشمع في النار و رحت أتفكر في قدرة القدير و عظمته و جبروته رحت أستجلي قدر عقابه و شدة عذابه و جليل انتقامه و عظيم بطشه فيمن كفر و ارتدَّ عن الصِّراط الذي هداه فنكب عنه و ارتدّ إلى هواه و اتبع شهواته وأخلد إلى الأرض فما انتفع بعلمه و لا بما آته الله من فكر و رأيٍ و عقل
وظللت كذلك ليل نهار أكاد ان ارى جهنم و أحس لفحها و أتخيل ذلك الموقف العصيب الذي يفر فيه المرء من أمه و أبيه بل و يفتدي المجرم من عذابه بأخيه و صاحبته و بنيه
ذلك يوم بتُّ أتفكر بأهواله حتى جننت أو كدت فانطرحت أرضاً حتى صار العذاب عذابي لا يقارن بعذابٍ في هذه الحياة الدنيا  أقول ذلك و ليس قولي من باب الإغراق أو المبالغة الشعرية أو الأدبية وإنما لو قيس عذاب الفكر بذلك اليوم بأشدِ عذاب في الدنيا لكان هذا دونه
وأنا الذي كنت أثق بعفو الله و غفرانه و لكن ...
و لكن ماذا لو أنَّ هذا الاتكال كان تواكلا و ماذا لو كانت هذه التقوى رياء و ماذا لو كان ذلك الإيمان باللسان لا في القلب ؟؟!!!
ماذا لو كان و ماذا لو كان و ماذا لو لم يكن
فمن ينجيني من هول موقف لا تكون النجاة فيه إلا بيد واحدٍ أحد !!
فلقد أمسيت أتخوف من العلم بعد أن كنت نهما فيه لا يكاد الكتاب يفارقني حتى خلال نومي سويعات أو تناول طعامي دقائق معدودات فإن كان ذلك فلا بد أنني تاركه للتفكر في محتوى واحد أو نقد آخر أو إعجاب بثالث أو في رسم قصيدة و استنباط معنى جديد يكون في جيد الأدب جوهرة يتيمة و صرت أحسد العامة وأشباه العامة على سذاجتهم حتى لكثيرا ما أتمثل قول أبي الطيب :
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
و أخو الجهالة بالشقاوة ينعم

أمَّا الحبُّ ...
    ذلك المعنى الروحاني الشفاف الذي طالما قد كان لي المتفسح الوحيد إذا ما أثقلتني الهموم ففررت إليه حتى من همومه
    و لجأت و احتميت بأسواره و حصونه معتصما بحبل الله و محبوبتي التي لا يكاد طيفها يفارقني و لا أفارقه فقد بات في هذا اليوم شبحاً ضبابيا رماديَّ اللون يكاد فوق البلاط الأسود يسيل
و أرهقت روحي أيما إرهاق و انزويت عن المحبين انزواء جديدا و أبعدت نفسي عن مجامع العشاق و رحلت دون طلب الرحيل و استنزفت قواي دون طائل و لا ميل وفي كل ناحية وعلى كل قبيل
و صارت أية عادة أعتادها لئيمة كريهة مشئومة و كل إشارة أتلقاها و لو كانت كل البشر لهي في مذمومة أتلقى المراسيل من الشياطين والأبالسة و قد كنت بالأمس أستلمها من الملائكة استلام اليد باليد  فأي عذاب إلا و هو العذاب الذي فيه أقضي ديمومة مطلقة تقضي على أجزاء التفاؤل المصحوب بالخجل و تحيل كل رائحة في أنفي رائحة نتن مميتة إن لم يقتلني التبغ كادت هي القاتلة
عذاب ما شهدت على ما عانيت من كل عذاب له نظيرا و لا شبيها
و علمت حينها و تيقنت انفصال روحي عن البدن حيث أنّّ هذا في النعيم مقيم و تلك في العذاب الذي لا يفارقها و لا تفارقه النكال الأليم و تعاظمت الهوة في كل لحظة فيما بينهما حتى صارا عدوين لدودين
و استنزفت قوة القلم و مداده ذلك السائل الإبريزي و أشعة ضوئه الفضية المنسكبة على كراسات العلم و المعرفة و الحكمة العالية الرفيعة و ابتعد عني و ابتعدت عنه و وجل مني و أغضيت منه فما يجمعنا يقظة و لا منام و صارت كل بشرى و إشارة لديَّ هي بمعنى نذير الشؤم لا أستطيع تبينها و لا قراءتها إلا كذلك و احترت فما تنفك الحيرة ملتصقة بي
و هام كل مجد أدركته أو أنا موقن بإدراكه و ابتعد و تلاشى فما عاد له في ذاتي معنى ولا هيئة و لا رسم
و زهدت بكل لحن عزفته و كل لوحة أبدعتها و كل مصنف و مؤلف و نظم فما يحبب إلى نفسي شيء و قد أحبت قبل كل شيء تلك النفس التي كانت ترى في عدوها  صديقا محتملا مرتقبا و في عذابها نعيما اقتربا
و في فقرها غنى و في بؤسها هناءة و في البين و صلا و في القرِّ عافية و في الحمى مطببة شافية و في البعد قربا و في الذل لله عزا رفيعا و في الانحناء له  حصنا منيعا
تلك النفس التي أضحت لا تعلم للتشاؤم رسما ولا هيئة باتت لا تدرك للتفاؤل معنى و لا صورة
فأين غبت كل تلك وأين راحت ثمَّ أين أين؟!
ربما أنك لا تصدق لو قلت لك أن القمر الذي كان يوحي لي قصائد و فرائد في الحب و الجمال و الفلسفة و الدلال أمسى أحد أسباب تشاؤمي و انفلاتي في حظيرة العذاب و إن شعاعه ذلك الذي كان يذهب عني في الصيف حره و في الشتاء قره فيسبغ علي حلة و رداء جميلا جليلا في ظاهر جسدي و في فؤادي و على قلبي و أوردتي و أعصابي و أهدابي حتى على ألفاظي و أنغامي لما أدندن بها أو أرسمها على بريق شعاعه المنبعث في الدجى لقد صار هذا الشعاع كأنه وهج جهنم على روحي قبل جسدي و على حشاشتي قبل ظاهر جلدي
نعم النجوم التي كنت أعدها لأهدي كل واحدة منها لحبيبة أحببتها في ماضي سني حياتي أو أنظم منها قلادة أو سبحة أجعلها في عنق حبيبيتي لقد صارت كأنها لي شهابا رصدا يذيقني من عذاب أليم فيدمر كل ما لي و كل ما أتيت به  أو خلفته ورائي حتى الشمعة التي كانت طالما ترافقني في ليالي الطوال أناجيها و أناغيها و أبثها تارات ما بي من حر الجوى و أطوارا ما اجد من وجدي للحبيبة أو من ألم في هجرانها أو أعلمها الأمل و تعلمني الصبر و التضحية فيستخلص كلانا في كل سهرة كتابا جليلا قد ينشره في الضحى كل منا في أمته فيقرؤوه ويفيدوا منها ما لم يفده كائن بشري و لا كائن شمعي
تلك الشمعة أمست لي رمزا للعذاب و آية في احتراق القلب و الروح معا في غابة تتحد فيها أغصان أشجار الألم العظيمة
حتى الفراشة و العصافير و الأزاهير
شجيرات الورد و أغصانه المائسة
شمس الضحى الدافئة
الأسماك الصغيرة و القطط الوديعة المحبوبة و الطفل الوليد الرضيع
في أثناء كل ذلك و حنايا و تضاعيف كل تلك أقرأ علامة الشقاء و التعاسة المستديمة التي لا مناص منها و لا نجاء
حقا أقول لقد عشت خارج هذا السور المكاني المحيط بنا الذي أسلفت عنه في بدء كتابي هذا و لم أكن قد تخيلت و لا ألهمت و لا توقعت حينها أن كيف سأخرج عن هذا الإطار الهوائي الشفاف المكتنز العريض
تاركا ورائي جسدا فانيا تسري به بقية من روحي لتبقيه على بقية من الحياة و لو أنني أقولها على المصطلح المتعارف عليه فيما بين البشر إلا أني لست اجد لذلك حقيقة عندي و إنك لتجد في النائم خروجا لروحه يسمى موت جزئي تكون فيه الروح خارج جسده بمقدار تبقي فيه رمق الحياة إلا أنك لو آذيت جسده و لو بطرف دبوس لانتبه من غفوته تلك بل حتى لو أدنيت من عينيه مصباحا لرأى في منامه ربما أنه ينظر في الشمس أو قربت منه شعلة لرأى أنه يتحرق بنار و ما شاكل ذلك في حالة النوم و مفارقة الروح الجسد
أما في الانفصال الطارئ عليَّ فما عدت أجد مما يجده النائم في حالاته تلك شيئا
و ليت شعري فمن يكترث لكل ذلك ممن حولي حتى أنني ما عدت أجد ذلك الحبل المتصل بيني وبين قرائي الذين كنت أبثهم جل ما يحل بي بل أقول و ما عساهم نافعي أو مخلصي من تلك البلوى و ذلك المصاب و الوصب
و بعد أن عدت من تلك الرحلة الزمنية في أعماق التاريخ و أدراجه  غائصا متشعبا بين رجالاته و خرافاته و ما اجتمعت بكل ذلك على من قد أصيب بمثل مصابي و لا ذاق شيئا من فوادحي و أوصابي

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه