سأنسى فيكِ تاريخي
وأفكاري وأشعاري
وأبدأ في الضُّحى يومي
بقرآني وأذكاري
فتحيا فيكِ قافيتي
ويحيا القلبُ يا قلبي
وترجعُ فيكِ عافيتي
يؤوبُ الحُبُّ يا حِبِّي
سأرنو فيكِ كلَّ رجا
وأسهرُ فيكِ كلَّ دُجى
إذا ما الفِكرُ راحَ وجا
ففيكِ يُعاوِدُ الفِكَرا
وفيكِ يُقلِّبُ الذِّكرا
بشعرٍ قدْ يُرى بِكرا
وشِعري اليومَ مُرتاحا
__________________
سأنسى فيكِ ذاكرتي
إذا ما التاعتِ الذِّكرى
وأنسى فيكِ قافيتي
إذا ما عانقتْ سطرا
وأنسى فيكِ أغنيتي
وكلَّ هوىً يُرى وِزرا
فعيناكِ المجاوِرَتانِ أفكاري
وأقداري
تُقلِّبُ فيهما الصَّفَحاتِ
دونَ توجُّعٍ تترا
تدوِّنُ فيهما التَّاريخَ
دونَ تفجُّعٍ تترا
تُحملِقُ في زوايا البهوِ
تلحقُ مثلَ عُصفورٍ
أراجيزَ الصِّبا عفوا
وتهربُ مثل شحرورٍ
صغيرٍ شاقَهُ العشُّ
بحضنِ شُجيرةِ الليمون
على أغصانِها وعلى
جُذوعِ الصَّبرِ في صمتٍ
فليس يُرى بها بطشُ
_________________
أرى صوتَ العيونِ الشُهلِ
في أركانِ مملكتي
أرى صوتاً
أشُمُّ ندىً
أُحِسُّ صدى
فأرشفُ من رحيقِ الفلِّ
في أرجاءِ محبرتي
أرى صمتاً
بجوفِ الجوفِ مُحتاجاً لدوزَنَتي
أراهُ هناك في أجزاءِ ساريتي
أراهُ هناكَ من آفاتِ ما نلقى
فسيفُ الغربِ يذبحُنا
ورُمحُ الشَّرقِ يطعنُنا
وكنَّا الغربَ والشَّرقا
________________
تهبُّ نسائمُ الوادي
على الهَيمانِ والحادي
يفوحُ تُرابُه سِحْرا
أعطرٌ ذلك الطُّهْرُ
أغَيْثٌ ذاكَ أم قَطْرُ
يُحيطُ بقلبيَ المُضنى
فيحيا فيكِ من غدِهِ
يراكِ حيِّيَّةً منهُ
ويسألُ عنكِ فنجاني
بدوحِ شُجيرةِ النَّارنجِ
يحنُّ هنا لموعِدِهِ
فيلثُمُ باقةَ الزَّنبقْ
إذا ما الليلُ قد أشفقْ
على قلبي وما أطبقْ
يحارُ الليلُ والغَسَقُ
وكلٌّ للكَرى سبقوا
ومنكِ يُسهِّدُ العَبَقُ
فأنسى فيكِ تاريخي
وأنسى فيكِ أسفاري
وتحيا فيكِ قافيتي
لأسطُرَ فيكِ أشعاري
__________________
وأرجِعُ ذائباً عِشقا
فأنهلُ فيكِ بل أُسقى
تراتيلَ الهوى ليلا
فأعشقُ ذلك الميلا
وأتبعُ ذلك السَّيلا
لأبلُغَ ذِروةَ الجبلِ
بنفسِ الشِّاعرِ الغَزِلِ
وقلبِ العاشِقِ الثَّمِلِ
ففكري اليومَ مُرتاحا
وشطرُ العُمرِ قد راحا
فأنسى فيكِ ذاكرتي
وأبدأ فيكِ تاريخي
وأفكاري وأشعاري
وأنسجُ منكِ قافيتي
أرتِّبُ فيك مكتبتي
وأشيائي وأسفاري
أجدِّدُ فيكَ مِنضدَتي
وأقلامي وأزهاري
أهذِّبُ فيكِ أخلاقي
ولونَ الحبِّ في داري
هناالزفراتُ تُحرِقني
وعيناكِ المجاورتانِ في سِحرٍ
لأذواقي وأشواقي
فأصنعُ منها أغنيةً
لآمالي وأحلامي
وأرسُمُ في شُعاعٍ
ذلك الممتدِّ من عينيِّ فاتنتي
لتُجذَبَ صوبَ من سَحَرتْ
حروفي بعد أحداقي
لأكملَ ذلك المشوارَ
ممتدَّا من النِّسيانِ والهِجرانِ والعصيانِ
والإجحافِ في ألحاظِ جاريتي
أراني ذائباً عِشقا
وكنتُ قُبيلَهُ حُمقا
وما أدري من الأشقى
أقلبي كانَ أم فِكري
على العرفانِ والنُّكرِ
وبينَ السَّطرِ والسّطرِ
يُجدَّدُ ثمَّة الدَّفترْ
بإسمٍ ثّمَّ أو أكثرْ
أوقِّعُ باسمِ محبوبي
بحِبرٍ سائلٍ أحمرْ
يدورُ هنالك الزّمنُ
وأهلُ الحيِّ قد فطنوا
لذكرِ الشَّاعرِ الغزِلِ
فأغلِقُ ذلك الدَّفترْ
ويُصبحُ من تُراثِ الأمسِ ...
والماضي من النسيانِ في لغتي
أفي ذاك التَّراثِ أفي
وكلٌّ قد سُقي غَدرا ؟!
كذاكِ صنعتُ تاريخي
ومِن زيتيِّةِ العينين
قد صنَّعتُ أشعاري
وفي مجدِ النُّهود البيضِ
قد دوّنتُ أخباري
ومن ليلاتِها أغذو
لُبانَ المكرِ أدواري
وأغزو كلَّ غزواتي
بليلِ الماجنِ المُرتاح
في ساحاتِ ميدان
فكانَ حبيبُها المعتلُّ
ملحوظاً ومشفوعاً بفكرتِنا
هناكِ فويقَ شبَّاكي
يُطِلُّ النّهدُ ظمآنا
فأمسي فيه حيراناً
أحقَّاً كان ولهاناً
بحُسني أم بأفكاري
وتلك المُستريحةُ في
حُروبِ الشَّامِ لاتدري
تؤيّدُ أم تُعارِضُ لا
تُساندُ أم تناهِضُ لا
تُسدِّدُ أم تُباعِدُ لا
ولاتدري بأنَّ دمشقَ تلعنُها
وتبرأ من تفاعلِها
فتلجأُ نحوَ شُعرورٍ
صغيرٍ راقهُ الصِّيتُ
تُطِلُّ بطرفِها الباكي
هناك فويقَ شُبَّاكي
على أشواكِ أشواكي
فأزجُرُ ههنا اللبلابَ كي تحيا مقاتُلهُ
وأعصُرُ فوقَهُ النَّارنجَ
يُحييني الحنينُ لهُ
وأسأل أذرُعاً قامتْ
لحينٍ حيثُ أوَّلُهُ
فيقتُلُ قلبيَ الوَلَهُ
فأرسُمُكِ وتاريخي
وانسى كلَّ ما حولي
وأمحو فيكِ ذاكرتي
ويبقى دائماً قولي
"سأبدأ فيكِ تاريخي"
2016-4-21
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
وأفكاري وأشعاري
وأبدأ في الضُّحى يومي
بقرآني وأذكاري
فتحيا فيكِ قافيتي
ويحيا القلبُ يا قلبي
وترجعُ فيكِ عافيتي
يؤوبُ الحُبُّ يا حِبِّي
سأرنو فيكِ كلَّ رجا
وأسهرُ فيكِ كلَّ دُجى
إذا ما الفِكرُ راحَ وجا
ففيكِ يُعاوِدُ الفِكَرا
وفيكِ يُقلِّبُ الذِّكرا
بشعرٍ قدْ يُرى بِكرا
وشِعري اليومَ مُرتاحا
__________________
سأنسى فيكِ ذاكرتي
إذا ما التاعتِ الذِّكرى
وأنسى فيكِ قافيتي
إذا ما عانقتْ سطرا
وأنسى فيكِ أغنيتي
وكلَّ هوىً يُرى وِزرا
فعيناكِ المجاوِرَتانِ أفكاري
وأقداري
تُقلِّبُ فيهما الصَّفَحاتِ
دونَ توجُّعٍ تترا
تدوِّنُ فيهما التَّاريخَ
دونَ تفجُّعٍ تترا
تُحملِقُ في زوايا البهوِ
تلحقُ مثلَ عُصفورٍ
أراجيزَ الصِّبا عفوا
وتهربُ مثل شحرورٍ
صغيرٍ شاقَهُ العشُّ
بحضنِ شُجيرةِ الليمون
على أغصانِها وعلى
جُذوعِ الصَّبرِ في صمتٍ
فليس يُرى بها بطشُ
_________________
أرى صوتَ العيونِ الشُهلِ
في أركانِ مملكتي
أرى صوتاً
أشُمُّ ندىً
أُحِسُّ صدى
فأرشفُ من رحيقِ الفلِّ
في أرجاءِ محبرتي
أرى صمتاً
بجوفِ الجوفِ مُحتاجاً لدوزَنَتي
أراهُ هناك في أجزاءِ ساريتي
أراهُ هناكَ من آفاتِ ما نلقى
فسيفُ الغربِ يذبحُنا
ورُمحُ الشَّرقِ يطعنُنا
وكنَّا الغربَ والشَّرقا
________________
تهبُّ نسائمُ الوادي
على الهَيمانِ والحادي
يفوحُ تُرابُه سِحْرا
أعطرٌ ذلك الطُّهْرُ
أغَيْثٌ ذاكَ أم قَطْرُ
يُحيطُ بقلبيَ المُضنى
فيحيا فيكِ من غدِهِ
يراكِ حيِّيَّةً منهُ
ويسألُ عنكِ فنجاني
بدوحِ شُجيرةِ النَّارنجِ
يحنُّ هنا لموعِدِهِ
فيلثُمُ باقةَ الزَّنبقْ
إذا ما الليلُ قد أشفقْ
على قلبي وما أطبقْ
يحارُ الليلُ والغَسَقُ
وكلٌّ للكَرى سبقوا
ومنكِ يُسهِّدُ العَبَقُ
فأنسى فيكِ تاريخي
وأنسى فيكِ أسفاري
وتحيا فيكِ قافيتي
لأسطُرَ فيكِ أشعاري
__________________
وأرجِعُ ذائباً عِشقا
فأنهلُ فيكِ بل أُسقى
تراتيلَ الهوى ليلا
فأعشقُ ذلك الميلا
وأتبعُ ذلك السَّيلا
لأبلُغَ ذِروةَ الجبلِ
بنفسِ الشِّاعرِ الغَزِلِ
وقلبِ العاشِقِ الثَّمِلِ
ففكري اليومَ مُرتاحا
وشطرُ العُمرِ قد راحا
فأنسى فيكِ ذاكرتي
وأبدأ فيكِ تاريخي
وأفكاري وأشعاري
وأنسجُ منكِ قافيتي
أرتِّبُ فيك مكتبتي
وأشيائي وأسفاري
أجدِّدُ فيكَ مِنضدَتي
وأقلامي وأزهاري
أهذِّبُ فيكِ أخلاقي
ولونَ الحبِّ في داري
هناالزفراتُ تُحرِقني
وعيناكِ المجاورتانِ في سِحرٍ
لأذواقي وأشواقي
فأصنعُ منها أغنيةً
لآمالي وأحلامي
وأرسُمُ في شُعاعٍ
ذلك الممتدِّ من عينيِّ فاتنتي
لتُجذَبَ صوبَ من سَحَرتْ
حروفي بعد أحداقي
لأكملَ ذلك المشوارَ
ممتدَّا من النِّسيانِ والهِجرانِ والعصيانِ
والإجحافِ في ألحاظِ جاريتي
أراني ذائباً عِشقا
وكنتُ قُبيلَهُ حُمقا
وما أدري من الأشقى
أقلبي كانَ أم فِكري
على العرفانِ والنُّكرِ
وبينَ السَّطرِ والسّطرِ
يُجدَّدُ ثمَّة الدَّفترْ
بإسمٍ ثّمَّ أو أكثرْ
أوقِّعُ باسمِ محبوبي
بحِبرٍ سائلٍ أحمرْ
يدورُ هنالك الزّمنُ
وأهلُ الحيِّ قد فطنوا
لذكرِ الشَّاعرِ الغزِلِ
فأغلِقُ ذلك الدَّفترْ
ويُصبحُ من تُراثِ الأمسِ ...
والماضي من النسيانِ في لغتي
أفي ذاك التَّراثِ أفي
وكلٌّ قد سُقي غَدرا ؟!
كذاكِ صنعتُ تاريخي
ومِن زيتيِّةِ العينين
قد صنَّعتُ أشعاري
وفي مجدِ النُّهود البيضِ
قد دوّنتُ أخباري
ومن ليلاتِها أغذو
لُبانَ المكرِ أدواري
وأغزو كلَّ غزواتي
بليلِ الماجنِ المُرتاح
في ساحاتِ ميدان
فكانَ حبيبُها المعتلُّ
ملحوظاً ومشفوعاً بفكرتِنا
هناكِ فويقَ شبَّاكي
يُطِلُّ النّهدُ ظمآنا
فأمسي فيه حيراناً
أحقَّاً كان ولهاناً
بحُسني أم بأفكاري
وتلك المُستريحةُ في
حُروبِ الشَّامِ لاتدري
تؤيّدُ أم تُعارِضُ لا
تُساندُ أم تناهِضُ لا
تُسدِّدُ أم تُباعِدُ لا
ولاتدري بأنَّ دمشقَ تلعنُها
وتبرأ من تفاعلِها
فتلجأُ نحوَ شُعرورٍ
صغيرٍ راقهُ الصِّيتُ
تُطِلُّ بطرفِها الباكي
هناك فويقَ شُبَّاكي
على أشواكِ أشواكي
فأزجُرُ ههنا اللبلابَ كي تحيا مقاتُلهُ
وأعصُرُ فوقَهُ النَّارنجَ
يُحييني الحنينُ لهُ
وأسأل أذرُعاً قامتْ
لحينٍ حيثُ أوَّلُهُ
فيقتُلُ قلبيَ الوَلَهُ
فأرسُمُكِ وتاريخي
وانسى كلَّ ما حولي
وأمحو فيكِ ذاكرتي
ويبقى دائماً قولي
"سأبدأ فيكِ تاريخي"
2016-4-21
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي