فرجوتُها
أن تدخلَ القصرَ المُنيفَ
بموكِبٍ
يشري الملوكُ جلالَه
بحرامِها وحلالِها
فأبت تَدلَّــلُ
والبساطُ نسيجُهُ إستبرقٌ
بَرّاقُ يُشبِِهُ رِفقَها و دلالَها
ولقد أبَتْ
فرأيتُ في إِحجَامِها إِقدَامَها
ورأيتُ في إِقدامِهَا إِحجَامَها
و لقد عَتَتْ
فرأيتُ في إِكبارِها
ذُلَّ الرّقيقِ ببابِ قصرِ المملكةْ
و تعنَّتتْ
وكساؤُها
و وِشاحُها
و حُليُّها
فاقتْ نساءَ زمانِها
فاقتْ أميراتِ القُصورِ
بجاهِها
لكنّها بقِيتْ
كجاريةٍ لتَخْدمَ سيّداً
و العرشُ عرشي شاغِرٌ
مستبطِئ الأنثى الِّتي
تأتي تخلِّدُ اِسمَها
بجوارِ اِسمِ مَليكِها
***
يا نَشوةَ السُّكرِ الَّتي
غطّ المليكُ بفِكرِهِ
مُتثاقلاً من وَقعِها
مُتأثِّراً من نقعِها
فرأى بها شيطانةً
ورأى لها
نفساً خبيثةَ
يستوي في ثغرِها
طعمُ المُدامِ و زَمزمٍ
***
يا نِسوةً في القصرِ :
أوصِدنَ المداخلَ كُلَّها
و اعقِصنَ كُلَّ شُعورِكُنْ
والبسنَ ثوبَ عفافِكُنْ
واقبعنَ وسْطَ خُدورِكُنْ
وانظُرنَ يأتِ حلالُكُنْ
***
بقي المليكُ بخَلوةٍ
شَعَرَ المليكُ بوِحشةٍ
فأبيتِ أنتِ عزيزتي
أن يُسلَبَ الملِكُ العفيفُ خليلةً
وأردتِ أنتِ خليلتي
أن يأتيَ الملكُ الشريفُ حليلةً
فأتيتِ في وقتِ الضُّحى
و الهمُّ يطحنُ كالرّحى
وجلالُ وجهِكِ قد محا
كُلّ الجلالِ السّابِقِ
و مُدَجِّلٍ و مُنافِقِ
حتى استويتِ بجانبي
لم تأتِ أنتِ في الضّحى
بمراكِبٍ و مواكبِ
و رفضتِ أن تطئي البِساطْ
و أبيتِ ترتفقي الأرائكَ خلتِها
نُسِجَتْ بخيطِ عناكِبِ
لكِ قُبلتي و محبَّتي
لا أبغي إلاّكِ الزّمانَ إلى الأبدْ
أنتِ أنا
يالبوةً صرتِ اللبوءةَ للأسدْ
***
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق