"دع يومَ أمس و خذ في شأن يوم غدِ"

0

دعْ عـــــنـــــــكَ حـُـزنـَــــكَ و الأتـراحَ للأبـــــــــدِ
و احسـِــبْ هُـــمـــومَكَ لم تَصــــــــــــدُر ولم تـَـرِدِ

و ابـــــدأ حـــيـــاتــــَــكَ في صَـــفْـــوٍ و في فـَــرحٍ
و امــــلأْ حـيــاتــَـــــكَ بالخــيراتِ ... تســتـفِــدِ

فــاهــــنــــأ ... و دُم لحـــــيــاةٍ أنــــــت سيِّـدُها
فــابــدأ كـــــأنَّــــك لم تُـَـــبـدأ... و لم تـَــُـعـدِ

كن للــــفــــقــيرِ ســحابــــاً لســــتَ تمــــنـُــعُــهُ
ظِـــــــــلاًّ و غــيــــــثــاً ... تـزِدْ خــــيراتـُكم تــزدِ

في النَّائباتِ كحــــِـصــنٍ عـــــنــــــك تــدفَـعُْها
في المُظـلــمــاتِ كـــــبَــــدرٍ شـِـبـْهِ مـتَّــــــِقــــدِ

في الحـــادِثــــاتِ سُروراً تســـْــــرِ إن نـــزلــــتْ
للشَّــــائــبــاتِ صـــَـفـــاءً عــــــنـــكَ تـبـتـعــــدِ

في لـيـــــــلةٍ ظلماءَ يا بَــــــــــدرُ جيتَ لــــــنا
فأزحتَ همَّاً و كـــــــانَ الهــــــمُّ في صُعُدِ

كان الصَّفاءُ يــزورُ الــــبــــيـــــتَ في خـــجـــلٍ
فـــاليومَ جــــاءَ صفاءً فلذةُ الكــــــــــــبــدِ

ضجَّت دياري مــــــن الأفـــــــراحِ فــانـتـبَـهتْ
أحــــــيـــــاؤُنــــــــا طـــَــرَبـاً إذ جئتَ يا ولدي

لولا الحــــيــــــــاءُ لسالتْ عبرتي عـــــــلـــــَـنــــاً
واللهُ يــــعــلـــــــمُ أنِّي لســـــتُ في كــــمَـــدِ

قــــــُـــــــم ... و اســـــتــمِـع ْقالةً للشَّام أكتبُها
كـالشَّامِ أمَّاً لــــــــنــــا تالله لم أجـــــــــدِ

فـالشَّامُ تُــــــــذبــــــحُ و الجــزَّارُ يــرقـُبـــُـهـا
قُم وانتبِهْ واسعَ ... لا تخشَ مــــــــــــن أحـــــدِ

هذا زمـــانٌ أظـــــــــــلَّ الشَّامَ  لـــــــــــن يُبقي
ظُلماً عـليها و مـــــــا للشَّام مـــــــن ســــــــنــدِ

دعْ عـــــــنــــــكَ حُزنَكَ إنَّ الحــُـزنَ مُــنـــصَرِمٌ
وانهضْ تـــــعـــــــالَ و قُم في الشَّام كالأســــــــدِ

تُبنى الشآم ... فـــــتـــعـــلــــــــــــــــو الشَّامَ رايتُنا
راياتُنا لاحـــــــــــــــــتْ في الأفْقِ يـــــــا ولدي

واهاً بنيَّ عسى الأنَّـــاتِ تـــقــــطــــعــُــــها
واهاً بنيَّ عسى تــــدري مـــــــدى مــــــددي

واهاً بنيَّ عســـــــاكَ الشِّـــــــــــعـــــرَ تفهمُه
ما إنَّني شـــــــاكٍ للــجــــُــــــرحِ في جَسَدي


خـُـذ قـــــــالتي هـــــــذهِ و اجعـلـهـــا أقـــراطاً
أخرجتُها ماسـَـــــاً ... ما المــــاسُ كالزَّرَدِ


***

مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه