عتاب أم ...

0




فـــيمَ الجــِدالُ ... و فِيمَ الـبــطشُ و الــــنــــَّـزقُ ؟!
فيمَ الــــــعـِـداءُ ...  و فيمَ الــــعَــــذلُ و السَّبــقُ ؟!

فيمَ الـــعــــتــابُ ... و فيم الحــــزنُ يـــــا أمـــلي ؟!
فيمَ الخِصــــــامُ ... و فيــمَ السّــــُــهـــدُ و الأرَقُ ؟!

فيمَ الجـــَــــفــاءُ ؟!.. عـــلامَ الهـــجــــرُ بــيـنَـكُمُ ؟!
فيمَ الشّــــِــجــــارُ ؟!.. عــلامَ الحــُـبُّ يحــــترِقُ ؟!

أينَ الســَّــلامُ ؟! وأيــن الـيـّـُـمـنُ يــا ســَــنــَدي ؟!
و الـــفـَــخـــــرُ يــزرعُ سِـــدراتٍ فـتــأتــَــلـِـقُ ؟!

***

أيـنَ الشُّجــــيراتُ الَّتي سَمــَـــقَـــــتْ هــنـــا؟!
أينَ الــــثـــِّـمارُ؟! فــــلا زَهـْــــــرٌ و لا وَرَقُ!!

أين الــرَّيـاحـــــــــــينُ الَّتي نــَــفـَــقـَــــــتْ لهـــا
أعـمــــارُ قـَلْــــبٍ؟! فــلا وَردٌ و لا عَــبَــقُ!

أينَ العـصــــــــــافــــــيرُ الَّتي في دارِنـــــا؟!
أين الأصــايِـــلُ في المــــــيـدانِ تستـَـبـقُ؟!


***






مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أنت اليُمن و الفخر

0





لا الــهـــــمُّ هــــمٌّ ... ولا الأشـــــواقُ أشــــــواقُ
لا الـعَـيشُ عــيـشٌ ... ولا الإخـفــاقُ إخــفــــاقُ

لا السُّهدُ سـُــهـــدٌ ... و ليسَ الــــــدَّمعُ منسدلاً
رُغمــــــــاً لـــــــدهــري ... ولا التَّنغيصُ خلاَّقُ

لا الــــهــــمُّ هــــمٌّ أخي بــــــل لســـــتَ تعرِفُـُـــهُ
إن رُمــــــتَ أمـــــراً فــــــإنِّي الـــــزَّندُ و السَّاقُ

إن رمــــــتُ أمـــراً ... وإن في الــبــحرِ ترسلْني
فـــــــاللــُّــــجُّ يـــُـــركبْ أخي  و تُغاصُ أعمــاقُ

بــــــل أيَّ هـــــــمٍّ ترى !؟ شُدَّتْ بِكُمْ عَضُدِي
قــــد شـَـــــدََّهَا ســَــــنـــَــداً.... و الــرَّبُّ رزَّاقُ

بـــــــل أيَّ هــــــمٍّ ترى عــيـــنــــاكَ و انسَدَلـــَـتْ
مـِــــــنــهــَـا دُمـــــوعٌ ... و دَمْـــعُ الحــُزنِ حرَّاقُ

فُرِجــَــــتْ -و قدْ ضاقتْ – و كمْ مـــن شِــــدَّةٍ
يــــــأتي الـــــــرَّخــــــاءُ بُــعـــيــــــدَ الهَـمِّ يُستاقُ

أم أيَّ حُـــــــزنٍ تـَــــرى و الحــُــزنُ مُنصـرِمٌ؟! 
بـــــــــل دمـــــــعَ بِشــــــرٍ أرى قد راحَ ينساقُ

أم أيَّ سُـــهــــــدٍ تــَــرى و البـــــدرُ مُـؤتلِقٌ ؟!
أم أيَّ حـــُــــزنٍ تـــَرى و الـــسِّــــــدرُ ورَّاقُ!؟

فــــــــاليُمـــــنُ و الـفـــَخـْــرُ أنــتَ السِّدرُ ظـلَّلنا
كـــنــّــَا صـــِـغــاراً ... و مــــنِّي الــدَّمعُ ســـــرَّاقُ

فــــــــاليُمـــــنُ و الـفـَــخْـــرُ أنــتَ السِّدرُ ظـلَّلنا
هــــــــذا ســَــــلامٌ ... و في الأيّـــــَامِ مِـصدَاقُ

هــــــــذا سـلامٌ مـــــن الــــــرَّحمنِ تكــرِمـَـــةً
هـــــــذا ســـــــلامٌ ... و مــنــكَ السِّــــلمُ سبَّاقُ

هـــــــذا ســـلامٌ مــــن الـــــــرَّحمنِ تــهــنـِـئــةً
 هــــــذا ســــــــلامٌ ... و في الأشعــــارِ مـيـثـــاقُ

***

واهــــــــاً دمشقُ و قـــــد حـــــــيَّرتِ قــــافيَتي
واهــــــاً .... وآهٌ وآهـــــــــاتٌ و أشــــــــــواقُ

واهــــــــاً دمشقُ إذا مـــــــا السَّــــــعدُ طالَعَني
واهــــــاً دمشقُ عــــــــــــلامَ الشِّعرُ ينساقُ!؟

واهـــــــاً دمشقُ و في الآفــــــــــاقِ رايـَــتُــــنـــــا
خفَقَتْ ... و قــــــالتْ : "بنو الأمجادِ قد فاقوا"

بــنو قومي ... بنَوا مجـــــــــداً بــــــنَـوا صَرْحـَــــاً
لـــــــه نــــــورٌ لــــــه عِـــــزٌّ و أخــــــــــــــلاقُ

بُشـــــــراكِ يــــا شــــامُ , هـــــذا الشَّدْوُ يُطربُني
بُشــــراكِ يــــــا شـــــامُ ... ذا مـا كنتُ أشتاقُ

بشراكِ يا شامُ ... والأكوانُ قــــد طــــــرُبــــتْ...
مِــــــن تي البشــــــارةِ هـــــــذا الجـــــــوُّ بــرَّاقُ

بشراكِ يا شامُ في أحــــيائــِــــنـَـــــا فـَـــــــرَحٌ
و الـــــــدَّمعُ دمعي عـــلى الــــوجنــاتِ رقــــراقُ

واللَّهُ يـــــــــعــــــلمُ أنِّي لسـتُ أكــــذِبُكُم
و الجَمــــــْــعُ يــــــعـــلمُ أنَّ الحِــــــبَّ مُشتـاقُ

***

يــا ســـيِّــــدي : عُــذراً إن قمـــتُ مُـفـتـــخِـــراً
مــن بـــــينِ أظهــُــــرِكُم للشِّــــــعــــرِ أنساقُ

يـا ســـيِّــــدي : عـُــذراً إذ قمــــتُ في زَهـــْــــوٍ
في العِلمِ مـــــــــا رَسـَخـَـــتْ -واللَّهِ- لي ســـــاقُ

يـــــــا ســـيِّــــدي : قَسَــمـَــــــاً -و اللهَ أُشـهِدُهُ –
جـــنــــيــــــاً لــــــزرعِكُمُ ... في الـغــُصــنِ أوراقُ

يـــــــا ســـيِّــــدي : شــاعِــراً... بـل كاتِـبـاً حذِقَاً
بــــــــل فـــــــارِســـــاً و هـُــدىً ترنـُوهُ أحــــداقُ

يــا ســـيِّــــدي : أنـــــتُمُ واللَّهِ قـــُـــــدْوتـــُـنـــــا
علـــَّمْــتـُـمُ عــــِلــــمــاً زانـــَتــْـــــهُ أخـــــــلاقُ

يـــــــا ســـيِّــــدي : دُمــــْـــــتُمُ للعِلمِ قـافـــــلــةً
و الخـــــــيــلُ خـيـلـُــكمُ لــلــــفــــوزِ ســــبَّــــاقُ

يا ســـيِّــــدي : دُمـــــْــــتمُ للفَضلِ نــــــافِــلـــةً
في المجــــــــدِ بــــيرَقُكمْ بـــــــــالنَّصرِ خـــفــَّاقُ

يـــا ســـيِّـــــداً -و لــــواءُ المـجـــدِ في يـــــدِهِ-
يــــــا ســيِّـــــداً : فـــــــدَمْـــــعُ البِـشــرِ رقــراقُ

***






مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

"دع يومَ أمس و خذ في شأن يوم غدِ"

0

دعْ عـــــنـــــــكَ حـُـزنـَــــكَ و الأتـراحَ للأبـــــــــدِ
و احسـِــبْ هُـــمـــومَكَ لم تَصــــــــــــدُر ولم تـَـرِدِ

و ابـــــدأ حـــيـــاتــــَــكَ في صَـــفْـــوٍ و في فـَــرحٍ
و امــــلأْ حـيــاتــَـــــكَ بالخــيراتِ ... تســتـفِــدِ

فــاهــــنــــأ ... و دُم لحـــــيــاةٍ أنــــــت سيِّـدُها
فــابــدأ كـــــأنَّــــك لم تُـَـــبـدأ... و لم تـَــُـعـدِ

كن للــــفــــقــيرِ ســحابــــاً لســــتَ تمــــنـُــعُــهُ
ظِـــــــــلاًّ و غــيــــــثــاً ... تـزِدْ خــــيراتـُكم تــزدِ

في النَّائباتِ كحــــِـصــنٍ عـــــنــــــك تــدفَـعُْها
في المُظـلــمــاتِ كـــــبَــــدرٍ شـِـبـْهِ مـتَّــــــِقــــدِ

في الحـــادِثــــاتِ سُروراً تســـْــــرِ إن نـــزلــــتْ
للشَّــــائــبــاتِ صـــَـفـــاءً عــــــنـــكَ تـبـتـعــــدِ

في لـيـــــــلةٍ ظلماءَ يا بَــــــــــدرُ جيتَ لــــــنا
فأزحتَ همَّاً و كـــــــانَ الهــــــمُّ في صُعُدِ

كان الصَّفاءُ يــزورُ الــــبــــيـــــتَ في خـــجـــلٍ
فـــاليومَ جــــاءَ صفاءً فلذةُ الكــــــــــــبــدِ

ضجَّت دياري مــــــن الأفـــــــراحِ فــانـتـبَـهتْ
أحــــــيـــــاؤُنــــــــا طـــَــرَبـاً إذ جئتَ يا ولدي

لولا الحــــيــــــــاءُ لسالتْ عبرتي عـــــــلـــــَـنــــاً
واللهُ يــــعــلـــــــمُ أنِّي لســـــتُ في كــــمَـــدِ

قــــــُـــــــم ... و اســـــتــمِـع ْقالةً للشَّام أكتبُها
كـالشَّامِ أمَّاً لــــــــنــــا تالله لم أجـــــــــدِ

فـالشَّامُ تُــــــــذبــــــحُ و الجــزَّارُ يــرقـُبـــُـهـا
قُم وانتبِهْ واسعَ ... لا تخشَ مــــــــــــن أحـــــدِ

هذا زمـــانٌ أظـــــــــــلَّ الشَّامَ  لـــــــــــن يُبقي
ظُلماً عـليها و مـــــــا للشَّام مـــــــن ســــــــنــدِ

دعْ عـــــــنــــــكَ حُزنَكَ إنَّ الحــُـزنَ مُــنـــصَرِمٌ
وانهضْ تـــــعـــــــالَ و قُم في الشَّام كالأســــــــدِ

تُبنى الشآم ... فـــــتـــعـــلــــــــــــــــو الشَّامَ رايتُنا
راياتُنا لاحـــــــــــــــــتْ في الأفْقِ يـــــــا ولدي

واهاً بنيَّ عسى الأنَّـــاتِ تـــقــــطــــعــُــــها
واهاً بنيَّ عسى تــــدري مـــــــدى مــــــددي

واهاً بنيَّ عســـــــاكَ الشِّـــــــــــعـــــرَ تفهمُه
ما إنَّني شـــــــاكٍ للــجــــُــــــرحِ في جَسَدي


خـُـذ قـــــــالتي هـــــــذهِ و اجعـلـهـــا أقـــراطاً
أخرجتُها ماسـَـــــاً ... ما المــــاسُ كالزَّرَدِ


***

مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سيرةُ الحبِّ بصُحبةِ أمِّ كلثوم

0


هــاكِ المـــــدامــَــةَ هـــاكِ الكأسَ و الــــوَتَرا
أهريقي تلك و كُفِّي .. و اسمــعي الخــَـــــبَرَا 

أهــــــــريقِي تـلك فـلا تـــبـقِ لــــهــــــــا أثراً
فـــــالشِّعرُ يُـمــزَجُ فـــيــه السِّــحــرُ إن قُـــدِرا

شــيـخُ القـصيـدِ و قد لــُـفــّـَـتْ عمامـــتــــُـه 
يــــــتـلو القـصــيدَ كما يــــــــتـــلو الألى سُـوَرَا

شيـخُ القـصــيـــدِ و مــا أحـلى قصائــــــــدَه
يجـــــــلو الـبــيـانَ كــــما شمــسُ الأصـيـلِ تُرى

فـــــــلـــــتسمعي ســــيرةَ الحُبِّ الـتي بـــــــرقتْ
نجــــــــمُ الســــماءِ لـهـــــا تستبطِئُ الــــــقَدَرَا

لاقيتــُهُ يومـاً كالـــــــــــــبـدرِ مـــؤتـَــلـِــقـَــاً
و الـنــــّـاسُ من حــــــولي أهلُ الهوى زُمـَرَا

غنَّى الرَّبيعُ و قلـــبي و الجـــــــــــوى و كــــــذا
راحـتْ شـِفــــاهِي بِلــثمِ الإِسمِ إذ ســـُـــطـِرَا

لما رنا و غــــدا كـــــــالنَّسرِ مـــــُـــــزدَهِــيـاً
فــــ القلبُ يعشقُ... مــن لا يعشـــقُ الـقـَـمَرا ؟!

عيني له هَمَسـَتْ ... كـــــالكـهــربــــا هـَتَفـَـتْ
كالبرقِ بــــــل قرَأتْ في عــــيــنــِـــــهِ ... وقَرا

: حيرتَ قلبي ... و شـــوقي كـــالجــحــيمِ لظى
إنسانــُـــكـم بســمــائي بـــــالـــنــُــجومِ زرى

فـ الحبُ كلُه سـهـــمٌ مـــــن كــِــنـَـانتــِــــــكـُم
بِهـَــواكَ يسري دمي و الغــــــــــــيرَ أنـتَ أرى

***

هاكِ المـــــدامـــةَ هــاكِ الكأسَ و الــــــــوترا
إنِّي ثمـــــــــــــلــتُ ... و خمـرُ الحـبِّ فيّ سرى

إنِّي ثمــــــــــلـــــتُ ... و أنتَ الحُبّ أســـكـَــرَني
بــل أنت عُمري ... و شـيـــــخُ الشّعرِ و الشُعرا

عودتَ عيني على رؤيـــــــاك ... مــِــــــــــــروَدَهـَــــا
أمسيتَ بـــــل نـوراً لــهـــا بــلِ الـــــبـَـــــصَرَا

و إذ أكذِّبُ نفسي في مـَـــودّتــِـــــــــــــــــــــــــــكُم
نفسي تـُـكـذِّبـُـني ... صـِـــدقٌ بـــــِــــكُم حُصــِرَا

هــــــيهــــــاتَ ... إنِّي نسيتُ النّومَ أرَّقــــــــني
و الحُلمُ لاحَ لـــنــــا ... في أرضِنــا نَهـــَــــــــرَا

***

هاكِ المـدامــــةَ هـاكِ الكأسَ و الــــــــــــوترا
فــــالخمــرُ في شِعــرِهِ إن شِعـْــرُهُ سُطـــِـــــرَا

قـالــت بــنـو عـُـذرة لـِـعــــــــــــاشِقٍ مـنهـــا
: لو اخــتـلـيتَ بِهـا أفــتــقــطُـف الثــَّـمرا ؟!

فــقـــــال تـالله في الســـِّــــــــــــرِّ و الجهرِ
نكــن كــــما تهــوى أخلاقــُــنــا ... كــُــــــبرا

فمـا أخــالـُــهـــُــمُ إلاَّ كـــــَــــــما نهـــوى
و أنــتَ مــن أهوى قلـبي... و مـن دَحـــَـــرا

فــإن أصــلِّ أقـــل إيـــَّــــاكَـ نـــــاسـِــيــــةً
أخافُ مـن شـــــــِـــركٍ أكـــــرِّر السُّــــــــوَرا

و إن أصـم فما في الجـوعِ مــــــــا يُضــــــني
و إنَّ بي شـوقــــاً... فــــــلـــتـــفــهــمِ الخبرا

عجـــبي لـــزُهــدِكُمُ في نســـــــــوةٍ عشـــِــقتْ
أنـــــفــاسـَـكم فـَغـَـدَت من وجدِها صـــُــــوَرَا

و في تـَعــقـّــُــبِهَا يسري تنـــــفـّســـــُـــــــهـا
يــؤذي تــغــيــّـبُها صـَـدراً قـــــدِ اســــــــتـَعَرا

عجـبي لـزُهــدِكُمُ ... و أنـتمُ قـــُـــــــــــــلــتُم
:"إنَّ الجمــالَ لكم عـبـدٌ " و قـــــد خـــُـــبِرَا

***

هـاكِ المــــــدامـــةَ هـاكِ الـــكأسَ و الــــوترا
أهـريـقِ تـلــكَ ... فـــــلا تــــُـبـــــقِ لـهـا أثرا

يا قلبي آهٍ  ... فمــــا ردّ الجـــــــــــوابَ و مــا
في عـــــيـنــــهِ إلاَّ حـــــــاءً و بــــــــاءَ أرى

فـــــإن هجرتـكـ هجـــــري ليس يـنــــــــــفــعنُي
وإن وصلتـُــكـ من يُعيدُ ما  كُســِــــــــــــــــرا؟!

قـالـوا الهوى غلاّب ... قــــلـت بـــل قــــــدري
و مـن فديــتــُــكمُ قـد يغـلــبُ الـــــــقـــــدَرَا؟!

***

نـــاجــــيـتـُه لـيـلاً و الحـُـــــــزنُ في صــــــوتي
أبديــهِ من حـــــُــــــبّي عـــــــــــلّ الوِدادَ أرى

يا من هــويـــــــــــتُ و لم أدرِ الـهــــــوى إلاَّ
في يـومِ لــــُـــقيـــانـا ... قُم أخــــــــبِرِالبشرا

أخــــــــــــبرهُمُ أنـّا في الحـُـبِّ ســــــــاداتٌ ...
و الشِّعر أربابٌ نـــقـــــضـــي بمــــــــــــا قُـدِرا

و افضـــــــــحْ مــُؤامرةً في الحـُبِّ قــَـــدّرهـــا
و حـــاكــهـــا بـظـلامِ اللــــيـــلِ مـــــن مَـكرَا

ليستْ محـــــبـّــتُهُم مــن حُـبـِّـــنـا شــــيــئـــاً
ذاك الســِّـــفـاحُ ... و لكن زيـّفـوا الصـّــُـــــورَا

تـعــــالَ أخــبِرهُم أنّ الســـــــَّـــــلامــــــةَ في
حُـبِّ الــــعـفافِ تــــعـالَوا فاقـتــــفــوا الأثرا

و بـــــيـِّنَنْ لـــهُـمُ في الشِّعـــــــرِ في خُـــبـــثٍ
كـــــــادوا لــقافـيــــــــةِ الأبـــيـاتِ فـــانتشرا

و خــلّطـوا أزجـَوا في الشـِّعرِ مـــــركَبَهـُـــــــم
و بـدّدوا قــالـوا : "الــــتــجـــديدَ نحن نـــرى"

فأدخــلــوا فُحشاً في الـــــــــــقـــولِ ثم بـَـــذَا
ءَةً بـــألــفـــاظٍ ... فــأوهمـــــــــــوا البَشَــرا

أخــــــــبرهُمُ حِبي و هُمُ بــــغـفلــــــــــتِـهِـمْ
أوقـــــــِـــــظـهـُــمُ حِـبِّي و الــنومُ قـد غَمَـرا

أخــــــــبرهُمُ أني مـِــنْ بــــــــعدِكـــُــم أرضٌ
مَحـَـلـَـتْ فما أبـْـقـَــتْ غـُـصـُــنـَاً و لا شَجَـرا

***

هاكِ المـدامَــةَ هـــــــــاكِ الـكأسَ و الـــــوترا
و لــتسمعي قصــَّـــتي مـع سيــــــِّــــدِ الشُّعرا

فات المعاد خلــــيـــــلي هـــل تُراكـَ غـــــــــداً
تـُبـدي الـوِدادَ لـنـا في الصـّـُـبـحِ إن سـَفـَـرا ؟!

ســـهــــــّـدتــــَــني ... أغداً ألقاكـ يا قمــري ؟!
ســـهــــــَّـدتــــــني أغـــداً ألقي بسـُــهدي ورا؟

فـالذَكرياتُ كشــــــوكٍ في الـــــــورود ... فـــــإن
تــــُــدمِ الـورودُ فـَـقـَدْ رُمـــــتُ الشَّذى العطِـرا

و غـاب عـــنِّي الامل ... بعـــدَ الغـــيـــابِ كـما
تأتــيـــــكـَ قــافـــيــتي فــــــلا تجـِـــــــدْ أثرا

أنا بانتظارِك لا تــــُـــــزجَى مَطـــيـــِّــــــــتـُنـا
و لا تنـخّ ... فسُبــــــــحَانَ الذي قــَــهــَـــــرَا

هاكِ المــدامـــــــةَ و استجدِيـــهِ قـافــــيــــــةً
كالصــّبـــحِ في سَــفَـــرٍ كالــلـــــــــيـثِ إن زَأَرَا

فات المعاد ... و راحـــَــتْ الابتسامــــــةُ ... لــو
يـغــني الــبُـكا لجــرى دمعي لــــــكـُم لســــرى

و الهجرُ طال و قـــــلـــبي مـــُــــــــدْنِفٌ و دَمِي
يَـغْلِي ... و في عَينِي حــَـــبــِـــيْــبـُـهَـا وَقـَــرَا

أقـولُ آَهَاتٍ فـَـيَصـْـــطـــَــــــــــــلِي أَبـَـــــدَاً
منْ حَـرِّهَا عُمُرِي... خِلِّي : فَطـــِـبْ عُمــُـرَا

و نَمْ و قــــَر عـيــنـــاً ... فـــــــقـد نسيتُ النّومَ
عـِشْ كما تهـوى إنْ في الــهــــَـــــوى ضَجَرَا

ها قـــد ظَلَمْنا الحب ظلــماً ... فــأظـلـــمــــتِ
الشــمـس الـَّتي طُمِسَت... فأخـفت الــــعِــبرا

و أقبل الليل في وسْطِ النّهـــــارِ ... فـــَـــــــــلِمْ
أرنـــــــــو فــــــلا ألـقى نجماً و لا قــَــــمَرَا؟!

فــــلِمْ تُرى ينسى ؟! فـهـــل يَرى بـــــأسـا؟!
إن جـاءني بِمَســـَــا أو جاءَني سَحــَــــــــرَا؟!

أم أنـّهـــَـــــا دارَتِ الأيّامُ تـعـــــــــكسُ مـــــا
رُمْنـَــا ؟! أيـا قــــلبي : فـــــــــــاستَنثِرِ الشّـَـرَرا

و يا فؤادي فـــــــلا تــــــــــُـبقِ على طــَــــرَبٍ
و يــا دَمِي فـَـاجْرِ كالدَّمــْـعِ حــــَـــيــْــثُ جَرَى

و ذا رِثَـائي عـــــــلى الأيــــّــَامِ أنــــــــــدُبُهـَا
و ذا بـُـكائِي عـــــــــلى الأطْلالِ مـــُــــــــدَّكــَـرَا

قالوا الهَوى غلَاَّبُ ... قــُـــلــتُ بـــل قـــَــدَرِي
و من فـَدَيـتـُـكمُ قد يَغْلـِـــــــــبُ الـــــقـَـــدَرا؟!

***

أنا بانتِظِارِكـَ لـــيْـسَتْ أنـَّتِـي شـــــــَـــــــــــدْواً
فـإن تــَــــرُقْ لـكُمُ فــَـقـَـــــدْ تجــِـــــــــدْ أثَرَا

إنْ كـَـانَ يَمـنـعُكمْ عــنـّا الـعَــفـَـــافُ... و ربّي
للنّســـــــيمُ يــــــــــدي تخشى إذا خـَــــــــطَرَا

و إنْ لأســْتـَــحـيِي و أنـتَ عـــــالِمـُــنــَـــا
في الــــدّارِ مِنْ هـِــــــرٍّ أو طــَــــــــائرٍ أنُ اْرى

أو كانَ يــُقــصِيـكُم مـِنـّـا الـكـَــفـَـافُ ... فـهـل
في مـُـلـــــكـِـــكـُم أَغـْــنَى و أنـْــــــــتُمُ الأُمَرَا!!

***

فَالخـَـــوْفُ قَطـــّـَـــعَ أحشَائي و لسْتُ أجِــدْ
في الصّـُـحْفِ و الـرَّائي خـَـبَراً عـــنِ الشّـُعـَرا

أهـــــــوى شَجَاعـَــــتـَهُ أخشى شـــَــــهـَادَتَه
فـــــــــــالحَربُ طَاحـــِـنـةً و الــبـَأسُ مُستَعِرَا

و الــــــنـّـَــــــاسُ لاهـِيـةٌ عــنِ الشـّـهَـادَةِ في
حــُـــــبِّ الـــــــفَــــنـَـا إلاّ ساداتـُـنـَــا الأُمــَرَا

فـَــــالخـَوفُ إن غَـلــــــّــــــتْ حـِـبّي مـنـيـّتـُهُ
أبـــقـى مُلـوَّعــَـةً أستبطئُ الـــــــــــــــــقـَـدَرَا

و إن بعيدً عنكـَ جـــــــــــــــاءني مـــــــــــوتي
فـعساكَ أن تشفـع في الخلُـــــد ِلـلـــــشّـعــَـرَا

عســـاكَ أن تشــــفـَـعْ يـا صـاحـِـــــبِي لهُــمُ
و فــِــــيْــــهِمُ أُنــْـــثَى مـِـــنـْــهـُـمْ مِنَ الكـُبَرَا

فــــنــــلـتقـي فـِــيـْـهَــا ... فَــتَـشْرَئِبْ تِيـْـهـَــا
تذوقُ مــــــــنْ فـيـهــا مـا لمْ تـذُقْ ... ثَمـَــــرَا

و إن يـــــــــــــــدُمْ أبداً هذا الــــفـِراقُ لــنــا
فمـــــــن فديـــتــُـكمُ قـــــد يـغلبُ الــــقَدَرَا؟!


***









مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

حبيبي ... يا فخر العرب

0



أنــــتَ الـــــزَّمـــــانُ ... و أنــتَ العودُ للطَّـربِ
أنـــــتَ الأمــــانُ ... و أنـــتَ الخـيـطُ للقَصَــبِ

يــــــا أيُّهــــــا الصَّفـــــوُ الـــــزُّلالُ : فـَـكَم و كَم
صُدِرتْ مياهُــــك !؟ لم تُكدًرْ ... و لم تُشَــــبِ

أنــتَ الأمانُ ... و أنــتَ الـحـــبُّ إذ همَسًــــتْ
لمَـَـحَــــــاتُ طـــرْفِكَ في قـــــــلبي فَــــلَم تَغــِـبِ

أنــتَ المَعِــينُ إذا مــــــا أرضُــنــــــا مَحَـــلَتْ
فــامــــــدُدْ رجــــوتُكَ أيــــدي العونِ للسُّحُـبِ

أنــتَ الضـــيـــــاءُ إذا مــــــا شمسُــنــــا كُسِفَــتْ
بــــدِّد بـــنــورِكَ مــــا أسدَلْــــتَ مـــن حُجُــــبِ

أنــتَ السَّــــــلامُ ... و أنـــــتَ اليُمـــنُ أجمعُه
و السِّدرُ أنـــــتَ ... و أنـــــتَ الفخرُ للعَرَبِ

***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

لا تكن الثَّالثة

0




ببــَــدءِ الخــلــقِ قـــــد كــنـــَّــــا تـُـرابــــــاً
و كَمْ في الــــــــتُّربِ مــــــن تــِـــــبرٍ و مــاسِ

و كم في الأرضِ مــــــن طـِــــــينٍ و فحـــــــمٍ
و فِـــــــــلزاتٍ... و أدرانِ الــــنُّـــحـــاسِ

فمنهــا يــُــقــــتــــنى تـــــــاجٌ ... وقــِـــــرطٌ
و منهـــــــــا مــــــا يُمهَّـــــــــدُ للــــمـــــــداسِ

***


مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

تحرير عرش الشعر

0


هـبَّـت نســــــائمُ مــــن قُصـــــــــادِكِ فــــــارتقى
قلبي عــــــلى عــــــرشِ القصــيــــدِ مُـتـيَّــــمــــا

هـبَّـت نســــــائمُ و النَّســـــائمُ صـــــــدَّعـــــــت
قـــــلبي ، و قـلبي مـُـــــدنــــفٌ فــتــــــألَّــــــمـا 

هـبَّـت نســــــائمُ إِذ يــــــــــــراعي نــــــــــائمٌ
حــــتَّى أفــــــاقَ بــــــــروضـــــــةٍ فتكـلـــَّـــما

هتفَ الــــــــــــيراعُ مبشِّــــــــراً في سـِــــــرِّه :
"بُشراكَ .... فاهنأ يـــــــا مـــلــيكُ منعَّما

بُشراكَ ... فاهنأ و ارتَقِبْ ما بشَّـــــــرتْ
تلك النَّسـائمُ ... عــــــالـمـــــاً و مُـعـلِّـمـــــا

بشــــــراكَ: تــــدفــنُ كلَّ طـــــــودٍ ... مــــــاردٍ
في الشِّعرِ" ... بـــل والشِّــــعـــــــرُ راحَ مُتمــــتِـمـا

أنــــــتَ المـــــلـــــيــــكُ وليس ربِّي غــــيرُكم
يــــــــــعلو الـــعــــــــروشَ مُـــــــؤيَّداً بل مُلهَما

فـــــــــاصدع بمــــا تـــَـأمُر ولا تـــَـــأبــــه لهُم
جُـــــــذَّ الـــــــرِّقــــــــــابَ ولا تــــَدَعْ مُسترحِما

يـــــــــا ســــــيِّداً : هـــــــــــذي الشُعوبُ أَمامكم
جـَــنـــِّـــدْ بهـــــــــــــا الجــيـشَ السطور الأعظَما

جــــنـــــِّد بها ... جـــنــــــِّد لها ... جنِّـــد و دعْ
هـــــــــذا الــــــــيراعَ يــــــــقـــودَهُم إذ سُلِّما

***

هـبَّـت نســــــائمُ مــــن قصــــــــــادِكِ  ذكَّــــرت
بـــــــــــالسَّـــــيــــف سيـــــفِك مُصـــلَتاً و مُكلِّما

هـبَّـت نســــــائمُ ذكَّـــــــــرتْ مــــا لم أكـــــــن
يـــــــــومـــــــــاً بــــــــــه أنسى الحبيب المُغرَما

شجـــــــــرُ الأيــــــائــــــكِ من ســـقـــامٍ عُرِّيت
 فــــــــــــــإذا بهـــــــــــــــا شيخاً جَليلَ تعمَّما

هبَّت .... إذاً هـــــــذي الفــــيـافي ربَّـــعــــــــــتْ
قومـــــــــاً تضاغى طـــِـــــــــفـــلـُـهُم و تيتَّما

هبَّت ... فــــقـــــلبي راح يــــــــنزِفُ في غــــــدٍ .
أذكـــرتِ يـــــومـاً كـُـــنـــتُ عــَــــيــــَّاً أبكما

***

هـبَّـت نســــــــــــائمُ مــــن قصــــادكِ في الضُّـحى
جـلــبـــتْ لــنـــا ضـــيـــــفـــاً عـــزيــــزاً مُكرَما

جلـــبــــــتْ لــــــــنـــــا طـــــيـفَ الَّتي أرِقَتْ لها
أجـفــانُ قـلبٍ مــــــدنفٍ ... فــــتـــحـــمـــحـــما

فــــــالـيــــــــــومَ لا عَيٌ يــُـــــــراوِدُني ... و لن
أبغـي بغــــــيرِ الحـــــــــــورِ مـــــــــاءً زمــــزما

فـــــــالــــــيــــومَ لن أحــــــــتـارَ إن كانَ الِّلقا
عِــــــدةً  يكــــون .. ولــــــــن أكـــــــن مُستسلما

يــا جنَّةً جـــــــعــــلتْ ريــــــاضي بـَــلـــقــعــــاً
فــالـــيــــومَ هــــاكِ الـبـــلــقـــعَ المتهدِّمـــــا

فــالــــــيــــومَ هــاكِ بلاقعاً فـــَـنِيَتْ فــــــــــلا
تــُــبقي بهــا أثــــــراً يــــــعــــــدْ متــــكــــلِّما

فـــــــالــيــــومَ هــاكِ بلاقعاً ، واســـــــــتـفهمي
عمَّـــا رأيــــــتِ ... فــــلــن أُسِـــــرَّ وأكـــــتما

فــالــــــيــــومَ ليس النِّكثُ عـــــنـدي مـذهـــــــباً
لا لن أكن عــِـيَّــــاً ... ولــــــــــن أســتــــعـجما

فـــــــالــــــيــــومَ في كلِّ البحار مُجــــــدِّفــــــاً
و سـأركــــــبُ الـّـُـلـــــجَّ الخـِــضــمَّ المبهــــمــا

فـــــــالــــــيــــومَ في كلِّ البحار مُجــــــدِّفــــــاً
و ســــــأركــــــبُ الُّـــلـــــجَّ الخـِــضـمَّ الأعـظما



***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

حينما ضاع المداد

0


قــالت : "وداعٌ ؟ أم تــُـــراكَ ســـــــــــــترجــِــــعُ؟"
وسـَقـَــتْ وُرُوداً في الـــرِّياضِ .... فــــــــــــأيــنــعــوا

وتَمَايَلتْ سُـكْرَاً ... تمــُــــــــــرّ خِــــــــــلالــَــــهــــا
أيـدي الهــوى... : بهـــــواكَـ قــــــلـــبي يـــنـــبـُـــعُ

وترنَّــــحـتْ ... والــــــوَجـــــدُ في أعــــطـــافـِــــهــا
تُخـــــــفــي الأنـــــــينَ ... و فيَّ سَمْـــــعٌ يَخْشــــَــــعُ 

:"واهـــــاً خــــلــــيــــــلي هــــل تــــُــراكـَ قَطَعتَني ؟
أم هـــــل تـُـــــرى حـــبـــــلَ المـــودَّةِ تــقــطـــعُ؟

واهـــاً خــــلــــيـــلي هـــل تــــُــراكـَ تــروحُ مَــــــن
بـــــــــــاتـــتْ رذيــــــــلتَها الــــــــــرَّذيلةَ تُتْبِــــعُ

واهـــاً خــــلـيــــلي تـَــــــارِكاً مــــَـــنْ أسْـقـَــــــمَتْ
فـــــيــــكـَ الجُسُومَ ... و كلَّ طـــرفٍ يــــــــدمــــــــعُ

ودَّعـــتــَــني وهجـــــرتَـني وجـــــفــــــــــــــــوتَـــني
أغـــــــــرقـــتَــــني ... و نسيتَني أتـَضــَــــــــــــــرَّعُ

آهٍ وربِّي مــــــــا أرى لي مـُـــــــنـْــــصـِـــفـَــــــــــاً
مـِـــــنكُم ..... وكـُــفِّي بـــالدُّعــا لا يـُـــــرفـَــــــــــعُ

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... والأمـــــورُ عَـواقــِــــــــبٌ
ســـــلَّــــمــتُ للرَّحمنِ مــــــــــــــــا أسـْــتـَــــــودِعُ

***

يــــا مـــن هـــويتُ...ولَمْ أَزَلْ أهــــــــــــــــوى ولَمْ
تـــُـــبدِ الهــــــــوى أو أُبــــــدِه مـــــا تَصْـــــنَـعُ ؟!

يــا شـــــاعـــــــراً : أيــــن القصــيدُ وَعـَــــــــدتَـني ؟!
يـــــــا تــــــاجِراً : فَمـَـــــــتَى الـــــدُّيونُ ستُدفــَـــعُ؟!

يــا شـــــاعـــــــراً : بِئْسَ الشُّــــــعـورَ وهبـتــــَــــــني
أقسمتُ: روحي إذ تــــــــــروحُ ســـــتـــُــــــــــــــنزعُ

قـــــد كـــنــــتَ في كلِّ الــــنّـَـــــوازلِ مـَـــــــــــنزِلاً
والـــــــيـــــومَ أنــــت مُــــــلـِــــمَّــــةٌ لا تُـــــرفعُ

قـــــد كـــنــــتَ كالحـِــصْــنِ المــَنـِـيـــعِ إذا أَتـَــــــتْ
تحــــــــدو المــَــصــَــــائِبُ... مــَـانِــعَاً لا تَجــْـــــزَعُ

قـــــد كــُـنــــتَ سِـــرِّي والمَســـَــــــــــرَّةَ و السّـُـــرى
و الــــــيـــــومَ عــــنِّي النـــــَّـــوم عنِّي تَدفـــَـــــــعُ

ألِــــــذاكَ سِــــــرٌ ؟ أم سـُـــــرِرْتَ بِدَفعـِــــــــــــهـا؟
أبـِــذاك خـــــــيرٌ يـــــا خليلي يُــــــقــــنــِـــــــــعُ؟

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... و الأمـــــورُ عـــــــــــواقبٌ
ســـــلَّــــمــتُ لـــلـــــرَّحمنِ مــــا أســْـتــَـــــــــودِعُ

***

أيــــــــــن الــعُــهُـودُ...وثـِقـــْــــــــــــتُ إذ وثَّقتَها ؟!
أيـــنَ المــبــــادِئُ والشَّــــرائِعُ تـُـــقــــْـــــــطــَــعُ ؟

أيــــــــــن المـــــواثيقُ الَّتي قـــــد أُعـــلِـنـَـــــــــتْ ؟
فــــــذهــــــبـــــتَ في الأقوامِ صــــوتـَــــاً تَصـــــــدعُ

وطـــفــِـقــــتَ تُــــبـدي كلَّ يــــومٍ مَـــذْهـَــبـَــــــــاً
قـــــانـُــونَـــه أفكــَـــــارَه... وتُشــــــــــــــــــرِّعُ

و الـــــــنَّـــــاسُ في هـَــــرْجٍ ومَــــــرْجٍ أُشـْــــــرِبـُوا
 كأسَ الخــَـــــــنـَــــــا ... والشّـَـــــــرُ فيهِمْ يَرتـــَـــعُ

سَكِروا ... ومـِــــن دونِ المُــــدامِ تَمـَــــــــــــــــــايَلوا
سُكـــْــــــــراً ... وفي حَقْـــلِ الرَّذائلِ أيـــــنـــعـــــــوا

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... و الأمـــــورُ عـــــــــــواقبٌ
ســـــلَّــــمــتُ لـلـــــرَّحمنِ مــــا أســـتــــــــــــودعُ

***

قـــــــد بـــِـعــــتــُــــكم رُوحي ، وربِّي شـــاهـِـــــــــدٌ
فـــــــالــــــعــــاقِــدانِ وشاهـــِــــــــــدٌ قــــد وقَّعوا

والصَّـــــــكُّ في حِـــــــرزٍ ... عـــــــــلامَ تَأخَّــــــــرَتْ
عــــــــــــــــنِّي الدُّيونُ ... فهل تـــُـراكَـ ستــَــــــدفـَعُ ؟

إن كـــنــــــتَ ذو عُســـــرٍ فَــلسْـــتَ مُمـَـــاطـِــــــــلاً
فــــــالمـَطــــلُ في الــــتُّــــجَّــارِ شَينٌ إن دُعــــــــــوا

فــالمـَـــطـْـــلُ يــُـــؤذِيني و حـــقِّــكَـ أسـْــــــــــــــدِني
حقِّي ... و إلاَّ للـــــقــَـضــَــــاءِ سـَـــــــــيُرفــَــــــــعُ

هــــــــذا القـَـــضــَـــاءُ و فــــيـــه قـــــاضٍ مُـنـصـفٌ
عَـــــدْلٌ ... شَـــهِــيـــدٌ ... في السّـُجونِ ســَـتـَقْـبـَــــَـــعُ

فـــَــــوّضـــْـــتُ أمــــرِي ... والأُمُورُ عـــــــــواقِــــبٌ
ربِّي حـَـفِـيـْـــــــــــــــظٌ لا أَرَاه يــُضـــــــــــــــــيِّـعُ

***


قـــــلبي فـــديـــتـُــــكَـ إذ أراكَـ مـُــصَــــفّــَـــــــــــدَاً
والـــــقَــــــيدُ طـَــوّقَ مِعصماً و استـــُـــــجـمـِـعـُـوا

قـلبي وهـــبـــتـُـكَـ هــــــــــــــاكَهُ زِنــْـــــــزَانــَـــةً
فـاقْــــبـــعْ بهـــــا ... فِيهـــــا تــــروحُ وتــــــرجِعُ

قـــــلبي وهـَــبـْــتـُكَـ هــــــــــــــاكَهُ قَصْراً ... أنــــا
فـــــيــــــه الدَّليلُ لكم أدِلُّ ... وأَخْضــَــــــــــــــــــعُ

قــلبي وهـــبـــتـُـكَـ هــــــــــاكَهُ قـــــصراً مُــنـــيـــــ
ـــفـَـــاً شِــــرْبـُه صـَفـــْـــــوٌ زُلالٌ سـَــــائِغٌ تـَـتـَـجَــرَّعُ

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... و الأمـــــورُ عـــــــــواقـِـبٌ
ســـــلَّــــمــت لــلـرَّحمنِ مــــا أســـتـــــــــــــــودعُ"

***

قــالت : "وداعٌ ؟ أم تــُـــراكَ ســـــــــــــترجــِــــعُ؟"
وسَـقَــــــتْ وروداً في الـــرِّياضِ ... فـــأيــنـــــعُـــــــوا

والـــــــــدَّمــــعُ مــــــنِّي لا يـــَـــــــزالُ مـُكتــّــَــمـاً
و لـَـــــــــدَمْـــــعُ قلــبي سـَـلـــسـَبِـيــــلٌ ...طـَــيِّـــعُ

يــــا مـــن هــَــوَيتُ ... و لم أزَلْ أهــــــــــــــوى ولَمْ
أُخــْــــفِ الـــهَـــــوى أو تُخْـفـِــهِ ... مـا أصـْــــنـَعُ ؟!

ضــاعَ المــِـــــدادُ خــَــلـِـــيـْــلَتي ... لا تَجـْــــــــــزَعي
فــــــــالظُّلمُ ولَّى ... و الظَّـــــــــــــلامُ سيـُـقـــــــشَعُ

ضــَــــــاعَ المــِـــــدادُ خـــَـلــــيـــلَتي ... لا تَحْــــــزَني
فَسـَــــــأُلفِهِ ... أو أَشــْــــــــــتَرِي ... وســَــأُتْبـِـــــِعُ

لا تَحــْــــــزَني ... مـــــــا للصّـُـــــــدُودِ تـَـوَاجـُـــــــدٌ
إذ مـــــــــــــا تَرَيْنَ الشَّمسَ لاحــَــــتْ تـَــطـْـــــــــلُعُ

لا تَحـْـــــزَني... لا تـــَــيــْـــــأسي ... لا تَــقـْــــنــــَـطي
تـَــتـَــنـَـهَّــــــدِي ... تـَـــــتَـــــأوَّهي ... فَسَـــأَرْجـِــعُ

عــَــبــَـثــَـاً أُحـَــــاوِلُ ... بَلْ وصَـــــــدْرِي مُــــــدنـِـفٌ 
في صـَـرمـِــــنـَـــــا ... وقـُـــــــلـُـــوبــُــنــَــا تَتَقطََّعُ

كم مـــُـقـلـــةٍ ذَرَفـَـــــتْ! وكَمْ في بَــيْـــنـِـنـــــَـــــا
بانَ الــــــــــــرّقَادُ! بل اســــــــترابَ المَخـْـــــــدَعُ !

و الطَّـــيـــفُ و النَّـــجـوى و حــُــزنٌ و الأســـى
في كلِّ ليــــــلٍ ... أو صَبــَـــــــــاحٍ يَــتــْــــبـَـــــــعُ

أســــلمتُ وجهي للّـَـــــــــــــطِــــيفِ ... وآيـَـــــــــةً
في حُســـــــنِها وعـَـــــــفــَــــافـــــِــهَـــا تـَـتـَــورَّعُ

***

فــــالعَهْدُ عَهـْــــــــــدٌ إذ أرَاه مــــُــنـــَــــجّـَــــزاً
والــدَّينُ حـــَـــقٌ في الــــلِّــقـــاءِ سيُـــــــدفَـــــــــــعُ

مـيــــثــــــاقـُــنــــا : شَرْعٌ صــَـــرِيْحٌ مـَـذْهـَـــبٌ
إن ضُـــــيِّــــعَـتْ بِهـِـــمُ الأمـــَـانـَـــــــةُ يُـتــْــبـَـــعُ


و العِشْقُ دِيــْـني و الصَّـــــــبـَـــابـَـــةُ غـَــــــــــايَتي
والحـُــــــــبّ في الـــــوِجـْــــدانِ ليس يُضـــــــــيّـَعُ

***

فإذا بـصـُــبـحٍ والصَّــــــــبــَـــــاحُ بـــِــــــــــدارِنــا
وبخـــــدِّه مـــــــَــــــاسٌ تَسَاقَطَ يــَــلــــــمَــــــــعُ

يــا صــُـبـــحُ : مــــــــا أوفـَــاكَـ خِــــــــــلاًّ ، بعد أن
بِنَّا و بِنْتُم واســــتــَــــبــَــــــانَ المَطـْـــــــلــَـــــــعُ

يـــــــا صُـــبـــحُ : مـــــا أصفَاكَـ خـــِــــلاًّ ... إنَّمــــا
أُقصِيتُ عـــــَـــــنْــــكُمْ مُجـْـــبَراً ... أفَـتَـقْــنــَـــــعُ ؟

يـــــــا صُـــبـــحُ ... بل يا خِلُّ أنتَ المـــُــــــــــــرْتَجى
مــــــــــــــا لي ســِــــــواكَـ لِشِدَّةٍ لا تُرفـــَـــــــــــعُ

يـــا خِـــلُّ شــــــوقي لا كَشـَــــــــوْقِ أحِـــــبـــّـــَـــةٍ
لا ... لا وربِّي دربَهــــــُــــــــم لا أتــْـــــــــــــــبـَــعُ

يـــــــا خِـــلُّ: ضـَــاعَ الطـّـِرسُ و القِــرطــــــاسُ ...بل
و دواتـُـنــَــــا و يــــَــــراعـَـــــةٌ ... أفـَــتَرْجـِـــعُ

يــــــــا خِـــلُّ : إن ضــــَــــــاعَ الــــــيَرَاعُ فَمَـــنْ لنا
غــــيرُ الــــــــــيَراعِ إذا تَـكـَـــــلـَّــــــمَ يـَـنــْــفَــــعُ

مـــــن لي بِبَثٍّ عـــــــــنْم بـــِــعـَـــادِ أحِــــبّــَــــتي!
مــــن لي بشــــَـــــكوى الــــــدَّارِ إذ هِي بَلقــَــــــعُ !

يـا خـِــلُّ : كَم في بُــــــــعــْـــدِكُم نـَـــاجَــيْــتُــــــــكُمْ
أَفَمَا أتـَـــــاكُمْ طَــيْـــفُــــنَــــا يــَــتـَـــضَـــــــــرَّعُ؟!

أفمــــــــا أتــــــاكم طــيـــفُــــنَــــا في لـَـــيـــــــلَةٍ
يتنفَّسُ الصّـُـــــــــعــَـــدَا ,و سُمّـَــــــــاً يُـــنْـــقَـعُ ؟!

أَفَمَـــا أتــَــــاكُم طـَـيـْـفُــــنَـــا مــُــــتَــأوِّهـَــــــاً ؟!
أَفَمَـا أتــَــــاكُم طـَـيـْـفُــــنَــــا المــــُــتـَـــوجِّـــــعُ؟!

أفمـــا أتــاكُم طَــيْـــفـُـــنَــــا مُستسمِحــــَـــــــــــــاً
لكمُ يـــــــــــدِلُّ ولـلــقَــضــَـــــــــاءِ ويَخْضَــــــعُ ؟!

أفَمَـــا أتَــــــاكُم طَــيــْــــــفــُــنَــــا يَرجـُـــوْ الشِّفا ؟!
ولـِــــــــــدارِكُمْ منَّا الــــــــــقـَــوافِي تَهْـــــــــــرَعُ ؟!

أســـــــــــلَمْتُ وجهي للَّــــــــــــــطِيفِ ... و آَيَـــــــةً
في حُســْـــنِها و عــــــفــــــافـِــهـــا تـَـتــَـــــــــورَّعُ

***

قـــــــــالـــــت "وِصـَـــالٌ ؟!" إذ رأتنيَ أرجِـــــــــــــعُ
وســــَـــــقَـــتْ وُرودَاً في الرِّياضِ ... فــأيــنـــــعُـــــــوا

وترنَّحــتْ... والــــــوَجــْـــــــدُ في أعْــــطـَــافـِــــهــا
و مِــــــــن اللَّطيفِ وديعــــــــــــــــــــِتي أسْتَرْجــِــــعُ

فــــــــالــــيــــومَ لا  صَــــدٌّ ... ولا هَـــــجرٌ ... وذا
خــــــِـــــــلِّي ... ودمـــــــــعي سلسبيلٌ طيِّـــــــــــعُ

***


مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه