الصُّعداء

0
 

من الصُّعَداءِ من لَهَفي وحُزني 
ودمعِ قصيدتي ونزيفِ لحني 
من الإغراقِ في تزييفِ كأسي 
ورتقِ الخرقِ في تَعْسي ونكسي  
من الإبداعِ في تحريمِ اُنسي  
من الأوجاعِ في تجريمِ نفسي 
من الإشباعِ في أملي و يأسي 
إليكِ كتبتُ عن كلِّ الأماني 
إليكِ كتبتُ يا كلِّ الأماني 
وخنقِ الحرفِ في تلك المعاني
وجعلِ عبارتي دينارَ بؤسي

فأشري ثَمَّ من ذكرى المرايا
أبيتُ مُفلسِفاً كلّ الخفايا
أتوهُ بطيبِها آياً فآيا
وأرجِعُ ناكِصاً عن كلِّ اُسِّ

عسَيتُ بوِزرِها ألاَّ اُداري
فبِتُّ مُمالئاً في جوفِ داري
وحِرتُ مُطأطئَ الحُورِ المُنارِ
فمِلتُ مُدمِّراً يومي و أمسي

ألستُ الخِبَّ والخوَّان قُولي
مَللتِ الحبَّ والنِّسوانُ حَولي
يفورُ بجنبيَ الخفَّاقُ يغلي
يموتُ مُصبِّحاً ويموتُ يُمسي

بأرضِ جُنينَتي يبكي الشَّقيقُ
ينامُ الياسمينُ فلا يفيقُ
بجوفِ الماء قد شبَّ الحريقُ
فأبدَعَ مُعجِزاً تصويرَ نفسي

ألستِ النَّورَ في دربيَّ كنتِ
وأنتِ الحُبُّ في قلبيَّ أنتِ
فمالكِ كُلَّما استعبرتِ بنتِ
فتُكسرُ ريشتي ويُشقٌّ طِرسي

عذابٌ عذبُ أيسرَهُ الهوانُ
وذكرى ليسَ يطويها الزّمانُ
ووجهٌ ليس تُنسيهِ الحِسانُ
كذلك ترتجي أطماعُ حَدْسي

مُحالٌ أنت تنساها مُحالُ
وليسَ أقلُّ ما يُرجى يُنالُ
فمالكَ كُلَّما قالتْ وقالوا
علِقت إشارةً من غيرِ لَبسِ !

ظننتَ مُغالِطاً أنَّ الطّوايا
ستُعكَسُ فيكَ أمثالَ المرايا
فتُشرِقُ في تألُّهِكَ الخبايا
بما أوتيتَ من فِكرٍ و حِسِّ !!

أخنتُ!! وإنَّني نفسي أخونُ
ولا والله ذنبي لا يهونُ
وعذري لستُ أحسَبُ يُبينُ
إذا ما رُمتُه نكَّستُ رأسي

يقولُ الناسُ أنِّي فيكِ أبقى
وأشقى فيكِ أشقى ثمَّ أشقى
وأُسقَى السُّمَّ من طيفيكِ أُسقَى 
فما أبقيتِ مني!! ماذا التَّبغُ أبقى !!
فيا ويلاتي من تعسي ونكسي



________________

2014/11/21




مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

رشفة قهوة

0
وتحتسيني كانت كرشفةِ قهوةٍ عند تباشيرِ الصَّباحِ الأولى وهي التي تمقتُ القهوة ,
وترتديني كانتْ كملاءةٍ من ياسمين ,
وهي التي تحبُّ الياسمينَ لا حبَّ الدِّمشقيّين
و إنَّما محبَّةُ المتفيهقينَ و المُتسلِقينَ والمُنافقين و المُتشدِّقين ,
وهكذا كنتُ أتلقَّى الوحي من وميضٍ في عينيها لا يعنيني
وإنَّما تأتي المُفرداتُ و المعاني عن طريقِها لتُحييني
فأحيا في دنيا لستُ عنها بالغريبِ النَّاءي ولا بالقريب الرَّاءي فأكونُ بينَ بينْ
جِسمٌ بين معنيينْ وروحٌ بين شفتينْ تصَّعّدُ في ذرى لُبنانَ تارةً و تهبطُ في الغوطتين حينا فأنشقٌّ عن شيءٍ لا إلى شيء
وكذلك كانتْ تُبعِدُني لأقتربْ , و تصِلُني لألتهِب , فتُرسِلُ خلالَ السحائب رسائلها ورُسُلَها لأتَّصِل طوراً بروح الرَّافعيِّ فترفعُني , وأنفصِل عنهُ لأعودَ إليَّ فألقاني
وإذا ما رأيتَها وقد جلستُ و جلَسَتْ و همستُ فأنصتتْ وحدَّثتُ فحدَّقتْ وأطلقَتْ وتفلسفتُ فأطرقَتْ و أشعرتُ فبكتْ فرَحاً و رقصتْ أنينا وأنَّتْ حنيناً ثمَّ طارتْ طرباً أو تقوقعتْ عليَّ وعلى نفسِها رَهَبا
وإذا رأيت ثَمَّ رأيتَ جلالاً وجمالاً وبهاءً وعَجَبَا
وكذلك كانت وكنَّا ...
مدينةً لا أدري أمِنَ الأحلامِ أم الأحزانِ أمِ الأوهامِ كانتْ , فارتضيتُ أن أتفيَّأ سنيَّاً بظِلِ جدارِها المُلغَّمْ فكانَ خيالاً وسرابا , ورحتُ أستجديها عند صواحِبها فكانتْ وما كانتْ غير أنَّها تركت خيطاً من وِشاحِها الأبيض موسِّداً أطراف بلاطاتِ رصيفٍ في ذاكَ الحيِّ المُختالِ على جيرانِه كما اختالتْ على قرائنِها فطنةً وذكاءً ألمعيَّا , وكذلك عرفتُها
أديبةً أريبةً يحارُ الرِّجالُ فهمها والحوطَ بمدارِكِها حتَّى لتزدري منهمُ العالِمَ الخِنذيذ لا تراهُ يسمو ليُدرِكَ شيئاً من عِلمِها وفهمِها وإحاطتِها بالعلومِ و الفنونِ والعديدَ من اللغاتِ وآدابِها
فاستبقتُ مُكرَهاً إلى ظلِّ النِّسيانْ
فاصطليتُ بهجيرِ الحِرمانْ
حتَّى نسيتُها ونسيتُني ونسيتُ الحِرمانَ والنِّسيانْ.


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

عذابات شامية

0

 

أنا الشَّامي 
أنا المحزونُ من رأسي لأقدامي
ففيمَ الذَّبحُ مُنتظري 
بُعيدَ شُروقِ أحلامي!!
فيا لله و الدُّنيا 
لماذا الله يُبعِدُنا عن الدُّنيا!!
لماذ ثارتِ الدُّنيا 
علينا كلُّها الدُّنيا 
ورأيُ العُربِ مُفترِقُ و مُختلِفٌ 
فوحَّده
كُلَيبُ الرَّومِ و الدُّنيا 
لماذا رايةُ الإسلامِ شوَّهها 
طَغامٌ من بني الدنيا
فأينَ العلمُ و العلماءُ 
أين الفقه و الفقهاءُأين الرأيُ 
والحكماءُ والحلماء في الدنيا ؟!!

أنا الشامي 
فهل تدرون ما لغتي
وما صفتي 
 أنا الشامي
حمامُ المسجدِ الأمويِّ 
يحسو بَوحَ أقلامي 
عصيرُ التُّوتِ من لُغتي  
ويسري ضمنَ أوردتي 
 دوالي الغوطةِ الغرَّاءِ 
تغزلُ فوقَ مكتبتي 
ومنضدتي 
وتُشرِقُ فوق شبَّاكي
وتُسرِفُ في مُخيِّلَتي 
حواليها 
ترى حوراً وصفصافاً 
أراها هنا 
بذاكرتي 
وفي أسفارِ أوهامي 
أنا الشامي 
لماذا الليلكيُّ أراهُ مُرتعِشاً بأكمامي
وصوتُ الياسمين هنا 
يُعانقُ جُرحيَ الدَّامي 
أنا الشامي 
لماذا صورةُ الأمويِّ 
صارتْ رمزَ آلامي 
وأوجاعي وأدوائي و أسقامي

أنا الشَّامي 
أنا المحزونُ من رأسي لأقدامي
ففيمَ الذَّبحُ مُنتظري 
بُعيدَ شُروقِ أحلامي!!

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أنا العربي

0

أنا العربي
أنا المنفيُّ في وطني  
وفي بلدي وفي بيتي 
وفي تاريخِ تاريخي 
أنا المذبوحُ في لُغتي 
أنا المطعونُ في ظهري وفي صوتي 
أنا المسروقُ من لحني وقافيتي 
أنا العربيُّ مُرتَهنٌ 
ومُحتقرٌ 
أنا عبدٌ 
ومذلولٌ ومُزدَجرٌ 
أنا المملوكُ من رأسي إلى نفسي 
ومن قَدَمي إلى قِدَمي إلى حُلُمي
ومن شفتي إلى رئتي إلى أستي 
أنا المكلومُ  والمفجوع 
و الموجوعُ في صمتي
أنا المذبوحُ في عيشي 
أنا المغبونُ في مهدي وفي نعشي 
أنا المنقولُ من بطشٍ إلى بطشٍ إلى بطشِ 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

و شامُ اللهِ لا تبكي

0


بصمتي المُطبِقِ المحزونْ
في بيتي وذاكرتي وكُرَّاسي 
بصوتِ خفائكِ المجنونْ
وجفوةِ قلبِكِ المُضنى 
وحربِ فؤادِكِ القاسي 

بتفكيري وتكفيري
وفلسفتي وتصويري 
وهرطقتي وتحويري 
بإشفاقي على كتُبي 
ولونِ غُبارِ مِنضَدتي 
وتعتيمي وإفلاسي 
وشوقي عند أطلالي 
ونَوحي بين جُلاَّسي
وأشجاني وأحزاني وأجراسي 

فكيف تُسافِرُ الدُّنيا 
وأنتِ إليَّ تبتعدينْ 
وتبتعدينْ
وتبتعِدينْ
عن قلمي و قِرطاسي 
وفي تشرينْ
تقتربين من صيفي ومن سيفي 
ومن حُرَّاسِ حُرَّاسي 
ولستُ أراكِ ترتعِشينَ من شِعري
 ومن أنفاسِ إحساسي 

فما بالُ الشآمِ تُرى 
تُحاوِلُ كتمَ أنفاسي !!

وما بالُ الدِّمشقيِّينَ
لا قاموا ولا اقتعدوا!! 
ولا اقتربوا ولا ابتعدوا !!
وما بالُ البلاءِ تُرى 
نزيلاً مُظهِرَ الباسِ !

فأين الحِكمةُ العُليا 
وشمسُ اللهِ تُحرِقُنا 
كأنَّ الأرضَ تطرُدُنا 
كأنَّ الله يلعنُنا 
بحربِ العالمِ المجنون
وحِلفٍ مُفترٍ مغبون 
و#كلب_الروم والمفتون 
ووسواسٍ وخنَّاس

بصمتي أُخبِرُ الدُّنيا 
عن الأطفالِ يصطرِخونَ
عن أمٍّ مُروَّعةٍ 
وعن ثكلى  

وشامُ اللهِ لا تبكي 
ولا تشكو
 شرورَ النّاسِ للنَّاسِ 
ودمعي بينَ أوراقي
وحبري بين أنفاسي 

وهذي الفِتنةُ العمياءُ 
أرنوها وأرقُبُها 
وراءَ سِتارِ شُبَّاكي 
بإيماني وإحساسي 

فكفِّي المَدمَعَ الباكي 
أليسَ اللهُ يحرُسُها 
أليسَ اللهُ يمنعُها 
وسيفُ الله مسلولٌ 
علينا ثمَّ يقصمُه 
فتلك الحِكمةُ العُليا 
وما ربِّي بظلاَّمٍ 
وليس الله بالنَّاسي 

 ________
2014/10/5



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ممنوع البكاء

0



لا تمنعي العبدَ الحزينَ مـــــــن البُكـا

فَبــِه فؤاد هالك وشُـحــــــــوبُ

لا ييلغُ الدمعُ الكئييبُ مـــــــعَ الجوى

وثراهُ صخرٌ في الضَّلالِ يـــــذوبُ

وأراني لا أرعى الدَّواعشَ في الهوى

وأراني في جمع الشَّتاتِ أخيبُ

ويلــــــــــفُّ روحي قــــوَّةٌ مجنونـــــة

وتؤوب في درب الضَّلالِ تـــــؤوبُ

ويشدُّني نحــــــوَ النُّهودِ جحـــــــافل

ترعى النهود بطيبها فتــــطــيبُ

ويشعُّ منها الياسمينُ نضــــــــــــارة

والليلكي منمـــَّــــــــقٌ مسكوبُ

والعندلــــــيـبُ فـُــويقـــَــهُ لا يرتجي

غيـــــــري فشِعرٌ أخضرٌ وخصيبُ

لا تمنعيني مـــــــــــن بُكائي فالبُكا

بعد الحبيبِ- على الحبيبِ حبيبُ


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بكاء في ظل الياسمين

0
أبكيكِ من خلفِ السَّتارِ المُدلَهمِّ القاسي  
وأعوذُ في جذرِ الجدارِ المُستطيلِ الراسي   
وأعودُ في نبشِ الحروفِ وراءه  
وأعاودُ الحُبَّ القديمَ بديَّه 
في قعرِ حاميةِ المجوسْ 
ومع الذُبابِ إذا يحومُ على الكؤوس 
و مع القضيبِ المُستهامْ 
ومعَ الهوى 
ومع الدخانِ مع الهوام 
أبكيكِ إذ أبكيكِ ألفَ قصيدةٍ 
وروايةٍ تُروى على قرعِ الكؤوس 
تروى على دمعاتِ أنَّاتِ العروس 
تهوي على أزرارِ طوقِ الياسمينْ 
تبكي على جسدِ السِّنين 
تبكيكِ ألف قصيدةٍ 
في كلِّ بيتٍ لاحَ لي 
في الصُّبحِ ألفُ حكايةٍ 
أو ألفُ ذكرى في ربوعِ البيلسانْ 
وترنَّحتْ صفصافةُ الشَّامِ السقيمةُ في الضُّحى 
فتصوَّرتْ 
وتبلورتْ تلك الرِّوايةُ
تحت أقدامِ العجوزْ 
فيما يجوزُ ولا يجوزْ 
في رجمِ مُحصَنةٍ بغيّ 
في جَلْدِ سِكِّيرٍ غوي 
في صَلبِ قُطَّاعِ الطَّريق 
فيما يجوزُ و لا يجوزْ 

أبكيكِ تحتَ الياسمين
إذ كنتُ مشَّاءً بليلي 
في زقاقِ الياسمين 
ألقاكِ ثَمَّ على دموعِ اليلكي 
ألقاكِ ثمَّ فُويقَ سيجارِ الغبي 
وأجاهِدُ الضَّوء المُبعثََرَ فوق أحجارِ الرَّصيفْ 
وأعدُّ رشَقَاتِ الرَّصاص 
فمُدَمدِماً و مُهمْهِماً و مُزمجِراً 
فأخالُ شبِّيحاً يجوزْ 
أبكيكِ يا ديوانَ تاريخِ العربْ 
بختامِ أعصارِ العربْ 
بخِضمِّ إعصارِ العربْ 
أبكيكِ يا كلَّ العربْ 
أبكيكِ أمْ أبكي الشَّآمْ 
أبكيكِ أم أبكي العراق 
 أبكيكِ أم أبكي القطاعَ أم الحجازَ 
أبكي المروءة و الرُّجولة و العروبةَ في العربْ !!!
أبكيكِ أم أبكي العربْ 
أبكيكِ من خلفِ السِّتارْ  
والدَّمعُ قد خدَّ الجدارْ 
والصَّبُّ قد خَلَعَ العذارْ 
والرِّيمُ ذا يهوى النِّفارْ 
والحِبُّ لم يرعَ الذِّمارْ 
والتّبغُ قد زادَ السُّعارْ 
وكذاك لم تُجنَ الثِّمارْ 
حُمِلَ العجوزُ على الحمار
سُبِكَ النُّحاسُ مع النَّضارْ 
يا حيهلا فيمن يجوزْ 
يا حيهلا فيما يجوزْ 






مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

حبُّ الشَّام

3




 مالي وجودٌ في الهوى لولاكِ
فكأنَّ من حُبِّ الشَّآمِ هواكِ

وكأنَّ للرُّوحِ انقِسامٌ فاستوى 
بين الرُّبى في شامِنا ورُباكِ 

وكأنَّ من فيكِ السُّلافُ فمازجتْ 
بردى قديماً طاب في ريَّاكِ 

وكأنَّ فيكِ الياسمينُ تشعَّبتْ 
أغصانُه فتشابكتْ فكساكِ 

وكأنّ من طيبيكِ فاحَ غِناؤهُ 
وطِلاؤهُ و عبيرهُ و شذاكِ 

وكأنْ نسجتِ من حِجابكِ زهرهُ 
وكأنْ مزجتِ من الزُّهورِ صداكِ   

وكأنَّ فيكِ النَّيربينُ تصعَّدتْ 
وكأنَّ من تُرْبِ الشآمِ ثراكِ 

ما لي وجودٌ في الهوى لولاكُما 
فحبا دمشقَ مليكُها و حباكِ 



2014/5/16



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

مراهقة في الأربعين

2

حوراءُ تلكَ السَّابِقة كانتْ كحورٍ باسِقة 
عادتْ بحبِّي طفلةً  في الأربعينَ مراهِقة 

في ظلِّ عرش الياسمين تجري ورائي عاشقة 

وغدتْ تعدُّ سِنيَّها أيَّام سعدٍ شائقة 

وأتتْ بِغَيِّ مُمَنْطقٍ وبسُرعةٍ كالصَّعِقة 

قالتْ أحبُّك فاتَّئدْ لاكالنُّهودِ النَّافِقة 

 أنا في يمينِكَ عبدةٌ أنا في جمالِكَ غارِقة 

طالَ انتظاري للبطلْ ربِّ الجيادِ السَّابِقةْ 

قالتْ عشِقتُكَ فاكتُبَنْ ِسمي بشعركَ عاشقة 

واجعل لحرفِ قصيدتي مجداً كحورٍ باسِقة 

قالتْ عشِقتُك إنَّني ما كنتُ قبلكَ عاشِقة 
 ***
فنظرتُ في أمرِ التي جاءت فراشي سارِقة 

تعدو وراي خالياً  أرنو لزوجِ المارِقة 

صَمَتَتْ فذُبتُ بصَمتِها نَطَقَتْ عشِقتُ النَّاطِقة

كانتْ كبدرٍ يجتلي وسط النُّجومِ البارِقة 

فإذا توَسّطْتِ النِّسا كنتِ العلامةْ الفارِقة

وإذا اختلينا في الدُّجى أنتِ الخليلة الواثِقة

أو جئتِ داري في الضُّحى فبكلِّ طيبٍ عابِقة

أنسيتِني في ليلةٍ كلَّ النُّهودِ النافقة

فكأنَّنا في ليلِنا كمسابقٍ و مسابِقة

يا تعسَ زوجِكِ كيف راحت منه هذي الحارِقة

***
قالتْ حبيبي أعطني هذي الليالي الشائقة

وارسم بثغركَ قُبلةً فتكادُ تُمسي خانِقة

أحيي شعوري بالهوى وأمتْ سنيَّ السَّابقة
وأصب مَقاتِل شهوتي فأنا بحُسنِك غارِقة

أحرقني أطفئ نزوتي أشعل فراشي العاشقة
واصببْ فحولتكَ اقترِبْ مني فإنِّي اللائقة
جسدي تراهُ مُملَّكاً لك لا لزوجِ المارِقة

لا لن أخونَ و لن أكونَ لغيرِ تختِك طارِقة
فنظرتُ في أمرِ التي جءت فراشي سارقة
فأتى عليَّ كلامُها بفراشِنا كالصَّاعِقة
قامتْ لتجلبَ قهوتي وسجائراً مُتناسِقة
ومشَتْ يحيِّرُ دلُّها بخطى الرَّزانِ الواثِقة
قد أقبلتْ كفراشةٍ في نورِ نوري عالقة
***





مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

المشهد الثاني من المسرحية (الفصل الثاني)

0


عليكِ سلامي قُبيل الضُّحى  
لماذا رقصتِ 
وكنتِ الغوايةَ في وسطِ دربي 
لماذا شتمتِ  
وكنتِ قرأتِ بديوانِ شعري  
علومَ الغََزل!؟ 
لماذا صعدتِ جبال الهوى! 
وقد صفَّقوا لي  
لماذا لماذا هتفتِ هناك!! 
لماذا شعلتِ 
بتبغي شعرتِ 
طرِبتِ لشِّعري 
ونهدُكِ يغلي 
وهاقدْ هجرتُ علومَ الغَزَلْ؟! 
فلا تستفيقي وكوني هناكْ 
وجمهوري يهتفُ وسطَ العِراكْ 
ويُتلى قصيدي 
فينبَحُ إسمُكِ ضِمن قصيدي 
وكان يُسبِّحُ ضِمنَ بريدي 
وأنتِ تُجيلينَ فيَّ النَّظَرْ 
فكوني هناك 
وجمهوري صفَّق بعد العِراكْ 
ذكرتُِ الليالي 
ذكرتُِ الكؤوس 
ذكرتُِ انشِغالي بنهدِكِ عهداً 
وكيف وكيفَ استفاقَ خُماري 
وراجعتُ جهلي 
و عليمي بجهلي 
وأهرقتُ عندكِ دنَّ النَّبيذ 
وهشَّمتُ كأسي 
ونهدُكِ قاسي كعهدِ الخُمارْ 
فكيف جبُنتِ 
وكيفَ جهلتِ بهذا البلاءْ 
نصحتُكِ ألاَّ تشُقِّي السِّتارةْ
كـأنَّكِ تُبتِ 
وكنتُ رأيتُكِ قبل احتساءِ النَّبيذِ 
هناكَ سكِرتِ 
فهلاَّ ذكرتِ زبيدةُ أنِّ بسُكري أفَقْتْ!!
زبيدةُ مهلا!!
أعيدي الليالي بفكرك يوماً 
وكيفَ سبقتِ نساءَ البِغاء 
و كيف استبقتِ زهورَ الرَّبيعِ بفصلِ الشِّتاءْ 
أعيدي أعيدي أعيدي الليالي 
بفكركِ قبلَ هطولِ الوباءْ 
***
زبيدةُ نهدكِ كانَ خريفاً 
بعمري وكنتُ وكنتِ ربيعاً 
وهذا يحُلُّ بعُمري الشِّتاءْ 
زُبيدةُ مهلاً 
لماذا الغِوايةُ بعدَ الهِدايةِ حلَّتْ قريباً 
ونهدُكِ قاسي 
كبردِ الشِّتاء؟!
زبيدةُ مهلاً 
لماذا الضَّلالةُ آبت بأوبِكِ 
آبتْ بتبغِكِ 
وثغرُكِ يعزِفُ لحنَ اشتِهاء
شِفاهُكِ كانتْ لحافاً لثغري 
وهذا يُسبِّحُ كلَّ صباحٍ 
بجودٍ و طهرِ 
وينسى الليالي ذواتِ البِغاء 
وينعى السِّنين طِوالاً طوالاً
وفيك العزاء 
زبيدُ لماذا يُرهِقٌ شعبَكِ لعقُ الحِذاء !!
لماذا لماذا يُسافِرُ شعبُكِ 
في كلِّ ظهرٍ و في كلِّ فجرِ 
زبيدُ لماذا يموتُ يموتْ
ونهدكِ قاسي كلحنِ العزاء 
لماذا تتوبينَ بعدَ الفِراش 
ونهدُكِ قاسي 
يُعيدُكِ في الصُّبحِ بعدَ انتِعاش 
ألستِ تُعيدين فيها النَّظرْ !!
أعيدي رجوتُكِ هذي الفِكَرْ 


2014/4/22





مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

المشهد الأول من المسرحية (الفصل الثاني)

0
جبُنتِ ...
ومِثلُكِ كانَ كمِجدافِ بُخلٍ  
ببحرِ السَّخاءْ 
جبُنتِ... 
ومِثلُكِ كانَ 
كمِعولِ عهرٍ بأرضِ النَّقاء  
جبُنتْ... 
ونهدُكِ مثلُ الرُّغامْ  
طريحُ الغرامِ بأرضٍ عراء  
جهلتِ... 
أليس شرابُكِ هذا 
جبنتِ أليس فراشُكِ هذا 
وتبغُكِ هذا  
ولحنُكِ هذا  
جبُنتِ جهِلتِ و أنتِ اللذاذةُ تحت المساء 
جبُنتِ جبُنتِ وأنتِ صديقي  
وأنتِ رفيقي بلعقِ الحِساء  

***

فما لِضفيرتِكِ الفُستُقيَّةِ تحت العيونْ
وكيفَ صُداعي على الياسمينةِ يحكي الشُّجونْ!!
وكيف رأيتُكِ لمَّا مررتِ
على دربِ رصفِ الحجارةِ عندي 
وتحت الغصونْ 
وأنتِ تحيكينَ صوتاً يُنادي
ربيعَ ظنوني 
وكلُّ البلابلِ كانتْ تزقُّ 
و ساعةُ شعري عليكِ تدقُّ 
ونهدكِ قاسي 
كطحنِ الهواء
وصوتُ المدافِعِ عند الأماسي 
يزيدُ الرَّجاءْ
 فكيفَ قبلتِ ظنونَ ظنوني 
وكيفَ نسأتِ عيونَ عيوني 
وكيف طربتِ
وكيفَ رقصتِ 
وكيفَ اقتنيتِ صنوفَ البغاءْ!!
رضعتِ 
فضعتِ 
وها قد ولدتِ رصيفَ المآسي 
ونهدُكِ قاسي 
كمِلحِ الجِراء
قتلتِ أخيَّتَكِ المازِنيَّةْ 
وبحَّةَ صوتِكِ بالفارِسيَّة 
ثمَّ عضضتِ ذيولَ الفَضاءْ 
لماذا أذوقُ انحناَء النِّساء!!
وأنتِ هناك بتختِ الشَّقا 
ونهدُكِ قاسي كجوزِ اصطلاء 
***
لماذا جبُنتِ 
لماذا جهلتِ 
لماذا رضعتِ سيولَ البِغاء! 
وكان حريَّاً بأمِّكِ عندي 
بدهرِ الجهالةِ 
في كلِّ عصرٍ تُنادي عليَّا 
ويعزِفُ خِلخالُها مُستبيحاً 
حروفَ الموليّا 
وأنتِ هناكْ ...
وأنتِ تعودينَ تُلقي إليَّ 
جمالَ الطِّلاء 
صبرتُ عليكِ طويلاً طويلا
صبرتُ ...
وماكن صبري جميلا
فواتيرُ حبِّكِ كانت تُعيثُ 
بحيِّي لالا 
وترمي غِلالا 
بأرضٍ خواءْ 
 لماذا جبُنتِ
وأمُّكِ كانت 
كمِجدافِ عهرٍ بأرضِ النَّقاء !!
لماذا جهلتِ 
وجهلُكِ كان حبيباً لحُبِّي 
ضلالاً لدربي 
وكنتُ الرِّجال وكنتِ النِّساءْ!!

2014/4/22

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جواب "فيفيان"

0



غزلَ النِّساء غَزلتَهُ بِرُضابي
 و وَهبتَ أفئدةَ النِساءِ شبابي 

ورحَلتَ في شِعرِ النُّهودِ مُخلِّداً 
مُسترسِلاً في المَدحِ و الإغرابِ 

وأنا هُنا لملمتُ كلَّ مَرَاودِ الــ
ـكُحلِ العتيقةِ واكتوتْ أهدابي 

عُمُري انقضى والياسمينةُ أقفلتْ 
أزرارَها في وعدِكَ المُرتابِ 

أنساكَ أم أنسى صداكَ مُردِّداً 
اسمي على الشُّعراءِ و الكُتّابِ 

ديوانُ "فيفيان" الذي أنشأتَهُ 
فنَشرتَهُ برُبىً هنا و هِضابِ 

لبلابةً في الشَّامِ فاحَ غِناؤها 
أم أرزةً تاهتْ هناك تُرابي 

أم نخلةً بَسَقَتْ بِبَغدادَ استوتْ 
من غيرِ أوتادٍ و لا أسبابِ 

وجُذورُها رَسَخَتْ هنا وتغلغلتْ 
في بِيدِهَا و سُهولِها و صِعابِ 

بمَنِ استعنتَ و لِمْ سرَقتَ أوِاسْتَعَرْ
تَ قريحتي و يراعتي ورُضابي 

أنفَقْتَ في عهدِ النُّهودِ لذاذةً 
فنسيتَني و مدامِعي و عذابيْ 

أفأينَ أنفقتَ الحياءَ و لمْ تكنْ 
قبل النُّهودِ كماجِنٍ كذَّابِ!!

بل ما جرأتَ بأنْ تُصرِّحَ مُعلِناً 
حُبِّي سوى بالطَّرفِ و الأهدابِ 

لم تستطِعْ عندَ اللِّقاء تقولَها 
بل ما احتوتها قصائدي و كتابيْ 

أرسَلتَها و كتبتَها مُتردِّدا 
ومورِّياً بالفُلِّ و العُنّابِ 

وأنا الجهولةُ بالأحاجي يومَها 
ألغزتَ فيها مُضمِرَ الإعرابِ 

لو كنتُ فيها الأصمعيَّةَ ما فهِمــ
ـتُ حروفَها مُستغرِقَ الإغرابِ 

فلِمَ الملامةُ كنتُ قد صيّرتُها 
تعويذةً بمخدَّتي و حِجابي 

قصقصتُها و عَصَرْتُها و جعلتُها
 بُزجاجةِ الطِّيبِ اليفوحُ ببابي 

وسحقتُها ثمَّ اكتحلتُ بنارِها 
فنسيتُ نومي و استطارَ صوابي 

أنفقتُ في فهمِ الرِّسالةِ مُهجتي 
أنفقتُ فيها أدمُعي و شبابي 

***

أنفقتَ في غزلِ النِّساء رُضابي 
ونسيتَ حُبّي يومَها و عذابي 

وأفقتَ ندماناً تُردِّدُ في الضُّّحى 
:"تلِف الهوى أم أُتلِفتْ أعصابي"

***

تلِفَ الهوى أم أتلَفَ الأعصابا
أم أكثرَ الأنَّاتِ و الأوصابا 

وأنا على الجُرحِ القديمِ بغفلتي 
حُبَّاً عقيماً خلتُه فسرابا 

والليلُ ليسَ مُحرِّكاً شوقي إليــ
ــك فلِمْ عييت جوابا؟!!

أظننتَ أنِّي في انتظارِ تغزُّلي 
ويجيئ مَطلُكَ يا حبيبُ ثوابا!!

والياسمينةُ أعلنتْ إفلاسها 
والليلكيَّ قتلتَ و اللبلابا 

ليمونتي كانتْ أثيرَ حديقتي 
والبلبلُ الصَّدَّاحُ صارَ غُرابا 

فلِمَ استفقتَ تُنادي طيفاً ثاوياً 
مُسترحِماً.... لا لمْ نعدْ أحبابا

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سلمى

0

سلمى!!!
 

سلمى فكيف و هل تُرى  

يشفيكِ شعري إذا استوى
 

في صفحةِ الكهفِ الغريبِ و قد روى 
 

أم يا تُراكِ و قد نظرتِ بصورتي
 

فرميتها...
 

و هنا دمشقُ لمن أوى 
 

سلمى!!!
 

سلمى سُليمُ فلا تُنادي أنجُماً 
 

فالصَّمتُ في هذا الضَّجيجِ هو الدَّوا
 

إن كان يُعييكِ الضَّجيجُ صديقِتي
 

فهُنيهةً...
 

وإذا العواء قد انزوى
 

لا تأبهي
 

لا تقنطي
 

لا تفزعي
 

عيناكِ شِعرٌ
 

والصِّدقُ شِعرٌ لو طوى
 

أملاً أرجِّي في عيونِكِ صادِقاً
 

لهُو المحبَّةُ و المسرَّةُ للجوى
 

واهاً و أوَّاهاً فأين عيونُها
 

واهاً فتكتُب ثمَّ تقرأ ما استوى
 

أصديقتي
 

أوَّاهُ لو كنتِ بقربي في الضُّحى
 

فهناك في الميدانِ كانت أعظُمي
 

ومشاعري
 

ومحابري
 

ودفاتري
 

أبداً ...
 

ورشفةُ قهوتي
 

علبُ السَّجائرِ و القصائدِ و الفرائدِ والهوا
 

ومجامعُ الأفراحِ كانتْ تعتلي
 

كلَّ المحافلِ
 

فالجحافلُ تستكينُ بجنبها:
 

"تتمايزُ الآن القوى"
 

بالله كيف
 

قولي لي كيف
 

كم عمركِ
 

أم هل رقصتِ بجانبِ الضَّيف الغريبْ
 

وشربتِ من كأس الهوى
 

و أكلتِ من ذاك الرَّغيف
 

فجهِلتِ ما طعم النَّوى
 

راحت لركنِ الدَّينِ تلهو بالرَّصيف
 

و تؤنِّقُ الصّوت الظَّريف
 

وتحاولُ المُحتالةُ الشَّقراءُ تشري ساعةً
 

ذهبيَّةً لمَّاعةً
 

فتسارعُ السَّمراءُ للبنِّ النظيف
 

سلمى!!!
 

سلمى افهميني
 

بدِّلي الثَّوب السَّخيفْ
 

إيَّاكِ أن تتقهقري
 

تتأخَّري
 

عن موعد الحبِّ العفيف
 

أفتذكرين صديقتي لمَّا ذهبنا للعَشاء
 

في ذلك النُّزُلِ الشَّهير
 

وهناك كانت في المساء جميلةٌ
 

تبدو ككيسٍ من شعير
 

في ذلك الثّوب المُثيرْ
 

بالجزمةِ الفضَّيَّة المتلوَّنة
 

سكرى
 

فتلعنُ روحها مع روحِهِ
 

فيحاولُ المسكينُ أن يُعطي الجرائدَ فارتمت
 

فوق الكؤوس فأسرعوا
 

في الموقِفِ المُضني الضَّعيفْ
 

ما سرُّ هاتيكِ الجُسومِ كأنَّها
 

صخرٌ
 

وهاتيكِ العقولِ كضفدعٍ
 

#جرباء يُعييها النَّقيق...
 

________________
  
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

خبزٌ وشعر

0
 
و وِردُ الـمـاءِ فـي الـقنواتِ شـرعٌ
و نـهـرُ الـشَّـامِ مُــذْ خُـلِقتْ تُـدارُ

عـشِقتُ زقـاقَها مُـذ كـنتُ طِـفلاً
و جـــــوُّ زقــاقِــهـا نـــــورٌ و نــــارُ

عشِقتُ الياسمينَ بكلِّ دربٍ لكلِّ
عــريـشـةٍ فــــي الــشَّــامِ ثــــارُ

و لــلـنَّـارنـجِ أصـــــواتٌ تُـــنــادي
ولــلــيــمــونِ تــــاريـــخٌ يــــغـــارُ

فـجِـئـتُ زقـاقَـها ضـيـفاً فـشـاءتْ
و طــعـمُ الـخـبـزِ يـعـقُـبُه سُــعـارُ

و طـعـمُ الـخـبزِ مــن يـدِهـا نـديَّـاً
بــعــطـرِ يـمـيـنِـها فــــلٌّ و غــــارُ

وغـــازَلَ خـبـزُهـا ثـغـري فـغـصَّتْ
بـحُـلـقـومي الـقـصـائـدُ لا تُـــدارُ

فـقـالـتْ أخـتُـهـا يـكـفيكَ طـيـشاً
فـشِـعرُكَ بـلـسمٌ يـكـوي "نــزارُ"

تــنـحَّ فـنـحـونا الـشَّـبـيحُ ســبـعٌ
عــلــى أعـراضِـنـا شــهـمٌ يــغـارُ

فـمـا تـجدي الـقصائدُ و الـقوافي
ولـيـس لأهـلِـنا فـي الـشَّامِ جـارُ

تـنحَّ فلُقمتي في الجوفِ ســـــمٌّ
لــيــس لــتـاجِـرِ الـفـيـحـا ذِمـــارُ

تــنـحَّ فـغـوطـتي بـــادتْ و نــاءتْ
بــرفــعِ عـقـيـرتـي ثـــمَّ الـصِّـغـارُ

عـلـيـكمْ تُــقـذفُ الـلـعـناتُ لــيـلاً
ويـقـصـفُ غـوطـتي جــوعٌ و نــارُ

ويــأكــلُ طِـفـلُـنـا الــبـارودَ يُـتـمـاً
ويــأكـلُ شــيـخَ نــاديـكَ الـصَّـغـارُ

#دمشقيات
#ابن_نزار #الدمشقي


 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الحرب في زمن الحب(2)

0

وهناك أجثو للحنين وللأملْ
 

مُتردِّيا أو فارساً
 

مُتعدِّياً أو راجِلاً
 

أو راحِلاً لشراءِ أكسيةِ العملْ
 

وسطَ المُحيطْ
 

في اللامكانِ
 

في اللازمانِ
 

في النُّقطةِ الذهبيَّةِ المتبعثرةْ
 

تحت الأمان
 

فوقَ النَّبيذِ أو الجُمانِ أو الحصانْ
 

فوق الصُّخورِ الرَّاسياتِ على الدِّنانْ
 

ورحلتُ ثمَّ مُراقِباً جيشَ القُبَلْ
 

فغدوتُ مثلَ مُسافِر نحو الليوثِ الجاثية
 

للحاجزِ المُرتاحِ عند زُقاقِنا
 

كمنافقٍ في الجابية
 

مُتلعثِماً
 

نسي الفصاحةَ مع نساءٍ ناسية
 

وهرعتِ نحوي تُرشرشينْ
 

وجهي بماءِ السَّاقية
 

وأنا هناكْ
 

أترقَّبُ الخيلَ الأصيلْ
 

ليقودَه الرجلُ البخيلْ
 

نحوي و أنت الثانية
 

والياسمينُ كأنَّهُ سجَّادة
 

عجميَّةٌ عربيَّةٌ تركيَّةٌ
 

منكوسة
 

منقوشة
 

ملعونة
 

ممدودة فوق الرِّياضِ الفانية
 

وشقائقُ النَّارنجِ ضاعَ خلالَها شعرُ الغزلْ
 

وحقائقُ الحربِ الضَّروسِ على عجلْ
 

في القصَّةِ المتبقِّية
 

في الحانةِ المتأذِّية
 

في الخانةِ المرقومةِ المُتأنِّية
 

ولمحتُ وجهكِ من خلالِ شقوقِها
 

فقرأت في عينيكِ ثمَّةَ جُملةً
 

لمْ أنسَهَا
 

في نفسِها مُتمرِّدةْ
 

ووراءَ أمٍّ حانية
 

أشفقتُ حقَّاً يا صديقتي من خطوبِ ساعية
 

نحوي تُنادي التَّالية
 

فهرعتُ من خوفي أعيدُ تراجِمَ الكتُبِ المُنقَّحةِ الطَّريَّةِ
 

في عشاءِ الأمنية
 

وصببتُ في كأسي هناكَ لأحتسي
 

كأسي وحيداً قربَ فسطاطي الأخيرْ
 

أستاءُ منكِ
 

من الوعودِ الزَّانية
 

فذكرتُ نهداً في شبابي
 

أعلنَ الإفلاسَ وسْطَ رِفاقِه مُتأنيِّا
 

وبرقَّةٍ متناهيةْ
 

مُتصعِّداً مُتصبِّراً متأنِّقاً
 

و مُداوِماً في الحانةِ المُتردِّية
 

أغلقتِ في وجهي دقائقَ حُبِّنا
 

فصمدتِ كالرَّجلِ العجوز
 

ليقودَ صمصامَ القُبَلْ
 

وركعتِ كامرأةٍ تجوزُ
 

على الصِّراطِ النَّائية
 

أيقنتُ أنِّي مُتعَباً في حفلةِ الكأسِ الأخيرْ
 

فبكيتُ ...
 

بل فضحكتُ حتى بلَّ دمعي لِحيتي
 

وأعيدُ ترجمةَ الحُروفِ و صَوغِها
 

كمُفلسِفٍ قصص الكِبارْ
 

يجثو لراءٍ الساقية
 

وكأمَّةٍ نسيتْ تراتيلَ الأسى
 

نخَّتْ كأمٍّ زانية
 

أذكرتِ فِعلاً يا صديقةَ حبِّنا
 

عنوانَ ديواني الأخيرْ
 

أذكرتِ أسماءَ النساءِ جميعِها
 

في فهرسي
 

عفواً...
 

في فهرسِ التختِ الوثيرْ
 

في بندِهِ الثَّاني
 

ذاكَ المُعنونِ من خيوطِ الياسمينْ

 

أرهفتِ أسماعَ القلوبِ جميعِها
 

لمَّا استبانَ الجهلُ جهلكِ
 

في مساحيقِ الجمالْ
 

تلك التي قد كانت الآهاتُ تغزو حيَّها
 

ولحيِّها
 

ذاكَ المسعَّرِ بالقتالْ
 

أنشأتُ ديواني الأخيرْ
 

فلتسمعي
 

ولتأخذي عنِّي :
 

ماكانتِ الأسماءُ تلكَ صغيرتي
 

إلاَّ حروفاً كنتُ قد أنشأتُها
 

ونسجتُها
 

في حبِّها ذاك الكبيرْ
 

ماكانتِ الأسماءُ إلاَّ
 

كالمعاجِمِ في تصانيفِ النفوسسِ جميعِها
 

وبقربِها شايُ الغزلْ
 

وعلى جدارِ الياسمينْ

 

أفهمتِ تلك القصَّةَ الشَّوهاءَ في البابِ الأخيرْ !
 

أوَعيتِ تلكَ الخانةَ السَّوداءَ و الحرفَ المُثيرْ !
 

أحفظتِ أسماءَ النِّساءِ جميعِها
 

و قرأتِ تاريخَ النهودِ
 

جريحِها و صريعِها
 

قدْ كانتِ الأنَّاتُ فيها رايةً
 

فركزتُها
 

لمَّا علَت فوقَ الحصونْ
 

"الله أكبرْ"
 

فوقَ الجُثثْ
 

هل رأيتِ نجيعها

 

يا قطَّتي السَّمراء
 

ما كانتْ عيونُكِ في تواريخِ القلوبْ!!
 

يا حنطتي الحمراءْ
 

يا نقطتي السَّوداءْ
 

يا مجلس التَّصفيقِ في تاريخِنا
 

هذي دمشقُ تعيدُها
 

نحو العباءةِ في ربوعِ البيلسانْ
 

أواَّه يا لُبنانْ
 

أوَّاهُ حبِّي ما استفاقتْ أحرفي
 

أواه حربي ما استنامتْ
 

كالأمينِ المنصِفِ
 

وعلى رقومِ الطَّيلسانْ
 

كم كانَ جقَّاً مُعجِباً
 

في قصَّةِ التَّختِ الوثيرْ
 

كم كانَ طيفاً راقياً
 

أهوى كفاروقٍ رزينْ
 

ألِفَ الحروبَ كأنَّه
 

ضرغامُ في وسطِ العرينْ
 

كم كانتِ الأعضاءُ تلك كواسياً
 

قبلَ اللِقاءِ لقائهِ
 

فرأيتُه
 

قد كانَ ريماً مائساً
 

فرأيتُه
 

ورأيتِني عندَ اللِّقاءِ مكبَّلاً
 

ومجدَّلاً
 

بدماءِ قلبي من سياطِ هجومِه
 

كم كانَ هتلرُ -يا صديقةُ- ناسِكاً
 

لمَّا رأيتُ هجومَهُ
 

وضلوعَهُ في قتلِ قلبي المُستكينْ
 

أفكيفَ تُنسيني السِّنونُ فؤادَها
 

أم كيفَ تُعريني الخطوبُ مصابَها

 

يا طيفَها
 

وحظرتِني
 

لمَّا رأيتِ تكاثرتْ
 

في فهرسي تلك الحروف
 

ما كانتِ الأسماءُ ضمن حُشاشتي
 

ما خانتِ الأسماءُ تلك فصاحتي
 

وبلاغتي
 

لمَّا استقيتُ جراءتي
 

وبداهتي
 

لمَّا وُهِبتُ وسامتي
 

كلَّ الفخارِ مع الرِّجالْ
 

لمَّا ألِفت طهارتي 

تلك الخلالْ
 

ما خنتُ طيفكِ يا خليلةُ لو فعلتْ
 

ما رمتُ جرحَكِ يا عزيزةُ بل جرحتْ
 

ما رُمتُ شيئاً غيرَ حبِّكِ
 

غيرَ قربكِ في المساءْ
 

غير مسَّكِ في الصَّباحْ
 

فلمن تركتِ السَّاقيةْ
 

في جدولٍ
 

وعلى ضفافِ الياسمينْ
 

ولمنْ تركتِ فؤادها
 

الملتاعَ من قهرِ السِّنينْ
 

ولمن صنعتِ جمالَها
 

في قالبِ المجدِ الحصينْ
 

واللهِ صدقاً كان حبِّي آيةً
 

فهِّمتُها عند الصَّباحْ
 

أفكيفَ بتِّ فسِّرينْ؟!
 

أم كيف كنتِ تهرطقين
 

وتعجنين
 

شعري بماءِ السَّاقية
 

يا من تركتُ لأجلِها قلبي
 

هذا رصيفُ الحزنِ سارَ مُغرِّداً
 

في جدولِ الآهاتِ مع تبغي اللعينْ
 

يا مشعلَ الثوراتِ في قلبي الكريمْ
 

يا ثورةَ العبراتِ عند طلوعِ فجري في زقاقي
 

في رقاق الياسمين
 

حوريَّتي ...
 

فالكوخُ كلِّسَ حيطُهُ
 

وفناؤه قد صارَ فنَّاً مُعجباً
 

في البابِ أرنو نعجةً تربو على مرِّ السِّنينْ
 

تلك التي أرخيتِ حبلَ طليقِها
 

في قصرِ بلوري المشين
 

وهناك أجثو مراقباً
 

ومعاقباً
 

ذياكم الشال الثمين
 

وهناك أجثو للحنينِ وللأمل
 

فمراقباً
 

ومسافراً لشراءِ أردية العمل


مع  تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه