سلمى

0

سلمى!!!
 

سلمى فكيف و هل تُرى  

يشفيكِ شعري إذا استوى
 

في صفحةِ الكهفِ الغريبِ و قد روى 
 

أم يا تُراكِ و قد نظرتِ بصورتي
 

فرميتها...
 

و هنا دمشقُ لمن أوى 
 

سلمى!!!
 

سلمى سُليمُ فلا تُنادي أنجُماً 
 

فالصَّمتُ في هذا الضَّجيجِ هو الدَّوا
 

إن كان يُعييكِ الضَّجيجُ صديقِتي
 

فهُنيهةً...
 

وإذا العواء قد انزوى
 

لا تأبهي
 

لا تقنطي
 

لا تفزعي
 

عيناكِ شِعرٌ
 

والصِّدقُ شِعرٌ لو طوى
 

أملاً أرجِّي في عيونِكِ صادِقاً
 

لهُو المحبَّةُ و المسرَّةُ للجوى
 

واهاً و أوَّاهاً فأين عيونُها
 

واهاً فتكتُب ثمَّ تقرأ ما استوى
 

أصديقتي
 

أوَّاهُ لو كنتِ بقربي في الضُّحى
 

فهناك في الميدانِ كانت أعظُمي
 

ومشاعري
 

ومحابري
 

ودفاتري
 

أبداً ...
 

ورشفةُ قهوتي
 

علبُ السَّجائرِ و القصائدِ و الفرائدِ والهوا
 

ومجامعُ الأفراحِ كانتْ تعتلي
 

كلَّ المحافلِ
 

فالجحافلُ تستكينُ بجنبها:
 

"تتمايزُ الآن القوى"
 

بالله كيف
 

قولي لي كيف
 

كم عمركِ
 

أم هل رقصتِ بجانبِ الضَّيف الغريبْ
 

وشربتِ من كأس الهوى
 

و أكلتِ من ذاك الرَّغيف
 

فجهِلتِ ما طعم النَّوى
 

راحت لركنِ الدَّينِ تلهو بالرَّصيف
 

و تؤنِّقُ الصّوت الظَّريف
 

وتحاولُ المُحتالةُ الشَّقراءُ تشري ساعةً
 

ذهبيَّةً لمَّاعةً
 

فتسارعُ السَّمراءُ للبنِّ النظيف
 

سلمى!!!
 

سلمى افهميني
 

بدِّلي الثَّوب السَّخيفْ
 

إيَّاكِ أن تتقهقري
 

تتأخَّري
 

عن موعد الحبِّ العفيف
 

أفتذكرين صديقتي لمَّا ذهبنا للعَشاء
 

في ذلك النُّزُلِ الشَّهير
 

وهناك كانت في المساء جميلةٌ
 

تبدو ككيسٍ من شعير
 

في ذلك الثّوب المُثيرْ
 

بالجزمةِ الفضَّيَّة المتلوَّنة
 

سكرى
 

فتلعنُ روحها مع روحِهِ
 

فيحاولُ المسكينُ أن يُعطي الجرائدَ فارتمت
 

فوق الكؤوس فأسرعوا
 

في الموقِفِ المُضني الضَّعيفْ
 

ما سرُّ هاتيكِ الجُسومِ كأنَّها
 

صخرٌ
 

وهاتيكِ العقولِ كضفدعٍ
 

#جرباء يُعييها النَّقيق...
 

________________
  
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

خبزٌ وشعر

0
 
و وِردُ الـمـاءِ فـي الـقنواتِ شـرعٌ
و نـهـرُ الـشَّـامِ مُــذْ خُـلِقتْ تُـدارُ

عـشِقتُ زقـاقَها مُـذ كـنتُ طِـفلاً
و جـــــوُّ زقــاقِــهـا نـــــورٌ و نــــارُ

عشِقتُ الياسمينَ بكلِّ دربٍ لكلِّ
عــريـشـةٍ فــــي الــشَّــامِ ثــــارُ

و لــلـنَّـارنـجِ أصـــــواتٌ تُـــنــادي
ولــلــيــمــونِ تــــاريـــخٌ يــــغـــارُ

فـجِـئـتُ زقـاقَـها ضـيـفاً فـشـاءتْ
و طــعـمُ الـخـبـزِ يـعـقُـبُه سُــعـارُ

و طـعـمُ الـخـبزِ مــن يـدِهـا نـديَّـاً
بــعــطـرِ يـمـيـنِـها فــــلٌّ و غــــارُ

وغـــازَلَ خـبـزُهـا ثـغـري فـغـصَّتْ
بـحُـلـقـومي الـقـصـائـدُ لا تُـــدارُ

فـقـالـتْ أخـتُـهـا يـكـفيكَ طـيـشاً
فـشِـعرُكَ بـلـسمٌ يـكـوي "نــزارُ"

تــنـحَّ فـنـحـونا الـشَّـبـيحُ ســبـعٌ
عــلــى أعـراضِـنـا شــهـمٌ يــغـارُ

فـمـا تـجدي الـقصائدُ و الـقوافي
ولـيـس لأهـلِـنا فـي الـشَّامِ جـارُ

تـنحَّ فلُقمتي في الجوفِ ســـــمٌّ
لــيــس لــتـاجِـرِ الـفـيـحـا ذِمـــارُ

تــنـحَّ فـغـوطـتي بـــادتْ و نــاءتْ
بــرفــعِ عـقـيـرتـي ثـــمَّ الـصِّـغـارُ

عـلـيـكمْ تُــقـذفُ الـلـعـناتُ لــيـلاً
ويـقـصـفُ غـوطـتي جــوعٌ و نــارُ

ويــأكــلُ طِـفـلُـنـا الــبـارودَ يُـتـمـاً
ويــأكـلُ شــيـخَ نــاديـكَ الـصَّـغـارُ

#دمشقيات
#ابن_نزار #الدمشقي


 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الحرب في زمن الحب(2)

0

وهناك أجثو للحنين وللأملْ
 

مُتردِّيا أو فارساً
 

مُتعدِّياً أو راجِلاً
 

أو راحِلاً لشراءِ أكسيةِ العملْ
 

وسطَ المُحيطْ
 

في اللامكانِ
 

في اللازمانِ
 

في النُّقطةِ الذهبيَّةِ المتبعثرةْ
 

تحت الأمان
 

فوقَ النَّبيذِ أو الجُمانِ أو الحصانْ
 

فوق الصُّخورِ الرَّاسياتِ على الدِّنانْ
 

ورحلتُ ثمَّ مُراقِباً جيشَ القُبَلْ
 

فغدوتُ مثلَ مُسافِر نحو الليوثِ الجاثية
 

للحاجزِ المُرتاحِ عند زُقاقِنا
 

كمنافقٍ في الجابية
 

مُتلعثِماً
 

نسي الفصاحةَ مع نساءٍ ناسية
 

وهرعتِ نحوي تُرشرشينْ
 

وجهي بماءِ السَّاقية
 

وأنا هناكْ
 

أترقَّبُ الخيلَ الأصيلْ
 

ليقودَه الرجلُ البخيلْ
 

نحوي و أنت الثانية
 

والياسمينُ كأنَّهُ سجَّادة
 

عجميَّةٌ عربيَّةٌ تركيَّةٌ
 

منكوسة
 

منقوشة
 

ملعونة
 

ممدودة فوق الرِّياضِ الفانية
 

وشقائقُ النَّارنجِ ضاعَ خلالَها شعرُ الغزلْ
 

وحقائقُ الحربِ الضَّروسِ على عجلْ
 

في القصَّةِ المتبقِّية
 

في الحانةِ المتأذِّية
 

في الخانةِ المرقومةِ المُتأنِّية
 

ولمحتُ وجهكِ من خلالِ شقوقِها
 

فقرأت في عينيكِ ثمَّةَ جُملةً
 

لمْ أنسَهَا
 

في نفسِها مُتمرِّدةْ
 

ووراءَ أمٍّ حانية
 

أشفقتُ حقَّاً يا صديقتي من خطوبِ ساعية
 

نحوي تُنادي التَّالية
 

فهرعتُ من خوفي أعيدُ تراجِمَ الكتُبِ المُنقَّحةِ الطَّريَّةِ
 

في عشاءِ الأمنية
 

وصببتُ في كأسي هناكَ لأحتسي
 

كأسي وحيداً قربَ فسطاطي الأخيرْ
 

أستاءُ منكِ
 

من الوعودِ الزَّانية
 

فذكرتُ نهداً في شبابي
 

أعلنَ الإفلاسَ وسْطَ رِفاقِه مُتأنيِّا
 

وبرقَّةٍ متناهيةْ
 

مُتصعِّداً مُتصبِّراً متأنِّقاً
 

و مُداوِماً في الحانةِ المُتردِّية
 

أغلقتِ في وجهي دقائقَ حُبِّنا
 

فصمدتِ كالرَّجلِ العجوز
 

ليقودَ صمصامَ القُبَلْ
 

وركعتِ كامرأةٍ تجوزُ
 

على الصِّراطِ النَّائية
 

أيقنتُ أنِّي مُتعَباً في حفلةِ الكأسِ الأخيرْ
 

فبكيتُ ...
 

بل فضحكتُ حتى بلَّ دمعي لِحيتي
 

وأعيدُ ترجمةَ الحُروفِ و صَوغِها
 

كمُفلسِفٍ قصص الكِبارْ
 

يجثو لراءٍ الساقية
 

وكأمَّةٍ نسيتْ تراتيلَ الأسى
 

نخَّتْ كأمٍّ زانية
 

أذكرتِ فِعلاً يا صديقةَ حبِّنا
 

عنوانَ ديواني الأخيرْ
 

أذكرتِ أسماءَ النساءِ جميعِها
 

في فهرسي
 

عفواً...
 

في فهرسِ التختِ الوثيرْ
 

في بندِهِ الثَّاني
 

ذاكَ المُعنونِ من خيوطِ الياسمينْ

 

أرهفتِ أسماعَ القلوبِ جميعِها
 

لمَّا استبانَ الجهلُ جهلكِ
 

في مساحيقِ الجمالْ
 

تلك التي قد كانت الآهاتُ تغزو حيَّها
 

ولحيِّها
 

ذاكَ المسعَّرِ بالقتالْ
 

أنشأتُ ديواني الأخيرْ
 

فلتسمعي
 

ولتأخذي عنِّي :
 

ماكانتِ الأسماءُ تلكَ صغيرتي
 

إلاَّ حروفاً كنتُ قد أنشأتُها
 

ونسجتُها
 

في حبِّها ذاك الكبيرْ
 

ماكانتِ الأسماءُ إلاَّ
 

كالمعاجِمِ في تصانيفِ النفوسسِ جميعِها
 

وبقربِها شايُ الغزلْ
 

وعلى جدارِ الياسمينْ

 

أفهمتِ تلك القصَّةَ الشَّوهاءَ في البابِ الأخيرْ !
 

أوَعيتِ تلكَ الخانةَ السَّوداءَ و الحرفَ المُثيرْ !
 

أحفظتِ أسماءَ النِّساءِ جميعِها
 

و قرأتِ تاريخَ النهودِ
 

جريحِها و صريعِها
 

قدْ كانتِ الأنَّاتُ فيها رايةً
 

فركزتُها
 

لمَّا علَت فوقَ الحصونْ
 

"الله أكبرْ"
 

فوقَ الجُثثْ
 

هل رأيتِ نجيعها

 

يا قطَّتي السَّمراء
 

ما كانتْ عيونُكِ في تواريخِ القلوبْ!!
 

يا حنطتي الحمراءْ
 

يا نقطتي السَّوداءْ
 

يا مجلس التَّصفيقِ في تاريخِنا
 

هذي دمشقُ تعيدُها
 

نحو العباءةِ في ربوعِ البيلسانْ
 

أواَّه يا لُبنانْ
 

أوَّاهُ حبِّي ما استفاقتْ أحرفي
 

أواه حربي ما استنامتْ
 

كالأمينِ المنصِفِ
 

وعلى رقومِ الطَّيلسانْ
 

كم كانَ جقَّاً مُعجِباً
 

في قصَّةِ التَّختِ الوثيرْ
 

كم كانَ طيفاً راقياً
 

أهوى كفاروقٍ رزينْ
 

ألِفَ الحروبَ كأنَّه
 

ضرغامُ في وسطِ العرينْ
 

كم كانتِ الأعضاءُ تلك كواسياً
 

قبلَ اللِقاءِ لقائهِ
 

فرأيتُه
 

قد كانَ ريماً مائساً
 

فرأيتُه
 

ورأيتِني عندَ اللِّقاءِ مكبَّلاً
 

ومجدَّلاً
 

بدماءِ قلبي من سياطِ هجومِه
 

كم كانَ هتلرُ -يا صديقةُ- ناسِكاً
 

لمَّا رأيتُ هجومَهُ
 

وضلوعَهُ في قتلِ قلبي المُستكينْ
 

أفكيفَ تُنسيني السِّنونُ فؤادَها
 

أم كيفَ تُعريني الخطوبُ مصابَها

 

يا طيفَها
 

وحظرتِني
 

لمَّا رأيتِ تكاثرتْ
 

في فهرسي تلك الحروف
 

ما كانتِ الأسماءُ ضمن حُشاشتي
 

ما خانتِ الأسماءُ تلك فصاحتي
 

وبلاغتي
 

لمَّا استقيتُ جراءتي
 

وبداهتي
 

لمَّا وُهِبتُ وسامتي
 

كلَّ الفخارِ مع الرِّجالْ
 

لمَّا ألِفت طهارتي 

تلك الخلالْ
 

ما خنتُ طيفكِ يا خليلةُ لو فعلتْ
 

ما رمتُ جرحَكِ يا عزيزةُ بل جرحتْ
 

ما رُمتُ شيئاً غيرَ حبِّكِ
 

غيرَ قربكِ في المساءْ
 

غير مسَّكِ في الصَّباحْ
 

فلمن تركتِ السَّاقيةْ
 

في جدولٍ
 

وعلى ضفافِ الياسمينْ
 

ولمنْ تركتِ فؤادها
 

الملتاعَ من قهرِ السِّنينْ
 

ولمن صنعتِ جمالَها
 

في قالبِ المجدِ الحصينْ
 

واللهِ صدقاً كان حبِّي آيةً
 

فهِّمتُها عند الصَّباحْ
 

أفكيفَ بتِّ فسِّرينْ؟!
 

أم كيف كنتِ تهرطقين
 

وتعجنين
 

شعري بماءِ السَّاقية
 

يا من تركتُ لأجلِها قلبي
 

هذا رصيفُ الحزنِ سارَ مُغرِّداً
 

في جدولِ الآهاتِ مع تبغي اللعينْ
 

يا مشعلَ الثوراتِ في قلبي الكريمْ
 

يا ثورةَ العبراتِ عند طلوعِ فجري في زقاقي
 

في رقاق الياسمين
 

حوريَّتي ...
 

فالكوخُ كلِّسَ حيطُهُ
 

وفناؤه قد صارَ فنَّاً مُعجباً
 

في البابِ أرنو نعجةً تربو على مرِّ السِّنينْ
 

تلك التي أرخيتِ حبلَ طليقِها
 

في قصرِ بلوري المشين
 

وهناك أجثو مراقباً
 

ومعاقباً
 

ذياكم الشال الثمين
 

وهناك أجثو للحنينِ وللأمل
 

فمراقباً
 

ومسافراً لشراءِ أردية العمل


مع  تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

صوتٌ على النهدين

0

كمِثلِ الجُرحِ في عيني أداريها
كمِثلِ رصاصةٍ جاءت
كقُنبُلةٍ بلا مِسمار
أتت في الصَّيفِ مُعلِنةً
شتاءً قاحِلاً أحمر
أتتْ كالموتِ مُجتاحاً
يُدمِّرُ كُحلَنا الأخضر
أتت كالذُّعرِ في حاراتِنا الأولى
أتت للمنزِلِ العربيِّ
كي تُحيي مراثيها
أتتْ كالأعرجِ الكِنديّ
في المازوتِ يُعييها
أتتْ سكرى كمُعجزةٍ
لتكويني فأشريها
أتتْ بالصَّيفِ ما لبثتْ
شتاءً ذائباً فيها
شتاءً مُفعماً يهوى
جداولَ شَعرِها المسكوبِ
في صحراءِ واديها
هي الإعصارُ يحرثني
فيزرعني
فيحصدني
فيدرُسُ ذلك المحصولَ في ساعٍ يغافيها


__________________________


ففي نهدٍ
لهُ عهدٌ
طويلٌ قاتمٌ يُعيي
خمارَ الشِّعرِ مِن فيها
فتثملُ غوطةُ الأقداحِ
من آهاتِ مَن فيها
وما الدرويشُ يُعجِبُني
ليُطرِبَني
لأرفعَ من فخامتِهِ
على أرذالِ ناديها
لأمللأ من مجالسِهِ
تراثاً قاحلاً يُندي
ونعشاً فاحشاً يُبدي
مساويهِ , مساويها
فأيُّ الشِّعر يكتبُها !
وأيُّ الشِّعرِ يمضغُها

وأيُّ الشِّعرِ يمحوها !
و أي الشِّعرِ يُمليها !
مكثتُ كخائفٍ يعدو
وراءَ الموتِ كي أرضى
سراباً عالِقاً فيها
أهذا الشِّعرُ يعجبها
لكي يُلقى المسا تيها ؟!
أجيبي ...
لستِ تختجلينَ مِن شعري
أجيبي...
أنتِ تختلجينْ من قهري
ومن فِكرٍ يُناصِرُها
و من سُكرٍ يُعاديها
أجيبي , قولي من أنتِ
وأيَّ مراكبٍ ركِبت
لكي تأتي تُرابيها
أهذا صوتُكِ الغافي على النَّهدينِ في لُغتي؟!
أهذا صوتُك الأحمرْ؟!
أهذا صوتُكِ السَّرَّاقُ من ألفاظِ مملكتي
غبارَ العِهنِ والنَّارنج و اللبلابِ
من ألحاظِ جاريتي
لماذا راح يعويها ؟!
_____________________
كمِثلِ الجُرح...
كم طالت جراحتنا !!
وكم نزفتْ
وكم أنَّتْ
وكم صرختْ
وكم !!..
للهِ في حالٍ يواسيها !!
فأين الليلةُ الغرَّاءُ في بطحاءِ ناديها
و أينَ الأعرجُ المُرتاحُ في الحاراتِ يرويها
و أين الأمُّ كي تقصص رؤاها عالِماً فيها !!
نسينا اليومَ يا أمي
وكم ذكَّرتِ طلَّابأً
وكم خرَّجت أجيالاً لقاصيها و دانيها
سكِرنا دون أن نسكرْ
وشُرب الشاي يؤذيها
فما لي كلَّما سهِرَتْ
أقولُ اليومَ تكلؤني
فتحكيني و أحكيها
فأبقى طيلةَ المشوارِ مُنتظِراً
بليلي ضوءَها الأخضرْ
فلا تأتي لآتيها
عجبتُ لقلبِكِ القاسي
حديداً كان أم صخراً

فجلَّ الله مُنشيها
ألستِ خلِقتِ من طينٍ
وجل الله صانعكنَّ
مُلهِمُكُنَّ
تسويفاً وتسويفا
وترتيلاً و تجويداً وتمويها
_____________________
"جظرتيها" !
ألا يا أمَّ أطفالي
لماذا لا تُناديها
لقد فكَّكتُ مسبحتي
على الأمواهِ تنزيها
وقد ركَّبتُ قافيتي
كسجعِ النَّاي في فيها
فهاتي الشَّالَ من درجيِّ طاولتي
وهاكِ العِطرَ
يالله من عطري!
كفاكِ تلاعباً فيها...
_____________________


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

(2) 4-5

0

_______
من الزَّيفِ المُشجَّرِ في طريقي 
 

وولحنِ الزَّيفِ في رِفقِ الشَّهيقِ 
 

وأوراقي و غليوني العتيقِ 
 

وصوتِ التَّبغِ في خطِّي العريقِ 
 

و عزفِ الكعبِ فوقَ بلاطِ حيِّي 
 

وليِّ مشاعِري ليلاً و ليِّي 
 

ودمع دمشقَ رقراقاً يُحيِّي 
 

قذائفَ بطشِّهِم في زيفِ زيِّ
 

يُعيثُ بحورِها أبداً فيُعيي
 

رجالاً نالتِ الإخلاصَ تُحيي
 

لنا التَّاريخَ من قبرِ العُصورِ

 

هجرتِ وهاهنا اللبلابُ يغلي
 

ضفائر شامِنا شابتْ لتُعلي
 

بنا صوتَ المروءةِ فاستجارتْ
 

وها قد راقنا لحنُ الدِّماءِ
 

هجرتِ لتلفِظَ الأنَّاتِ داري
 

هجرتِ شُجيرةً زادتْ سُعاري
 

هجرتِ ليسرقَ النَّارنجَ جاري
 

وعينُ دمشقَ قد غالتْ قراري
 

وتبغي أحرقَ الغليونَ حتَّى
 

تكادُ تضيءُ بالأرجاءِ ناري
 

رضيتِ بهجرِنا من دونِ ذكرى
 

وحِرتُ مُخلِّفاً جُرحاً و تِبرا
 

هجرتِ لأبلغَ الشِّعرى بشِعري
 

هجرتِ وحبُّنا قد صارَ مجدا
 

وذكركِ صارَ في التَّاريخِ خُلدا
 

نسيتِ بصُبحِنا المنسيِّ عهدا
 

يفوحُ بشُرفتي و بأرضِ داري
 

قرأتِ بقصَّتي آراءَ لاحتْ
 

بشامِ العزِّ يا عزِّي فساحتْ
 

على السُّجَّادِ دمعاتُ الدُّعاةِ
 

صددتِ و صدُّكِ الغالي صريحُ
 

شعرتِ و شِعرُكِ الماضي ذبيحُ
 

وكان الشِّعرُ و الماضي أداتي
 

عجِبتِ بأنَّ لي في الشَّامِ طودُ
 

و أنَّ قصيدتي سُكرٌ و نهدُ
 

و أنَّ مخدَّتي للدَّمعِ قصدُ
 

و أنَّ قريحتي قرحٌ و سعدُ
 

وأنَّ لأنَّتي حرٌّ و بردُ
 

وأنَّكِ أنتِ إحساسي بذاتي
 

نظرتِ فكانتِ الأنظارُ تهفو
 

و كلُّ مراكبي في السَّفحِ تغفو
 

و موتُ مودَّتي في الجردِ يرسو
 

وشرحُ رغائبي سيفٌ و ترسُ
 

وعرشُ الصاجِ بالإنصاتِ ياتي
 

____________________
 


#ابن_نزار4-4




 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

(1) 4-5

0

من الشَّجرِ المُزيَّفِ في طريقي 
 

و زيفِ اللحنِ في عزفِ الصَّديقِ 
 

من الشَّجرِ المُزيَّفِ طِرتُ سُكراً 
 

فمَّا اهتزَّتْ و لا اعتزَّتْ شِباكي 
 

رأيتُ المجدَ لكنْ ثَمَّ مجدٌ 
 

عقيمٌ لا رآني و لا رآكِ 
 

و قدْ طاحتْ وراءَ السِّترِ صيفاً 
 

فناجينُ الغرامِ و ما اعتراني
 

قرابينٌ هناكَ فهل تُراني
 

ثعابينٌ و ما طالتْ و إنِّي
 

كفيلٌ جالَ في ثوبي لساني
 

مُريباً مُرعِباً في جوفِ ليلي
 

حريَّاً بالهوى أغوى جَناني
 

غريبٌ طيِّبٌ زارَ المرايا
 

عجيبٌ مُتعِبٌ في كلِّ آنِ
 

طويلُ الباعِ في بيعِ الحنانِ
 

وسيمٌ نافقَ العشَّاق حتى
 

يزورَ... وما زارتْ و زالتْ
 

زوالَ الشَّمسِ عن صِدقِ الطِّعانِ
 

فرتَّبَ قصَّةً شعثاءَ طاحتْ
 

وزيَّفَ صدمةً حسناءَ راحتْ
 

وصدَّق بلسماً يكوي فساحتْ
 

دماءُ العشقِ في كبدِ المساءِ
 

تُعيدُ معاجمي في كلِّ حرفٍ
 

هجاءً طالَ في شعرِ الهجاءِ
 

صديقٌ صاحَ مُحتاجاً فناءتْ
 

وصاح الصِّدقُ في طيفِ الوفاءِ
 

هزيلٌ مُدنَفٌ في حربِ شعري
 

وشِعرُ النَّهدِ مُحتالٌ يُراءي
 

أرنَّتْ قصَّتي أسماعِ قلبي
 

وراحتْ تعتلي جوفَ العناءِ
 

وراحتْ ترتجي ثوبَ المُغنِّي
 

فما غنَّتْ و لا أغنتْ غنائي
 

أسيحُ مُسافِراً في سجنِ خوفي
 

رضيَّاً ناحَ أنواء العراءِ
 

تمرَّدتِ القوافي في سمائي
 

وجرَّدتِ الحُداةَ و ما استقرَّتْ
 

وحالتْ دونَ أوجاعي فقرَّتْ
 

وصالتْ تحتَ آفاتِ الجِراءِ
 

فخالتْ أنَّها تمشي الهُوينى
 

ونالتْ مجدَها ورداً رزينا
 

و قالتْ قالَها : بيتٌ يُصلِّي
 

إمامَ الحُبِّ يا حِبِّي جنينا
 

ألستمْ خيرَ من نظمَ القوافي
 

هُديتَ الصِّدقَ مرضيَّاً أمينا
 

فما للشِّعرِ في زيفِ المرايا
 

وما للسَّطرِ تُضنيهِ المنايا
 

وما للرُّوحِ في سُكرِ الفؤادِ
 

و ما للنَّثرِ في محقِ البعادِ
 

حرَقتَ بشعرِكَ الذبَّاحِ قلبي
 

ربيعٌ راعَهُ حربي و حُبِّي
 

مُطيعٌ طاعهُ لحنُ الشِّتاءِ
 

تُراكَ نفحتَ من طيبي طِلائي
 

صدَقتَ ... قصيدتي شاءتْ فناءتْ
 

بعَرفِ مُصيبتي ريمَ الثَّواءِ
 

شَخصْتَ إليَّ في ثوبٍ أنيقٍ
 

رحلتَ وثوبُكَ المرميُّ عندي
 

وأزهَرَ بَذرُكَ الشَّفَّافُ سُهدي
 

ليمسَحَ طيفٌكَ المُضنى فيشفي
 

بكفِّ طهارةٍ صدغي و خدِّي
 

وما صدَّقتُ حتَّى اليومَ دائي
_____________________
 

#ابن_نزار 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه