ربى لبنان

0

لبنانُ يا وَجَعَ السُّطورِ
و منبَعَ الآهاتِ
جئتُكِ تائباً
من بينِ آلافِ النِّسا
أجبرتِني
وجلبتِني و أنا ممرََّاتُ الدُّهورْ
و سلبتِني 
من بينِ أثْداءِ النِّسا
و سحرتِني
ما السِّحرُ في ذاكَ المسا !!
أسْكَرتِني
فَهَجَرتُ خمراً للثُّمالةِ أُسِّسَا
لُبنانُ يا وَجَعَ السُّطورْ
كَمْ كُنْتُ قبلكِ تائِهاً
كم كنتُ قبلكِ ماجِناً
و أخالُ أنِّي في القُصورْ
واهاً رُبى
فأتيتِني
فأتاني تاريخُ العربْ
يرجوني تاريخُ العربْ
ما كنتُ أدري أنها
لبنانُ تأريخُ الأدَب
لبنانُ آهٍ
كم على شُطآنِها
طَاوَلْتُ ألسِنَةَ اللهبْ
و رُباها آهٍ
في رُباها كَم قَضَيتُ
من الليالي
و الليالي جُلُّها
في جوِّ لُبنانَ العَجَبْ
لُبنانُ يا بحرَ الأماني
خُضتُهُ
فرأيتُ فيه مريمَ العذراءَ كادتْ
أن تَشَبَّثَ بالجُذوعِ من النَّخيلِ
و بالأفانينِ التي
فيها وُريقاتٌ أراها
مثلَ دينارِ الذَّهبْ
لبنانُ
يا حِصنَ المعاني
كم خلوتُ بجوِّها
و على رُباها
كم رَقَصتُ من الطَّرَبْ
لبنانُ
يا جَسَدَ القصائدِ كم نزَفْتِ
كُنتِ كالأُمِّ الحنونْ
لبنانُ
يا مَهْدَ المسَاجِدِ
كم مَسَحْتِ على الكنائِسِ
باليمينِ الشّافية
لبنانُ منكِ بليَّتي
وبكِ الطبيبةُ و الدَّوا
أفلا تُعِيرِيني كَضَيفٍ
من حُقولِكِ زَهرةً
غُصُناً رَطيباً
عُشْبةً
أرقى بها السِّحرَ الذي
منكِ ابتُليتْ!!

***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه