ذكرياتي

0


ذكرياتي!!!
هل أرى لي في دمشق محافلاً للذكريات!!
ذكرياتي
قد تراءتْ لي كحُلمٍ
فانجلتْ لمّا أتتْ تحدو المنيَّةُ نحو أحيائي القديمةِ
تزدهي بمُدرّعاتْ
لمّا استوى ذئبُ المدينةِ واقفاً و شيوخُه
في وسْطِ محرابِ الطُّغاةْ
أبكي العروبةَ يا دمشق!!
أبكي المروءةَ و الفحولةَ و الرُّجولةَ يا دمشق!!
أم ترى أبكي مآذن أمتي!!
تفّاحَها ليمونها !! و التين و الزيتون
في ظلِّ الهوى و الياسمين!!
أبكي على جسدِ السِّنين!!
أبكي!!
ولا أبكي و إنِّي ذاهبٌ نحو العرينْ
أم ساحةُ الأمويِّ أمِّي
صار قصداً للبغايا
ثَمَّ حجُّ العاهراتْ
أبحُضنِ أمي الرّاقصاتْ!!
أبحضنِ أمي الزّانياتْ!!
قد شابَ رأسُكِ يا دمشقُ لِهولِ ما....
أنا من انا!!
أأخونُ عهدَكِ يا دمشقُ و طالما
كانت أزقَّتُكِ الأنيقةُ ملعباً بطفولتي
عند المسا كانت خيالاً ليس يحجُبُه خيالْ
كانت كأني كنتُ أرنو نصفَ تمثالِ الجمالْ
ذكرياتي!!
أوّاهُ يا أمي فأين الذكريات؟!
ذكرياتي بدِّلت يا سيِّدةْ عند المخاضْ
حتى الطبيبةُ عاهِرةْ
قد أبدَلتْ لي ذكرياتي بالدُّموعِ رخيصةً
و تأوُّهاتْ
و السّعدُ بالأملِ الجديدْ
قد تردّى فوق جُرفٍ
إذ تكسَّرَ ثمّةَ البللور في ذاك القصيدْ
أفأعصرُ الماءَ الفراتَ أسيغه!!
أم أين أحبابي هناك على بساطِ الياسمين!!
هل كان يا شامي السعادةُ في الطفولةِ و الكهولةِ
بالحسانِ أو الرِّياضِ توهُّماً!!
بردى...
بردى دمشقْ...
قد كان لي في الصَّيفِ حتَّى مرتعاً
أفأين ذلك يا دمشق؟!
أحبيبتي :
صرتِ عجوزاً بعد أن خانوا أميَّة و الأرومةَ كلُّهمْ
قد خان كلُّ المسلمينْ
صرتِ عجوزاً يا دمشقُ حبيبتي
و لقد أراكِ عصيَّةً من بعدِ آلافِ السِّنين
صرتِ عجوزاً كلُّهم
يقتاتُ منك محبَّةً و سعادةً
و الماءَ عذباً و الرُّجولةَ و الهوى و الياسمينْ
تركوكِ يا أمَّ العروبةِ كلُّهم!!
خذلوكِ يا أمَّ العروبةِ كلُّهم!!
خانوكِ يا أمَّ العروبةِ كلُّهم!!
و الحقدُ في صدرٍ دفين!!
ذكرياتي
ليت شعري
هل أرى لي في دمشق محافلاً للذكريات!!
أم ليت شعري بُدِّلت بتذاكرِ العيشِ الرَّخيص!!
أم أنّها دُفِنت هناك!!
أم أنها سيقتْ لسجنٍ مُظلمٍ
لا ... لستُ أرنو في فؤادي شمعةً إلا الجحيم
لا لستُ أعرفُ أين راحت في الضُّحى تلك الحياةُُ
ولا أرى إلا عذابكمُ الأليمْ
يا أهل جلَّق ما لكم!!!
يا أهل جلَّق خانكمْ أم خُنتمُ الحبَّ الحميم!!
يا أهل جلَّق لن تنالوا ها هنا ريحَ النعيمْ
أفكنتمُ للرَّكب أهلي مركباً
أم كنتمُ للظُّلمِ أهلي مَرتعاً
أم مربعاً أم موكباً
لا لا أنا...
أنا منكمُ و إليكمُ
أفأين راحتْ ذكرياتي و الحياة!!




 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أخافُ عـليَّ

0


أخافُ عـليَّ ليس عليــكـِ خـوفٌ 
و لا حـــــــزنٌ و لاهـــــــمٌّ قـــريــبُ

و ليس عــليكـِ يا حسـنـاءُ بـأسٌ 
فتلكـ يـــذوقُـهــا صـــــــبٌّ أريـــــبُ

و تلكـ تـكــونُ للحســناءِ سـعــداً 
إذا ما ذاقـهــــا , و بـــهــا يـــــذوبُ

نسـيـتُ الـنَّحوَ نحوكـِ قبل صرفي
و في إملائــنـــا قــشٌّ قشـــيــبُ

تــركتُ النَّاسَ في المَيدانِ جيشاً
و جــئـتُ لـبـيـتـِكم نفحٌ و طِــيـبُ

فــأغـرقتِ بـطــــردي فعلَ طـيشٍ
و جــهـلٍ , هل تُرى شاةٌ و ذيب؟!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سهر

0


رويـــدَكِـ ... مهلاً , حرامٌ عليـكـِ 
:أريحــي حِصـــانيَ هذا السَّـهَرْ!!

كـــذاكـِ أجدْهُ , و لـــكن بــــــه 
مـــن الـحرِّ نــــارٌ تُسمّى "سَقَرْ"

و فيهِ التهابٌ . و فستانُ شِــعْر 
يُــدَوِّخُ رأسَ حِصـــاني الأغـــــَــرْ

يـــعُــدُّ نجــــومَ السَّـماءِ كعــدِّ
جحافِلِ جـــيـشٍ إذا مـا خَطَــــــرْ

رويدَكِ ... هذا حِصانُ السُّــــهادِ
أريـحـــيــه , خــلِّ لِـجامَ القـــَـدَرْ

و نامي على مَتنِهِ و اسبَـــحي
بـلـيـلـي , تـنـالي جمالاً أسَــــرْ

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

قـُـبـيـل العـصرِ

0






قـُـبـيـل العـصرِ قــد جاءت إلينا 
تـــرومُ الــتِّـــبـــر ذيّاك الدّفــيــنـا

فقلتُ أليـس هــذا نصفُ حقِّي 
فأين النصف!! أم كـنتِ الــقــرينا؟

فمن "ليـلى"-تقولُ- فقلتُ رمزٌ 
"رُبى"؟ تلٌّ , و "لـينُ"؟ فقلتُ لينا

فمن "هيفاءُ" قلـتُ فذاكِ حُلمٌ
بُــعــَـيـــدَ الـفـجرِ يغزو الجاهلينا

فمن "ريــمٌ" فقلت لــها : غزالٌ
جميلٌ, فُــــقْـتِـهِ حــتّى سُــبينا

فمــا ردّت جواباً و اسـتـكـــنّـتْ
قُــــبـــيـــلَ العصرِ فازددنــا يقينا

ومَـــا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقْـبٍ
أَضَــــلَّـــتْهُ فَـــرَجَّعَتِ الـحَــنِـيـنـا

ولا شَـمْطاءُ لَمْ يَتْرُكْ شَقَاهـــا
لَـــــها مِـــنْ تِـسْـعَــةٍ إلاَّ جَنِـيـنا
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

تَـذَكَّرْتُ الصِّبْا

0

تَـذَكَّرْتُ الصِّبْا واشْتَـقْـتُ لَمَّا
رَأَيْـتُ حُـــمُــولَـها أُصُـــلاً حُدِينا.

و قــد أنـبـأتُها أني عصـــيُّ
و أنَّ عُصـــــــاتَــنــا لا يخـلُــدونا

وأنا الـــفاعـلونَ إذا عَزَمْــنَــا
و أنا الــــنـــازِلــــونَ بحيثُ شِينا

فلمّـــا أن رأيــنــا الحيَّ خاوٍ
و أهلُ الحيِّ قد خـَـرَقوا السَّفينا

و قبلَ رواحِهِم كانوا سُكارى
و هَمُّـهـُـمُ فِراشاً أو عـــجـــيـنـا

نـــزلتُ الحيَّ مطَّلعاً عليهِم
و قــــلــتُ لــهـا فماذا إن عُصينا!

ألسنا خير من نَطَقَ القوافي
و مـن وطِـئ الثَرى! قالت: يقينا

فقُم هيَّا إلى الميـدانِ حتـى
نُهيّي السّيفَ و الخـيـلَ الصّفُونـا

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

حُـروفَ الضَّبـــاب

0


أأنتِ سرقتِ حُـروفَ الضَّبـــاب!؟ 
ولمّعتِ لي ظهر عودي الخرِبْ!؟

و ولّعتِ قلبي , وقلبيَ تـــــــابْ
فلِمْ جئتِ ترمي إليه العِـنـَـبْ!؟

و لو جيـتِ قبْلاً لكانَ العُــجـــابْ
لــصارَ لسـانُكِ مــــثـــلـــي ذرِبْ

فيا ليــتَ شِعريَ هل كانَ فِقْهُكِ 
إلاَّ دنـانيرَ حـــــالـــــت رُطَــــب!؟

فمِثْـلُكِ كان لِمثلي رغـــيـــفـــاً
و فـنجانَ شــــايٍ كـــعونِ الـعربْ

أأنـتِ سرقتِ حُروفَ الضَّـــبـاب!؟
نسيــتِ حُروفَكِ عندي الـذّهــبْ

نســيتِ فؤادَكِ قــــبـلَ بــلــوغـكِ
ثُمّ رجـــعـــــتِ تـــنــالي الأرب!!

أكنتِ كمثلِ غـــــــزالِ الـــنِّــفار!!
و كنتُ كمِثْلِ حُماةِ الطّــــــــرب!!

فيا ليتَ علمي بشعري: هـجاءٌ!
عِــتابٌ صــــــــــريحٌ قليلُ الأدب!!

أمَ اْنَّ جمـــالَــكِ أنساني نهــــداً
قـــــــديمـاً , فجُرحيَ منِّي هَرَبْ!

فسِحرٌ بشِعري , وشَيبٌ بشَعري
و نفحـــــاتُ طُهــــرِ أرتني العَجَبْ

صـــغــيـــــرتي : بدءُ الحكايةِ هذا
فلـــيــــتَ أخـــذتِ حُـروفَ الذّهب



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ديوان قصائدي الفورية

0

قُبيلَ الفجرِ2

0

قُبـيــل الــفجرِ ,, تبّاً للقوافي
لقد سَلَبَتْ بسطوتِها العريـنــا

قبيل الفجرِ قــد كانــت و كنـا 
و كان البدرُ مطَّلِعاً عـــلــيــنــــا

فأعيا صمتُــهـا أسماعَ قلبي 
فـَجَـعْـجـَعـَةً , و لــكن لا طحينـا

فصمتٌ ثـمّ صمتٌ ثـــمَّ نُطقٌ
بــأبــيات الوداعِ و قد ونــيـــنــــا

و مـــا شـرُّ الثَّلاثةِ أمَّ عــمـروٍ
بِصـــاحِـــبِـكِ الـذي لا تصحبينـا

و كأسٍ قد شرِبتُ بـبــعـلـبكٍّ
و أخـرى في دمشقَ و نيربينــا

و كان الكأسُ يا ليلى زُعافـاً
و قدصارت كزمزم بل شُـفــيـنــا

فـلِمْ لا نلتقي مثل القوافي
رأيــتُ لــقــاءهـــا دُنــيــا و ديـنـا

أليس الرِّيم يا بدر الـلــيالي
يـكونُ نِــفـــارُه دلاًّ و لــــيـــنـــا!!

 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

قُبيلَ الفجرِ1

0

قُبيلَ الفجرِ لم يقرعْ كلامي 
فـــؤادكِ !! أم تُــرى تجّاهلينا

و بعدَ الفجرِ يا ليلى تقوليــ 
ـنَ أنّ الحبَّ أغوى الجاهلينـا

و قد قالوا , و ما قالوا صوابـاً 
و قد أغــرى كــلامي العاذلينا

صَبَنتِ الكأسَ عنّا أمّ عمـروٍ
و كان الكأسُ مجراها اليمينـا

و ما للكأسِ يا ليلى تهاوت
فأججتِ القوافي و الشُّجونا!!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

نساءُ الشَّرقِ

0



نساءُ الشَّرقِ و الشُّبَّانُ أمسوا
يرومون الإشارةَ من بناني

لألقاهم أبثّهمُ شعوراً
و أبديهم حناناً من حناني

نساءُ الشَّرقِ هل في الشّـَرقِ أنثى
لترفِضَ أن يكونَ بها قِراني!!

نساءُ الشَّرقِ بل و الغربِ حتّى
و في باريسَ أو في القيروانِ

و في بغدادَ في صنعاء أمست
أراجيزي كمفتاحِ الجِنانِ

نساءُ الشّـَرقِ ...كالعصفورِ أنَّى
يشرِّق أو يُغرِّب لا يعاني

فمن بيروت لا يبدو شعاعٌ
و ما شُهِرت بغيرِ البيلسانِ

و في بيروتَ قد يبدو صليبٌ
تُكلّـِلُهُ زهورُ الأُقحوانِ

و في بيروتَ قد يحلو غناءٌ
بأشعاري و أصواتِ الغواني

و في بيروتَ لم أشرب حليباً
و كم أسقيتُ من قاصٍ و دانِ

فلا بيروت لي أضحت مزاراً
و لا بدِمشق مُتّـَرَكاً مكاني

و لا الفيحاءً ترضى لي ببعدٍ
و لافي غوطتي يخلو مكاني

***
 

نساء الشرقِ قد أمسينَ ذكرى
و أنتِ الشَّرقُ يا كلَّ المعاني

فمنكِ الشّـَرقُ قد أضحى ... و لولا
تكوني هاهنا فالمغربان

فكم رشرشت في روضي زهوراً
و كم أسمعتها عزف الكمانِ

فأضحت روضتي جنّـَاتُ عدنٍ
فيا ما أحلى هاتيكِ الأماني

و يا ربّـَاهُ زِدني منها قُرباً
لتُشرقَ ثورةٌ في ذا الزَّمانِ

و يغربَ عن أمانينا غرابٌ
فنحيا بالمسرَّةِ و الحنان

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الـفيلسـوفـة العـنيدة

0



فـِـكـــري فـــضــــــــــــاءٌ ...و الــــورودُ كــــوَجـــنــَـتــي
لـــكــنـــَّــني مــُــتــــَقـــَــــلــِّــبٌ في مــِــحـــــــــــنــَـــتــي

هـــــــــذي الــــحــــيـــاةُ و مــا أرى فـــيـــهـا سـِــوى
أنـــَّــاتِ قــلـــبـــي و الـــحــبــيــبَ و عـــَـــــــبـرتي

هــــــــذا الـــحــبــيــبُ و مــــــــا أرى مِن مَهـــــــرَبٍ
حــنــَّــــت ضـــــلــوعي فـــاســـتــفـــاضتْ مـُــقلَتي

مـــــا لي و مــــــا لــــلـــحـُــبِّ جــــــرَّحني؟! و لـِـــــمْ
ألـــــقـــى جـــــحـــــيـــمــــاً في ريـــــــــاضِ الجـنــَّةِ؟!

: " كـالــحـِـصــنِ حُــبــِّي فادخُلـيـهِ"...فـأعرَضــَــــتْ
نـــطـَـقــَـتْ عــيــــونُ الــقَلــبِ قــالتْ : " أصمُتــي"

فـتــلــفـــَّـــتــتْ أحــــــــــداقــُـها نــحـوي و لـــَـــــم
تـســـطـــِــعْ فــِــراراً ... أو لـــَحــاقي ... نـــــَـــجـــدَتي

فهَـمـَسـْــتُ في آذانِ قــــــــلــبــي : " تـصــــبـــُّــــرا"
و بـقـــلــبــِــهـا : " فــاصبِرْ عــلـيـها .. و اصمُــتِ"

فــــتـــكــبـــــَّـــــري... و تــرفـــَّـعي و تطاولي
و تــفـــاخـــري ... و تــبــخــتـري ... و تـعـنــــَّـــــــــتي

بـــــــــــل و اشرئـِــبــِّـي .. أو فــتــيــهــي ... تـحـيــُّـراً
في فــكــــري ... بــل و لــِـــغـــَـــيـــرةٍ مـــن وجــنـتــي


***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

نزيف الدوالي

2


أحَـبّــَــتْ لأجـــــلـي رجـــــــالَ زمــــــاني
و قـــــد كـــرّهـَـتـْــنـــي نســـاءَ الـعـَـــرَبْ

أفسِّــــــرُ كـــنـتُ لـــــهـا كـــــــــــــلَّ آيٍ
فـــــتــــرقــــصُ تحــــــتَ دوالي الـعِــنَـب

و تــــأتـــيـــنـــي حــتّـى أرى الــيـاسمينَ
يُـعـــــرِشُ فـــوقَ خُــــيـوطِ الــقَــــصَـــــبْ

فـــتـــغــــزِلُ شــــمـسُ الضُــحى باليقينْ
و تـنـــسُـــجُ فـــــوقَ رِمــــــالِ الــــذّهــبْ

فـــــأســــــألُ نـفـــسي :تُـــرى كـلَّ حينٍْ
تــــــروحُ و تــــــأتي لـــغـــيــــرِ ســبــب!!

ألـــــيـــســــتْ دمشــــقُ لنـــا حِضــنُ أمْ
و فســــطـــاطُ عِــــــزٍّ لِـــنــيـــــــلِ الأرَبْ!!

و حِصــــــنُ العــُـــروبـــةِ و المُـــســلِمينْ
فــفـــــيـمَ يـــخــــونُـــــها كُـــــلُّ العَـرَبْ!!

و قــــالـتْ : ألســــتَ الـــمـؤيَّـــدُ !! مــهلاً
ألســـــتَ مــــلـــــيـكَ الـهوى و الطَّــــرَبْ!؟

ألســـــتَ الــــدِّمشــقيَّ !؟ في قــاسيونَ
و في الــــغـوطـــتـــيـــنِ تـــبــيــعُ العِنَب ؟

و مـــــن كُـــنــتَ يـــــومـــاً بصحــنِ أمـيَّــةَ
تهــــــوى السِّـــــبـاقَ , تــحِـــبُّ الـلـعِبْ!؟

و تـــــركــــضُ خــــلــفَ الطُّـــيـــورِ الصِّـغـار
فـــــأرنـــــو إلــــيـك و أنـــــتَ الـــتَّــــعِـــبْ

فـــــتـُــهـدي إليَّ مـــــن الـــقــمــحِ "زُوراً"
لأطـــعِـــــمَ مِـــنــــــها صــغــــيـراً هَــــرَبْ

و كــنــتَ تــُـــــداري شُــــعـــوري صــغـيراً
و كُـــنـتَ الــحـــيِّــــيَّ , و كُـــنـــتَ الــذَّرِبْ

عــجِــــبــــتُ ... فــــمـالي أراكَ عـــبــوساً
بـــــوجـــــهي و أنــــــتَ إمـــــــامُ الأدبْ !؟

فــــقــــلــتُ لـــــها : الـــيـومَ لا تســأليني
دمشـــــــقُ اســـتــمــاتــــتْ لأجــلِ العربْ

دمشـــــــقُ يـــئـنُّ بـــــهـا الـــيـاســـمـينُ
و تـــــنـــزِفُ فـــــيــها دوالي الــــعِـــنــَــبْ

و يـــــرقــُـصُ فـــــوقَ ثـــــراهــــا الــــذِّئـابُ
فيُـــــدفـــــنُ عِــــزٌّ لــــنــا و الــنَّـــسَــــبْ

فـــــكــــيـــفَ تـــريـــنَ الــــيــومَ ضحــــوكاً
و يــــا ريــــمُ كــــيـفَ سيحلو الطَّــــــرَب!؟؟
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

دمشق اسمعيني

1


مُحــــــرِّكُ بـــــحــــثـي عـــلـــيـكِ اســـتـــــــقـرْ
و قــــــد كــــــان "أرْشَـــــفَ" كــــــلَّ الصُّـــــــــوَرْ

و قــــــد طـــــالَ بـــــحــــثـي بـِـيــَـومي و أمسي
إذا بــــكِ أُمســـــي و أُنــــــهي السَّـــــــــــفَـــــرْ

و في الــــــدَّوحِ عصـــــفـــورُ وشــــوشَ نـفــسـي
و رشـــــرش كــــأســـــي بمـــــــاءِ القَـــــــــــدَرْ

فـــــــكـيـــــفَ ســـــأصـــــبـِحُ كــيـفَ ســأمسي
بغــــــيــــرِكِ في كــــــلِّ خــــــيــرٍ و شــــــــــر؟!

تــقــــــــولُ دمشــــــــقُ بـــــــهـذا الصَّــــــبـــاح:
بُـــنـــــيَّ تــــــهــــيَّــــا لِــــــــرَدْمِ الحُـــــفَـــــــر

و صـــــــــالِــح أخــــــاك و أرشِـــــــــــــــدْهُ حتَّى
يـــــــنـــــالَ الــــــــمــرامَ و يــــجـــــنـي الثَّــــمَرْ

فــــقـــــلــــتُ لــــــــهــا أمُّ كــــــيــف أنـــــــاجي
خــــلــــيــــلــةَ عمــــــــــرٍ تـــــــبـــــدي الضَّجَر

و كــــــيـف سيــــــهـــــــدأ روعي!! و كــــــيـف
يســــــــــــاعـــــــــــــــــــد خلي إذا ما حضر!

دمشق ارحميني و لا تقتليني
فدمعك أمي أزاغ البصر

و شَعركِ مزَّقَ ثوب الحِداد
فمن للعروبة مثل عمر؟!

دمشق اسمعيني لقد قال ديني
بأنَّ التلاقي عندَ الشَّجر

سيأتون يوماً عساه قريبا
إلى الغوطتين ليجنى الثمر

دمشق فماذا تظنين أمي
فمهما تآمر كلُّ البشر

ألستُ بُنيَّكِ ؟ لستُ الحبيَ
و لستُ القريبَ إلى المُنتظر؟

دمشقُ اسمعيني و لا تعذليني
فربي يصونك من كل شر

فردّت عليَّ بنغم الموليا
ستُعلي الحميّة فيمن حضر

ضحِكتُ هناك إذا ما سمعتُ
فؤادَ دمشق يدقُّ الوتر

و ثَمَّ رأيتُ البشائرَ تهمي
عليَّ كغيثٍ إذا ما انهمر

ورحتُ إليها أزفُّ إليها
غدائرَ شعرٍ تحاكي القمر

وراح الغمامُ و قامَ الهمام
 على قاسيون يعيد النظر

و في الغوطتينِ على الربوتين
سلامُ و سدرُ و حور انتصر

محرك بحثي بغير هوينى
ثلاثون عاماً بنصبٍ و جر

فكيف فديتكِ في الأربعين
محرك بحثي عليك استقر؟!


 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بداية القصَّة

0


في البدءِ 
قلتِ أنا الحبيبة
أنا السميرةُ
و المثيرة
و الصديقةُ
 و الصدوقة
و العشيقةُ 
و الربيبة
بنت الشآمِ 
عمارتي
تبدو لحيِّكِمُ قريبة
أتراكَ ترضاني
و ترضى أن أكون ؟
* * * 
سأكونُ كالتلميذِ 
طفلاً هادئاً لا يعبثن
و تكونُ أنتَ مُعلمي
أنت المُربي و الحنون
فلقد قضيتُ العمرَ
قبل لِقاكَ حتى
جزتُ منتصفَ الزَّمن
وبقيتُ أنظرُ
يُمنةً أو يُسرةً
في مسلكي
لا أرعوي
لا أهتدي
لا أستكِن
و أتيتَ أنتَ بغايةٍ
و أتيتَ أنتَ بشمعةٍ
و أتيت أنتَ بآيةٍ
تضيئُ ليلاتي الحزينة
و أتيت أنتَ مُفاخراً
ما هِبتَني امرأةً رزينة
فأتيتني
و نقضتَ ما سَتَرَ الزمن
و كَشَفتَني
و فسرتَ ما كتَمَ اللسان
فأتيتني
لا أدري كيف أتيتني
فأتيتني
كالطودِ لستَ لتنحني
فأتيتني
فرأيتُ فيكَ محبتي
فرأيتُ فيكَ صبابتي
فرأيتُ فيكَ مودتي
و كُهولتي
و طُفولتي ...
أتراكَ ترضاني
 و ترضى أن نكون ؟
* * *
أتراكَ ترضى
في قصورِكَ
أن أكونَ الجارية ؟
أتراكَ ترضى
في فِنائكَ
أن أكونَ السَّارية  ؟
لا ... لن أكونَ كمن تراها
في فراشِكَ عارية
لا لن أكونَ صغيرةً
لا لن أكونَ كبيرةً
ستكونُ ربَّاً سيِّداً
وأكونُ عندكَ جارية
أتراكَ ترضى سيِّدي بمحبتي ؟
أتراكَ تحكمُ سيدي لقضيَّتي ؟
أتراكَ تصفحُ سيدي عن صفحتي ؟
أتراكَ تقرأُ آيتي ؟
أتراكَ تمسحُ عبرتي ؟
أتراكَ ترضاني
و ترضى أن نكون ؟
* * *
ها قد أتيتِ و ما دعوتُكِ
جئتِ من وسطِ المدينة
ها قد أتيتِ و خلتُ أن
تكوني في طرفِ المدينة
ها قد أتيتِ ...
و ليت شِعري
قبلُ من رَكِبَ السفينة ..
فكم و كم من نِسوةٍ
أو غانياتٍ
راقصاتٍ
في المدينة !
فكم و كم في مخدعي
في مرتعي
في مربعي
تأتي الدَّعيَّةُ و التقيةُ
و المثيرةُ و النقيَّةُ
و الشريفةُ و العفيفةُ
و المُريبةُ و الرزينة
و كم و كم في كل ليلٍ
سرَّّّّّّّّّني نهدُ اللعينة !
جاءت إليْ ..
لمَّا رأتني
ذادتِ  الولدَ الملوَّعَ بالثَّدي
ذادته ترجو قبلةً
أو ضمةً كي تهتدي
ذادته يبكي
ثم ضمَّتني إليها
: أتراكَ ترضى أن أبيتَ
و أغتدي ؟
أتراكَ ترضاني
و ترضى في فراشِكَ مرقدي ؟
* * *
ها قد أتتْ ..
ما رُمتُها
لستُ الملوَّعَ بالنِّسا
ها قد أتتْ من نفسِها
ها قد أتتْ و بكأسِها
خمرٌ عتيقٌ أُسِّسا
ها قد أتتْ وبنحرِها
عِقدٌ تراثيٌّ كسا
ها قد أتتْ كخليلةٍ
كعشيقةٍ
مسكينةٍ ... لا مومسا
* * *
و لقد رفضتكِ أن تكوني
في قصوري جارية
بل ما دعوتُكِ كي تبيتي
في خدوري عارية
* * *
و لقد قبلتُ ... قبلتهنْ
قبلتهنَّ
يجُلنَ في حقلي
فراشاتٍ كدينارِ الذَّهب
و يُقِمنَ حفلاتٍ على صدري
من غير عيدٍ  أو سبب
و تُصَبُّ كاساتٌ بحِجري
للثُّمالةِ و النَّصَب
و لقد قبِلتُ قبِلتهنْ
قبِلتهنَّ
كمعطفٍ عند الشِّتا
* * *
و لقد رفضتُكِ أن تكوني
في قصوري جارية
بل ما دعوتكِ كي تبيتي
في خُدورِي عارية
* * *
يا حبّذا  يا حبّذا
كم قلتُ : تأتيني امرأة !
كم قلتُ تأتيني رُفيدةُ
أو هُويدةُ
أو بُثينةُ
أو زُبيدةُ  
حبذا
لو أنها تأتي
فتملكَ عرشَها
ذاكَ المعفَّرَ بالزَّمن
ذاكَ الذي
تجدُ السنينَ كمِخملٍ
غطى حريره
بل كفن
ذاك الذي تجدُ النسا
من حولِ أركانٍ له
يسألنَ : كم بلغَ الثمن ؟
: أفإن أكونُ أميرةَ النسوان
أو عرشَ الجمال ؟
أم أن تكونَ
سليلةَ السلطانِ
أصحابِ السيادةِ
و القيادةِ
و الريادةِ
 و الجلال ؟
من يا ترى يحظى
 بهذا العرشِ
إن دَفَعَ الثمن ؟
من يا تُرى يحظى
 بربِّ الشِّعر
في هذا الزمن ؟
* * *
و لقد رفضتكِ أن تكوني
في قصوري جارية
و لقد أردتُكِ أن تكوني
عرشَ قلبي عالية
* * *
أسفٌ أسف
أسفٌ عليكِ خليلتي
لو أنكِ تدرينَ
 كم بلغَ الثمن
أسفٌ عليكِ عشيقتي
لو أنَكِ تدرينَ
من يودُي الثمن
* * *
في البدءِ قلتِ أنا الحبيبة
أنا السميرةُ
 و الأميرةُ
 و الربيبة
بنت الشآم ..
عمارتي تبدو لحيِّكم قريبة
* * *
أسفٌ أسف
ثمن زهيدٌ باخِسٌ
ما شئتِ أن تُودِي الثمن
عَقدٌ فريدٌ جاهزٌ
عِقدٌ ثمينٌ باهظٌ
عهدٌ أكيدٌ ..
 خِلتُها
تأتيكِ من وسَطِ المدينة
يا ليتَ شِعري
 في الضّحى
تأتي رُفيدةُ
أو هويدةُ
أو زبيدةُ
حبَّذا


***

مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

توبة ساقطة2

0



في ليلةٍ شتويَّةٍ 
راحتْ زبيدةُ تائبة
ما ودَّعتني
بعد أن كانتْ دعتني
 للمدامِ وللفراش
و  لقد بقيتُ أُساهِرُ النَّجمَ الوحيدْ
بين سُكرينِ
من خمرٍ مراقٍ
ثمَّ ذاكَ الهجرُ في
زمنٍ حصيد
إي وربِّي
إنَّه سكرٌ
عليَّ أشدُّ من سكرِ الدِّنان
قد فارقتني
 بعد أن قالت : "فإنّي
قلتُ ربِّي و استقمتُ ...
ألا استقِم ..."
***
في سريري أمسُ كانتْ
فوقَ صدري ,
تنهلُ الكأسَ المعتَّقَ ثمَّ تثملْ
ممَّ تثملْ ..
ليس تدري
هل تُرى من خمرِهِ
أو لثمِ نحري !
ليتَ علمي
ما هو السِرُّ الذي سُحِرَتْ به ؟!
أم يا ترى كيفَ استفاقتْ
 من خُمارِ النَّشوةِ ؟!
من خُمارِ اللذةِ السُّفليةِ ؟!
***
أمسيتُ أهذي حائراً
مُتخبِّطاً ثمِلاً
كأنِّي بلبلُ الأطفالِ
إذ ما انتهى من سُكرِهِ و دُوارِهِ
زادَ الترنُّحَ  والتخبًّطَ و التقلُّعَ
فالتَّهادي فالسُّباتْ
فإذا بطفلٍ أحمقٍ يُصحيه
ثم يعودُ يقذفُهُ ليسعدَه الدُّوار
***
راجعتُ نفسي هل تُرى
قصَّرتُ يوماً
في المحبَّةِ و الهوى ؟!
هل خُنتُها ؟
أنبتُها ؟
عاتبتُها ؟!
غابَ فكري ...
 لستُ أدري الحقَّ أين
لستُ أعلمُ دائنٌ أنا أم مدين
راحَ شِعري
 ثُمَّ حِسِّي
ذابَ قلبي
 ثُمَّ نفسي
جبارُ كنتُ
فلستُ أعرِفُ ما البُكا
أبداً ليومي
عندما أسحرتُ قلت
شتَّانَ حقَّاً
بين أمسِ و بين يومي

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أين المفر ؟

0

هل تعرفونَ خليلتي ؟
هل تعرفونَ عشيقتي ؟
هل تعرفون ؟
يا ليت شعري 
كيف أُبدي وَصفَها
لله قد تبدو لنا مُتعبِّدة
لكنَّها 
يا ليت شعري 
إنَّها ...
كيف السَّبيلُ لنُطقِها ؟
لكنَّها مُتمرِّدة
كيف السَّبيلُ لنَظمِها ؟
لكنَّها متفرِّدة
***  
متميِّزة
يا ليت شعري أي صدرٍ
صفحةٌ بيضاءُ
بيد جمالها أن نُقِّطت
و كنفسِها
تلك النقاطُ مبعثرة
يا ليتَ شِعري
أيُّ شعرٍ قد يصوغُ جمالها ؟!
متعثِّرة
يا ليتَ شِعري
أيُّ شعرٍ قد يضمُّ خلالها ؟!
متهافِتة
تبدو كبُنيانٍ علا
ثمَّ اعتلى
ثمَّ اعتلى
فأتاه زلزالٌ
فدُمِّرَ
فاستوى
هو و الصَّعيد
هو و الثرى
متمرِّده ...
تلك الخليلة لم تشأ
فوق السريرِ أضمَّها
فتدحرجت
فوق البساط
فخلتُها
طفلاً يُداعبُ أمه
فيفرٌّ
بيدَ رجوعَه
تدري يكونُ لحُضنِها
مُتمرِدة
لكنَّني أبغي النفار
و هي تبدو في يدِي
كالحبلِ
مهما طالَ فالأطرافُ عندي
فاذهبي
ثمَّ اختفي
ثمَّ اصعدي
ثمَّ انزلي
فالقلبُ قلبُكِ في يدي
أنا ساحرٌ لن أعتدي
أنا شاعرُ القولِ النَّدي
***
متوهِّمة
تلك الخليلةُ أُوهِمَتْ
في أنَّها
قد تستطيعْ
في فنِّها
صيدي
و ظنَّت أنَّني
مثل الذين تعرَّفتْ
في ماضي حُزنٍ قد يطولْ
في ماضي بؤسٍ لا يزولْ
متوهِّمة
تلك الخليلةُ أُوهِمُتْ
أنَّ القلوبَ
لو استطاعتْ جمعَها
تغدو كَطَودٍ
 ثمَّ يأتي
القلبُ قلبي
يعتلي تلكَ القُلوبْ
متوهِّمة
لكنَّها لن تستطيع
أين المفرُّ خليلتي ؟!
فأنا طموحاتُ الجميع
***
إن شئتِ سيري مِن ورائي
في الطَّريقِ لتنظري
في أعيُنِ الطِّفلِ الصَّغيرِ
و أعينِ الشَّيخِ الجليلِ
و  في عيونِ الجاريةْ
و في عيونِ المؤمناتْ
و في عيون الثَّيِّباتْ
و  في عيون المومساتْ
و في رُخامِ السَّاريةْ
و لتنظُرِي كلَّ الطِّيور
بعُشِّها
أو  في السَّما
أو  في الشَّجر
و  لتنظري ما تنظُرين
تجدي الطَّبيعةَ كُلَّها
نخَّت و راحت آمِله
في مطلبٍ
لإشارةٍ من أصبعي
تجدي المطامعَ كلَّها
صبَّت كنهرٍ كلُّها
في مرتعي
فخُذي البشارةَ
و البشارةُ كلُّها
أنَّ التَّمرُّدَ لن يعد يُجدِي
فهيَّا
فامسحي عرشَ الأميرْ
و انهلي الشِّعرَ الغزيرْ
لا تعبَثي
أو  تلعبي
في حُجرِ أُستاذٍ
فتلقَي في السَّعير
فخذي البشارةَ كلَّها
و  ترقَّبي اليومَ المثير

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

رجوعها

0


رجَعتْ و كانتْ قبلُ تابتْ
ودَّعتني ...
ما ودَّعتني
هجَرتْ فِراشي تائِبَة
هي كالجحيمِ مُسعَّرة
في شوقِها
هي كالذِّئابِ بنابِها
و كثعلبٍ في مكرِها
قالت أتوبُ و مزَّقتها
تلكَ أثوابَ الدَّعارة
قالت تؤُوبُ لربِّها
و الحبُّ قد تنسى غِمارَه
هاتفتُها ...
و أقولُ لن تلقي التَّحيَّة
قد خِلتُها
صارت كعائشةٍ
خديجةَ ...
بنتَ عمرانٍ
 أُميمةَ أو سُمية
فإذا بها كالنِّفطِ
ينتظرُ الشَّرارةَ
 كي يؤجَّجَ
في الصَّباحِ أو العشيَّة
و دعوتُها
كيما تعودُ كما غدونا
نحتسي الكاسَ سويَّا
: " أزبيدُ رُدِّي أينَ أنت؟!
أزبيدُ ...
آهٍ لم سكتِّ؟!
زبيدةٌ رُدِّي عليَّ
لا تعودي إن أردتِ
ذا خياركِ لم فصلتِ؟!"
عتبتْ زبيدة !
كيفَ لا ؟!
قد ودَّعتْ ...
بل أهرقتْ دنَّ النبيذِ
بليلتي تلكَ الخليَّة
و لقد قعدتُ كنادمٍ
أبغي الهوى بمنادمٍ
فطنٍ لبيبٍ شاعرٍ
لا أبغي جاريةً صبيَّة
***
عاينتُ عقربَ ساعتي
فإذا به
قلبَ الدَّقيقةَ ساعةً
فشرعتُ في شُربُ المدامْ
و بدأتُ أنبشُ في قبورِ الذِّكريات
علِّي أُرائي جُثَّةً
 فأبثُّ فيها الرُّوحَ
أحيى ساعةً فيها هنيَّة
فوجدتُ فيها صورةً
لنا في اللقاءِ الأولِّ
فمكثتُ أبكيها
و صدري حرُّهُ كالمِرجلِ
حتى يئِستُ منَ الحياة
و سئِمتُ أحزاني الشَّجية
أرسلتُ كفِّي
في الفراشِ دسستُها
أخرجتُ تلك البُندقيَّة
قررتُ أن أنهي قوافي قصيدتي
بنهايةٍ ليست سوية
***
فعجبتُ لمَّا
أن سمعتُ البابَ يُطرَق
و خِلتُني ثملاً
و قلتُ
من يأتي بجوفِ الليلِ ؟!
قبلَ الفجرِ يلحق؟!
و سارَعَتْ طرقاتُه
فغدا كقلبي
فتركتُها
لمكانِها أرجعتُها
و مشيتُ
أطرقُ كلَّ ساريةٍ بدربي
و شرعتُ أفتحُ كلَّ قفلٍ
 في المسا أقفلتُه
و فتحتُه
مُتوكأً
مُستمسِكاً
بالقبضةِ الوسطى القوية
فرأيتُ أصنافَ الخمورِ كأنَّها
في حانةٍ
و كأنَّ نادلةً تلوحُ
فتأتي منها بالمزيد
أيقنتُ أني في دوارٍ
قد سُلِبتُ العقلَ عقلي
أو أنا في معلمٍ
في وسْط أحلامي الشَّجية
و رأتني تلكَ النَّادِلة
دفعتْ زجاجاتْ الخُمورِ
و أسرعتْ
هرعت تسابقُ ظِلَّها
نحوي
تعانقني و تبكي
تلثمُ الخدَّ المقرَّحَ
ثم تشكو بالأنينِ و بالعويل
كأنها باتتْ ضحيَّة
و أنا أقولُ
و قد أفقتُ من الثُّمالةِ :
 "هل أنا في معلمٍ
في وسْط أحلامي العتيَّة ؟!"
راحتْ تُقبِّلني ...
 فقلتُ إذاً
 ما ذاك حُلمٌ ...
لم تعتبي ...
لا لم تكن تلك القضية "

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ما هو الحب

0


"هل أنَّني من حُبِها بها فاكرٌ؟!
أم أنَّني من بُغضِها 
و عُتوِّها
و دلالِها أو مكرِها
 لها ذاكرٌ؟!"
في الصَّباحِ و في المسا  
هذا الحديثُ مراودٌ
فكري ...
و قلبي سائلٌ
لكن فما تكنِ الإجابة؟!
أين العقولُ الراجحة!؟
أين المشاريعُ ...
العلومُ
أو القراراتُ المصيبة النَّاجحة؟!
أين تلكَ
و أين أين؟!
ذهبتْ بها لمَّا أتت
و السُّمُّ يملؤُ نابَها
و بنانَها و ثيابَها
أفكارَها و كتابَها
باتتْ تغذِّيني
بهَذْيِ رُعافِها
 بلعابِها
إذ ما تقبِّلُني
وما أرجو القُبَل
إلا من الثَّغرِ المولَّهِ بالحبيبِ
و ما الشِّفاهُ سوى
 مداخلُ للقلوبِ
أو المعي
لكنَّها كانتْ بلا قلبٍ
ففيمَ شفاهُها باتتْ تُقبِّلْ ؟!
***
رُحتُ في فِكرٍ طويل
مثلَ ملسوعٍ طريحٍ
 مدنفٍ  تعبٍ عليل
: هل يكونُ الحبُّ مَكراً ؟!
هل يكونُ الحبُّ سُكراً؟!
أو عناقاً أو جماعاً ؟!
لا و لا
فالحبُّ منها
 ثعلبٌ مضنىً هزيل
و كماردٍ أمسيتُ لكن نائمٌ
كيفَ التخلصُ من سباتٍ؟!
كانَ سُمٌّ
 ما تسبَّبَ في سباتي ذا الطَّويل
و مكثتُ أبحثُ في المكاتبِ ...
كنتُ قد أُورِثُتها
وشرعتُ أنظرُ
في كتابِ الشَّعوذة
و السِّحرِ
و التَّنجيمِ في الفنِّ القديم
أنهيتُها ...
 لمَّا أُفد من بحثِها
و رحلتُ في التَّاريخِ حتى
قد نسيتُ علامَ أبحثُ
عندما كنتُ ابتدأت
و ظللتُ بحَّاثاً بها
حتَّى لقد أفنيتُ فيها
 بِضعةً من ناظِري
أنفقتُ في تجليدِها
 أيَّامَ عمري
ثمَّ من ثمنِ النبيذِ
حشيشَتي
و سجائِري
لكنَّني
لمَّا أُفد من بحثي هذا
عن سؤالٍ
راحَ ينخُرُ خاطِري
كيفَ التّخلُّصُ من سباتٍ
كان سمَّاً
ما تسبَّب في سباتي ذا الطَّويل؟!


***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

حبِّي القديم

0


حبِّي القديمُ و ذكرياتي و الغزل
قد كانَ عرشاً 
فوقَ صرحٍ 
فاندثر
حبِّي... زبيدةُ تلكَ كانت 
ليسَ تعرفُ ما الهوى
لم تدرِ يوماً في معيشتِنا سوى
لحمٍ ... نبيذٍ أو عناق
أو سريرٍ
 كلَّ يومٍ لا يكلُّ من السِّباق
ليس تدري قُبلةً
للحبِّ في وسط الصَّحارى
حيث نحدو بالنِّياق
أو نظرةً دامت سنيَّاً
في تلاحينِ الغرام
تحت شطآن السَّماء
حيثُ الغزالةُ  في الغروب
تهوي ... و تعتزمُ الهروب
فرأيتُها مرآة شوقي
إذ تشفُّ عن القلوب
***
حبِّي القديم و ذكرياتي
 مرجلٌ وقتَ الظَّهيرة
لكنّه في حرِّ يومٍ لاذعٍ
أيَّامَ تموزَ الأخيرة
أوقدتُه...
أوصدتُ كلَّ نوافذِ الدَّارِ العتيقْ
ثمَّ ارتديتُ الصُّوفَ الاسودَ
زدتُ فيهِ من الحريقْ
***
حبِّي القديمُ
و آلةُ التَّسجيلِ يومَ نسيتُها
و ذهبتُ عن بيتي ...
فعُدتُ ...
رأيتُها
قد سجَّلتْ لحنَ الخيانة
فقعدتُ أطرَبُ  كالثَّكالى
حين تُطربُها الفجيعةُ
بالبُكاءِ على اليتامى
***
حبي القديمُ كمركبٍ
حيزومُه  فلقَ العُباب
فأتاه جرثومٌ خبيثٌ
فاتكٌ
مُرٌّ  فشقَّقهُ فعاب
فرميتُ نفسي في براثينِ  الهلاك
***
ذكرياتي في الهوى و الوهمِ
من حبِّي القديم
كلُّ آهٍ قرَّحتْ صدري
فأُورِدتُ الجحيم
كان درساً قاسياً
عُلِّمت أن الذِئبَ
لا يرعى بشاةٍ
في بساتينَ العقيم
عُلِّمت أنَّ الحُبَّ
 لا يُشرى بمالٍ
أو بأغراضِ النَّعيم
عُلِّمتُ أنَّ المجدِ
لا يُرقى
بساقِ الخُبثِ
و الحِقدِ الدَّفين
حبِّي القديمُ و ذكرياتي في الغزل
قد كان عرشاً فوق صرحٍ فاندثر

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

النهد المظلوم

0


نـهـــــــــدُكِ مـــظــــــلـــومٌ ســـــــــيـِّــدتي 
لــــن أقــبـــلَ لــلــــــــظــــــُّـلــــم مــكانــا

نـهـــــــدُكِ مــــحـــتــــــالٌ يـــزعــجــــــني
قـــــد كـان حــنــــــانـــــاً ... و أمـــــانـــــا

نـهـــــــدُكِ حـــــــبــــشيٌّ ... لــــــكـــــــني 
ألــــقــاه عــــــصـــيــــــــَّـــاً مـــزدانـــــــا

نـهـــــــدُكِ يـــــذبـــــــحـُــني ... فــتـــعــالي 
نــــنــــــسَ في قصــــــــري الأزمـــــــانـــــا

نـهـــــــدُكِ ألـــــــــــقـــاه كمروحــــــــــةٍ
تـــــنــــفــُـِــث  نــــيــرانــاً و دخـــــــــانــا

***

أفـــررتِ و نـهــــــــــدُكِ في قصـــــــــري؟!
أنســيــتِ رخــامـــــاً و جــــُــــمــــــانــا ؟!

أفـــررت و حـــــــــــــــدسي إلــــــهــــامٌ؟!
لا يــــخــطـئ حـــدســـــــــــي الألحــــانـــــا

أفـــررت و أعــــرف مــــــــــــــن أنـــــت؟!
و نسيـــــتِ الــعــــــُــمـــــرَ و كــم كـــــانــا

***

يــا ســـــدرةَ  كــُـنتِ ... و كـــم كـــُـــنـــَّـــا
نــــــتـــفيأ  في ظِـــلِّ صـِـــــبــــــانـــــــــــا

فالـيــــومَ - و أنــتِ نــدى عـــــُــــــمــــري -
أثــــقـلـــتِ الـعـمـــــرَ و كـــــــم عــــــانى!!

كــم كــــنــــتِ ولاءً أعـــــــرفـُـــــــــــــــه
كـــنـتُ الــــخـــبـــَّـاز ... الـــــعـــجــــَّـانــا

كـــــنـــتُ المـــفــتــــاح بــــــقـافــــيــــتي
و لشـــِـــــــعــــري كـــنــــتِ الشَّــــيطـانــا

و كــــــــــذا إبــــلـــيـــســــاً في المــــنـفى
كـــنـــــــــتُ الـــصَّــــــداح  و إنســـانــــــا

***

نـهـــــــدُكِ مـــظــلــــومٌ !! كــم كــُــنـــــــا
و ســـــريــــري يـــطــــــــرد مــــن جـانـــا

 و ســـــريـــرُ الــــــعـِــفـــــــَّــةِ في بـيـــــتي
مـــا ذاق الــــلـــــحـــــــــــمَ و مـــــا لانـــــا

و ســريـــــري كم كــــــــان طـــريـــــــــــاً
و الفـــــــــرش وثــــيرٌ  كـــــــم عــــــــــانى

لــــكـنَّ كـــلامي مـــــحـــــــــتـــــمــِــــلٌ
بـــــكلامِ الــــــعُــــرْب الأوزانـــــــــــــــــــا

نـهـــــــدُكِ مـــظـلـــــــــــومٌ ســـيـِّــــــدتي
لـــن أقـــبـــلَ لــلـظــــــُّـلــم مـــكانــــــــــا


***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ندى الصَّباح

0


تندى القلوبُ
إذا أرنَّ السَّمعَ 
لحنٌ في السَّحر
في النَّجمِ أو تحتَ المطر
تحتَ الشِّتاءِ 
أو الضياءِ
أوالسَّناءِ
أو القمر
تندى , فلا يحلو السَّمر
تندى و مَن لي بالسَّهر!!   
***   
شوقي !
و ما للشوق برَّح بي 
وحرَّ بمُهجتي !!
جسدي  
لهيباً صار 
لو ألقيتِني
فوقَ الثلوجِ
لتوِّها حالت بخاراً .
***
أي ندى :
تندى الورودُ
بصُبحِنا
تُهدى الأسودُ
و تبتدي صيداً فريداً
نادراً
جسدي كنهدِكِ أي ندى !
و النهدُ نهدُكِ
صارَ شهداً في فمي
عزفاً بسمعي قد شدا
و حرارةُ النهدِ المشوقِ
لحِبِّه
ألفٌ ...
فقال معاتباً في صمتِه
- و الحُزنُ يعلو وجهَه
و الشجوُ يكسو جِسمَه -
: أنا مدنفٌ يا صاحبي
هل لي قبلةً في جانبي !
تشفي بها سقمي
و تشعرُني بأنِّي ثديُ أنثى ؟!
يا رقيقُ برقَّةٍ
هاتِ الشَّفاه
و الثم بها نهد الفتاه
أنا شاعرٌ
أنا حالمٌ و مقاتلٌ
و منافحٌ
قَلِقٌ
فهلا زِدتني لوناً رُخاميّاً
و عاجيَّاً فأُمسِ
في النسا
ملِكاً ,,,
تتوِّج هامتي تاجاً
أثينياً
أَصِرْ كـ "هيرا" ؟!
***
أي قيصرَ العُشَّاقِ
:هاتِ الخمرَ
 أسكِرْ مُهجَتي
و لمُقلَتي هاتِ الدواة
فاكحَل بها
و اجعلْ مناراً
أهتدي بضيائِه
أو أقتدي بصفائِه
أو أفتديكَ تأسِّياً  بوفائِه
يا قيصري :
آخيلُ  أنتَ
و قد فررتُ إليكَ منِّي
فاسقِني
ثمَّ اروِني
ثمَّ اهدِني
دربَ الوفا
دربَ الصَّفا
و لقد نُفيتُ عن الصلاحْ
آخيلُ :
فامحقْ  من نفى
آخيلُ :
و الحقْ دربَ ربٍّ
عن ذنوبٍ قد عفا


***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

لون البنفسج 1

0


لونُ البنفسجِ أي ندى !
لونُ البنفسجِ 
أرَّقَ الجفنَ المقرَّحَ 
أي ندى!
لونُ البنفسج
إذ كسا الصَّنمَ القديم .
حجارةً كان الرُّخام
صلصالُ نهدُكِ 
صوتُه كان الصَّدى
نحاتُه 
قد كانَ عبداً أسوداً 
من بربرِ المِصرِ الرديمْ
كالطينِ كانَ النهدُ
 نهدُكِ
فارتدى
ثوباً جليلاً
كالبنفسجِ لونُه
فرأيتُه
و أناملي
مسحت شقاءً
فوقَ صفحتِه يُقيم
و محتْ عذاباً و الصّدا
***
لولا شفاهي
ما تكوَّر نهدكِ الحنطيُِّ 
طول الدهر لا
لولا يديَّ و قُبلتي
ما كان فيك شعور أنثى
لا و لا
لولا نصأتُكِ في الضحى
فوق الفِراش
لولا نهضتِ في الضحى
بل طرت فوق الصَّدر صدري
تعربدي
و تمايلي مثل الحمام
تخايلي زَهوَ الفَراش
***
لولا سعيري يا ندى
هل كان خصرُك راقصاً!!
لولا فراشي و الستائر يا ندى
هل كان ثديُكِ عابثاً!!
هل صار نهدك
كالحرير
على السرير ملامسا
لولاي ما ذقت بدهرك متعة
و لطالما مارستِ حبَّاً
قبل حبي
و لطالما قد ذقتِ شهداً
ليس فيه كمثلِ شهدي
و لطالما
و لطالما
***
لونُ البنفسجِ آيةٌ
فهِّمتها عند الصباح
لون البنفسج
قد حوى أثداءها
لكن فهل يجدي الحرير أو القماش
إذا تعاصفت الرياح!!
كانت تقربني يداها
في الغدوِّ و في الصعود
و في الهبوط و في الرواح
كانت تقربني
لتلثم جبهتي
أو لتقضم رقبتي
كادت لتزلف لي حشاها
من شوقها
يا كثر ما فعلت
بتلك الليلة الليلاء
مع طول التمايل
و التوجع
والأنين مع الصياح
يا بُعد تلك الليلة الدهماء يا
يا وحشة القبر المعذّب
لو بقيت
يا خوفي بعد الحشر
لو قالت جهنم
:"يا مليكي هل هنالك مزيد"
لونُ البنفسجِ أي ندى !
لونُ البنفسجِ
 في سريري قد عدا !

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

لون البنفسج 2

0

لونُ البنفسجِ في الضحى 
عني الشقاءَ و قد محا 
و شقائقُ النهرِ العميقِ  
بجنَّتي 
صارت كقلبي إذ هوى 
و النهرُ طالَ جفافه 
و الجمرُ في القاعِ استوى 
و بجانبِ النهرِ الطَّويلِ  
حشائشٌ 
خضرٌ  
و ذئبٌ قد عوى
و لجانبِ الذِّئبِ الهصورِ
رهائنٌ
سبعٌ بسجنٍ قدْ طوى
و لجانبِ السَّبعِ الهزيلِ
حبائلٌ
و السِّجنُ يعصفُ ما حوى
و بداخلِ السجنِ القديمِ
 ستائرٌ
حجبتْ , كما في نينوى
تلكَ السَّتائرُ
أي ندى ما يُـردِني
في السجنِ
و الأحبالُ عندي تــُـرتدى
ثوباً ...
و ثوبي حالَ مجداً للعـِـدا
مجداً ...
و مجدي كالأساطيرِ ابتدا .
***
أسطورةٌ عرشي ندى
أسطورةٌ ...
يا ليتها صارتْ هـُـدى
و اللحنُ لحني ما شدا
بل كيف يشدو  ؟!
و الردى
صارَ الجزاءَ لمن تكلمَ
 أو أشارَ لدربِه
أو  فسَّرَ الكـلِمَ العميقَ بحبِه
أو لاحَ نجماً كي يُنيرْ
أو كبدرٍ في السما
بسنائهِ يُلفى الهدى
هُبِّي ندى !
لا تجزعي
لا تحزني
لا تقنطي
فاللحنُ لحني
 قد تجهَّزَ فاسمعي
أو فافهمي
بمشاعرِ الطِّفلِ الصغيرْ
إن لم تكوني
بالموسيقا تعلمين
***
لو كان ثديك حكمةً
لفهمتها
لو كان ثديك لقمةً
لأسغتها
لكنَّ نهدك شهوةٌ
فخذي الموسيقا و اصعدي
عُبِّي شذاها
و اشهدي
أنِّي على الأسماع يوماً
و القلوبِ سأغتدي
فلتفهمي
بمشاعر الطفلِ الصغيرِ
و عقلِه
لو كان فهماً فيكِ
أو فالحَدي أثداء حبِكِ أي ندى.

***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ديوان البغض و فلسفته الجزء الثاني

0

عودةٌ بغيضة

0


ذهــــــبــتْ ... لـــــــترجِــــعَ في ثــيـابِ صــــلاحِ
رجـــــعــتْ ... لـــــــتُرجِــــعَ أنَّــتي و جـــــراحي

ذهــــــبــتْ و كانـتْ قبلُ تـابـــتْ ... و ادَّعــــــــتْ
أنِّي مقـاتـــلُ قـــــــــــــد أُزيـــــلَ ســــــــــلاحي

ذهــــــبــتْ و كُـنـا في جـــهـنــمَ نـرتـــــــــــجي
رشـفــــاتِ زمـــزمَ ... فــارتمــــــــت أقـــــداحي

و تلـكـّأ الــقلــمُ الجـمــيــلُ بــِحُــــــــــــزنــــــِـه
لمــــــــــــا رنــــا إيــــذاءَهــــــــا بــصبــــاحي

يـا هــنــدُ : مـالــكِ ؟! هــل تـعـــــــــــودُ قـريـحـةٌ
كالـذئـبِ تــعـــــــــوي ... ترتـــــمي في ســاحي؟!

يا هــنــدُ : قـــــــــد أذهـبــــــتِ شـِـعري آنـِـفــاً
و اليـــــــومَ قـــد أرهــــبـــتــه بـــنـُــبــــــــــاحِ

يا هــنــدُ : مهـــما كـــــــــان ثــديـُــكِ طـــــاهراً
أو إن ظــــهَرتِ بـــمــظـــــــهـرِ الإصـــــــــــلاحِ

فــلــقـــــــــد رأيــــتُ الـــروحَ روحَــكِ دُنــّـِسَتْ
مـن مــــكـرِ عقـلِــكِ ... في زنىً و سِفـــــــــــــاحِ

***

ذهـبـــتْ ... لــترجِــعَ فــــــاحتضنتُ شــفاههــــــا
بــشفــــــاهِ جهـــــــلٍ ... فــــــازدهــتْ أفــراحي


عـانـقــتُهـا في الــــــــــــبـابِ , ثــــمَّ دخـلـتُ كي
أرنـــــــو الجــــــمالَ بشِــبـــــــــهِــــهِ ... كمُباحِ

 و نســــــيتُ أني تــائــبٌ لمــَّـــــــــا سـقــــــــتْ
مــن مَكــرِهـا , مـــــن سُـمِّـــــها النـَّــــضــَّـــاحِ

قــــامـــتْ تُصــــــــــلـي كـالمــنـافقِ تــــائــبـــاً
مَـــكـــَثــَتْ تُرتِّـــــــــــــل في غــــــــدوْ و رواحِ

لبـــســــتْ مُــــلاءَةَ جـــــــــــــدَّتي ... فرأيــتــُها
و كمــــــــا حَــــــكــــوا لي في تقىً و صـــــــلاح

و ذهـــــبـــــتُ أهـــــذي  كـالعفيفِ بـلــيــلــِـــها
عـــــانـــقـــتــُهــا , فنســيـــتُ جُلَّ فــــــــــلاحي

فـــــوجــــدتُــهـا مــــن حرِّهــــا أو وجــــــــدِها
تــــغــــلي ... فزادَ اللــّـــَحــــمُ بــــالإيضـــــــــاحِ

فرأيـت ثـــــــــــديـــاً كالرخـــامِ , مـــــــــكـوراً
و رأيـــــــــــــت خـــــصراً فـــــــاستزدت براحي

حتى أزاحـــــــت كل ثـــــــوبٍ , و ارتــــــــــمت
: واهــــاً خـــلـيــــــلي مرحــــبـاً يـــا صـــــاحي

هــــــا قـــــد هـــــجرنـــا ثــم عُـــــدنا لــلــهوى
فـــــإذا بــــــــها عريـــــانـــــةً في ســـــــــاحي

و نهــضـــتُ عــــــنــهـا بــــــالـــهـجـيرِ مُـسـَـعّراً
لـــــــــمَّا مررتُ بِســــــــاقــــِـــــــها الـــــذّبّاحِ

أغـــــلي من الشـّــــــــــــوقِ العنيفِ لـــــــها , و لم
أسطـِــــــــع أذودَ جمــــــاحــَـها بســــــــــلاحي

حتى امــــتـزجــــــنــا بــــالــــــــفراشِ لــــــذاذةً
مـــــــثـــلَ الجُســــومِ تــُــنـــــــــــاطُ  بــالأرواحِ

و ذهـــــبــــنـا في كــــــلِّ الـــدّروب , و لــم نعـُـدْ
نلـــــــــوي عـــــلى صوت الأذان

فــــــــأنــا , و تســــكابُ الخـــــمورِ , و نهـــــدُها
و هي الخـــلـــــــــــــــيــلـةُ تحـــــتـضِـن أتراحي

و تـُـــفرِّغُ الـــــــحُزنَ العـــــــمـيقَ من الحــــــشا
و تقــــــــــولُ : إيهِ , شـــــــقـائــــقٌ و أقــــــاحي

أنـــــا هـــــهـنـا في حِضـــــنـــِـــها كـُــــلُّ المنى
أنـــــا هـــــهـنـا و لقـــــــد نســــــــيــتُ جراحي

أنـــــا مُرتَمٍ في حـِـــــجرِهـــــــــا , فمـٌـقـَـبـِّـــــلاً
أثــــــدَاءهـــــــــا , و معـــــــاوِداً إصــــــــلاحي

أنــــــا لــــــــن أعـــودَ , و هـــل أعودُ , و لـيـتـني
مــــــا عــُــــدت , ليتني أو مـــلـــكتُ جمـــــاحي

تـــــبـّاً لـــــنـا , تـــــبـّاً سريري , لـــيــــتـــــــني
أغـــــلـقـتُ بـــــــابي , و الــــتزمــــتُ صــــلاحي

تـــــبـّاً لـــها ... و لــــقـــدْ كرِهــــــــتُ فِراشَـــها
فطــــعـــنــــتُ قــــلـــبــاً ســـافـــِــــــلاً برماحي

***

ذهــــبــتْ لـــتـرجِــعَ فــاسـتـفـقــتُ بــــحــُجرتي
فرأيــتــُـــني و كــــفـــاقــــدٍ مـِــفـتـــــــــــاحي

أحـــــتـــارُ في دربِ الرُّجـــــــوعِ ... فــــــلـَم أزِدْ
أن قــُـــلـتُ ربي ... فـــامـــــــتــــلت أقـــــداحي

فعـــجـــبــتُ مـــن كرمِ القــــــــــديرِ و لـــؤمِنــا
ثمَّ اغـــــتــســلـــتُ ... و قــــــد بـــــدأتُ صباحي

 : لاهـــــــمَّ عـــبــــدُكَ تـــائبٌ ... فــــــــأمـــدَني
ثــــــــمَّ اســـــتزدتُ فزادني بــــــنـــــــــجــــاحِ


لاهـــــمَّ غــُـفرانــــاً ... و حمــــــــــــــــداً إنــــَّه
سينيرُ دربــــــاً مــُـــظــلــِـماً مصـــبـــــــــــاحي


***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

فلسفةُ القصة

0


تعــــــــــالَي قـــــــــلــتُ إذ نــــــــادتْ تعــــالَى
فمــــــا أبــــــــــــديـــــــــتُ أو أبـــــدتْ مِطالا 

تعــــالَي يــــا ظـلــــــــومُ ... فــــــــجُرحُ شــعـبي
ترشـــــرشَ بالدّمَــــا حـــــتى اســـــــــــتــحــــالا

و لســـــــــــــــتُ أرى لشـــعــبي غــيرَ ســيـــفي
فـــهــل تــــدرينَ مــــن ينوي الصِّـــــقـــــــــالا  ؟

تعــــالَي ... إنـــني ظمـــــــــــــــــآنُ , لــــــكـنْ
أخــــــــذتُ الــــــكأسَ مـكـــــســوراً فســــــــالا

فرُدِّي كــــأســــــــكِ المـــكــســـــــــورَ  ... إنِّي
خـــبـــأتُ الــــــــكأسَ في حِصــنٍ تــــــــــــعـالى

فرُدِّي كــــأســــــــكِ المـــكــســـــــــورَ  , قالت
وجـــدتـــــــكَ أبـــيـــضــاً بحــــــيــــاتي فـــــالا

و رُمــــتُ  حـــــلاكَ أعشـــقـُـــه , و عــــيــــنــي
رأتْ بـعـيــونــِـكَ الشّــُـهـــــــــــــــلِ المــَــنــالا

فــلــســتَ لتـــكـسرَ الـقــــــــــلـــــبَ المُــعـنّى
و لـســــتَ برافـــضٍ هـــــذا الجـــــــــــــــمـــالا

و لـســــتَ بِراددٍ كـــــــاسي , و لـســــــــــــــنا
نــفرِّقُ أنـفـســــــــاً تـــــــــــــاهـــــــــــت دلالا

***

أجيبي ســــــــــــيــِّـداً أضـــــحى عــمــــــــيـداً
بـبـيـتِ الــــحبِّ إذ بـــــلـغَ الـــــكــــــــــــــمالا

أجيبي ســـــــــــيـــداً أضـــــحى فريــــــــــــداً
بــــــعـرشِ الشـَِّــعرِ , أو رُدي الســـــــــــــــــؤالا:

ألســـنا خـيرَ مـــــــــن نــــــظـمَ الــــــــــقـوافي
و مــــــن أبــــــــدى بـفــــنّ الــحبِّ قـــــــالا !

ألســــنــا خيرَ مـــــــــن نــــَــطـقَ الــــــقـــوافي
و خـــيــــرَ الــنـاسِ بعــدَ الرًّسْــــــــلِ حــــــالا ؟!

: أُحــبُّـــكَ ... إن أقُلْــــهـا قلتَ ضَــــــــعــــفــــاً
فقلبي لـــم تـــرُمـْهُ  فـــلــــن تـــنـــــــــــــــــالا

و حُــــبـــكَ قــــد برى نهدي ,,, و مـــــــــهــمـــا
أكــتـّـِم في جــــفـاكَ الـــدَّمــــعَ ســـــــــــــــالا

: ألا فـلـتـحـذَري الــــــــبـارودَ , و اخــــــــــــشَي
عـــــــيـونَ النسرِ حتى لــــــــــو تـــــــــــــعـالى

فَــــذِي شـــــررٌ ... و تــلــكِ الــــــــنـارُ تشـــوي
ألا لا تحــسـبي هــــــــــذا ســــــجـــــــــــــــالا

و لــــــــو قــــدَحَـــتْ عـــيـونُ الــــنــسرِ فـيـكم
لــــــــذاب الصــــخــرُ عــــنـــدكُمُ و ســـــــــالا

***

ألا يــــا شــــــمــسُ كــــيـفَ رأيــتُ فـــيـــــــهـا
طــــــيـــورَ الــــــجـوِّ شــــاردةً عـــــــــجــالا !!

ألا يــــا شــــــمــسُ قـــد شــــاهدتُ كــَــــــدْراً
فــــــراحَ الشعرُ يســــــتــجــدي الـمـَــــــــقـــالا

و فــــــاح الـــعـــطرُ في جــــوِّي عـجـيـــــبــــــاً
 و فــــــاح الســـــمُّ مطَّــــرداً  و جـــــــــــــــــالا

عـجــبـــتُ  , سمــــــــــــــاءُ أنـظــرُها و لــــكن
أطــــأطي  الرأسَ نـــــــــــــــــحـــو الأرضِ !! لا لا

فسالتْ دمـــــــعــةٌ , فــــــــــارتــــجُّ ســـــــطـحٌ
مــن الأكــــــدارِ يســــتـــجــــدي الصِّـــــــقـالا

يـخـــــــالُ الــــــــــكـِدْرُ أن يُمسي سمــــــــــاءً
إذا ما طـــــــرفُـــــــنـا في الــــكـِدرِ جــــــــــالا

***

ألا يــــا شــــــمــسُ لا تخشَــــــي عــــــــــــذولاً
مقـــــــــــــالي الـــيـــومَ قـد أضحى بــِــــــــــلالا

ألا يــــا شــــــمــسُ كـــم مـــزًّقــتِ قـــــــلـبي !
فــــهــلَّا جـــئــتِ كي نُـــنــهي السّـِــــــــــجالا ؟

ألا يــــا شــــــمــسُ مـــــا أصفى فـــــــــــــؤادي
بـــــيــــومِ الحربِ لــــــو كــنـــتُ الــــــــــهــلالا

فــــــــــذاكِ الـــــبــدرُ , يـــــومَ رأيـــتِ بــــدراً
أذابَ الشَّــــــوقُ مهــــجـَــتــَــــــــه و نـــــــــالا


***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

تخافين ضوء القمر !!

0

أراكِ تخافينَ ضوءَ القَمَرْ
أراكِ رُسُومَاً و فيها صُوَرْ
أراكِ سَرَابَاً
أراكِ خَرَابَاً
أراكِ سَحَابَاً يُديمُ السَّفَر
أراكِ جَميلَةَ عَصْرٍ قَديمْ
أراكِ خَليلةَ عبدٍ لئيمْ
أراكِ سَليلةَ مجدٍ عظيمْ
أراكِ حَفيدةَ جدٍ كريمٍ
و فيها جُنونٌ
و جَهلٌ عَميقٌ
و فيها بَلاهَةُ أهْلِ الوَبَرْ 
***
أراكِِ كَصَوتي
أراكِ كَمَوتي
أراكِ لحَتفي كَحِلفٍ سَقيمْ
أنا طَورُ مَجدٍ
أنا نُورُ وَجدٍ
أنا نارُ زَندٍ كَنارِ الجَحيمْ
و بستانُ طُهرٍ أجاصٌ و تينْ
أنا حُورُ عينٍ و سِدرُ النّعيمْ
أنا الضّوءُ
سِجنٌ و خُبزٌ عجينْ
أراكِ تخافينَ ضوءَ القمرْ
أراكِ تُجيلينَ فيَّ النظرْ
أراكِ ستُمسي لحُبي رُخاماً
كعِطرٍ جَميلٍ
كعِطرِ فَرنسا
و قَلبُكِ أقسى
و نحرُكِ أمسى كنحرِ الغجرْ
و نهدُكِ أفلتَ حبلَ الفِكَرْ
و خصرُكِ , ساقُكِ , لونُ العباءةِ
تُوحي العِبَرْ
و نوعُ الشريطةِ
لونُ الخريطةِ
صِرتُ أراها تْعيثُ الضَّجَر
و تبعثُ في النَّفسِ شوقَ المَلالةِ
حُبَ السّفَرْ
أراكِ أراكِ و لستُ أراكِ
***
أراكِ سلاحاً رخيصَ الثَّمنْ
أراكِ عبيراً
أشُمّكِ ضَوءاً
أخالُكِ ذِئباً
فأنتِ لمالي حَصاةُ الوَبَرْ
و أنتِ لغُسلي
كصابونِ طُهرِ
فلونٌ
أريجٌ
و زيتُكِ مُقذي
و طعمُكِ مُؤذي
و قد شبَّهتُكِ بالمُنحَدَر
أخافُكِ خوفي التّعثّرَ دَرْبي
فأَمشي أسيرْ
بدَرْبٍ عسيرْ
أقولُ لصَحبي :"أنا في خَطَر
فهل فيكُمُ صَحْبي
كُفؤٌ يرى لي
إذا لاحَ في الدَّربِ
شكلُ الحُفَر ؟"
***
زبيدةُ , هِندُ : فَهَا قَدْ هَجَرْتُ
فإن شِئتِ ضُمِّي جُذوعَ الشّجَرْ
فَشَوْقِي لِلَمسِكِ شوقَ الحَجرْ
أراكِ أراكِ و لستُ أراكِ
فخوفي لِذاكِ
لأني أرَاكِ و لسْتُ أراكِ
تمرّدُ روحِكِ يُؤذي مَلاكي
و فيكِ جَرائِمُ تُهلِكُ زَرْعي
و فيكِ جراثيمُ تُبدي الضَّررْ
أراكِ أراكِ كَعُودِ الأرَاكِ
إذا جَفَّ طَاحَ
إذا حُفّ رَاحَ
إذا ما ثَنيتُ العُودَ انكسرْ
فخُصلةُ شَعرِكِ بينَ الدّفاتِرِ
قبلَ وفاتِكِ
بعد فواتِكِ
كنتُ أراها
تُجدَلُ جَدلاً
تَصلُحُ حَبْلاً
ثمَّ أراها بأدنى سَقَرْ
***
نهدُكِ كانَ بأوّلِ حُبِّي
رمزَ السّعَادَةِ
خصرُكِ كَانْ
و رقصُكِ خَلفَ السّتائِرِ كانْ
و لُعبُكِ فَتْلَ الضّفائِرِ كانْ
و كانَ و كانْ
ألا لَيتَ شِعرِي يَحْكي السّريرُ
بِلثمِ الشِّفاهِ و قَضْمِ الثّمَرْ!
و ما كانَ تَحْتَ الغِطاءِ الحَريرِ
أعظمَ كانْ
و كان شُعورٌ يطيرُ بجِسمِي
فأغزُو الفَضَاءَ
و أرنو الضِّياءَ بليلٍ ظَلامٍ
أعودُ لألقى الشّعورَ الغريبْ
أعودُ فأرنو السُرورَ
و سِحرُ اضّطجاعي , و نَهدكِ
سِحرٌ عجيبْ
أعودُ فلا ألقى ثَمّةَ سِحْرَاً
و في الصُبحِ
أرنو لجِسمِكِ صَحناً
رقيقاً صَفيقاً
و لكنّ صَحنَكِ كانَ مَليئاً
فلمّا شَبِعْتِ 
و لمّا شَبِعْتُ
مللتِ من الصحنِ
بعدَ اْن مَلَلتُ
و كانَ الصّحنُ كأَثْمنِ مُلْكي
فلمّا مللتُ الصّحنَ انكَسَرْ

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بعد الحب2

0


أعلمُ أنكِ تستمعينَ لكلماتي
كصبيٍّ مدللٍ
تناوم في حضنِ أمه
و لكنْ
و لكنَّ الصمتَ
 حولكِ مُطبقٌ صغيرتي
فكيف لكِ أن تُنطِقيه !!
حتى إذا عجزتِ 
إذا بكِ 
من يُردِّدُ صدى تلكِ الحُروف
المُصمَتةِ 
أو المُطبَقَة
أو حروفِ الجهرِ و الاستِعلاء
و التفخيمِ و الإظهار,
أما حروفُ الترقيق 
و الهمسِ 
و اللينِ
و الرخاوة ِ
فهي ليست لتلقى منكِ
أذناً صاغية
فلستِ تعرفين
و لن تتعلمي
كيفيَّةَ الإنصاتِ إليها
إنه لا يضُمُّها قاموسكِ الجاحد
و لا تتلقَّفُها
 أقمشةُ جسدكِ البارد
فهي
ذاتُ سحرٍ بين الحروفِ عجيب
فلا تحاولي
لستِ بالغةً ذلكِ العلم
حتى لو لقَّنتُكِ
طرائقَه و أساليبَه بنفسي
***
لورينُ
أراكِ الآن تتنهدينَ
خائفةً
مرتعشةً
يكادُ البردُ
أن يوقفَ قلبكِ
و حرارةُ ألفاظي
أن تُسيلَ أناملكِ
و قُوتُها تكادُ
أن تعصفَ بك عصفاً
كما تلكِ العجوزُ
يتطايرُ شَعرُها
لكنَّكِ لينةٌ
رقيقةٌ
يكادُ إعصاري
أن يُحيلكِ رَماداً
أو غُباراً
أو رِمالاً
أو  ...
أو لا شيء
أن يُحيلك
إلى صوتِ طفلٍ يستنجدُ أباه
إلى لحنِ هاتفٍ
يستصرخُ عدوَّه.
فلا تَرينه مُجيباً
إلا على روحِه
أو دونَ ذلكِ
 بقليلٍ أو بكثير

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بعد الحب1

0

لورينُ  
يا فسيلةً زرعتُها 
بحديقتي عند الصباح
لورينُ
يا أريكةًارتفقتها
تحتَ شُجيراتِ الأُترجّ 
و السفرجلِ 
و التوتِ الدمشقيِّ 
و الأجاصِ 
و التينِ 
و الزيتونِ
و  التفاح
لورينُ
يا أميرةً
لم تكُ إلا عجوزاً
عصفَتْ بحنَّاء شعرِها الرياح
لورينُ
يا صديقةً
لم تكُ قبلُ إلا
من البراهِمةِ
أو الزَّنادقةِ
أو من مردةِ الجانِّ المُصفَّدينَ
أو الأشباح
***
لورينُ
 أيتها الأنثى
هل لكِ أن تعترفي بخطاياكِ
التي ارتكبتِها ؟.
فقط 
نادِني أبتاه
نادِني
كي أغفرَ لكِ
 ما جنته يداكِ
لورينُ
أيَّتُها الآيةُ الكريمة
لورينُ
أيُّها السِّفْرُ القديمْ
***
لورينُ
يا صورةَ السماءِ في نفسي
لورينُ
يا وجنةَ الأرضِ في فكري
و يا مَسرحَ الضوءِ
الأسطوريِّ الساقط في خيالي
يا أنتِ
يا أنتِ
يا من جعلتُ النارَ
فوقَ رُباها
قطعاً قطعاً
يا منْ أرقتُ الدِّماءَ
على حقولِها
و في حوافِّ ينابيعِها
قطعاناً قطعاناً
و أسلمتُها النُّجومَ
قناديلاً
بها تُضيئُ حوانيتَها
يا من ذبحتُ الشِّياهَ
قرابينَ لوجهِها
نحرتُ الإِبِلَ فِداءً لنحرِها
يا من أراها و لا تراني !
لسوف  تَراني و لا أراها
***
يا من على سِحرِها
أو سُكرِها
أو مَكرِها
أو فِكرِها
أتقلبُ
كصيَّادٍ فاقدٍ للصَّبر
بحاثٍ
عن الماسِ و التبر
في غدوٍّ و رواح
كرَقَّاصِ ساعةٍ صينيةٍ عتيقة
يدقُّ جرسُها
كنواقيسِ كنائسِ عُربانِ النَّصارى


***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه