القصيد التائب

0



أيُّ المواكِبِ تزدهي كمواكبي! 
أم أيُّ شعرٍ في الدُّهورِ مُواكِبي؟!

أم أيُّ نسرٍ قد يُحلِّق يرتقي 
أم أيُّ لُجٍّ يحتوي كعجائبي؟!

أغرقتُ في ريعِ الصِّبا بصبابتي 
و مزجتُ تِبري في الدُّجى بشوائبي
 
و ظننتُ وهماً أنَّ حُبِّي صادِقاً 
فسقيتُ من ذاك الشرابِ صواحِبي  

واهاً رويمُ فكيفَ لي أن نلتقي 
و لقد بقيتُ كمثلِ جسمٍ ذائبِ 

ماذا ترين!! ترينَ ثوباً خالياً !
أم هيكلاً يُكسى بشَعرٍ شائبِ 

أم أدمُعاُ أسقيها قلباً صادياً 
و المسجدُ الأمويُّ يصرخُ واأبي

واهاً دمشقُ فأيُّ شعرٍ يزدهي 
أم ما أقولُ لعاتبٍ أو عائبِ 

أم كيف أمُّ ترينني مُتغزِّلاً 
أم يستوي بسريري أمي جانبي!  



أم كيف أضحكُ يا دمشقُ و أنتِ كالـثـ
ـثكلى .... بَنيكِ مُغيَّبٍ أو غائبِ 


أو تاجرٍ في السُّوقِ أرهق فقرَهم 
أو عالمٍ مستشيخٍ كالنَّاصبِ

أو سارقٍ أو فاسقٍ أو عاهرٍ 
أو صائدٍ في الماءِ غيرِ الرَّاسبِ

أدمشقُ أمي هل ترينَ بُنيَّكِ الــ
ـمقدام يهرب في الضُّحى من واجبِ؟!

و لكم هممتُ بأن أقولَ فتستوي
أحوالُ شعبي بالقصيدِ التَّائبِ 

فالخمرُ كان مُرَشرَشاً بقصائدي 
حولَ النُّهودِ و أيُّ شيءٍ حاق بي!!

عمري قضيتُ و قد قضيتُ مُداعِباُ 
أو ناهلاُ من كأس خصرِ الكاعبِ 

يا أيُّها الشُّبَّانُ ما أعمارُكُم 
إلاَّ كلمحٍ... أو كحبلِ الكاذبِ 

ماذا وجدتُ و ما وجدتُ سوى الأذى 
و الهمَّ من ذاك الربيع الذاهبِ 

أأقولُ أنِّي قد حييتُ إذاً أنا 
أهذي .. و إنِّي مثلُ ميتٍ آيبِ 

الآنَ أحيا على الصِّراطِ مُنافِحاً 
للمجدِ أهرعُ في الضُّحى بمواكبي 
 ***

21-9-2013


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

حرية حرية

0


دعيني أفكِّر كيف أشاء 
و أرسم نفسك كيف أشاء 

فأرسم وجهاً بحبر الطفولة 
ثم أخطُّ بعينٍ و راء 

فكيف تظنِّين أنِّي كهلٌ 
و لا زلتُ طفلاً يحطُّ العشاء ! 

دعيني فلست بطفل الأزقَّةِ 
لا في الظَّهيرةِ أو في المساء

فها قد لمحتكِ تُرخي السِّتارةَ 
كلُّكِ طُهرٌ بشِعرِ الحياء 

رأيتُ ضفيرتَكِ الفُستُقيَّةَ 
و عينَ الزُّبرجُدِ فيها وِجاء 

أزيتيَّةَ العينِ فيمَ سُكوتُكِ 
قد كان حرفُكِ فيه الدَّواءْ 

فهل تذكرينَ بماذا نطَقتِ 
و ماذا أجبتِ بذاكَ المساءْ 

و هل تذكرين نداءَ سميرةَ 
يوم تنادتْ بكلِّ غباءْ 

فجاء إلينا أبوكِ غضوباً 
و قال : لقد قلَّ فيك الحياءْ

فكنتً حزيناً لوصفِ أبيكِ 
و قلتُ بليلاتي تلك قصيداً 
 بكلِّ خشوعٍ و كلِّ صفاء 

و قلتُ له ذاك ليس صحيحاً 
فدعني أفكِّرُ كيف أشاء 

و جاءَ أخوكِ طروباً رقيقاً
و يحمل رطلاً من الكستناءْ 

بتلك المدافي و جمرٍ و نارٍ 
حكايا العجائزِ كلَّ مساءْ 

فجاء يقولُ تعال إلأينا 
لنسمرَ بعد صلاةِ العشاء 

و كانت دمشقُ بتلك الليالي 
كعينيك كم يبدو فيها النَّقاء 

و كان جلالً دمشق مهيباً 
تماماً كمثلِ ثلوجِ الشِّتاءْ 

أتذكر ريم بتلك الليالي 
كيف أفكر كيف أشاء

مللتً من الشِّعر ما ملَّ منِّي 
إذا ما أشرتُ بقلبيَ جاء 

ففي الليلِ شعرٌ و في الفجرِ شعرٌ
و بعد الغروب و بعد العشاءْ 

أقول فتمسك قولي القوافي
أ طيل فتسرحُ
أمسكُ تمرحُ 
أغضي فتفرح
همزٌ و هاء 

أزيتيَّة العينِ قلت دعيني
أفكر أكتب كيف أشاء 

دمشقُ تحيطُ بروحي فتُعلي 
جسومي فيذهل عنها الضياء 

و في الصُّبحِ شمسٌ أراها بحزن
تنادي و تصرخُ فينا النَّجاء 

أشمسَ المجرَّةِ فيم صياحُكِ 
إن كان منك فذاك الغباءْ

 فمهما اشتعلتِ ألستِ ضياءً 
 و بدر الليالي منك استضاءْ








مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

و لمَّا أزفَ الموعدُ

0
 
و لمَّا أزفَ الموعدُ و اقتربتْ ساعتُه ,
اقتعدتُ شرفتي أتفيَّؤ جدارَ الياسمين و أغبُّ من رحيقِ شذى أزهارِه ,
وصارتِ الدقائقُ لا كعهدنا بها و إنَّما ألفاظٌ تطلقُ على غير معانيها أو معانٍ لا تندرجُ تحت مدلولاتِها ,
وجلتِ السَّماءُ صفحتها تنتظرُ ملِكاً يتربَّعُ على عرشِ الليلِ النَّهاري
في زمانٍ قبعتْ ملوكُ الأرضِ على عروشِ نهارِهِمُ الليلي ,,,
هنالكْ...
هنالك عزيزتي لم يأتِ القمرْ ,,, و ما كان له ذلك و هو هو و أنا أنا , و أنى له ذلك و قد كان يأتيني حتى فيل ليلة السِّرار !!

فواعجبي : هل تراه أضحى يتلقَّى منك الأوامرَ و يتجنَّب نواهيك ؟!
و قد علمتِ أنَّني عقدتُّ العزم على أن أبثَّه شكواي عنكِ فيؤلمك منه ذلك و منّي!
أوَّاه ... لقد والله صارت المكائدُ و المؤامراتُ حتَّى في دائرةٍ كهذه,
فواحزني منكما أيها القمرين ,,,
 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

غدرُكِ بي

0


غدرُكِ بي يا صديقتي هو أكبر من أن أختزلَ قصََّتَهُ في كلماتٍ أو أسطُرٍ كهذه...
و لكنَّكِ كُنتِ و لا زلتِ أصغرَ من أن أملأ بكِ أسطرَ مُسوَّداتي
غدرُكِ بي فاق احتمالاتي , و كنتِ قد سألتِني: ما الذي يجعلك تثق بي إلى هذه الحدودْ !!
و ما كنتُ مُغفَّلاً و لا ساذجاً أو أحمقاً...

و إنَّما كنتِ مركبةً ركِبتُها فبَلَّغَتْني مُرادي

و ما لُمتُكِ صدِّقي ...
فالأغبياءُ لا يُلامون.


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

لقد امتزجتِ الألوان

0
لقد امتزجتِ الألوان بفعلِ القدرِ العجيب و تخالطتْ و تشعَّبتْ في المداد حتى حسبتُ أنَّ من كلِّ لونٍ زوجينِ اثنين و ما هي كذلك و لكنَّ النَّظر كليلْ , و الجسدَ عليلْ , و الحزنَ غطَّى الفكرَ حتَّى كأنَّه ثملٌ غطَّ في نومٍ عميق ,
و المشاعرُ تقطَّعتْ سيَّالاتُها فلا تُبلِّغ و إن أبلغت فما تُجيد , فليس بعد ذلك حُزنٌ و لا ألم , ليس هاهنا فرحٌ و لا بهجةٌ و لا سرور , فما يضرُّ الشَّاةَ المذبوحةَ السَّلخ؟! و هل يؤلِمها أو يؤذيها الطَّعنُ و الضَّرب؟!
لا و لا ..
...

 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

كثيراً ما تبدو الحقيقةُ

0


كثيراً ما تبدو الحقيقةُ في غيرِ موضعِها أو غيرِ موضوعها , و قد لا تبدو
و كثيراً ما يبدو الوهمُ في صورةِ الحقيقةِ و زيِّها ,,

فهناك لا الحقيقة حقيقةٌ و لا الوهم وهمٌ ,
إنَّما يُرشِدُك عليها إحساسُك
لو كان لك قلبٌ أو ألقيت السَّمعَ و أنت شهيد..
إذاً فأنت أوتيتَ من التَّوفيقِ قسطاً يبوِّئك أن تكون في صفوفِ الملائكيين من البشر ...
...
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سيِّئةٌ هي الأخبارُ

0


سيِّئةٌ هي الأخبارُ اليوم , لكنَّ الأسوأ منها تقبُّلُنا و فهمنا لها ,
قبيحةٌ هي وجوه السياسييِّين اليوم ,
و لكنَّ الأقبحَ منها ابتساماتُهم الخبيثة ,
فهم الشَّبابِ لحقائق ما جرى و يجري يتوقَّفُ بي تاراتٍ لأكونَ الزَّندَ لجيلِ هذه الأمَّة ,
فبي يكتبون و يضربون و يأكلون و يشربون ,

إذاً أدركُ حينها أنَّ الأمَّةَ مهزومةٌ مأتيَّةٌ من جانبي حينما أقصِّر ,
و إنَّما أنا مجاهدٌ مرابطٌ أحمي أحد ثغورِ هذه البلاد ,,,
ويكأنَّ عيني لو غفلتْ أو سهتْ سويعة بل لحظةً لاقتُحِمت هذهِ الأمَّةُ من تلقائي ,,,

و يحَ غيرك يا صاحبي لو أنَّك أرشِدت لما أرشِدتُ إليه !!!
فلا نامت عيني ولا أعينُ شبابِ أمَّتي .
...
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

هكذا هي أعيني

0


هكذا هي أعيني في كلِّ أفقٍ تنطلقُ واحدةٌ ,
و على كلِّ مجالٍ وفيه تجولُ أخرى فما تنفكُّ واحِدةٌ عن العبثِ بمقاديرِ الأمورْ , و أخرى عن التفكُّرِ في خالقِ و كيفيَّةِ خلقِ الفكرِ و التبصُّرِ و الشُّعورْ ,
و احدةٌ فيما يزيد و يزيد فلا يحيد , و أخرى فيما ينقصُ فيزيد ,
عينٌ أراها ولا تراني و ثانيةٌ تراني و لا أراني...
عيونٌ عليها مسحةٌ من يدِ السَّماءِ هل تُراها تتباطؤ عن التَّحليقِ كأجنحةِ نسرٍ شابٍ أو السِّباحةِ في أسرار الوجودِ كخيالِ نسرٍ قشعمِ !!!
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

و لطالما قرأتُ بأعينِ هاتفي

0
و لطالما قرأتُ بأعينِ هاتفي بعد أو أثناء اتِّصالِكِ بي :
"عزيزي المُشتاق إنَّ هذا الاتصال مُسجَّلٌ لأسبابٍ تتعلَّقُ بحُسن المعاملة"
و كأنَّه صكٌّ تأخذين بموجبه ما تودِّين , و تذرين ما أودُّ ...
فبيستْ والله الصُّكوك...
...


 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

و ها هو حرفُكِ

0

و ها هو حرفُكِ النُّورانيُّ يعودُ مُجدَّداً على صراطِكِ المُستقيم...
يعودُ ليفتحَ لي آفاقاً جديدةً بما يبعثُه من من أمل , و ما ينشرُ في الأثيرِ من رحيقٍ يضوعُ ضوعَ المسكِ و يفوحُ فوحَه , فتثملُ لهُ الأشياءُ من حولي , ثمَّ تُثمِل بهِ الأشياءُ من حولي ,,, فإليك إليك ...


 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

و العجيبُ:

0


و العجيبُ:
أنَّك لو تكلمتِ بلغة السَّاسةِ التي تعلمين كرهي إياها تقولين:
أنت مُدانٌ بقراري بما تُبين ثمَّ تُصدرين بدورِك بياناً تشجبين به و تستنكرين..
و ها أنت تتحدَّثين بلغةِ أهلِ الحديثِ و علم الرِّجال قائلةً :
كلامُك واهٍ أو ضعيفٌ أو فيه تدليسٌ, و أنت رجلٌ يؤخذُ من كلامك و يُترك ..
ولو ولجتِ موالج الحقوقييَِن لجرَّمتِني بجرائم و جنيتِ عليَّ بعقوباتِ جناياتٍ لم أقترِفها
أو دخلتِ مداخل الصُّوفيَّةِ نفيتِ عنِّي الوجدَ و التَّواجد ,
و أسدلتِ الحجابَ ثمَّ حيَّرتِني في مقامك و حالي بين تجلٍّ و تخلٍّ و تدلِّي...

والأعجبُ أنَّني أعلمُ أنَّني مُحقٌّ و تعلمين ,
لكنَّني أنصاعُ لمشيئتِك حيثُ تستبدِّين..
فكيفَ لا أراكِ مُنصِفةً بما تقولين و كلُّ ما تقولين إنّما هو صادرٌ عنكِ أنت !!!
فأوَّاهُ يا صغيرتي , أوَّاه يا صديقتي فحتَّامَ ؟
حتَّامَ يا شاميَّة العينينِ اللتين فرتا كبدي؟!!
...


 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

هـــل يـــا تُـــرى

0
هـــل يـــا تُـــرى يـا صــديـقــتــي يـــــكـونُ ســـؤالـــكُ عــنِّــي أو تســاؤلـــكِ عــن أحــرفي الـمُـبـعـثـرةِ في كـلِّ دوحٍ و طـريـق و على شفاهِ كلِّ رفيقةٍ و صديق
و بــعــد كـــلِّ مـــا كـــان و مــــا يــــــــــــــكـون ,
هل يا تُرى يبقى تساؤلك في حالة الاستياء فقط!!

أم أنَّ قـــلـــبَــكِ الحـــنـــون , و فــــؤادكِ الــــرَّؤوم ,
يُــــتــيـــحُ لي فــــرصـــةً لأنـــال....
بــــل يـــنـــــالَ العــــالمُ بــأســـــــرِهِ
مـن فـيــضِ روحـانــيَّـاتِــنـا الـعـــبــِـقـة,
فتــــهـدأ بــل و تطـــربُ نفوسُنا القلِقة ,
و يحـــلُّ محـــلَّ ذلـــك ما تودِّين و أودّ !!
...


 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

وأقسم

0
فأقسم أنكِّ ما سُلِّطتِ عليَّ بقوَّةٍ تحوزينها
و لا بأسٍ تمتلكينه
و لا فتنةٍ تفتنِّين بها فتفتُرينَ فتفتِنينْ,

و إنَّما بجُرمٍ أتيتُه و ذنبٍ اقترفتُه عظيمْ,
فلا يغرَّنَّك قوَّتُكِ و ضعفي , و جرأتُكِ و خوفي ,
و بسالتُكِ في الميدانِ و جُبني ,
و سيطرتُكِ على مساحاتٍ واسعةٍ من فكري
و فصاحتُكِ في الخطاب و حجَّتُكِ في الجِدالِ وإرجافي ,
فإنَّما الأيَّامُ دولٌ عزيزتي
ألا فلتعلمي كما علمت فإنّه:
لا يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ,,,
إنَّما يتذكر أولو الألباب...


 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه