‏إظهار الرسائل ذات التسميات ديوان لأنّكِ أنت. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ديوان لأنّكِ أنت. إظهار كافة الرسائل

الحرب في زمن الحب

3

لمَّا علِمتُ بما جهِلتُ
وأنَّني  ضيَّعتُ في الحربينِ حباً 
آبتِ الآهاتُ تغزو لمَّتي 
و الشَّيبُ غطَّى أعظُمي 
و مدامِعِي أضحتْ هناكَ 
وقصائدي كالمِسكِ فاحَ من البَصَلْ
أفأغزو هذا الفيلقَ المِطواعَ
أم جيشَ القُبَل ؟!
أم كلَّ أنثى راحتِ الأشباحَ تبكي
ثمَّ تشكو من مُحيَّايَ البطَلْ
__________ 
أفتذكُرينْ
أفتذكُرينْ
لمَّا التقينا صُدفةً بعد العِشاءْ
أقبلتُ نحوَكِ مُرهفاً
وأميسُ كالغُصنِ الرَّطيبْ
أمسكتُ أصبُعكِ الرَّقيقْ
ولمستُ وجنَتَكِ النَّديَّة
وفضضتُ تلكَ العُلبةَ البيضاء
وصببتُها في كأسِنا
كي نشربَ الكاسا سويَّا
وفُجاءةً
ووراءَ تلكَ الأكمةِ الفِضِّيَّةِ المُتلوِّنة
قد أقبلَ الجيشُ الغريقْ
يجثو على أفواهِ أكمامِ الزَّهَرْ
ويُعيدُ للأغصانِ تلك جهنَّماً
و:"ليعبُدوا من يعبدونْ
نحنُ الألى
نحنُ البشرْ
نحنُ الذينَ أو اللواتي
بل ونحنُ العلمُ و المجدُ العتيقْ"
وهناكَ خلفَ الأكمةِ الفضِّيةِ المُتلوِّنة
أرخيتِ شالاً من شريطِ سياجِنا
ولففتِه
وربطتِني بالشَّالِ ذاكْ
فحميتِني
ألهمتِني
وأذقتِني
من شهدِ فاكِ مع السَّحَرْ
حتى تبيَّنَ من هُناكَ الخيطُ الاَْبيضُ مع أخيه
فدفعتِني
وشفَعتِ قُبلةَ خدِّكِ المُحمَرِّ مع ذاك الشَّقيقْ
فرأيتِني
وأنا أقبِّلُ بعدكِ الأغصانَ
خلف التَّلة الفضِّية المُتلوِّنة
و الجيشُ ثَم مُراقِباً يحلو لهُ كأسُ النَّبيذْ
كأسُ النَّبيذِ مع الحبوبِ أو الحشيشْ
فمُراقباً
ومعاقِباً أهلَ المدائنِ بالصَّواريخِ اللئامْ
ومُنقِّباً عن كنزِ بلدتِنا العظيمْ
__________

 وهناك أجثو مُراقباً
ومعاقباً
ذيَّاكُمُ الشَّالَ الثَّمينْ
وهناك قلتِ
واستبانَ الخيطُ الابيضُ مع أخيه
:فاكفُفْ
وأبعِدْ
واستقِم مثلي
و قل:
"إني نويتُ الصَّومَ عن هذا الرَّحيقْ"
ولففتِ رأسكِ بالحجابِ تعفُّفاً
لمَّا ادَّكرتِ طرائفاً من كلّ أحوالِ الرِّفاقْ
واحمرَّتِ الوجناتُ,ذلك...
كل ذاك وراءَ تلك الأكمةِ الفضِّيةِ المُتلوِّنة
فنهضتِ طاويةً و قدْ
أمسكتِ سبُّحةً وقدْ
هيفاءُ نورُكِ قدْ وقدْ
منهُ الحجابُ لقدْ فقدْ
كُشِفَ الحِجابُ عن الجبينْ
وذهبتِ نحو السَّاقيةْ
تتوضَّئينْ
تتلمَّظينْ
تتمضمضينْ
وظننتِ إن تتمضمضي
أن شهدَ ثغري قد يحُولْ
فضحكتُ حتى بلَّ دمعي لِحيتي
فهرعتِ نحوي تُزمجِرينْ
وترشرِشينْ
وجهي بماءِ السَّاقية
وعجبتُ أن كيفَ استقامَ الفهمُ عندكِ
و استوى
في مثلِ هذي الأحجيةْ
حاولتُ أن أقنِعكِ أنِّي ما فهمتُ و ما فهمتْ
لكن خيالَك كان أبعدَ من زُقاقِ الجابية
وأقولْ
ماذا أقولْ!!
لمَّا بلغتُ بأحرُفي
مُتحدِّثاً عن حجمِ ذيِّاكِ الخيال
أأقولُ أنّي ما مللتُ بكل هاتيكِ السِّنينَ مسافراً
مُتحدِّياً
أستجمعُ الذَّهبَ الذي
يتقلَّدُ العُنُقَ الجميلْ
إن بانَ خيطٌ لِمْ أراكِ تحرِمين ؟!
قد ضعتُ لمَّا أن بلغتُ حدودَ ذياكِ الخيالْ
أفتقنعينْ ؟
إلاكِ أنت
يا ربة الوجه الحزين
هيَّا
قومي انهضي
إياكِ أن تتعثَّري
إياكِ أن تتباطئي
قنّاصُهم يحذو المناكبَ و الرُّؤسْ
يصطادُ في وقتِ السَّحَرْ
بل يحصُدُ اليومَ البَشَرْ
وتقلَّعي
هيا انهضي
صيَّادُهُمْ
يصطادُ في الماءِ العَكِرْ
  __________

أوصلتُكِ الدَّارَ العراقيَّ الذي
بعد الحديقة الثانية
قبَّلتُ ظِلَّكِ
ظلَّ شعرِكِ
طيبَكِ الغالي الثَّمينْ
ونشقتُهُ حتَّى ترسَّخَ في الضُّلوعْ
وذهبتُ نحو الغُرفةِ الظَّلماءِ
في قصري المُخيفْ
أشعلتُ شمعتَها التي كانتْ
قُبيل القرنِ الاخضرِ
في مساحيقِ النساء
قبَّلتُها
قبلتُ شمعتَك التي أهديتِني
فرأيتُ طيبَكِ قد تضوَّعَ في الشُّموعْ
أغلقتُ كل نوافذي
تلكَ المُطلَّةِ نحو حيِّكُمُ الجديدْ
شاهدتُ تلك المئذنة
لَمَعَتْ بعيني فكرةُ الشِّعرِ الجديدْ
أقبلتُ نحو دفاتِري ومشاعِري
و فتحتُ أدراجي القديمةَ
تلك كانتْ مثل تابوتٍ سميكْ
أخرَجْتُ أكفاني
وكلَّ حنوطِكِ الغالي النَّفيسْ
أمسكتُ غليوني العتيقْ
وملأتُهُ
من تبغِ حشاشٍ صفيقْ
أشعلتُهُ
فتطاوَلَتْ نيرانُهُ في
جوِّ أجواءِ الشّهيقْ
فتقَهقَرَتْ مني العزيمةُ ثانية
ولقد ظننتُ بأنَّني
لا ألقَ ثمَّةَ ثانية
وتقَهْقَرتْ
أدراجُ تلك الذاكرةْ
للأعيُنِ الزَّيتيَّةِ اللمَّاعةِ
الكانتْ ببغدادَ ارتوتْ
من ماءِ ذيَّاكِ النَّخيلْ
فتضمَّخَتْ
وتلطَّختْ
وتقلَّبَتْ برِمالِ بصرتِها البخيلْ
فتطاوَلَتْ
حتى استوتْ وكمثلِ حيِّكمُ النَّبيلْ
وعلى يمينِ السَّاقيةْ
وأتيتِها والرَّقبةُ الجرداءُ تبرُقُ في الضُّحى
أخشى عليكِ من العيونِ
من النسائمِ في السحر
فأنا أخاف
فتحجَّبي
وتجلببي
وتخمَّري
ولتمسحي كل المساحيقِ التي
من شأنِها تُبعدني عنكِ
ها إنني في البابِ إني
فافتحي أي يا صغيرةُ
واجلبي لي ذلك الكرسي
تعالَي هاهنا
هاتِ الجهازَ فإنني
أخشى عليكِ من الأشعَّةِ و الخطَرْ
بل إنني أخشى عليكِ من النسائمِ في السَّحَرْ
هيَّا اقربي
بردانةٌ أنت ؟!
فمما
لِمْ أراكِ ترجُفينْ
هيا
تعالي
لا تخافي
هل نسيتِ ما وراءَ تلك الأكمةِ الفضِّية المتلوِّنة
ونسيت ساقيةَ الرَّحيقِ مع العسلْ
ونسيت غصنَ الزيزفونْ
ونسيت ثوباً قد تمزَّق وانزوى
عن ذلك الكتِفِ الرَّهيبْ
فشعرتُ ليلتها بأنِّي قد سكرتُ فما أفيقْ
ولمستُه بأناملي
وبأعيني
ولثمتُه
فنسيتِ كلَّ الجيشَ خلفَ الأكمةِ الفضِّية المتلوِّنة
لمَّا أسرَّ ضميرُكِ في مسمعي
:"هيَّا نعُدُّ النجمَ
هذي واحِدةْ.."
والنَّجمُ كلُّ النَّجمِ يركبُ في مُحيطِ قلادةٍ
هي في مسارِ تلعثُمي
فإذاً فديتُكِ أفتِني
كيف السَّبيلُ إلى تمامِ قصيدتي ؟



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

لأنّكِ أنت

3






لماذا أعودُ فأسألُ عنكِ!!
لماذا لماذا !!
وأبحثُ في الصُّبحِ عنِّي وعنكِ
لماذا لماذا !!
لماذا وأنتِ كأنَّكِ تُرْبُ
وأنَّ الصُّدودَ و أنَّ التشفِّي
وأنَّ الدَّلالَ و أنَّ التجافي
نباتٌ مُضِرٌّ وشوكٌ وعُشبُ
فكلُّه ينبُتُ منكِ وعنكِ
وأرجِعُ في الصُّبحِ أسألُ عنكِ
لماذا لماذا !!
***
لماذا تعودُ إليَّ السُّطورْ
وأحرَمُ حتَّى قُشورَ القُشورْ
إلى حيِّكِ العالي تأوي النُّسورْ
فمن ذا يُعانِقُ لحنَ القَمَرْ
لماذا خيوطُ الصَّباحِ تنوحُ
ونجمةُ سعدي تلوحُ تلوحُ
ولكنَّ شمسَكِ تأتي سِراعاً
فتُشرِقُ تحتَ خيوطِ القمرْ
***
لماذا أحارِبُ فيكِ الطُّقوسا
وآتي ابتساماً , فألقى عُبُوسا
وأنفِقُ كلَّ مساءٍ كؤوسا
لألقاكِ ثمَّ ... فما من صدى
أساهِرُ فيكِ أزيزَ الرَِّصاصِ
وصوتَ المدافِعِ لحنَ القِصاصِ
ولاتَ وليس بحينِ مناصِ
لأذكرَ ريماً بعزفِ الرَّدى
***
لماذا تطايرَ صوتُ حنيني
إلى قاسيونَ إلى النَّيربينِ
إلى الغوطتينِ ليُنبي قريني
عنِ المُعصراتِ بغيثٍ جرى
لماذا تعايطَ حبلُ فؤادي
فرُحتُ عليكِ اُطيلُ سُهادي
وجاء البشيرُ بصوتِ المُنادي
أناخَ المطايا ليَسألَ عنكِ
وتبحثُ فيروزُ في الصُّبحِ عنكِ
لماذا لماذا ؟!
...
لماذا أحاطُ بتلك الـ (لماذا) !!
وأهرقُ كأسي لهذي وهذا
فأنهلُ من كلِّ بحرٍ رذاذا
وما من مجيبٍ على الأسئلة
***
لماذا أُحاطُ بتلكَ القُبَلْ
ويُخمدُ عندي لهيبُ الشُّعَلْ
كأنِّي مناةٌ أوَ انِّي هُبَلْ
أُحيَّا وموتي هو المُشكِلة 



 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أنتِ والمِرآة

0


ها أنتِ في المرآةِ وحدَكِ فاسهري
فتأنَّقي وتغندري وتعطَّري

وتأمّلي المرآة وحدكِ فافرحي
بجمالِ وجهٍ مُستبِدٍّ ظافِرِ

وأنا أجادِلُ دفتري المحمومَ في
غسقِ الدُّجى...ما نفعُ كلِّ دفاتِري

ما نفعُ هاتيكِ التَّوائمِ صُغتُها
بدموعِ قلبي أو دموعِ محاجِري

ما نفعُ أقلامٍ هناكَ زرعتُها
فتطاولتْ أشجارُها وضفائري

يا طولَ ما  كابدتُ فكراً ثاقِباً 
إذ كانَ يهتِفُ بالأنامِلِ حاذِري

يا طولَ ما داريتُ قلبي , و الهوى
يحتالُ في قلبي لسكبِ محابري

ها أنتِ في المرآةِ وحدكِ فاسألي
مِرآةَ وجهِكِ عن هواكِ الغادِرِ

واستنفِري لُغةَ العيونِ و إن تكن
لغةُ العيونِ تحرَّقت كسجائري

بل سائلي اللبلابَ في روضيكِ فيـ
ـمَ تهافتَتْ أوراقُهُ وتحاوري

ها أنتِ والمِرآةُ فيكِ تهشَمتْ
وتقطَّعتْ  واحُزني كلُّ أواصِري

وأنا أُفلسِفُ قِصَّةً متلوَّةً
بفمِ الزَّمانِ إلى الصَّباحِ الباكِرِ

وتأمَّلي المِرآةَ إذ تتأمَّلي
عَودي... فلستُ بعاتِبٍ أو عاذِرِ

ما عُدْتُ ذيَّاكِ الطَّريدَ  و لم أعدْ
ذاكَ المُطاردَ في الطَّريقِ العاثِرِ

لا تُقسِمي : "إن عُدتَ كنتَ كمِروَدي
أو كنتَ رَمشي , أو تصيرُ محاجِريي"

عُشِّقتُ عينيكِ اللتينِ تأرجَحَتْ
في هُدبِها قِصَصُ الفؤادِ الثائرِ

وترينَها في هذهِ المرآةِ ...كد
تُ "فديتُها" إذ كانَ لحظُكِ آسِري

فاليومَ لستُ أخالُها إلاَّ على
نورِ الشُّموع بحُرقةٍ للزَّائرِ

أتقصَّفَ الرَّمشُ النَّؤومُ فأجمعَتْ
إلاَّ لتسقيَه بماءِ محاجرِ

ها أنتِ في المِرآةِ وحدكِ فاكتُبي
إن شئتِ عن ذاكَ الخِصامِ السَّافِرِ

وتزيَّني بالنَّجمِ قِرطاً إن هوى
ما ضلَّ صاحِبُكِ الطَّريقَ فثابِري

وتعهّدي الكحلَ القديمَ فإنَّه
لن يُحي من أمسى طريحَ مقابِرِ

فلقدْ غدا للشَّامِ حُبِّي و الهوى
وقصائدي و محابري و دفاتِري

وظفِرتُ بابنتِها وفزتُ بحبِّها
فتماسكي  عندَ اللقاءِ وغادري


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

كبرت

0



كبِرتِ كبُرتِ وكنتُ أظنُّكِ لا تكبَرينْ
كبُرتِ كبِرتِ فليتَ الشَّبابَ يدومُ طويلاً
و ليتَ الشّآمَ تعودُ تعودُ
كما كنتُ أذكرُ أو تذكرينْ
كبِرتِ كبِرتِ كبُرتِ عليَّ
وفقهُ وضوئي 

لقد صارَ عُذراً كضوءِ الحنينْ
أبِنتَ الشّآمِ فماذا عراكِ
فماذا دهاكِ
أرحتِ هناكَ و أنتِ القدَرْ
و أنتِ الأرومةُ للمنتظرْ
وأنت و أنتِ فمن كنتِ أنتِ
ومن كنتُ حين رماني القدرْ !
كبِرتِ وكنتِ تظنِّينَ يوماً ...
كبِرتِ و كنتِ تُديمينَ لوماً
تُحبِّينَ لوكَ اللغاتِ كبانٍ
وكنتُ هنالكَ أتلو السُّورْ
_____________________
هناكَ عزيزتي حيثُ الرِّجالُ
تقبِّلُ ظلَّكِ دونَ انسجامْ
هناكَ عزيزتي إذ كنتُ أغلي
(موديلُ) حذائكِ
لونُ طلائكِ
شكلُ حِجابِكِ
كم كنتُ أغلي أغارُ أغارْ
أهيمُ أهيمْ
فيغلي دماغي كأنَّه قِدرْ
وأبحثُ غيرَ الودادِ وغير
الهيامِ و غيرَ
التياعي بحبِّكِ تحتَ الرَّصاص
فأبحثُ كيف المروءةُ تسمحُ
أسألُ كيف الشَّهامةُ تُشرحُ
أجمعُ أحسِبُ أضربُ أطرحُ 

يا للأسف!!
وكنتُ هنالكَ أحسِبُ أنَّكِ لا تكبَرينْ
ولكنْ كبِرتِ
فأين الشَّبابْ
وأينَ الفتوَّةُ وسطَ الصِّحابْ
وقهوةُ صحبِكِ وسطَ النَّديْ
وحفلةُ ميلادِكِ المُستطيرْ
ويومَ رأيتُكِ ...
لا ما رأيتُكْ
أشيطانةٌ تلكَ في ذا الحِجابْ !!
فيا للأسفْ !!
________________
عزائيْ بأني أراكِ كبِرتِ
وأنَّكِ بعدَ الشَّبابِ عقلتِ
وكنتُ أظنُّكِ لا تكبَرينْ
________________
 




مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بكاء في ظل الياسمين

0
أبكيكِ من خلفِ السَّتارِ المُدلَهمِّ القاسي  
وأعوذُ في جذرِ الجدارِ المُستطيلِ الراسي   
وأعودُ في نبشِ الحروفِ وراءه  
وأعاودُ الحُبَّ القديمَ بديَّه 
في قعرِ حاميةِ المجوسْ 
ومع الذُبابِ إذا يحومُ على الكؤوس 
و مع القضيبِ المُستهامْ 
ومعَ الهوى 
ومع الدخانِ مع الهوام 
أبكيكِ إذ أبكيكِ ألفَ قصيدةٍ 
وروايةٍ تُروى على قرعِ الكؤوس 
تروى على دمعاتِ أنَّاتِ العروس 
تهوي على أزرارِ طوقِ الياسمينْ 
تبكي على جسدِ السِّنين 
تبكيكِ ألف قصيدةٍ 
في كلِّ بيتٍ لاحَ لي 
في الصُّبحِ ألفُ حكايةٍ 
أو ألفُ ذكرى في ربوعِ البيلسانْ 
وترنَّحتْ صفصافةُ الشَّامِ السقيمةُ في الضُّحى 
فتصوَّرتْ 
وتبلورتْ تلك الرِّوايةُ
تحت أقدامِ العجوزْ 
فيما يجوزُ ولا يجوزْ 
في رجمِ مُحصَنةٍ بغيّ 
في جَلْدِ سِكِّيرٍ غوي 
في صَلبِ قُطَّاعِ الطَّريق 
فيما يجوزُ و لا يجوزْ 

أبكيكِ تحتَ الياسمين
إذ كنتُ مشَّاءً بليلي 
في زقاقِ الياسمين 
ألقاكِ ثَمَّ على دموعِ اليلكي 
ألقاكِ ثمَّ فُويقَ سيجارِ الغبي 
وأجاهِدُ الضَّوء المُبعثََرَ فوق أحجارِ الرَّصيفْ 
وأعدُّ رشَقَاتِ الرَّصاص 
فمُدَمدِماً و مُهمْهِماً و مُزمجِراً 
فأخالُ شبِّيحاً يجوزْ 
أبكيكِ يا ديوانَ تاريخِ العربْ 
بختامِ أعصارِ العربْ 
بخِضمِّ إعصارِ العربْ 
أبكيكِ يا كلَّ العربْ 
أبكيكِ أمْ أبكي الشَّآمْ 
أبكيكِ أم أبكي العراق 
 أبكيكِ أم أبكي القطاعَ أم الحجازَ 
أبكي المروءة و الرُّجولة و العروبةَ في العربْ !!!
أبكيكِ أم أبكي العربْ 
أبكيكِ من خلفِ السِّتارْ  
والدَّمعُ قد خدَّ الجدارْ 
والصَّبُّ قد خَلَعَ العذارْ 
والرِّيمُ ذا يهوى النِّفارْ 
والحِبُّ لم يرعَ الذِّمارْ 
والتّبغُ قد زادَ السُّعارْ 
وكذاك لم تُجنَ الثِّمارْ 
حُمِلَ العجوزُ على الحمار
سُبِكَ النُّحاسُ مع النَّضارْ 
يا حيهلا فيمن يجوزْ 
يا حيهلا فيما يجوزْ 






مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

المشهد الثاني من المسرحية (الفصل الثاني)

0


عليكِ سلامي قُبيل الضُّحى  
لماذا رقصتِ 
وكنتِ الغوايةَ في وسطِ دربي 
لماذا شتمتِ  
وكنتِ قرأتِ بديوانِ شعري  
علومَ الغََزل!؟ 
لماذا صعدتِ جبال الهوى! 
وقد صفَّقوا لي  
لماذا لماذا هتفتِ هناك!! 
لماذا شعلتِ 
بتبغي شعرتِ 
طرِبتِ لشِّعري 
ونهدُكِ يغلي 
وهاقدْ هجرتُ علومَ الغَزَلْ؟! 
فلا تستفيقي وكوني هناكْ 
وجمهوري يهتفُ وسطَ العِراكْ 
ويُتلى قصيدي 
فينبَحُ إسمُكِ ضِمن قصيدي 
وكان يُسبِّحُ ضِمنَ بريدي 
وأنتِ تُجيلينَ فيَّ النَّظَرْ 
فكوني هناك 
وجمهوري صفَّق بعد العِراكْ 
ذكرتُِ الليالي 
ذكرتُِ الكؤوس 
ذكرتُِ انشِغالي بنهدِكِ عهداً 
وكيف وكيفَ استفاقَ خُماري 
وراجعتُ جهلي 
و عليمي بجهلي 
وأهرقتُ عندكِ دنَّ النَّبيذ 
وهشَّمتُ كأسي 
ونهدُكِ قاسي كعهدِ الخُمارْ 
فكيف جبُنتِ 
وكيفَ جهلتِ بهذا البلاءْ 
نصحتُكِ ألاَّ تشُقِّي السِّتارةْ
كـأنَّكِ تُبتِ 
وكنتُ رأيتُكِ قبل احتساءِ النَّبيذِ 
هناكَ سكِرتِ 
فهلاَّ ذكرتِ زبيدةُ أنِّ بسُكري أفَقْتْ!!
زبيدةُ مهلا!!
أعيدي الليالي بفكرك يوماً 
وكيفَ سبقتِ نساءَ البِغاء 
و كيف استبقتِ زهورَ الرَّبيعِ بفصلِ الشِّتاءْ 
أعيدي أعيدي أعيدي الليالي 
بفكركِ قبلَ هطولِ الوباءْ 
***
زبيدةُ نهدكِ كانَ خريفاً 
بعمري وكنتُ وكنتِ ربيعاً 
وهذا يحُلُّ بعُمري الشِّتاءْ 
زُبيدةُ مهلاً 
لماذا الغِوايةُ بعدَ الهِدايةِ حلَّتْ قريباً 
ونهدُكِ قاسي 
كبردِ الشِّتاء؟!
زبيدةُ مهلاً 
لماذا الضَّلالةُ آبت بأوبِكِ 
آبتْ بتبغِكِ 
وثغرُكِ يعزِفُ لحنَ اشتِهاء
شِفاهُكِ كانتْ لحافاً لثغري 
وهذا يُسبِّحُ كلَّ صباحٍ 
بجودٍ و طهرِ 
وينسى الليالي ذواتِ البِغاء 
وينعى السِّنين طِوالاً طوالاً
وفيك العزاء 
زبيدُ لماذا يُرهِقٌ شعبَكِ لعقُ الحِذاء !!
لماذا لماذا يُسافِرُ شعبُكِ 
في كلِّ ظهرٍ و في كلِّ فجرِ 
زبيدُ لماذا يموتُ يموتْ
ونهدكِ قاسي كلحنِ العزاء 
لماذا تتوبينَ بعدَ الفِراش 
ونهدُكِ قاسي 
يُعيدُكِ في الصُّبحِ بعدَ انتِعاش 
ألستِ تُعيدين فيها النَّظرْ !!
أعيدي رجوتُكِ هذي الفِكَرْ 


2014/4/22





مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

المشهد الأول من المسرحية (الفصل الثاني)

0
جبُنتِ ...
ومِثلُكِ كانَ كمِجدافِ بُخلٍ  
ببحرِ السَّخاءْ 
جبُنتِ... 
ومِثلُكِ كانَ 
كمِعولِ عهرٍ بأرضِ النَّقاء  
جبُنتْ... 
ونهدُكِ مثلُ الرُّغامْ  
طريحُ الغرامِ بأرضٍ عراء  
جهلتِ... 
أليس شرابُكِ هذا 
جبنتِ أليس فراشُكِ هذا 
وتبغُكِ هذا  
ولحنُكِ هذا  
جبُنتِ جهِلتِ و أنتِ اللذاذةُ تحت المساء 
جبُنتِ جبُنتِ وأنتِ صديقي  
وأنتِ رفيقي بلعقِ الحِساء  

***

فما لِضفيرتِكِ الفُستُقيَّةِ تحت العيونْ
وكيفَ صُداعي على الياسمينةِ يحكي الشُّجونْ!!
وكيف رأيتُكِ لمَّا مررتِ
على دربِ رصفِ الحجارةِ عندي 
وتحت الغصونْ 
وأنتِ تحيكينَ صوتاً يُنادي
ربيعَ ظنوني 
وكلُّ البلابلِ كانتْ تزقُّ 
و ساعةُ شعري عليكِ تدقُّ 
ونهدكِ قاسي 
كطحنِ الهواء
وصوتُ المدافِعِ عند الأماسي 
يزيدُ الرَّجاءْ
 فكيفَ قبلتِ ظنونَ ظنوني 
وكيفَ نسأتِ عيونَ عيوني 
وكيف طربتِ
وكيفَ رقصتِ 
وكيفَ اقتنيتِ صنوفَ البغاءْ!!
رضعتِ 
فضعتِ 
وها قد ولدتِ رصيفَ المآسي 
ونهدُكِ قاسي 
كمِلحِ الجِراء
قتلتِ أخيَّتَكِ المازِنيَّةْ 
وبحَّةَ صوتِكِ بالفارِسيَّة 
ثمَّ عضضتِ ذيولَ الفَضاءْ 
لماذا أذوقُ انحناَء النِّساء!!
وأنتِ هناك بتختِ الشَّقا 
ونهدُكِ قاسي كجوزِ اصطلاء 
***
لماذا جبُنتِ 
لماذا جهلتِ 
لماذا رضعتِ سيولَ البِغاء! 
وكان حريَّاً بأمِّكِ عندي 
بدهرِ الجهالةِ 
في كلِّ عصرٍ تُنادي عليَّا 
ويعزِفُ خِلخالُها مُستبيحاً 
حروفَ الموليّا 
وأنتِ هناكْ ...
وأنتِ تعودينَ تُلقي إليَّ 
جمالَ الطِّلاء 
صبرتُ عليكِ طويلاً طويلا
صبرتُ ...
وماكن صبري جميلا
فواتيرُ حبِّكِ كانت تُعيثُ 
بحيِّي لالا 
وترمي غِلالا 
بأرضٍ خواءْ 
 لماذا جبُنتِ
وأمُّكِ كانت 
كمِجدافِ عهرٍ بأرضِ النَّقاء !!
لماذا جهلتِ 
وجهلُكِ كان حبيباً لحُبِّي 
ضلالاً لدربي 
وكنتُ الرِّجال وكنتِ النِّساءْ!!

2014/4/22

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

حرية حرية

0


دعيني أفكِّر كيف أشاء 
و أرسم نفسك كيف أشاء 

فأرسم وجهاً بحبر الطفولة 
ثم أخطُّ بعينٍ و راء 

فكيف تظنِّين أنِّي كهلٌ 
و لا زلتُ طفلاً يحطُّ العشاء ! 

دعيني فلست بطفل الأزقَّةِ 
لا في الظَّهيرةِ أو في المساء

فها قد لمحتكِ تُرخي السِّتارةَ 
كلُّكِ طُهرٌ بشِعرِ الحياء 

رأيتُ ضفيرتَكِ الفُستُقيَّةَ 
و عينَ الزُّبرجُدِ فيها وِجاء 

أزيتيَّةَ العينِ فيمَ سُكوتُكِ 
قد كان حرفُكِ فيه الدَّواءْ 

فهل تذكرينَ بماذا نطَقتِ 
و ماذا أجبتِ بذاكَ المساءْ 

و هل تذكرين نداءَ سميرةَ 
يوم تنادتْ بكلِّ غباءْ 

فجاء إلينا أبوكِ غضوباً 
و قال : لقد قلَّ فيك الحياءْ

فكنتً حزيناً لوصفِ أبيكِ 
و قلتُ بليلاتي تلك قصيداً 
 بكلِّ خشوعٍ و كلِّ صفاء 

و قلتُ له ذاك ليس صحيحاً 
فدعني أفكِّرُ كيف أشاء 

و جاءَ أخوكِ طروباً رقيقاً
و يحمل رطلاً من الكستناءْ 

بتلك المدافي و جمرٍ و نارٍ 
حكايا العجائزِ كلَّ مساءْ 

فجاء يقولُ تعال إلأينا 
لنسمرَ بعد صلاةِ العشاء 

و كانت دمشقُ بتلك الليالي 
كعينيك كم يبدو فيها النَّقاء 

و كان جلالً دمشق مهيباً 
تماماً كمثلِ ثلوجِ الشِّتاءْ 

أتذكر ريم بتلك الليالي 
كيف أفكر كيف أشاء

مللتً من الشِّعر ما ملَّ منِّي 
إذا ما أشرتُ بقلبيَ جاء 

ففي الليلِ شعرٌ و في الفجرِ شعرٌ
و بعد الغروب و بعد العشاءْ 

أقول فتمسك قولي القوافي
أ طيل فتسرحُ
أمسكُ تمرحُ 
أغضي فتفرح
همزٌ و هاء 

أزيتيَّة العينِ قلت دعيني
أفكر أكتب كيف أشاء 

دمشقُ تحيطُ بروحي فتُعلي 
جسومي فيذهل عنها الضياء 

و في الصُّبحِ شمسٌ أراها بحزن
تنادي و تصرخُ فينا النَّجاء 

أشمسَ المجرَّةِ فيم صياحُكِ 
إن كان منك فذاك الغباءْ

 فمهما اشتعلتِ ألستِ ضياءً 
 و بدر الليالي منك استضاءْ








مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

إنقلاب شعري

0
مللتُ من الأساليبِ البِدائيَّة
كرِهتُ مُقدِّماتِ النثرِ
كرهتُ الشِعرْ
نِفاقَ الشِّعرْ
و كلَّ رسائلِ الحُبِّ الخرافيَّة
سئمتُ الأرضَ إذ تحتاطُ من شفتي
و شمسُ الأرضِ في أرضي السَّماويَّة
و جاراتي لهنَّ شرابُ أبياتي
و آهاتي الزُّجاجيَّة
***

فمهما كنتِ في بيتي
تحاولُ أمُّكِ النَّجلاءُ أن ترسُمْ
بأوردتي أزاهيراً و بخُّوراً
فقد حاولتُ مجتهداً
بغير قصائدي
بيدي
بما أوتيتُ من عزمٍ و من فهمٍ
و موعِظةٍ تراثيَّة
و قد حاولتُ مُقتصداً
و مبتعداً عن الأنثى المثاليَّة
تجنَّبَ مخرجِ التَّقديم في لُغتي
بأحجيةِ المناطقةِ
المَخيطةِ بالتَّباشيرِ المُحنَّطةِ
المُبهرجةِ القديمةِ منذ خلقِ العِهنِ
في حاراتِ منطقتي
***

قرأتُ بعينِك الحوراءِ مسألةً
بها لغزٌ
قديمٌ منذ خلق الكُحلِ في عينيِّ جارتِنا
فأوَّاهاً لعينيها
بلونِ البُنِّ أرشُفها و أسكرُ من تراتيلٍ
يُصَبُّ رغامُها طُعماً
فناجيناً بقهوتنا الصَّباحيَّة
فأوَّاهاً لعينيها
***

لقد حرّمتُ شربَ الخمرِ في ألفاظِ مملكتي
فجاءتْ يومَها سَكرى
بغير نبيذ تشربه
و قد عادتْ بلا كَفَنٍ
ضمادُ الشَّاشِ غطَّى أنفَها
و أتتْ...
مشتْ نحوي مُزخرفةً
و قد بسمت
سكرتُ بخمرِ عينيها
سكرتُ بكحلِ عينيها
و لم ينجُ من التَّجميلِ واأسفي
سوى عينيِّ جارتِنا
فَرُحْتُ لها و في قلبي
قصائدُنا و قد نزفتْ
نشيداً أحمراً عذْباً
كشاي الصُّبحِ يا إنسانتي أسَفاً
***

فما بالي!!
و ما بالُ العيونِ الشُّهلِ إذ ترنو بعينيها
فما تقرا سوى جُرحٍ قديمٍ
يشبه الفنجانَ و البحرة السُّداسيَّة
ففي الليوان
في داري
نُجيماتٌ كقِرطِ الأعرجِ المُرتاحِ في وطني
شُجيراتٌ خُرافيَّة
تهزُّ فيعصُرُ النَّارنجُ هكتاراً
***

أقولُ لها وفي أعصابنا شوقٌ
: تعالي قبل أن تأتي
أهازيجاً سماويَّة
و إن لم تفعلي فامشي
إلى سوقِ المواسِمِ مع
تسابيحي الصَّباحيَّة
فثمَّ تلاقي أشعاراً
تباعُ رخيصةً فاشري
لأرجلِها و أيديها
و خصلةِ شعرِها رطلاً
قإن شئتِ ترشرشْ أرضَ باحتِها
بأبياتٍ فراتيَّة
و إن شاءتْ هناكَ ترينَ بيَّاعاً
بكلِّ ضحىً يجيء السُّوق
و يأتي مع شواربِهِ
فيصرخُ كلُّهم:
"أدبٌ... و شعرٌ أقبلوا,
تلقوا لدينا كلَّ مطلبِكم
و عندي الشِّعرُ بالكيلو
تعالي أيُّها الأنثى
و أقبل أيُّها العاشقْ
فهذا شِعرُنا طازجْ
إلى التُّجَّارِ و السَّاسة
إلى القادةْ
تعالوا شعرُنا جذلٌ
رقيقٌ مثل قشر اللوز
رخيصٌ أقبلوا هيَّا..."
***

فروحي لهم
فقدْ يُعجبِكِ شِعرُهُمُ
فلِمْ لا تشتريْ منهمْ
تراتيلاً ترابية!!
فإنِّي قد مللتُ الشِّعرْ
غُبارَ الشِّعرْ
و كلَّ قصائد الشِّعرِ السَّعيريَّة
***


مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

(المشهد الثالث من المسرحية) سيناريو : تعويذة القمر

0

لم تُحسِني رسمَ القصيدة 


أنا آسِفٌ ما كان ذلك رغبتي
 

أنا مُدنِفٌ و لقد تضاعَفُ أنَّتي
 

لحنُ عصفوري تغيَّر
 

في الحقيقةِ يا تُرى أم صوتُه في مسمعي!!
 

و مررتُ في الشَّاغورِ صُبحاً
 

و نظرتُ بدرَ الدِّينِ علَِّي 
 

أن أراكِ نجمةً بسمائه
 

أو شتلةً أو قمحةً بفنائه
 

فهناك سالت أدمُعي
 

و تراقصَت في مسمعي
 

و عزائي أنِّي كنتُ أبديكِ الوِدادْ 
 

في ألفِ شهرٍ لا يزالُ ترفُّعٌ لتواضعي
 

و عزائي أنِّي اليومَ أخفيتُ الودادْ
 

***
 

لم تُحسِني عزفَ القصيدة
 

فشممتُ ريحَ مِدادِها
 

و شتمتِ سرجَ جوادِها
 

زخرفتُ حاشيةَ الكِتابْ
 

أضناني جمعُ حصادِها

وسئمتُ من تأويلِ شكِّي إذ تناسيتُ العِتابْ
 

عِلمُ الفَلَك

لم يكتشفْ بُرجَ الغزالْ
 

هل يا تُرى بِعتِ الهوى أم لم تكوني تملِكين!!
 

لا تحسبي...
 

يا أنتِ لا لا تحسبي
 

أنِّي بعيدٌ عن سمائِكِ في الصَّّباحِ أو الرُّقادْ
 

بعدَ الظَّهيرةِ واضطجعتِ
 

أغمضي عينيكِ أو لا تُغمِضي
 

فأنا هناك
 

صوري القديمةُ كلُّها تبقى هناك
 

انزعي نظَّارتي
 

و تأمَّلي صُنعَ البديعْ
 

و تأملي دمعَ الفؤادْ
 

رتْمُ القصائدِ لم يزل منذُ اكتشفتُكِ عالياً
 

لمْ تُحسِني نثرَ الرَّمادْ
 

لم تُتْقِني لمَّ الحُروفِ وجمعَها
 

كي تطرحي عنكِ السُّهادْ
 

نفثُ العُقَدْ
 

نقرُ الدُّفوفْ
 

صوتُ البخورْ
 

و جماجمُ الموتى
 

دماغٌ من شمالي قندهار
 

تعويذتي
 

عصرُ النُّهودِ على النَّضارْ
 

لغةُ القرودْ
 

ليلُ النَّهارْ
 

مسحُ الغُبارِ عن الغُبارْ
 

أنَّاتُ أمّي و الشُّرودْ
 

حلْبُ العِشارْ
 

كنْزُ الصُّدودْ
 

لُعبُ القِمارْ
 

شُربُ الدُّخانِ على السُّعارْ
 

حملُ العجوزِ على الحِمارْ
 

زيتيَّةَ العينِ الكليلةِ بالهوى
 

قدُّها أم ثغرها أم قِرطُها
 

أم جيدُها أم نهدُها أم خصرُها
 

أم ثوبُها البنيُّ تحتَ مَخدَّتي!!
 

نسيته تحت مَخدَّتي !
 

تركَتْهُ تحتَ مَخدَّتي !
 

كنَزَتْهُ تحت مَخدَّتي !
 

تعويذتي
 

سُكرُ القريحةِ بالغِوى
 

ظلمُ النِّساء!!!
 

أصغيرتي:
 

فتريثي هذا المساء
 

قومي نعدُّ النَّجم في كبد السَّماءْ...
 

واحدة, ثنتانِ , هذي ثالثة
 

انظري ... فهناك أربعُ أنجمٍ مع بعضِها
 

و ثلاثةٌ أدنى
 

و في تلك النواحي يبدو قطبٌ مُنفردْ
 

فلتحفظي عني
 

كم صارت النجماتُ ؟!
 

قالت: قد نسيتْ
 

طيِّب...
 

هيَّا نُعيدُ العدَّ هذي واحدة
 

و هناكَ ستٌّ عن يمينِ السَّارية
 

و وراء تلك الغيمةِ الزَّهراء تبدو نجمةٌ زنجيَّةٌ
 

و لها رموشٌ واضحة
 

و أراها دون البدرِ حُسناً
 

ذلك الوجهُ الصَّبوحْ
 

قدُّها , أو شَعرُها
 

خِلخالها الفضِّيُّ فوق جبينِها
 

أصغيرتي:
 

عمَّ تحدَّثُ سيِّدي؟!
 

عن دوحةِ الصَّفصافِ في تلك الرُّبوعْ
 

عن ليلةِ الإنصافِ في ضوءِ الشُّموعْ
 

عن منزلِ السَّعدِ المُضيء
 

عن شارِعِ الحُزنِ الوضيء
 

عن دارِنا في غابةِ السِّندانِ أو
 

في أيكةِ الأغصانِ أو
 

في مجلسِ الكرةِ الحياديِّ الجديد
 

عن عشِّ قبُّرةٍ أتت قبل الطُّلوعْ
 

و جلالِ حُسنِكِ إذ توزَّعَ شطرُ حسنِك
 

في تقاسيمِ الضُّلوعْ,
 

كفِّي ابتساماً واغربي عن ناظري
 

فرأيتُ في نظراتِها صوتَ الدُّموعْ
 

فضحِكتُ إذ أردفتُ
 

: هيَّا ... اغربي عن ناظري
 

أغمضْتُ عيني...
 

يا حُسنَكِ
 

و بهاءكِ
 

وجمالك الأخَّاذِ ضِمن بصيرتي
 

قالتْ أحُسْني ليس يظهرُ في عيونِك مرَّةً!؟
 

:أنا أعشقُ المِرآةَ يا حوريَّتي
 

و أراكِ ثمَّة حيثُ تنعتقُ القيودْ
 

و أراكِ حُسناً دون يلحَظَني الشُّهودْ
 

و أراكِ سِرباً من قصائدِ 

ثمَّ خيطاً من دخان
 

اتركيني غافياً مُستيقِظاً
 

و لتتركي رأسي على زَندِ الجُمانْ
 

بل و اتركي كتفَ الزَّمانْ
 

و لتُبعِدي نهديكِ عنِّي
 

صِرتُ عِزْهاةً يرى
 

صوتَ النُّهودِ كلعنةٍ
 

و تقرَّبي
 

فتقرَّبت
 

بل باعدي و تباعدي عنِّي
 

فإنِّي صِرتُ عِزهاةً يرى
 

في الجنسِ طوراً من شقاءِ الأمنياتْ
 

لا تلمسي بأناملِ القُبَلِ الطَّريَّةِ جبهتي
 

أو رقبتي
 

و تقرَّبي...
 

بالله قل لي ما عراكم سيِّدي؟!
 

هذا كلامٌ ليس يفهمُ دون ترجمةِ الكلام
 

إلا إذا كان المُكلِّمُ فيه مسُّ من جُنونْ
 

أترى جُننت؟!

:ثِنتانِ تحت حواجِبِ البدرِ السَّقيمْ
 

و على اليسار هناكَ سبعٌ كاملة
 

الآن قولي كم بلغنْ ؟
 

ضحِكتْ , بكتْ , فتثاءبتْ , ضجرت ,
 

أدارتْ ظهرها
 

حزمتْ بخيطٍ شعرَها
 

لفَّت عليها شالَها
 

و عِصيَّها و حِبالَها
 

التفتت إلي
 

فسمِعتُ في عينيها همسةَ قُبلةٍ أو قُبلَتينْ
 

أغمضْتُ عيني ثُمَّ رُحتُ أرنوها هناكْ
 

فتنهَّدتْ
 

و تصعَّدتْ
 

و هي تُغريني فحيناً تلثم القَلَمَ الجميل
 

أغلي هنالك ثمَّ أغمضُ أعيني
 

لا ألتفت
 

و أغضُّ طرفي عن مُحيَّاها الجميلْ
 

و تنهَّدت
 

و أنا أنا
 

قد صِرتُ عِزهاةً كأنِّي عاجزٌ
 

و الجنس عندي لعنةٌ هنديَّةٌ لا تستقيمْ

و أعيدُ عدَّ النَّجمِ وحدي

غير أنَّي في الظَّهيرةِ يا أخي!!
 

هل فيَّ مسٌّ من جنون!

 ***



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه