عصفَ الجمال

0



عصفَ الجمال فقلتُ ويحكَ ما بي؟
كُنتَ النعيمَ فصِرتَ من أوصابي

ما بالُ   سِربالِ  السَّعادةِ  والهنا
قد صارَ لي في البِيدِ أوبَ شبابي

اللهُ يخلُقُ كلَّ يومٍ ألفَ وجهٍ
فاتكٍ    أو   فاتنٍ     جذّابِ

ما بالُها تلك الألوفُ تنازلت
عن حُسنِها لمليحةٍ في بابي

عصفَ الجمالُ ولمْ أُرِدْ إغضابَهُ
فإذا   به   مستوفرُ    الأسباب

عصفَ الجمالُ ولمْ أُرِدْ إغضابَهُ
لكنّه  قد  حار   في    إغضابي

فلأيِّ  شيء   يا جمالُ  ترنّحتْ
أغصانيَ الخضراءُ ضمنَ إهابي

أم  أيَّ  ذنبٍ  قد  أتيتُ ؟!  تكرُّما
صفحاً ... أجبني لا يُساق جوابي

وبأي  شيءٍ  قد  تهافتَ   شِعرُنا
أم كيف   هذا   يستحلُّ  عذابي

فالسُّهدُ في بدءِ الهوى   مُتَكَلّف
واليومَ  سُهدي  متلفٌ أعصابي

فكفاك جوراً ... إن أتيتُ كبيرةً
فاقبلْ رجوتُك يا جمالُ متابي
 

 



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أنحيلة الوركين

0


أنحيلة الوركين هاك قصائدي
ولتحتسي فنجانك العشرين
ثم تلحفي بجرائدي
وتدللي
وتمددي
وتعطري
واستمتعي
بموائدي
هذي القوافي كلها
عربية
شامية
تتنزل الأبيات عند تشوقي
فيكون شعرا ثم حبرا ثم شعرا
وتعاند الأفكار نبض مشاعري
فتعيث في الأرجاء شرا
في المسا متبعثرا
ويصيح شيطاني فصيحا
معلنا بدء المعارك في ميادين الوغى
فيفيض شطرا
ثم سطرا ثم شطرا
ويكون في الفنجان ألف
يا جميلة منصف
فالقهوة السوداء تقرع
 في شراييني طبول الحرب
هيا فاحتسي
فنجانك الخمسين
هيا
 واقرئي قانون هذي الحرب في أبياتها
وتعلقي
إن شئت في أستارها
وتطيبي
ما شئت من آبارها
واستخرجي المكياج من أسرراها
***
أنحيلةَ الوركين كم
كان القصيدُ مباركا
واليوم
ما هذي الليالي ليس تنشر عطرها
واليوم
ما هذي القوافي ليس يسهل نثرُها
او نظمُها
أو حكمُها
ما شئتِ قولي في الفناجين التي أهرقتها
وصببتها
وسكبتها
ألفيت كل قصائدي
في ذلك الصندوق ضمن خزانة
قد صُفِّحت بسبائك الفولاذ
تحت عريشة اللبلاب في بيتي العتيق
حيث البلابل في دمشق
 تعيد تلحين القصائد كلها
وتدوزن العود العريق
حيث الشقائق في دياري
 والرياحين  التي تشتاق شاعرها الرقيق
ذاك الجدار كأنني
الآن أسمع أنة
مكبوتة
مكتومة
تحت الزفير أو الشهيق
***
بنية العينين ما شأني وشأن قصائدي
واليوم أكتب ههنا
فردا وحيدا
أمضغ الأنات في المنفى السحيق
بعد البلاد النائية
أم كف والدتي تربت ثم تمسح جبهتي
تلك اليمين الحانية
أم سذاجة طفلتي
وبراءة الأطفال من سر الطبيعة ليس يعلم كنهها
أم فصاحة أختي الصغرى
ولي مشاعري
بحنانها
وفديت هيبة والدي
وهدوءه
نظارة
 وكأنني القاه ينظر عبرها في كتبه
أم زوجتي تلك الأم الرؤوم حبيبتي
إذ ترتب مكتبي وأريكتي
وتدندن طيلة يومها
بحنينها وحنانها
وتعيد ترتيب المشاعر
كي تصون عرينها
بنية العينين ما شأني وشأن قصائدي
وشجونها
وشؤونها؟

أنحيلة الوركينش
أنحيلة الوركين هاك قصائدي
ولتحتسي فنجانك العشرين
ثم تلحفي بجرائدي
وتدللي
وتمددي
وتعطري
واستمتعي
بموائدي
هذي القوافي كلها
عربية
شامية
تتنزل الأبيات عند تشوقي
فيكون شعرا ثم حبرا ثم شعرا
وتعاند الأفكار نبض مشاعري
فتعيث في الأرجاء شرا
في المسا متبعثرا
ويصيح شيطاني فصيحا
معلنا بدء المعارك في ميادين الوغى
فيفيض شطرا
ثم سطرا ثم شطرا
ويكون في الفنجان ألف
يا جميلة منصف
فالقهوة السوداء تقرع
 في شراييني طبول الحرب
هيا فاحتسي
فنجانك الخمسين
هيا
 واقرئي قانون هذي الحرب في أبياتها
وتعلقي
إن شئت في أستارها
وتطيبي
ما شئت من آبارها
واستخرجي المكياج من أسرراها
***
أنحيلةَ الوركين كم
كان القصيدُ مباركا
واليوم
ما هذي الليالي ليس تنشر عطرها
واليوم
ما هذي القوافي ليس يسهل نثرُها
او نظمُها
أو حكمُها
ما شئتِ قولي في الفناجين التي أهرقتها
وصببتها
وسكبتها
ألفيت كل قصائدي
في ذلك الصندوق ضمن خزانة
قد صُفِّحت بسبائك الفولاذ
تحت عريشة اللبلاب في بيتي العتيق
حيث البلابل في دمشق
 تعيد تلحين القصائد كلها
وتدوزن العود العريق
حيث الشقائق في دياري
 والرياحين  التي تشتاق شاعرها الرقيق
ذاك الجدار كأنني
الآن أسمع أنة
مكبوتة
مكتومة
تحت الزفير أو الشهيق
***
بنية العينين ما شأني وشأن قصائدي
واليوم أكتب ههنا
فردا وحيدا
أمضغ الأنات في المنفى السحيق
بعد البلاد النائية
أم كف والدتي تربت ثم تمسح جبهتي
تلك اليمين الحانية
أم سذاجة طفلتي
وبراءة الأطفال من سر الطبيعة ليس يعلم كنهها
أم فصاحة أختي الصغرى
ولي مشاعري
بحنانها
وفديت هيبة والدي
وهدوءه
نظارة
 وكأنني القاه ينظر عبرها في كتبه
أم زوجتي تلك الأم الرؤوم حبيبتي
إذ ترتب مكتبي وأريكتي
وتدندن طيلة يومها
بحنينها وحنانها
وتعيد ترتيب المشاعر
كي تصون عرينها
بنية العينين ما شأني وشأن قصائدي
وشجونها
وشؤونها؟

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

شاي ونهد

0


رويدا رويدا
دعينا بشرب الشاي نسكر
رويدا رويدا
فإني رسمت بضوء الشموع قصيدا
فحال نشيدا
وجاءت إلي بهذا الصباح
جميع النجوم
تعاف الغيوم
رويدا رويدا
فقد طاب سكري
وقد ناح شعري
وقد صاح ديك
فأيقظ أهلي
وأشعل جمري
وأنعش بحري
وأصلح سري
رويدا رويدا
رويدا رويدا
لقد أيقظتني نسائم حرى
فنادت فؤادي
فحلق فجرا
وقد بات دهرا
يعد الليالي
وفيها سعالي
أكاتمه قسرا
فيخنق صدري
رويدا رويدا
لقد أيقظتني
أنا المستهام
تعز علي
القوافي العظام
وقد طاب سكري
بشاي وشعر
فطاب السلام
وطاب الكلام
رويدا رويدا

لقد أيقظتني أناي فنمت
أفاق هنالك سري وشعري
وإن أنا نمت فإن أناي
هنالك يصحو
فيعبق حبري

فصبرا وصبرا
فما أنا أرجو انتهاء لصبري
فصبر الرجال كمثل البحار
ففيها اللآلي وفيها التجار
وفيها اللحوم وفيها المحار
وليس هناك انتهاء لبحر

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

تبصير

0



سترجع سوف تخبرني
ايا مفتاح قافيتي
وصفت بقولك الدنيا
وما حولي
وهذرمتي
والواني
وعصياني
جمعت جميع ما قالت
به أمي
وأصحابي
وإخواني
فمن انت
فقل بالله لا تخفي
فإني بت في شكٍّ
ألست صديقي الأول
ألست هنا
بمدرستي
بجامعتي
ألست أعز جيراني

 أضعت هناك مفتاحي
بيوم النزهة الكبرى
سرقت هناك مصباحي؟
قرأت وريقة صغرى
بها خبأت أوصافي
وأشواقي
وإحساسي
وتحناني

 ألست صديقي الأول
ألست حبيبي الأمثل
ألست النار تكويني
بليلاتي
وتصليني
بها شوقا
بسهراتي
وتبعثني كمثل الماء نضاحا
هنا عذبا
بآهاتي وأشجاني

 فما ذنبي
فأخبرني
وأنبئني
ونبهني
رجوتك لا تعذبني
ولا تشعل بي الأشواق
أتوه أجن
أروح أسيح في الأسواق
أطير أغوص
في الآفاق والأعماق
تزيد نزيف شرياني

 أضعت؟
أتهت
في سري
ومن يارب أرسله
لكي يحكي هنا سري
وكيف القدرة العليا
لتخلق مثله
عجبا!!!
أبعد الرسل من يوحى
إليه
فلم أجد أبدا
ولم أقرأ
ولم أسمع
ولم أفهم
ولم أدر
بأن يوحى إلى بشر
ويهتف فيه
أويلقى
بروعه...
جل من يسمو
عن التشبيه والتمثيل
ألهمني
إلهي
كيف تلهمه!!

 أنا أنت
فلا تخشي
أنا المفتاح والمصباح
أنا "دكتورك"الجراح
أنا المرتاح
باطمئنان وجدان

لوكان عندكِ ما أكاتمُ من هوى

0





لوكان عندكِ ما أكاتمُ من هوى
لظننتِ أنْ طبعَ الصَّبابةِ أخرقُ

وعلمتِ أني لا أقولُ لكِ اركبي
في الموجِ نحوي إن رأيتني أغرقُ

وفهمتِ من أُسُسِ المحبةِ لعبةً
قد يستوي فيها المليكُ وبيدقُ

أبداً... جهلتِ كلَّ ما قدْ حلَّ بي
وشرعتِ في صدِّي وقلبي يخفقُ

وطفقتِ في زرعِ التَّكبُّرِ والنَّوى
وأنا بوصلِ حبالِ ودِّي أطفَقُ

أتُلامُ إن صِيدَتْ حمامةُ فارتمتْ
بشباكِ سِحرٍ فهي فيها تنقق!؟

وترينني في البيدِ سبعاً... بل أنا
ملكٌ عزيزٌ ههُنا... وموفَّقُ

فهنا لنا بستانُ كلُّ متونه
جن تهابُ السَّبع إذ هو مُطرقُ

فأطوفُ في تلك الصحاري مجاهدا
فيها وحيدا ... كيف مثلي يعشق!؟

فيم اجتماعي فيك والبيد ارتوت
من نهر حبي ...قبل كانت تحرق

فتحولت تلك الرمال كأنها
تبرٌ يرن رنينه بل يبرق

وتقلبت فيه العظاءة فالتوت
طورا تعانق حبها وتسابق

والشوك أصبح نرجسا وتحولت
ثم العضاة كياسمين يعبق

والنسر طار كعاشق... وتطورت
فيها النياق فأصبحت لا تلحق

وهُنا الدُّروبُ ترينَها مرسومةً
بعبيرِ شوقٍ هادرٍ يتدفقُ

وهنا الغيومُ كأنَّها من عسجدٍ
عندَ الغروبِ... وبعده تترقرقُ

وهنا الكمال ... إذا أتيت هنا تري
ن الشيء ليس كما يراه موثق

فالحب في الصحراء ليس مداهن
والشوق في الصحراء ليس منافق

والعلم في الصحراء علم مسافر
لاث المحبة صادق ومصدق

فالجوعُ في الصَّحراءِ جوعُ لذاذةٍ
والنَّجمُ دُرٌّ ههُنا يتألَّق

فلِكُلِّ نجمٍ لاحَ في غسقِ الدُّجى
صوتٌ رخيمٌ طاهرٌ بل مُشفِقُ

ولكلِّ نجمٍ في السَّما اسمٌ ظاهرٌ
فترينني مُتفقداً يتحقَّقُ

والرِّيحُ عندي صوتُها ألحانُها
لغةٌ تُكلِّمُ من ترومُ فتنطقُ

فتحادثُ الرَّجلَ الأصمَّ فينتشي
بسماعِها... تعظُ الجهولَ فيُشفِقُ

للريح صوت لو سمعت نداءه
لعلمت أن طبع الصبابة أخرق


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه