عشرون عاماً1

0



-1-
عشرونَ عاماً أو تزيد
أرسلتُها
كَلُفافةِ التبغِ التي 
دخّنتُها في مَكسيكو
و كَقُبلةٍ في الهِندِ 
أسفلَ معبدِ البوذِ الذي
تعلوهُ أصنامُ النساء
قد خِلتُ قُبلتي تلكَ دامت 
نصفَ عامٍ
أو يزيد
***
عشرونَ عاماً أو تزيد
رأيتُها كسحابةٍ
في جوّ باريسَ المحببِّ في الشتاء
أو أنّها رُوسيّةٌ في فندقٍ
في حيّ هونغ كونغَ الفقير
هي آيةٌ بجمالِها
هي فتنةٌ بكمالِها
تبدو رخيصةَ كي تصيرَ بلا ثمن
لكن تنالُ بها سِقاماً
في غدٍ أغلى ثَمَن
تُبديها عمرَك كي تُريقَ سِنيّه
فوقَ الدِّمَن
***
عشرونَ عاماً أو تزيد
كانت ككأسٍ من نبيذٍ في نُزُل
أو مسرحٍ في وسْطِ مدريد
أو مرقصي ذاك البعيد
أو أحتسيه على سراج الكوخ
و ضميري الشهيد
أو فوق سرج الخيل في البيداء ...أو
في لندن البيضاء
و المحروقة الممزوجة الملعونة
الحمقاء أو
في متحفِ الشيطانْ
وعباءة السَّاتانْ
مع تاجِرِ الخيطانْ
فَنُحَدِّثُ الحيطانْ
و بكل كأسٍ قائلين:
لا لن نزيدْ...
عشرون عاماً تلك كانتْ كالمنامْ
يا ليتَها كانتْ كخيطٍ أسودٍ تحتَ الظَّلامْ.
***

-2-

عشرونَ عاماً أو تزيد
و لطالما بفنادقِ الغَربِ اْغتَرَبتْ
و إلى مسابِحِهِم نَزَلت
و في مسابِحِهِم
تَرى الأميرةَ و الفقيرةَ
كُلُهُنَّ كذا سواء
فهُنا بلا تمييز بينَ ملابسٍ غربيّةٍ
أو جُبّةٍ عربيّةٍ
فتُميّزُ الحسناءَ من لونِ النُهودْ
فَهُنا هُنا نزعُ الكِساءِ معِ الحياءْ
فهُنا التَّعرّي واجبٌ
و هنا الخلاعةُ غايةٌ
و هُنا هُنا كُلّ النِّساءِ هُنا سواءْ
كُلّ النِّساءِ هُنا بِسُوقٍ
مَعْ نُهودٍ مع خُصورٍ
لا لا كساءٌ أو حذاءْ

***







-3-

عِشرُون عاماً بينَ أَثداءِ.
النّبيذُ مع الحشيشِ
جريدةً في قَبضتي
و كأنّها أُرجوزةٌ رتّلتُها
بالرّوشةِ  السُّفلى و قد
كانتْ ببيروتَ العتيقةِ
ألفَ أُغنيةٍ سمِعتْ
و بجوفِ نهرِ الموتِ  كم
أمسيتُ أسبحُ
طالما فيهِ غرِقتْ
أمسيتُ أسْكَرُ
طالما فيه ثمِلتْ
***
بيروتُ كانتْ ذِروةً لي في السِّنينْ
بيروتُ كانت مَصيفاً
مشتىً و حتّى مَربَعَاً
بيروتُ لم أشْتَقْ إليها
بيروتُ كُنتُ مسافِراً
في زُرقةٍ في بَحرِ عينيها
و تحتَ الصَّخْرةِ الملساءِ
في الجبلِ الأشمْ
يا طالما ليلي قضيتْ
***
عشرونَ عاماً أو تزيدْ
في كلِّ عامٍ كنتُ أصعدُ في الجبلِ
أرقاهُ من بيروتَ
أرقى عالياً
كَمُحلِّقٍ أو رائدٍ يغزو الفضاءْ
حتى يخالُ بأنّهُ
يستدبرُ الأرضَ الغريبةْ
يا جوّ بِسكَنتا  العجيبْ
يا جوّ بِسكَنتا الغريبْ
يا جوّ بِسكَنتا بها
خمرٌ و نهدٌ
بل نهودٌ مع حشيشٍ مع صليبْ
بِسكنتا كم عُشّقتُ فيكِ النهدَ الاَبيض
قد توسّطَهُ الصّليبْ
بِسكنتا فيكِ النَّهدُ يُغسَلُ كُلّ صُبحٍ
بالسّذاجةِ و الحليبْ
بِسكنتا فيكِ النهدُ يبدو
مثلَ آياتِ الجبل
يبدو عزيزاً
بل منيعاً
مثلَ حِصنٍ
قد تعالى عنِ القُبَل
ثم يبدو مرتعاً حُلواً خصيبْ

***

 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

تخافين ضوء القمر !!

0



أراك ِتخافينَ ضوءَ القَمَرْ
أراكِ رُسُومَاً و فيها صُوَرْ
أراكِ سَرَابَاً
أراكِ خَرَابَاً
أراكِ سَحَابَاً يُديمُ السَّفَر
أراكِ جَميلَةَ عَصْرٍ قَديمْ
أراكِ خَليلةَ عبدٍ لئيمْ
أراكِ سَليلةَ مجدٍ عظيمْ
أراكِ حَفيدةَ جدٍ كريمٍ
و فيها جُنونٌ
و جَهلٌ عَميقٌ
و فيها بَلاهَةُ أهْلِ الوَبَرْ
***
أراكِِ كَصَوتي
أراكِ كَمَوتي
أراكِ لحَتفي كَحِلفٍ سَقيمْ
أنا طَورُ مَجدٍ
أنا نُورُ وَجدٍ
أنا نارُ زَندٍ كَنارِ الجَحيمْ
و بستانُ طُهرٍ أجاصٌ و تينْ
أنا حُورُ عينٍ و سِدرُ النّعيمْ
أنا الضّوءُ
سِجنٌ و خُبزٌ عجينْ
أراكِ تخافينَ ضوءَ القمرْ

أراك ِتُجيلينَ فيَّ النظرْ
أراكِ استحلتِ لحُبي رُخاماً
كعِطرٍ جَميلٍ
كعِطرِ فَرنسا
و قَلبُكِ أقسى
و نحرُكِ أمسى كنحرِ الغجرْ
و نهدُكِ أفلتَ حبلَ الفِكَرْ
و خصرُكِ , ساقُكِ , لونُ العباءةِ
تُوحي العِبَرْ
و نوعُ الشريطةِ
لونُ الخريطةِ
صِرتُ أراها تْعيثُ الضَّجَر
و تبعثُ في النَّفسِ شوقَ المَلالةِ
حُبَ السّفَرْ
أراكِ أراكِ و لستُ أراكِ
***
أراكِ سلاحاً رخيصَ الثَّمنْ
أراكِ عبيراً
أشُمّكِ ضَوءاً
أخالُكِ ذِئباً
فأنتِ لمالي حَصاةُ الوَبَرْ
و أنتِ لغُسلي
كصابونِ طُهرِ
فلونٌ
أريجٌ
و زيتُكِ مُقذي
و طعمُكِ مُؤذي
و قد شبَّهتُكِ بالمُنحَدَر
أخافُكِ خوفي التّعثّرَ دَرْبي
فأَمشي أسيرْ
بدَرْبٍ عسيرْ
أقولُ لصَحبي :"أنا في خَطَر
فهل فيكُمُ صَحْبي
كُفؤٌ يرى لي
إذا لاحَ في الدَّربِ
شكلُ الحُفَر ؟"
***
زبيدةُ , هِندُ : فَهَا قَدْ هَجَرْتُ
فإن شِئتِ ضُمِّي جُذوعَ الشّجَرْ
فَشَوْقِي لِلَمسِكِ شوقَ الحَجرْ
أراكِ أراكِ و لستُ أراكِ
فخوفي لِذاكِ
لأني أرَاكِ و لسْتُ أراكِ
تمرّدُ روحِكِ يُؤذي مَلاكي
و فيكِ جَرائِمُ تُهلِكُ زَرْعي
و فيكِ جراثيمُ تُبدي الضَّررْ
أراكِ أراكِ كَعُودِ الأرَاكِ
إذا جَفَّ طَاحَ
إذا حُفّ رَاحَ
إذا ما ثَنيتُ العُودَ انكسرْ
فخُصلةُ شَعرِكِ بينَ الدّفاتِرِ
قبلَ وفاتِكِ
بعد فواتِكِ
كنتُ أراها
تُجدَلُ جَدلاً
تَصلُحُ حَبْلاً
ثمَّ أراها بأدنى سَقَرْ
***
نهدُكِ كانَ بأوّلِ حُبِّي
رمزَ السّعَادَةِ
خصرُكِ كَانْ
و رقصُكِ خَلفَ السّتائِرِ كانْ
و لُعبُكِ فَتْلَ الضّفائِرِ كانْ
و كانَ وكانْ
ألا لَيتَ شِعرِي يَحْكي السّريرُ
بِلثمِ الشِّفاهِ و قَضْمِ الثّمَرْ!
و ما كانَ تَحْتَ الغِطاءِ الحَريرِ
أعظمَ كانْ
و كان شُعورٌ يطيرُ بجِسمِي
فأغزُو الفَضَاءَ
و أرنو الضِّياءَ بليلٍ ظَلامٍ
أعودُ لألقى الشّعورَ الغريبْ
أعودُ فأرنو السُرورَ
و سِحرُ اضّطجاعي , و نَهدكِ
سِحرٌ عجيبْ
أعودُ فلا ألقى ثَمّةَ سِحْرَاً
و في الصُبحِ
أرنو لجِسمِكِ صَحناً
رقيقاً صَفيقاً
و لكنّ صَحنَكِ كانَ مَليئاً
فلمّا شَبِعْتِ 
و لمّا شَبِعْتُ
مللتِ من الصحنِ
بعدَ اْن مَلَلتُ
و كانَ الصّحنُ كأَثْمنِ مُلْكي
فلمّا مللتُ الصّحنَ انكَسَرْ

***




مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

صديقُ حمزة

0


ما رأيــُــــــــكِ أخــــتي بِأنْ نذهبْ 
في هذا الصّـُبْـحِ لِـكي نــــلـــعــبْ ؟!

و نــــروحَ الحــقــلَ عـلى فــــرسي
و أقــــابـِــلَ حــــــــــمـزةَ أو مـُصـعــــَـبْ؟

مــا بـــالــُـكِ أختي ؟! أجـــيبيني
أم وجــهُـــكِ ... ما باله يشحَبْ ؟!.

:سنـــروحُ الــمــلــجـأ ... سامِحْني
فــــالـــمـــلـــجــأ بـاتَ لنا أقربْ

فـَــالأمــْــنُ تــَـحــرَّى مَــأمَـنَـنَـا
و الشـُـرَطُ اسْـتَـوْطَـنَـتِ الـمَـلـعَــبْ

و الــفـَـقـْـرُ تَـفَـشـَّى في بـلــــــدي
و اخـْـتَــلـَــطَ الــمَبني بـــِــالمُعرَبْ

قـــد قـَــتَـــلـْـوا حـَمــزةَ يا حِبّي
مـــع هَــاجـر ... بل أسرُوا مُصْعَبْ

ســـنــروحُ الـــحَـقـلَ ... لكَ البُشْرَى
و الـشـَّغـبُ يـزولُ ... إذ اسـتـلـهَـبْ

***



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

توبة ساقطة

0



في ليلةٍ شتويَّةٍ غازَلتُها
 

عانَقتُها قبّلتُها
 

فتهالكتْ كأرقِّ أنثى عرفتُها
 

فَغَمَزتُها 
 

و دَعَوتُها هَمسَاً : "هَلمِّي
 

و ذَهَبْتُ نَحْوَ الغُرفَةِ الظَّلماءْ
 

أتلمَّسُ البابَ العتيدْ
 

و أضَفْتُ للقِنْدِيلِ زَيتاً
 

 فاسْتَنَارَتْ غُرفَتي
 

فرأيتُها وَرَقاً يَشُعُّ
 

و جَاءَ شَيطَانُ القَصيدْ 
 

ثمَّ أسْدَلتُ السَّتارْ
 

و قَد بَدا نَجمٌ فَقُلتُ
 

 ألا كذا ليلُ السِّرار 
 

و أخفَقَتْ في خَلعِ مِعطَفِها
 

فرأيتُها عذراءَ في ليلِ الزّفافْ
 

دَخَلتْ تَوجَّسُ خِيفَةً بِحَيائِها
 

لا أدريلِمْ تَصّنّعُ اليومَ العَفَافْ
 

هيا هلمِّي حبيبتي
 

هيا هلمِّي للفِرَاشْ
 

و بكُلّ لُطفٍ
 

رُحتُ أُوصِدُ بابَها
 

فتعلّقتْ بالثّوبِ ثوبي
 

ثم قالت :
 

"لا ...  رجوتُكَ
 

دعه مفتوحاً
 

فعلَّ الذنبَ ذنبي
 

أن يكونَ أقلَّ إذا فَتَحْتَ البَابْ
 

فَسَمِعْتُ نَبْرَتَها فَلَمْ
 

أعْهَدْ زُبيدَةَ أنْ تَكلَّمَ
 

في الثّوابِ و في العِقابْ
 

في الذّنوبِ و في الحِسابْ
 

ثم راجَعْتُ السُّؤالْ
 

فقلتُ في نفسي : " تُرى ...
 

في فتحِ بابٍ هل تُرى
تُمسِي الكَبيرَةُ كالّلمَم ؟!"
 

فضحكتُبل و افترَّ ثغري :
 

"ويحَ  أُمَّكِ يا زبيدةُ
 

 أنتِ مازحةٌ وربِّي
 

عانَقََتْنيثُمّ صارَتْ ترتجي
 

تُقْسِمْ و تَبكي
 

فالتفتُّ مُعاتِباً :
 

"أزبيدُ يكفي ذا المُزَاحْ
 

هيا هلُمِّي
 

علَّ الكؤوسَ إذا أرنَّتْ سَمْعَنَا
 

 فاحتْ أهَازِيجُ  الخِطَابْ
 

علَّ الشرابَ إذا تَسَرَّى في العُروقِ
 

طربتِ ثمَّ نَسيتِ ما لونُ العِقَابْ
 

أمْسَكتُ أقداحَ المُدامْ
 

:"زبيدةٌ اليَومَ تنوي
 

أنْ تُغيِّرَ في لياليها الرَّتابَة
 

و هي رَاحَتْ كي تُمثِّلَ
 

دورَ غانيةٍ تتوب."

كِدتُ أرقُصُ

 

كم طَرِبتُ
 

و خلتُها مثلي طَروبْ
 

رُحتُ أسكُبْ ثمَّ أشربْ
 

ثمَّ أسكبْ ...
 

كأسُها لم تمتَلِئ
 

لكنَّ شيئاً كالمُدامَةِ
 

 فوق ظهري ينسَكِبْ
 

انْتَفَضَتْ زُبيدُ فُجاءةً
 

رَمَتِ الكؤوسَ
 

تحطَّمتْ
 

فذُهلتُ
 

لم أدرِ
 

 أذاكَ تَتِمَّةُ الدَّورِ الجديد؟!
 

شَهَقَتْ تُهَرْوِلُ للفِناء
 

فتَبِعْتُها متوجساً
 

: "أزُبيدُ !..."
 

لا
 

لم يبدُ لي صوتاً كأصواتِ الغِنَاء
 

:" أزُبيدُ ... حِبِّي ما دَهَاكِ؟!
 

عَلامَ أنتِ حزينةٌ ؟!
 

بل ما عَرَاكِ؟!
 

أم ادَّكرتِ الغَابةَ السّوداء ؟!..
 

أصواتَ الثّعالبِ
 

و الفَحيحَ مع العِواء؟!
 

حيَّرتِني...
 

أرْهَقتِني ...
 

عذّبتِني
 

يا ربِّ ما هذا البلاء. !"
 

قالتْ : " كذلك نحنُ
 

لا نرجو الإله
 

إلاَّ بِحَربٍ
 

أو خُطُوبٍ
 

أو وَبَاءْ
 

ها إنَّني اليومَ التجأتُ ببابِه
 

و قدِ اعتَصَمْتُ بحبلِه
 

فاشهدْ على تَوبي و أَوبي
 

و استقِمْ مِثلي ...
 

فإنِّي قلتُ ربِّي واستقمتْ
 

إليكَ عنِّي ...
 

ثُمّ قامتْ للشَّرابِ فأهرقتْ
 

نَزَعَتْ سِتَارَ نوافِذِي
 

فَتَحجَّبَتْ
 

و تَجَلبَبَتْ
 

و تَخمَّرَتْ
 

قالتْ : "سـلام.."

 

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ساقطة تحت خيوط الشمس

0



لدليلِ الهاتفِ صفحاتٌ
 

تتلوَّنُ حُمرَةَ أو صُفرَة
 

و بها أثداءٌ لا تُحصى
 

لكنِّي ندِمتُ إذاً ثورة
 

مزَّقتُ الدفترَ مُعتَكِفاً
 

في جوفِ البيتْ
 

أغلقتُ الهاتِفَ و الشَّبكة
 

فالدفترُ قد مَحَقَ البَركة
 

أحرقتُ الدَّفترَ...
 

بل كنزي
 

أبقيتُ الصّفحاتِ الأُولى
 

الصّفحاتُ الأولى من الدفترْ
 

كانت تقتُلُني بذِِكراها
 

كانت كالسَّيفِ أو الخِنجَر
 

لكن قررتُ بأن يُشفى
 

إدماني و حُبي للدّفتر
 

لكني عصَيتْ
 

أنا رجلٌ صِنديدٌ يعتو
 

رجل محتالٌ لا يَسأل
 

لكني نسيتْ
 

و فتحتُ الصَّفحاتِ الأولى
 

و طلبتُ الأرقامَ الأولى
 

لورين!!
 

فردّتْ مُنتحِلةْ
 

صوتَ الشغالةِ فاعتذرتْ
 

خابرتُ رُويدَةَ فاستحيتْ:
 

"أنا تُبتُ و صُمتُ و صلَّيت"
 

فطلبتُ زُبيدَةَ فأجابت:
 

"لكنِّي لستُ في البيت"
 

خابرتُ ولاءَ فما رَدّت
 

حاولتُ صفاءَ لقد صَدّت
 

في منزلِ فاتنَ أطفالٌ
 

قالوا يبكونَ: "قدِ انتحرت"
 

حاولتُ بعشرةِ أسماءٍ
 

إخلاصُ:
 

"سافرتُ إلى النرويج" قالت
 

إيناس:
 

أسِفَت... بل شَتَمَت و تعالت
 

فدوى: دمعتُها سالت
 

و صفيّةُ: زوجي في البيت
 

أخرى أخشى و أخاف
 

و أخرى قد تابت
 

فانفجَر الغيظ
 

فأمسكتُ السّماعة
 

رميتُ بها الحائط
 

كسرتُ الهاتفَ و تعالتْ
 

صيحاتٌ أخرى من الهاتِف
 

أمسكتُ الصفحاتِ الأولى
 

و رميتُ بها نحو الشارع
 

و انطرق الباب فجاءة
 

جريت إلى الباب أسارع
 

شوقي لامرأةٍ تغشاني
 

فإذا شبيحٌ عنفني
 

أَرَمَيتَ بِهذا في الشارع!!
 

أيقنتُ بأنَّ النحسَ غدا
 

من كلِّ جهاتِ الكونِ عدا
 

فاحترتُ أقولُ فما أفعل!!
 

فغدوتُ لأقربِ خَمّارة
 

فقعدتُ لجنبي غانيةٌ
 

تُشعِلُ سيجارة بسيجارة
 

قَررَّتُ لأَرمي الصنَّارة
 

و عزمتُ أقومُ لها , قامت
 

و أتتْ تترنَّحُ تتمايل
 

كغزالٍ ثمِلٍ يتخايل
 

جَلَسَتْ فاستحيا الكرسي من
 

ثوبِ الحسناءِ و ما استحيت
 

قعدتْ قد كشفتْ ساقيها
 

و تحاوْلُ رفعَ التنّورة
 

فعجبتُ و قلتُ لها إنا
 

في الحانةِ , لسنا في البيت
 

و بِذِكرِ البيتِ أظنّكِ أن
 

نُسّيتِ ثوبكِ في البيت
 

ضحِكت تتقهقه  و تعالت
 

أصواتُ الضحكِ بأسماعي
 

بدأتْ أنظارٌ تأكلها
 

حولي فتزيدُ بأوجاعي
 

أمسكتُ بيدِها كي تهدأ
 

فاشتعلتْ شهوتُها و أنا..
 

و أنا مشتعلٌ لا أُطفأ
 

نَهَضَتْ و اقتعدتْ في حِضني
 

فشعرتُ شُعوراً و كأنِّي
 

لا أعرفُ للشِّعرِ مُسمَّى
 

فغضبتُ عليها
 

و قد صبَّت
 

في رأسي و بِجَسدِي النّخوة
 

و اشتعلَ الرأسُ و خدّايا
 

بحياءِ العفةِ و المِنعة
 

فظننتُ بأنّي إنسانٌ
 

أو أُنثى تذوبُ كما الشّمعة
 

 و كأني لا أعرفُ أبداً
 

جسدَ النِّسوانِ أو المُتعةْ
 

لا أعرفُ طعمَ الخمرِ... و لا
 

نكهةَ كاساتٍ أو جُرعة
 

لا أدري ما لونُ الخمرة
 

لا أعرف ما طعم الخمرة
 

لم ألمِسْ أبداً بحياتي
 

نهداً أو خصراً أو نحرْ
 

لم أقرب أبداً لفراشٍ
 

ما أعرفُ كيفَ يصيرُ الأمرْ
 

ما ذُقتُ النشوةَ و الشهوةْ
 

و القُبلةَ أبداً في الدهرْ
 

و شعرتُ بأني كصبيٍ
 

لم يبلُغْ تِسعاً أو عشرْ
 

و شعرتُ بأنَّ ضُلوعي صارت
 

قطعاً من نارٍ أو جمرْ
 

و شعرتُ بأنفاسي تبدو
 

أبياتاً و قصائدَ شِعرْ
 

لم أعرِف ما كنتُ و ما صِرت
 

لم أعرفْ لم تعرِفْ أبداً
 

هل خِفتُ الأشخاصَ و حولي
 

و جميع الأشخاص على السُّكر!!
 

و سبَحتُ بهذا الفِكر إلى
 

أن خِلتُ الكَرْمَ من الجنَّةْ
 

فظننتُ بأني صِدّيقٌ
 

بل خلتُ بأني قِدّيسٌ
 

أو أني ملِكٌ
 

أو أني...
 

لا أدري
 

مخلوقٌ من صِنفٍ أعظمْ
 

مخلوقٌ ..و النوعُ جديدْ
 

مخلوقٌ ..و الجسمُ شديدْ
 

فأنا فأنا لستُ أنا
 

ناداني صوتٌ
 

لم أعرِف من أين الصوت
 

فأملتُ برأسي
 

فرأيتُ خيوطاً تدخُلُ من شُبَّاكِ الفجر
 

فسموتُ عن الدنيا و رُفعتْ
 

ما عاد الناسُ يروا أني
 

كملاكٍ من نورٍ أبيض
 

أستلقي فوقَ خيوطِ الشَّمسْ
 

ترفَعُني تسْحَبُني سَحباً
 

من قَعرِ الظُّلماتِ الخَمْسْ
 

خمرٌ و حشيشٌ و نُهودْ
 

و صديقُ السَّوءةِ و نُقودْ
 

فرُُفِعْتُ عن الأرضِ و سَمَوتْ
 

مُرتاحاً أسْبَحُ مُشتاقاً
 

لكني لا أرنو الشمسْ
 

يسطيعُ الأعمشُ أن يرنو
 

في عينِ الشمس؟!
 

يسطيعُ الأخرسُ أن ينبِس َ
 

أو يهمِسَ همس ؟؟!!!
 

لا يقدِرُ لا يقدِرُ أبداً

 

***
 



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

حوار نهدين

0



يُضنيني زرقاءُ العُيونِ حديثُها
ساتانُ نهديها يشِفُّ لِحَالي

فتجودُ بالإِعراضِ عنّي كلّما
غَنّيتُ في إمتاعِهَا مَوّالي

شقراءُ تشفيني و تكويني كما
يُكوى الجريحُ و ما تُجيبُ سُؤالي

شقراءُ كُوِّرَ نهدُها و كأنّه
عاجٌ جلتهُ آلةُ الصّقّالِ

أو أنّهُ في جاهليةِ قومِها
صنمُ الغِوى في فِتنةٍ و دلالِ

أم أنّهُ رمزُ السّعادةِ و الهَنا
أم مرتعُ الآسادِ و الأشبالِ

أم أنّهُ أم أنّهُ أم أنّهُ
فنسيتُها و غرِقتُ في تسآلي

فعجِبتُ من فُستانِها و حَرارتي
و برودِ فلسفتي عجِبتُ لِحالي

فالشّعرُ و التّضرامُ قِدراً هادراً
فغدوتُ بالإحساسِ كالتِّمثالِ

فتركتُني لبُرودَتي و تأمُّلي
و تركتُها للنَّارِ و الآمالِ

متفكراً في سِرِّ نهديها و هل
إدماني يُشفى دونما استقلالِ!!

و تَحاورَ النهدانُ في سِرِّ الفتى:
قد كان طماعاً بخيطِ وصالِ

فالأيسرُ المُحتالُ قال لعلَّهُ
أفنى قِواهُ لكثرةِ التَّجوالِ

فأجابَ صاحبُهُ "لعلَّ" تضرُّني
و تُشَكِّكُ الإنسانَ في أحوالي

بل إنَّه لو كانَ تعبانَ استوى
فمُداعِباً... أو قُبلةَ استقبالِ

بل إنَّه كالسّبعِ متّحدُ القِوى
مستوفزاً... لكن لغيرِ نِزالِ

بل كان قبلَ دقيقةٍ مُتهالِكاً
في الجذبِ و التَّبجيلِ و الإجلالِ

هل كان طولَ الدّهرِ إلا شَهوةً
يتهالكُ الإنسانُ في إجلالي!!

فأجابَ صاحبُهُ لعلّكَ مُخطِئاً
ووهمتَ ظُلماً فهمَهُ لجَمَالي

و أسأتَ ظَنَّاً في منافِذِ فَنِّهِ
و لذاكَ يا نهدُ اتّركتَ سِجالي

آليتَ إلاّ أن تكونَ مُضلَّلاً
و مجاهِداً يا نهدُ في إضلالي

فتجاهلَ النّهدُ الأريبُ حديثَهُ
فتنهّدتْ من نهدِها المُحتالِ

و كأنّ وَشْوَشَةَ النُّهودِ بِسَمعِها
قد أسْعَفَتْ تَضْرامَهَا لِنِزَالي

و كأنَّ وَهْمَ الجِنسِ لاحَ لِفَهمِها
فاستغرقتْ في الفِكرِ باستِرسالِ

ورأيتُها بعدَ اْستطَارَتْ شهوةً
خَلَعَتْ عِذَارَ الدِّينِ و الإمهالِ

و لقد تخلّتْ عن جميعِ لِبَاسِهَا
من غيرِ تقصيرٍ و لا إهمالِ

فرأيتُها بشُرودِها وبُرودِها
تستبدِلُ الفُستانَ بالأسْمَالِ

وتُحَاولُ الشّقراءُ كَبْحَ نُهودِها
نَسِيَتْ مَفَاتِنَ جِسمِها و جمالي


***



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

قِصّة حُبٍّ انتَهَت قبل أن تبدأ

0


عـَــجَـــبَـاً أعـودُ كطـفلـةٍ في الأربـعينَ ... و لي ولي؟!
بعـــدَ المَشِيبِ ... تَعـَـجُـّــبــاً عـَـينٌ كَسَـيـْفٍ فَيْـصَـلِ
بعــدَ المشيبِ ... زُبيدةٌ في نَـــــارِ حـُــبٍّ تصـطــلي  !
فــالقلبُ مِـلـكاً لــلــفـَــتى القـُرَشيِّ ...ذاكَ الأكحــــلِ

***

أزبيـدُ : لا ... لا تعـجبي ... عِندِي الـزَّمانُ كما يــــلي :
عـِـندي السِّـنـونُ دقــائــقٌ  ... عبـدي الــزَّمانُ يخرُّ لي
و مـعي اللـيالي ألــــفُ عـــــامٍ ... أو أُشـيرُ فتنـجــلِ
ربُّ الــقــوافي ... سـَــــــيِّـدٌ ... أزبيدُ : لا لا تعــجـلي

***

أَفَقَيْصَرَ العُشَّــاقِ : لِمْ رامــــَـــــتْ سُيُـوْفُكَ مقتـلي؟!
أم مـُـستَـبـِـدٌّ بــالنــــِّــســا تســبي القلوبَ فـتُـذْلـِــلِ
أم هيكلٌ ؟! أم معبدٌ ؟! تَشْرِي العـُـرُوْشَ فَتـَـعْتَلي؟!
أَمَـةً أعــــودُ بحـُـبـــِّـــكــم في الأربـعين؟! و لي ولي

***

أزُبَيْـدُ : هـَـذَا العَرْشُ عَرشي ... في السَّـــــمـا فَلتَسْألي
أو  فــــــــاذهبي فَسَلِي المُلُوْكَ ... لْتصْعَدِي أو تَــنْزِلي
و  تــَــــدرَّجي عـَـــبْر العُصُــوْرِ إلى الــــزَّمـانِ الأوَّلِ
أزُبَيْـدُ :  لَيسَ تـَفـَـــاخُراً أُورِثـتُـه ... فـتـمـــهّـَـــلي
أزُبَيْــدُ :  لَيسَ تكـبّــُراً ربُّ القَصِـيْـــدِ .. تَجَـمَّــــــــلي

***

و  لقـد رأيتُكَ ســـيِّدي لمّـَـــا مَـــــرَرْتَ بِمَـــنْـــزِلي
فنظرتُ مــن خَلفِ السِّـــــتَارِ الأحْمـَـــــرِ المُــتُـسَـدِّلِ
و رأيتُ هيبَتَكُم سَنــَــاءً في ســَـــمَائي يـَـعـْــتـَـــلي
و رأيت ُحـــاشيـــةً  و عِزَّاً  و المـَتـَـاعَ المخمَـليّ
فَظَنَنْتَ أنّي كــالــئِسَا... بل قُلْتَ : "إن شِئْتِ ارْحَلي"
و أنـا كـمـِثْــلِـكَ رَبّـَــــةٌ ..... لـَـكِنَّني لا عـَـــــرْشَ لي
أَفَقَيْصَرَ العُشَّـــــــاقِ : إن أزْمَعْتَ صـَـرْمي فـــأجملِ

***

فَأتى الصَّباحُ و قهوتي , و شَـدَا النّسِيـمُ و  بُلبـُـلي
طرُبَ الحَمَامُ و فَاحَ رَوْضِي بـِــالشــّـَـذا ... و قَرَنْفُلِ
فَنَظَرْتُ شـُــرْفَتَكِ التي في القَصْـرِ  و هَمَسْــــتُ انـزِلي
بِوَقَاحَةٍ رَقَصَ السِّتارُ و قال : " رَاحَـتْ ... فَاعْـزلِ"

***

رَاحَتْ زُبَيـدُ و  فـَرْحَتي ، رَاحَتْ لِبَيـْـــــتٍ هَـلـْــهَـــلِ
رَاحَتْ تـُطَـرِّي شِــفَـاهَـهَا و تَعِيشُ عيـشَ سَبَـهْلـَـلِ
رَاحَتْ تُسبِّلْ شَعـْــرَها... بـــــل تَقْتـَـني الكَعْبَ الـــعَليّ
رَاحَتْ تُثقِّفْ جِسمَهَــا تَسْتـَـــــــــذْكِرُ الــدَّهرَ الخَــليّ
رَاحَتْ تُهـــذِّبْ نَفســَــــها مــِـــنْ شِعـــرِ ذاكَ الأرْذَلِ
رَاحَتْ تَهُــزُّ بِخَصـْــرِهَــا طَرَبَاً عَـلى عـُـــــوْدٍ بَــــليّ
رَاحَتْ تـــأنَّقْ ... عَلَّهَا تـَـبْـدُو كــ "بُطـــُرس أنجـُـلي "
تَســلو بِفِتْيَانِ الجَمـَــالِ فَتـَـذْكرُ الــــــــحـُــبَّ الـوَليّ
و تَقَولُ لِصِحَــابٍ : ألا حَــظِّي كَصَخْـــــــــرٍ جَـــنْــدلِ
رَاحَتْ زُبيدُ و فَــرْحَتي ، رَاحَـــتْ لِعَيـْـــــــــشٍ هَـلهَلِ

***

فـَــلِـمـَــــــنْ سَتَشْـكو هَمَّهَا إذ مــا أتَتْ بِالمُعْضِـلِ ؟!
أم مَنْ يُضمِّـدُ جُرحَهَا ؟! و بِمَـنْ تــَـلوذُ و تـَــخْتَلِي؟!
أم من يُعيدُ فــُـــــــؤَادَهـَــــــــا لِلعَصْـرِ ذاكَ الأوّلِ؟!
و  لِمـَنْ تُنَادِي " قـيــصَـرِي " بـِتــَــودّدٍ ... و تـــدلّلِ؟!
و  لِمَـنْ تَقُوْل:"تَعَـجّبَاً ..في الأربعِينَ... و لي ولي؟!"
أم منْ تـُنَاجِي في الـدُّجَى؟! و من النَجِيُّ يكـونُ لي؟!
خـَــيَّرْتُهَــا .... فـــاستَبْدَلَتْ أدْنَى الـمـَــــنـَازِلِ بالعَليّ

***

يا ليتَ شِعـرِي... هــــل تَجِد مِثْلي و قـلبي المُخْمَلِي؟ّ!
لو كـُـنـْـتُ أعـرِفُ أنَّهــا تلقاهُ ســـَـــأقُوْل : اقبلي
و تَــلَــقَّــفِــي أشـْـعَــــارَه و لْتَحْفَظِيْهَـــا و الحُلي
لـــَــكِنــّـني أدْرِي فَـلـنْ تـلـقى كَمـَــا لَمْ تفْعَلِ

***

أنــا بانتِظاركِ يــا زبُيــدةُ ... إن تشــــــــــائِي عَجِّلي
أنــــا بانتِظاركِ زَفـْـرَتي بعـدَ الفِراقِ كمِــــــرجـَــــلِ
أنـا بانتِظاركِ فـارجـــــعي بعد الرّحيلِ ... أوِ ارْحَــــلي
أنــا بانتِظاركِ لـــــن تعــودِي ... ذاكَ عِلــــمِي الأوَّلي
أنا بانتِظاركِ ... لا تـــعـودِي ... فـــالأنــينُ يَلـَـــذُّ لي

***

هذا الجَحِــيــمُ و جنَّتي مُحِقَتْ ... فـــإنْ شِئتِ اقبلي
و الـــوردُ في الـرّوضِ انثنـَــتْ أعْطــَافُــــه بتذلّـــــُلِ
أمـّــا البلابـــلُ كالــغُـرابِ نعيقُهـا ... لا  تسـألي؟!
والشــــَّهدُ أضحى في فمي كــالصَّبـرِ بل كالحَنـظَـــلِ
و أرى القُصــورَ الـمُتْرَفَه كالقَبْرِ و الكوخِ الــــخـــلي
فَتَكبَّرِي بعـــدَ التّواضُعِ فَــارجِــعِي ... أو فــــارحـــلي

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ضياع القلم

0



قــالت : "وداعٌ ؟ أم تــُـــراكَ ســـــــــــــترجــِــــعُ؟"
وسـَقـَــتْ وُرُوداً في الـــرِّياضِ .... فــــــــــــأيــنــعــوا

وتَمَايَلتْ سُـكْرَاً ... تمــُــــــــــرّ خِــــــــــلالــَــــهــــا
أيـدي الهــوى... : بهـــــواكَـ قــــــلـــبي يـــنـــبـُـــعُ

وترنَّــــحـتْ ... والــــــوَجـــــدُ في أعــــطـــافـِــــهــا
تُخـــــــفــي الأنـــــــينَ ... و فيَّ سَمْـــــعٌ يَخْشــــَــــعُ

:"واهـــــاً خــــلــــيــــــلي هــــل تــــُــراكـَ قَطَعتَني ؟
أم هـــــل تـُـــــرى حـــبـــــلَ المـــودَّةِ تــقــطـــعُ؟

واهـــاً خــــلــــيـــلي هـــل تــــُــراكـَ تــروحُ مَــــــن
بـــــــــــاتـــتْ رذيــــــــلتَها الــــــــــرَّذيلةَ تُتْبِــــعُ

واهـــاً خــــلـيــــلي تـَــــــارِكاً مــــَـــنْ أسْـقـَــــــمَتْ
فـــــيــــكـَ الجُسُومَ ... و كلَّ طـــرفٍ يــــــــدمــــــــعُ

ودَّعـــتــَــني وهجـــــرتَـني وجـــــفــــــــــــــــوتَـــني
أغـــــــــرقـــتَــــني ... و نسيتَني أتـَضــَــــــــــــــرَّعُ

آهٍ وربِّي مــــــــا أرى لي مـُـــــــنـْــــصـِـــفـَــــــــــاً
مـِـــــنكُم ..... وكـُــفِّي بـــالدُّعــا لا يـُـــــرفـَــــــــــعُ

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... والأمـــــورُ عَـواقــِــــــــبٌ
ســـــلَّــــمــتُ للرَّحمنِ مــــــــــــــــا أسـْــتـَــــــودِعُ

***

يــــا مـــن هـــويتُ...ولَمْ أَزَلْ أهــــــــــــــــوى ولَمْ
تـــُـــبدِ الهــــــــوى أو أُبــــــدِه مـــــا تَصْـــــنَـعُ ؟!

يــا شـــــاعـــــــراً : أيــــن القصــيدُ وَعـَــــــــدتَـني ؟!
يـــــــا تــــــاجِراً : فَمـَـــــــتَى الـــــدُّيونُ ستُدفــَـــعُ؟!

يــا شـــــاعـــــــراً : بِئْسَ الشُّــــــعـورَ وهبـتــــَــــــني
أقسمتُ: روحي إذ تــــــــــروحُ ســـــتـــُــــــــــــــنزعُ

قـــــد كـــنــــتَ في كلِّ الــــنّـَـــــوازلِ مـَـــــــــــنزِلاً
والـــــــيـــــومَ أنــــت مُــــــلـِــــمَّــــةٌ لا تُـــــرفعُ

قـــــد كـــنــــتَ كالحـِــصْــنِ المــَنـِـيـــعِ إذا أَتـَــــــتْ
تحــــــــدو المــَــصــَــــائِبُ... مــَـانِــعَاً لا تَجــْـــــزَعُ

قـــــد كــُـنــــتَ سِـــرِّي والمَســـَــــــــــرَّةَ و السّـُـــرى
و الــــــيـــــومَ عــــنِّي النـــــَّـــوم عنِّي تَدفـــَـــــــعُ

ألِــــــذاكَ سِــــــرٌ ؟ أم سـُـــــرِرْتَ بِدَفعـِــــــــــــهـا؟
أبـِــذاك خـــــــيرٌ يـــــا خليلي يُــــــقــــنــِـــــــــعُ؟

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... و الأمـــــورُ عـــــــــــواقبٌ
ســـــلَّــــمــتُ لـــلـــــرَّحمنِ مــــا أســْـتــَـــــــــودِعُ

***

أيــــــــــن الــعُــهُـودُ...وثـِقـــْــــــــــــتُ إذ وثَّقتَها ؟!
أيـــنَ المــبــــادِئُ والشَّــــرائِعُ تـُـــقــــْـــــــطــَــعُ ؟

أيــــــــــن المـــــواثيقُ الَّتي قـــــد أُعـــلِـنـَـــــــــتْ ؟
فــــــذهــــــبـــــتَ في الأقوامِ صــــوتـَــــاً تَصـــــــدعُ

وطـــفــِـقــــتَ تُــــبـدي كلَّ يــــومٍ مَـــذْهـَــبـَــــــــاً
قـــــانـُــونَـــه أفكــَـــــارَه... وتُشــــــــــــــــــرِّعُ

و الـــــــنَّـــــاسُ في هـَــــرْجٍ ومَــــــرْجٍ أُشـْــــــرِبـُوا
 كأسَ الخــَـــــــنـَــــــا ... والشّـَـــــــرُ فيهِمْ يَرتـــَـــعُ

سَكِروا ... ومـِــــن دونِ المُــــدامِ تَمـَــــــــــــــــــايَلوا
سُكـــْــــــــراً ... وفي حَقْـــلِ الرَّذائلِ أيـــــنـــعـــــــوا

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... و الأمـــــورُ عـــــــــــواقبٌ
ســـــلَّــــمــتُ لـلـــــرَّحمنِ مــــا أســـتــــــــــــودعُ

***

قـــــــد بـــِـعــــتــُــــكم رُوحي ، وربِّي شـــاهـِـــــــــدٌ
فـــــــالــــــعــــاقِــدانِ وشاهـــِــــــــــدٌ قــــد وقَّعوا

والصَّـــــــكُّ في حِـــــــرزٍ ... عـــــــــلامَ تَأخَّــــــــرَتْ
عــــــــــــــــنِّي الدُّيونُ ... فهل تـــُـراكَـ ستــَــــــدفـَعُ ؟

إن كـــنــــــتَ ذو عُســـــرٍ فَــلسْـــتَ مُمـَـــاطـِــــــــلاً
فــــــالمـَطــــلُ في الــــتُّــــجَّــارِ شَينٌ إن دُعــــــــــوا

فــالمـَـــطـْـــلُ يــُـــؤذِيني و حـــقِّــكَـ أسـْــــــــــــــدِني
حقِّي ... و إلاَّ للـــــقــَـضــَــــاءِ سـَـــــــــيُرفــَــــــــعُ

هــــــــذا القـَـــضــَـــاءُ و فــــيـــه قـــــاضٍ مُـنـصـفٌ
عَـــــدْلٌ ... شَـــهِــيـــدٌ ... في السّـُجونِ ســَـتـَقْـبـَــــَـــعُ

فـــَــــوّضـــْـــتُ أمــــرِي ... والأُمُورُ عـــــــــواقِــــبٌ
ربِّي حـَـفِـيـْـــــــــــــــظٌ لا أَرَاه يــُضـــــــــــــــــيِّـعُ

***

قـــــلبي فـــديـــتـُــــكَـ إذ أراكَـ مـُــصَــــفّــَـــــــــــدَاً
والـــــقَــــــيدُ طـَــوّقَ مِعصماً و استـــُـــــجـمـِـعـُـوا

قـلبي وهـــبـــتـُـكَـ هــــــــــــــاكَهُ زِنــْـــــــزَانــَـــةً
فـاقْــــبـــعْ بهـــــا ... فِيهـــــا تــــروحُ وتــــــرجِعُ

قـــــلبي وهـَــبـْــتـُكَـ هــــــــــــــاكَهُ قَصْراً ... أنــــا
فـــــيــــــه الدَّليلُ لكم أدِلُّ ... وأَخْضــَــــــــــــــــــعُ

قــلبي وهـــبـــتـُـكَـ هــــــــــاكَهُ قـــــصراً مُــنـــيـــــ
ـــفـَـــاً شِــــرْبـُه صـَفـــْـــــوٌ زُلالٌ سـَــــائِغٌ تـَـتـَـجَــرَّعُ

ســــلَّــــمــتُ أمــــري ... و الأمـــــورُ عـــــــــواقـِـبٌ
ســـــلَّــــمــت لــلـرَّحمنِ مــــا أســـتـــــــــــــــودعُ"

***

قــالت : "وداعٌ ؟ أم تــُـــراكَ ســـــــــــــترجــِــــعُ؟"
وسَـقَــــــتْ وروداً في الـــرِّياضِ ... فـــأيــنـــــعُـــــــوا

والـــــــــدَّمــــعُ مــــــنِّي لا يـــَـــــــزالُ مـُكتــّــَــمـاً
و لـَـــــــــدَمْـــــعُ قلــبي سـَـلـــسـَبِـيــــلٌ ...طـَــيِّـــعُ

يــــا مـــن هــَــوَيتُ ... و لم أزَلْ أهــــــــــــــوى ولَمْ
أُخــْــــفِ الـــهَـــــوى أو تُخْـفـِــهِ ... مـا أصـْــــنـَعُ ؟!

ضــاعَ المــِـــــدادُ خــَــلـِـــيـْــلَتي ... لا تَجـْــــــــــزَعي
فــــــــالظُّلمُ ولَّى ... و الظَّـــــــــــــلامُ سيـُـقـــــــشَعُ

ضــَــــــاعَ المــِـــــدادُ خـــَـلــــيـــلَتي ... لا تَحْــــــزَني
فَسـَــــــأُلفِهِ ... أو أَشــْــــــــــتَرِي ... وســَــأُتْبـِـــــِعُ

لا تَحــْــــــزَني ... مـــــــا للصّـُـــــــدُودِ تـَـوَاجـُـــــــدٌ
إذ مـــــــــــــا تَرَيْنَ الشَّمسَ لاحــَــــتْ تـَــطـْـــــــــلُعُ

لا تَحـْـــــزَني... لا تـــَــيــْـــــأسي ... لا تَــقـْــــنــــَـطي
تـَــتـَــنـَـهَّــــــدِي ... تـَـــــتَـــــأوَّهي ... فَسَـــأَرْجـِــعُ

عــَــبــَـثــَـاً أُحـَــــاوِلُ ... بَلْ وصَـــــــدْرِي مُــــــدنـِـفٌ 
في صـَـرمـِــــنـَـــــا ... وقـُـــــــلـُـــوبــُــنــَــا تَتَقطََّعُ

كم مـــُـقـلـــةٍ ذَرَفـَـــــتْ! وكَمْ في بَــيْـــنـِـنـــــَـــــا
بانَ الــــــــــــرّقَادُ! بل اســــــــترابَ المَخـْـــــــدَعُ !

و الطَّـــيـــفُ و النَّـــجـوى و حــُــزنٌ و الأســـى
في كلِّ ليــــــلٍ ... أو صَبــَـــــــــاحٍ يَــتــْــــبـَـــــــعُ

أســــلمتُ وجهي للّـَـــــــــــــطِــــيفِ ... وآيـَـــــــــةً
في حُســـــــنِها وعـَـــــــفــَــــافـــــِــهَـــا تـَـتـَــورَّعُ

***

فــــالعَهْدُ عَهـْــــــــــدٌ إذ أرَاه مــــُــنـــَــــجّـَــــزاً
والــدَّينُ حـــَـــقٌ في الــــلِّــقـــاءِ سيُـــــــدفَـــــــــــعُ

مـيــــثــــــاقـُــنــــا : شَرْعٌ صــَـــرِيْحٌ مـَـذْهـَـــبٌ
إن ضُـــــيِّــــعَـتْ بِهـِـــمُ الأمـــَـانـَـــــــةُ يُـتــْــبـَـــعُ


و العِشْقُ دِيــْـني و الصَّـــــــبـَـــابـَـــةُ غـَــــــــــايَتي
والحـُــــــــبّ في الـــــوِجـْــــدانِ ليس يُضـــــــــيّـَعُ

***

فإذا بـصـُــبـحٍ والصَّــــــــبــَـــــاحُ بـــِــــــــــدارِنــا
وبخـــــدِّه مـــــــَــــــاسٌ تَسَاقَطَ يــَــلــــــمَــــــــعُ

يــا صــُـبـــحُ : مــــــــا أوفـَــاكَـ خِــــــــــلاًّ ، بعد أن
بِنَّا و بِنْتُم واســــتــَــــبــَــــــانَ المَطـْـــــــلــَـــــــعُ

يـــــــا صُـــبـــحُ : مـــــا أصفَاكَـ خـــِــــلاًّ ... إنَّمــــا
أُقصِيتُ عـــــَـــــنْــــكُمْ مُجـْـــبَراً ... أفَـتَـقْــنــَـــــعُ ؟

يـــــــا صُـــبـــحُ ... بل يا خِلُّ أنتَ المـــُــــــــــــرْتَجى
مــــــــــــــا لي ســِــــــواكَـ لِشِدَّةٍ لا تُرفـــَـــــــــــعُ

يـــا خِـــلُّ شــــــوقي لا كَشـَــــــــوْقِ أحِـــــبـــّـــَـــةٍ
لا ... لا وربِّي دربَهــــــُــــــــم لا أتــْـــــــــــــــبـَــعُ

يـــــــا خِـــلُّ: ضـَــاعَ الطـّـِرسُ و القِــرطــــــاسُ ...بل
و دواتـُـنــَــــا و يــــَــــراعـَـــــةٌ ... أفـَــتَرْجـِـــعُ

يــــــــا خِـــلُّ : إن ضــــَــــــاعَ الــــــيَرَاعُ فَمَـــنْ لنا
غــــيرُ الــــــــــيَراعِ إذا تَـكـَـــــلـَّــــــمَ يـَـنــْــفَــــعُ

مـــــن لي بِبَثٍّ عـــــــــنْم بـــِــعـَـــادِ أحِــــبّــَــــتي!
مــــن لي بشــــَـــــكوى الــــــدَّارِ إذ هِي بَلقــَــــــعُ !

يـا خـِــلُّ : كَم في بُــــــــعــْـــدِكُم نـَـــاجَــيْــتُــــــــكُمْ
أَفَمَا أتـَـــــاكُمْ طَــيْـــفُــــنَــــا يــَــتـَـــضَـــــــــرَّعُ؟!

أفمــــــــا أتــــــاكم طــيـــفُــــنَــــا في لـَـــيـــــــلَةٍ
يتنفَّسُ الصّـُـــــــــعــَـــدَا ,و سُمّـَــــــــاً يُـــنْـــقَـعُ ؟!

أَفَمَـــا أتــَــــاكُم طـَـيـْـفُــــنَـــا مــُــــتَــأوِّهـَــــــاً ؟!
أَفَمَـا أتــَــــاكُم طـَـيـْـفُــــنَــــا المــــُــتـَـــوجِّـــــعُ؟!

أفمـــا أتــاكُم طَــيْـــفـُـــنَــــا مُستسمِحــــَـــــــــــــاً
لكمُ يـــــــــــدِلُّ ولـلــقَــضــَـــــــــاءِ ويَخْضَــــــعُ ؟!

أفَمَـــا أتَــــــاكُم طَــيــْــــــفــُــنَــــا يَرجـُـــوْ الشِّفا ؟!
ولـِــــــــــدارِكُمْ منَّا الــــــــــقـَــوافِي تَهْـــــــــــرَعُ ؟!

أســـــــــــلَمْتُ وجهي للَّــــــــــــــطِيفِ ... و آَيَـــــــةً
في حُســْـــنِها و عــــــفــــــافـِــهـــا تـَـتــَـــــــــورَّعُ

***

قـــــــــالـــــت "وِصـَـــالٌ ؟!" إذ رأتنيَ أرجِـــــــــــــعُ
وســــَـــــقَـــتْ وُرودَاً في الرِّياضِ ... فــأيــنـــــعُـــــــوا

وترنَّحــتْ... والــــــوَجــْـــــــدُ في أعْــــطـَــافـِــــهــا
و مِــــــــن اللَّطيفِ وديعــــــــــــــــــــِتي أسْتَرْجــِــــعُ

فــــــــالــــيــــومَ لا  صَــــدٌّ ... ولا هَـــــجرٌ ... وذا
خــــــِـــــــلِّي ... ودمـــــــــعي سلسبيلٌ طيِّـــــــــــعُ

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه