‏إظهار الرسائل ذات التسميات ديوان بوح دمشقي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ديوان بوح دمشقي. إظهار كافة الرسائل

"فأنا المذبوحُ بكُلِّ لغة"

0


أنا لستُ هُنا
أنا كنتُ هُنا
أنا قبلَ الماءِ جرَيتُ هُنا
أنا قبلَ البدرِ سهِرتُ هُنا
أنا قبلَ الكُفرِ وقبلَ العُمرِ
و قبلَ السَّطرِ وقبلَ السِّدرِ
و قبلَ الغدرِ وقبلَ الثَّأرِ
و قبلَ الصَّبرِ صبَرتُ هُنا
أنا قبلَ الفُلِّ وقبلَ الذُّلِّ
و قبلَ البَذلِ بَذلتُ هُنا
أنا قبلَ الحَرفِ وقبلَ الوصفِ
و قبلَ الرَّصفِ وقبلَ القصفِ
و قبل اللحن وقبل العَزْفِ
و قبل العَــُـرفِ عُرفتُ هنا
أنا قبل الحربِ وقبلَ القُربِ
و قبلَ البُعدِ وقبلَ السَّعدِ
و قبلَ العبدِ عَبدتُ عَبدتُ الله هنا
قبل اﻹسلامِ او اﻷنسام
قبل الأعلامِ أو الإعلام
عَلَّمتُ عَلِمْتُ عُلِمْتُ هُنا
أنا قبلَ الأمنِ أو الإيمانِ
عَدِلْتُ أمِنْتُ فنِمْتُ هُنا
أنا قبلَ الغزوِ غزوتُ هُنا
أنا قبلَ الضَّوءِ وقبلَ النُّورِ
أضيء هُنا
أنا قبلَ الرُّوحِ وقبل البَوحِ وقبل الفوحِ
أسيحُ أُريحُ أروحُ أبوحُ
أفوحُ هُنا
أنا قبلَ العيشِ أعيشُ هُنا
أنا قبل الطِّفلِ وقبلَ الكهلِ
حَبوتُ نشأتُ
بلغتُ شَبَبْتُ
كَهِلْتُ وشِبْتُ فمتُّ هُنا
أنا قبلَ النَّشأ نشأتُ هُنا
أنا قبلَ الطَّودِ وقبلَ العَهدِ
و قبلَ الرَّوضِ وقبلَ الوَردِ
و قبلَ المَهدِ وقبلَ الشهدِ
من قبلٍ النَّهدِ نَهَدْتُ هُنا
قبلَ العُصفورِ أو الشَّحرور
من قبلِ الطَّيرِ أطيرُ هُنا
أنا كنتُ هُنا
أشرقتُ قُبيلَ الشَّمسِ أنا 
_________________
فأنا الشاميُّ
أنا المذكورُ بِكُلِّ لُغةْ
أنا كنتُ هُنا
_________________
فأنا الشَّاميْ
و العُربُ جميعٌ أعمامي
و المجدُ تصاغَرَ في هامي
فالعالَمُ طأطأ قُدَّامي
لأصوغَ العِلمَ بأقلامي
و أُحيطَ الفِكرَ بإحكامي
و أُسيغَ الشِّعرَ بإلهامي
_________________
فأنا الشاميُّ
أنا المذكورُ بِكُلِّ لُغةْ
أنا كنتُ هُنا
_________________
فأنا الشّاميُّ أُهِنتُ هُنا
و ذُلِلْتُ صَبَرتُ
سُجِنْتُ أُسِرتُ صَمَتُّ هُنا
و كُسِرْتُ سُحِلْتُ صَمَدْتُ هُنا
أُبعِدْتُ طُرِدْتْ
هُجِّرْتُ لجأتْ
فذُلِلْتُ سُجِنْتُ
غرِقْتُ غرِقْتُ
وقلبي هُنا
وبقلبِ الشَّامِ ذُبحْتُ أنا
_________________
فأنا الشاميُّ
أنا المذكورُ بِكُلِّ لُغةْ
أنا لستُ هُنا
_________________
بردى ظمآنٌ
وابردى !!!
أفكيفَ الَّلحنُ عليكَ شدا !!
وعلى ضِفَّتِكَ الرقصُ غدا !!
والعُريُ العُهرُ عليكَ بَدَا !!
وانهرُ الرَّبوةِ وابردى !!
من أيِّ صنيعٍ ضِعتَ سُدى ؟!
واقلبي ممَّا حلَّ بقلبِكَ
حلَّ بقُربِكَ حلَّ ببُعدِكَ
كيف صَبَرْتَ
وكيفَ رجَفتَ
وكيفَ جففتَ
وكيفَ رحلتَ
وكيف نُسيتْ !!
فنسينا ببُعدِكَ كلَّ هُدى !!!
أُردِيْنَا بُعَيدكَ وابردى
فعلامَ نضاجعُ كلَّ صدى !؟
وجميعُ النَّاسِ علينا عدا !!
فـ عُواءُ نُبَاحُ
رُغاءُ ثُغاءُ
صفيرُ زئيرُ
فحيحُ و ريحُ
و نارٌ ثارٌ و غبارُ
و دخانٌ رانٌ بركانُ
و بلاءٌ داءٌ و وباءُ
أحقادٌ ثَمَّ و أصفادُ
كُفَّارُ الغربِ و أوغادُ
وجميعُ الكونِ علينا عَدا
و الغدرُ الحِقدُ الغِلُّ بدا
و علينا تآمَرَ
كلُّ سفيهٍ
فينا يُقامِرُ
كلُّ فقيهٍ
هل يُجدي بربِّكَ أيُّ نِدا ؟!
بردى !
واقلبي من بردى !!
_________________
فأنا الشَّاميُّ
أنا المذبوحُ بكلِّ لُغة
_________________
فأنا الشَّاميُّ أصيحُ أنا
مِنْ غدرِ النَّاسِ
وفُحشِ النَّاسِ
ومكرِ النَّاسِ
وكُفرِ النَّاسِ
وكُرهِ النَّاسِ
وبطشِ النَّاسِ
وحِقدِ النَّاسِ عليَّ أنا
بردى !
واقلبي من بردى!!
بردى موجوعٌ وابردى !؟
بردى موجوعٌ منِّي أنا
بردى يحتاجُ إلي أنا
فعلام الكلُّ عليك عَدا ؟!!
وانهرُ الغوطةِ وابردى!
بردى !!
واقلبي من بردى!!
بردى الموجوعُ بكلِّ لُغَةْ
وأنا الشُّاميُّ
أنا المذكورُ بكلِّ لُغةْ
فعلامَ الكلُّ علينا بَغى!!.
_________________
#دمشقيات #ابن_نزار #الدمشقي
#دمشق #سوريا #الحرب #الشام #الربوة
#المؤامرة #شام #ياسمين #بردى #الغوطة
#داعش #التحالف_الصليبي #الثورة #النظام

عذابات شامية

0

 

أنا الشَّامي 
أنا المحزونُ من رأسي لأقدامي
ففيمَ الذَّبحُ مُنتظري 
بُعيدَ شُروقِ أحلامي!!
فيا لله و الدُّنيا 
لماذا الله يُبعِدُنا عن الدُّنيا!!
لماذ ثارتِ الدُّنيا 
علينا كلُّها الدُّنيا 
ورأيُ العُربِ مُفترِقُ و مُختلِفٌ 
فوحَّده
كُلَيبُ الرَّومِ و الدُّنيا 
لماذا رايةُ الإسلامِ شوَّهها 
طَغامٌ من بني الدنيا
فأينَ العلمُ و العلماءُ 
أين الفقه و الفقهاءُأين الرأيُ 
والحكماءُ والحلماء في الدنيا ؟!!

أنا الشامي 
فهل تدرون ما لغتي
وما صفتي 
 أنا الشامي
حمامُ المسجدِ الأمويِّ 
يحسو بَوحَ أقلامي 
عصيرُ التُّوتِ من لُغتي  
ويسري ضمنَ أوردتي 
 دوالي الغوطةِ الغرَّاءِ 
تغزلُ فوقَ مكتبتي 
ومنضدتي 
وتُشرِقُ فوق شبَّاكي
وتُسرِفُ في مُخيِّلَتي 
حواليها 
ترى حوراً وصفصافاً 
أراها هنا 
بذاكرتي 
وفي أسفارِ أوهامي 
أنا الشامي 
لماذا الليلكيُّ أراهُ مُرتعِشاً بأكمامي
وصوتُ الياسمين هنا 
يُعانقُ جُرحيَ الدَّامي 
أنا الشامي 
لماذا صورةُ الأمويِّ 
صارتْ رمزَ آلامي 
وأوجاعي وأدوائي و أسقامي

أنا الشَّامي 
أنا المحزونُ من رأسي لأقدامي
ففيمَ الذَّبحُ مُنتظري 
بُعيدَ شُروقِ أحلامي!!

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أنا العربي

0

أنا العربي
أنا المنفيُّ في وطني  
وفي بلدي وفي بيتي 
وفي تاريخِ تاريخي 
أنا المذبوحُ في لُغتي 
أنا المطعونُ في ظهري وفي صوتي 
أنا المسروقُ من لحني وقافيتي 
أنا العربيُّ مُرتَهنٌ 
ومُحتقرٌ 
أنا عبدٌ 
ومذلولٌ ومُزدَجرٌ 
أنا المملوكُ من رأسي إلى نفسي 
ومن قَدَمي إلى قِدَمي إلى حُلُمي
ومن شفتي إلى رئتي إلى أستي 
أنا المكلومُ  والمفجوع 
و الموجوعُ في صمتي
أنا المذبوحُ في عيشي 
أنا المغبونُ في مهدي وفي نعشي 
أنا المنقولُ من بطشٍ إلى بطشٍ إلى بطشِ 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

و شامُ اللهِ لا تبكي

0


بصمتي المُطبِقِ المحزونْ
في بيتي وذاكرتي وكُرَّاسي 
بصوتِ خفائكِ المجنونْ
وجفوةِ قلبِكِ المُضنى 
وحربِ فؤادِكِ القاسي 

بتفكيري وتكفيري
وفلسفتي وتصويري 
وهرطقتي وتحويري 
بإشفاقي على كتُبي 
ولونِ غُبارِ مِنضَدتي 
وتعتيمي وإفلاسي 
وشوقي عند أطلالي 
ونَوحي بين جُلاَّسي
وأشجاني وأحزاني وأجراسي 

فكيف تُسافِرُ الدُّنيا 
وأنتِ إليَّ تبتعدينْ 
وتبتعدينْ
وتبتعِدينْ
عن قلمي و قِرطاسي 
وفي تشرينْ
تقتربين من صيفي ومن سيفي 
ومن حُرَّاسِ حُرَّاسي 
ولستُ أراكِ ترتعِشينَ من شِعري
 ومن أنفاسِ إحساسي 

فما بالُ الشآمِ تُرى 
تُحاوِلُ كتمَ أنفاسي !!

وما بالُ الدِّمشقيِّينَ
لا قاموا ولا اقتعدوا!! 
ولا اقتربوا ولا ابتعدوا !!
وما بالُ البلاءِ تُرى 
نزيلاً مُظهِرَ الباسِ !

فأين الحِكمةُ العُليا 
وشمسُ اللهِ تُحرِقُنا 
كأنَّ الأرضَ تطرُدُنا 
كأنَّ الله يلعنُنا 
بحربِ العالمِ المجنون
وحِلفٍ مُفترٍ مغبون 
و#كلب_الروم والمفتون 
ووسواسٍ وخنَّاس

بصمتي أُخبِرُ الدُّنيا 
عن الأطفالِ يصطرِخونَ
عن أمٍّ مُروَّعةٍ 
وعن ثكلى  

وشامُ اللهِ لا تبكي 
ولا تشكو
 شرورَ النّاسِ للنَّاسِ 
ودمعي بينَ أوراقي
وحبري بين أنفاسي 

وهذي الفِتنةُ العمياءُ 
أرنوها وأرقُبُها 
وراءَ سِتارِ شُبَّاكي 
بإيماني وإحساسي 

فكفِّي المَدمَعَ الباكي 
أليسَ اللهُ يحرُسُها 
أليسَ اللهُ يمنعُها 
وسيفُ الله مسلولٌ 
علينا ثمَّ يقصمُه 
فتلك الحِكمةُ العُليا 
وما ربِّي بظلاَّمٍ 
وليس الله بالنَّاسي 

 ________
2014/10/5



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

حبُّ الشَّام

3




 مالي وجودٌ في الهوى لولاكِ
فكأنَّ من حُبِّ الشَّآمِ هواكِ

وكأنَّ للرُّوحِ انقِسامٌ فاستوى 
بين الرُّبى في شامِنا ورُباكِ 

وكأنَّ من فيكِ السُّلافُ فمازجتْ 
بردى قديماً طاب في ريَّاكِ 

وكأنَّ فيكِ الياسمينُ تشعَّبتْ 
أغصانُه فتشابكتْ فكساكِ 

وكأنّ من طيبيكِ فاحَ غِناؤهُ 
وطِلاؤهُ و عبيرهُ و شذاكِ 

وكأنْ نسجتِ من حِجابكِ زهرهُ 
وكأنْ مزجتِ من الزُّهورِ صداكِ   

وكأنَّ فيكِ النَّيربينُ تصعَّدتْ 
وكأنَّ من تُرْبِ الشآمِ ثراكِ 

ما لي وجودٌ في الهوى لولاكُما 
فحبا دمشقَ مليكُها و حباكِ 



2014/5/16



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

خبزٌ وشعر

0
 
و وِردُ الـمـاءِ فـي الـقنواتِ شـرعٌ
و نـهـرُ الـشَّـامِ مُــذْ خُـلِقتْ تُـدارُ

عـشِقتُ زقـاقَها مُـذ كـنتُ طِـفلاً
و جـــــوُّ زقــاقِــهـا نـــــورٌ و نــــارُ

عشِقتُ الياسمينَ بكلِّ دربٍ لكلِّ
عــريـشـةٍ فــــي الــشَّــامِ ثــــارُ

و لــلـنَّـارنـجِ أصـــــواتٌ تُـــنــادي
ولــلــيــمــونِ تــــاريـــخٌ يــــغـــارُ

فـجِـئـتُ زقـاقَـها ضـيـفاً فـشـاءتْ
و طــعـمُ الـخـبـزِ يـعـقُـبُه سُــعـارُ

و طـعـمُ الـخـبزِ مــن يـدِهـا نـديَّـاً
بــعــطـرِ يـمـيـنِـها فــــلٌّ و غــــارُ

وغـــازَلَ خـبـزُهـا ثـغـري فـغـصَّتْ
بـحُـلـقـومي الـقـصـائـدُ لا تُـــدارُ

فـقـالـتْ أخـتُـهـا يـكـفيكَ طـيـشاً
فـشِـعرُكَ بـلـسمٌ يـكـوي "نــزارُ"

تــنـحَّ فـنـحـونا الـشَّـبـيحُ ســبـعٌ
عــلــى أعـراضِـنـا شــهـمٌ يــغـارُ

فـمـا تـجدي الـقصائدُ و الـقوافي
ولـيـس لأهـلِـنا فـي الـشَّامِ جـارُ

تـنحَّ فلُقمتي في الجوفِ ســـــمٌّ
لــيــس لــتـاجِـرِ الـفـيـحـا ذِمـــارُ

تــنـحَّ فـغـوطـتي بـــادتْ و نــاءتْ
بــرفــعِ عـقـيـرتـي ثـــمَّ الـصِّـغـارُ

عـلـيـكمْ تُــقـذفُ الـلـعـناتُ لــيـلاً
ويـقـصـفُ غـوطـتي جــوعٌ و نــارُ

ويــأكــلُ طِـفـلُـنـا الــبـارودَ يُـتـمـاً
ويــأكـلُ شــيـخَ نــاديـكَ الـصَّـغـارُ

#دمشقيات
#ابن_نزار #الدمشقي


 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الحرب في زمن الحب(2)

0

وهناك أجثو للحنين وللأملْ
 

مُتردِّيا أو فارساً
 

مُتعدِّياً أو راجِلاً
 

أو راحِلاً لشراءِ أكسيةِ العملْ
 

وسطَ المُحيطْ
 

في اللامكانِ
 

في اللازمانِ
 

في النُّقطةِ الذهبيَّةِ المتبعثرةْ
 

تحت الأمان
 

فوقَ النَّبيذِ أو الجُمانِ أو الحصانْ
 

فوق الصُّخورِ الرَّاسياتِ على الدِّنانْ
 

ورحلتُ ثمَّ مُراقِباً جيشَ القُبَلْ
 

فغدوتُ مثلَ مُسافِر نحو الليوثِ الجاثية
 

للحاجزِ المُرتاحِ عند زُقاقِنا
 

كمنافقٍ في الجابية
 

مُتلعثِماً
 

نسي الفصاحةَ مع نساءٍ ناسية
 

وهرعتِ نحوي تُرشرشينْ
 

وجهي بماءِ السَّاقية
 

وأنا هناكْ
 

أترقَّبُ الخيلَ الأصيلْ
 

ليقودَه الرجلُ البخيلْ
 

نحوي و أنت الثانية
 

والياسمينُ كأنَّهُ سجَّادة
 

عجميَّةٌ عربيَّةٌ تركيَّةٌ
 

منكوسة
 

منقوشة
 

ملعونة
 

ممدودة فوق الرِّياضِ الفانية
 

وشقائقُ النَّارنجِ ضاعَ خلالَها شعرُ الغزلْ
 

وحقائقُ الحربِ الضَّروسِ على عجلْ
 

في القصَّةِ المتبقِّية
 

في الحانةِ المتأذِّية
 

في الخانةِ المرقومةِ المُتأنِّية
 

ولمحتُ وجهكِ من خلالِ شقوقِها
 

فقرأت في عينيكِ ثمَّةَ جُملةً
 

لمْ أنسَهَا
 

في نفسِها مُتمرِّدةْ
 

ووراءَ أمٍّ حانية
 

أشفقتُ حقَّاً يا صديقتي من خطوبِ ساعية
 

نحوي تُنادي التَّالية
 

فهرعتُ من خوفي أعيدُ تراجِمَ الكتُبِ المُنقَّحةِ الطَّريَّةِ
 

في عشاءِ الأمنية
 

وصببتُ في كأسي هناكَ لأحتسي
 

كأسي وحيداً قربَ فسطاطي الأخيرْ
 

أستاءُ منكِ
 

من الوعودِ الزَّانية
 

فذكرتُ نهداً في شبابي
 

أعلنَ الإفلاسَ وسْطَ رِفاقِه مُتأنيِّا
 

وبرقَّةٍ متناهيةْ
 

مُتصعِّداً مُتصبِّراً متأنِّقاً
 

و مُداوِماً في الحانةِ المُتردِّية
 

أغلقتِ في وجهي دقائقَ حُبِّنا
 

فصمدتِ كالرَّجلِ العجوز
 

ليقودَ صمصامَ القُبَلْ
 

وركعتِ كامرأةٍ تجوزُ
 

على الصِّراطِ النَّائية
 

أيقنتُ أنِّي مُتعَباً في حفلةِ الكأسِ الأخيرْ
 

فبكيتُ ...
 

بل فضحكتُ حتى بلَّ دمعي لِحيتي
 

وأعيدُ ترجمةَ الحُروفِ و صَوغِها
 

كمُفلسِفٍ قصص الكِبارْ
 

يجثو لراءٍ الساقية
 

وكأمَّةٍ نسيتْ تراتيلَ الأسى
 

نخَّتْ كأمٍّ زانية
 

أذكرتِ فِعلاً يا صديقةَ حبِّنا
 

عنوانَ ديواني الأخيرْ
 

أذكرتِ أسماءَ النساءِ جميعِها
 

في فهرسي
 

عفواً...
 

في فهرسِ التختِ الوثيرْ
 

في بندِهِ الثَّاني
 

ذاكَ المُعنونِ من خيوطِ الياسمينْ

 

أرهفتِ أسماعَ القلوبِ جميعِها
 

لمَّا استبانَ الجهلُ جهلكِ
 

في مساحيقِ الجمالْ
 

تلك التي قد كانت الآهاتُ تغزو حيَّها
 

ولحيِّها
 

ذاكَ المسعَّرِ بالقتالْ
 

أنشأتُ ديواني الأخيرْ
 

فلتسمعي
 

ولتأخذي عنِّي :
 

ماكانتِ الأسماءُ تلكَ صغيرتي
 

إلاَّ حروفاً كنتُ قد أنشأتُها
 

ونسجتُها
 

في حبِّها ذاك الكبيرْ
 

ماكانتِ الأسماءُ إلاَّ
 

كالمعاجِمِ في تصانيفِ النفوسسِ جميعِها
 

وبقربِها شايُ الغزلْ
 

وعلى جدارِ الياسمينْ

 

أفهمتِ تلك القصَّةَ الشَّوهاءَ في البابِ الأخيرْ !
 

أوَعيتِ تلكَ الخانةَ السَّوداءَ و الحرفَ المُثيرْ !
 

أحفظتِ أسماءَ النِّساءِ جميعِها
 

و قرأتِ تاريخَ النهودِ
 

جريحِها و صريعِها
 

قدْ كانتِ الأنَّاتُ فيها رايةً
 

فركزتُها
 

لمَّا علَت فوقَ الحصونْ
 

"الله أكبرْ"
 

فوقَ الجُثثْ
 

هل رأيتِ نجيعها

 

يا قطَّتي السَّمراء
 

ما كانتْ عيونُكِ في تواريخِ القلوبْ!!
 

يا حنطتي الحمراءْ
 

يا نقطتي السَّوداءْ
 

يا مجلس التَّصفيقِ في تاريخِنا
 

هذي دمشقُ تعيدُها
 

نحو العباءةِ في ربوعِ البيلسانْ
 

أواَّه يا لُبنانْ
 

أوَّاهُ حبِّي ما استفاقتْ أحرفي
 

أواه حربي ما استنامتْ
 

كالأمينِ المنصِفِ
 

وعلى رقومِ الطَّيلسانْ
 

كم كانَ جقَّاً مُعجِباً
 

في قصَّةِ التَّختِ الوثيرْ
 

كم كانَ طيفاً راقياً
 

أهوى كفاروقٍ رزينْ
 

ألِفَ الحروبَ كأنَّه
 

ضرغامُ في وسطِ العرينْ
 

كم كانتِ الأعضاءُ تلك كواسياً
 

قبلَ اللِقاءِ لقائهِ
 

فرأيتُه
 

قد كانَ ريماً مائساً
 

فرأيتُه
 

ورأيتِني عندَ اللِّقاءِ مكبَّلاً
 

ومجدَّلاً
 

بدماءِ قلبي من سياطِ هجومِه
 

كم كانَ هتلرُ -يا صديقةُ- ناسِكاً
 

لمَّا رأيتُ هجومَهُ
 

وضلوعَهُ في قتلِ قلبي المُستكينْ
 

أفكيفَ تُنسيني السِّنونُ فؤادَها
 

أم كيفَ تُعريني الخطوبُ مصابَها

 

يا طيفَها
 

وحظرتِني
 

لمَّا رأيتِ تكاثرتْ
 

في فهرسي تلك الحروف
 

ما كانتِ الأسماءُ ضمن حُشاشتي
 

ما خانتِ الأسماءُ تلك فصاحتي
 

وبلاغتي
 

لمَّا استقيتُ جراءتي
 

وبداهتي
 

لمَّا وُهِبتُ وسامتي
 

كلَّ الفخارِ مع الرِّجالْ
 

لمَّا ألِفت طهارتي 

تلك الخلالْ
 

ما خنتُ طيفكِ يا خليلةُ لو فعلتْ
 

ما رمتُ جرحَكِ يا عزيزةُ بل جرحتْ
 

ما رُمتُ شيئاً غيرَ حبِّكِ
 

غيرَ قربكِ في المساءْ
 

غير مسَّكِ في الصَّباحْ
 

فلمن تركتِ السَّاقيةْ
 

في جدولٍ
 

وعلى ضفافِ الياسمينْ
 

ولمنْ تركتِ فؤادها
 

الملتاعَ من قهرِ السِّنينْ
 

ولمن صنعتِ جمالَها
 

في قالبِ المجدِ الحصينْ
 

واللهِ صدقاً كان حبِّي آيةً
 

فهِّمتُها عند الصَّباحْ
 

أفكيفَ بتِّ فسِّرينْ؟!
 

أم كيف كنتِ تهرطقين
 

وتعجنين
 

شعري بماءِ السَّاقية
 

يا من تركتُ لأجلِها قلبي
 

هذا رصيفُ الحزنِ سارَ مُغرِّداً
 

في جدولِ الآهاتِ مع تبغي اللعينْ
 

يا مشعلَ الثوراتِ في قلبي الكريمْ
 

يا ثورةَ العبراتِ عند طلوعِ فجري في زقاقي
 

في رقاق الياسمين
 

حوريَّتي ...
 

فالكوخُ كلِّسَ حيطُهُ
 

وفناؤه قد صارَ فنَّاً مُعجباً
 

في البابِ أرنو نعجةً تربو على مرِّ السِّنينْ
 

تلك التي أرخيتِ حبلَ طليقِها
 

في قصرِ بلوري المشين
 

وهناك أجثو مراقباً
 

ومعاقباً
 

ذياكم الشال الثمين
 

وهناك أجثو للحنينِ وللأمل
 

فمراقباً
 

ومسافراً لشراءِ أردية العمل


مع  تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بطاقة شكر

0

 أتقدَّم بالشُّكر الجزيل للأستاذ الكبير ‫#‏خير_الله_الشريف‬ فيما نشر في ثنائه
عليَّ بما أرجو أن أكون له أهلاً :

ما أروع شعرك أيها الشاعر الفذّ أستاذنا ابن نزار الدمشقي،
أحسنتَ ـ والله ـ في شِعْرَيْك: الحَولِيِّ المُحَكّك، وعفويِّ الخاطِر.

تالله لن أشبعَ من الترحّم على شاعر شامة الدنيا نزار قباني كان الله له، وكان لمن عرف ابنها البارّ حق معرفته دون أن يلوي على أحد، لستُ بالحَكَم (التُرضى) حكومته في نقد الشعر،
فإن كنتَ ممن ذاق قطرات من بحره أُراك من أصحاب الانتماء إلى مدرسته العريقة في دنيا القريض، بلْه من ورثته الأوفياء،
وفقك الله إلى مايحبه ويرضاه من منافحة عن الجمال الذي هو منه وإليه، والذي هو صنو الخير وموئله ومأرَزُه، راغمةً أنوفُ شانئي مدينةِ الياسمين وأبنائها، زادك الله عطاءًا، وأمدّ يراعك بمدده الذي لا ينفَد.
...

 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بدمشق الخلود

0



أراكِ بشِعري ستُمسينَ حتَّى قُبيلَ الخُلودْ
فكم بِعتُ ريماً كحيلاً ببخسٍ
و رُحتُ عليهِ أُطِيلُ السُّجودْ ؟!
و في كلِّ يومٍ كنتُ أردِّدُ ذات السؤالْ
أعيد مقالةَ جدِّي الكبيرْ
فحتَّامَ أعشقُ
فيمَ أسافرُ في المستحيلْ؟!
وأنتِ هنالكَ لا تبرحينْ
وشعري يراكِ
يشمُّ ثراكِ
يُقبِّلُ فاكِ
فلا تصفحينْ
وأنتِ هناكْ
فمن يا دمشقُ من الحربِ هذي تُرى المُستفيد؟!
عجِبتُ , دهِشتُ , فرِحتُ , طرِبتُ
قعدتُ هنالك ثمَّ سرحتُ
فلا ذكرياتي
وحتى حياتي تُعينُ الشآمَ لعيدٍ سعيدْ
و هذي التَّراكيبُ بتُّ أصلِّحُ كلَّ مساءْ
وربُّ القوافي يُجاهِدُ فيها
يُكبِّد نفسهُ كلَّ العناءْ
فما ذلك الناسُ يبدأُ فيها
بفهمٍ سقيمْ
وها أرنو أبحثُ كيفَ الحثالةُ تفهمُ شعري
وكيف أقوِّمُ شعري وكيف
يُقيَّمُ هذا البلاءُ المُبينْ
فهل يا دمشقُ فديتُكِ هذا تُرى يستقيم؟!
و أنتِ بشعري أراك بُعيد
الشُّروقِ و حتى قُبيلَ الخلودْ
فأين اليقولُ أجاهِدُ حتى أنال الخلودْ؟!
وأين اليقولُ أدافعُ عنها
أحامي أقاتلُ عنها أذودْ
وأين و أين ترى أين أين؟!
دمشقُ افهميني
و لا تعذلين
عِداؤُكِ صارَ عِداءٌ حقيقٌ أصيلٌ مُبينْ
فحتَّى بُنيَّك صار يخونْ
وإبنةُ حضنكِ صارت خؤونْ
فمِن أينَ آتي بدمعٍ دؤوبْ
فحتى الدِّماءُ بعِرقِ بُنيَّكِ صارت سكوبْ
ترى أين أين !!!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

إرادةُ الله و القدر

1



ومنكِ يا صديقتي 
يا صغيرتي
يا رفيقتي و أسيرتي 
و من أثير عينيكِ الدِّمشقيَّتين
و من أثيركِ المُنحازِ عن أريج الورودِ كلِّها و الأشواك 
و المُنصاعِ لميعةِ الشُّرودِ في القلوبِ و الأفكارِ و الأشواق
و من تعابيرِ وجهِك
من أحرفِ اسمك
من شفيرِ الهاويةِ في رحيقِ شفتيك
من كلِّ ذلك
وأنت تعلمين و أعلمُ أنَّكِ...

أنَّكِ لستِ سوى إرادةً أردتُها فكانتْ  , و مِن ثمَّ بيَّن لنا القدرُ 
فكانَ بيانُه لحناً صامِتاً في خاصِرةِ الأيَّام

ألا يا أيَّتُها المَلومةُ الّلَائمةُ المتبعثِرةُ في زواايا غرفي الكثيرٍة
 بين أرجل المُجاهدين و المارِقين و الفارِّين 
من تحتِ سماءِ أوطانِهم و أسمائهم

هاتِ إذاً أُرِحْكِ من هذا الذي كوى أثداء العاهراتِ كلِّهنَّ في مدينتي المُقدَّسة
وأيَّ عاهراتٍ غانياتٍ ساقطاتٍ تلكم يا صغيرتي!!

لقد والله علَّمتني و لكنَّني ما تعلَّمتُ منكِ حتَّى أردتُ أن أكون أستاذاً 
فكنتُ
فلا تقولي ولا تُهذرِمي متشدِّقةً في الأنديةِ و المقاهي أنَّك من تصعَّدتُ في هذا الطَّودِ على أطرافِ بنانِها و أقلامِها و شفاهِ قميصِها الوردي...
تعالَي ...
تعالَي هنا عند أقدامِ أمي و المُجاهدين في سبيلِ الله و إرضائها

#دمشق...
مدينتي 
و خارطةٌ من تباريحِ السَّهرِ على جفونِ الأيَّام..
و وجناتِ الزَّمن.
...
#دمشقيَّات #ابن_نزار
...
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه