عشرون عاماً1

0



-1-
عشرونَ عاماً أو تزيد
أرسلتُها
كَلُفافةِ التبغِ التي 
دخّنتُها في مَكسيكو
و كَقُبلةٍ في الهِندِ 
أسفلَ معبدِ البوذِ الذي
تعلوهُ أصنامُ النساء
قد خِلتُ قُبلتي تلكَ دامت 
نصفَ عامٍ
أو يزيد
***
عشرونَ عاماً أو تزيد
رأيتُها كسحابةٍ
في جوّ باريسَ المحببِّ في الشتاء
أو أنّها رُوسيّةٌ في فندقٍ
في حيّ هونغ كونغَ الفقير
هي آيةٌ بجمالِها
هي فتنةٌ بكمالِها
تبدو رخيصةَ كي تصيرَ بلا ثمن
لكن تنالُ بها سِقاماً
في غدٍ أغلى ثَمَن
تُبديها عمرَك كي تُريقَ سِنيّه
فوقَ الدِّمَن
***
عشرونَ عاماً أو تزيد
كانت ككأسٍ من نبيذٍ في نُزُل
أو مسرحٍ في وسْطِ مدريد
أو مرقصي ذاك البعيد
أو أحتسيه على سراج الكوخ
و ضميري الشهيد
أو فوق سرج الخيل في البيداء ...أو
في لندن البيضاء
و المحروقة الممزوجة الملعونة
الحمقاء أو
في متحفِ الشيطانْ
وعباءة السَّاتانْ
مع تاجِرِ الخيطانْ
فَنُحَدِّثُ الحيطانْ
و بكل كأسٍ قائلين:
لا لن نزيدْ...
عشرون عاماً تلك كانتْ كالمنامْ
يا ليتَها كانتْ كخيطٍ أسودٍ تحتَ الظَّلامْ.
***

-2-

عشرونَ عاماً أو تزيد
و لطالما بفنادقِ الغَربِ اْغتَرَبتْ
و إلى مسابِحِهِم نَزَلت
و في مسابِحِهِم
تَرى الأميرةَ و الفقيرةَ
كُلُهُنَّ كذا سواء
فهُنا بلا تمييز بينَ ملابسٍ غربيّةٍ
أو جُبّةٍ عربيّةٍ
فتُميّزُ الحسناءَ من لونِ النُهودْ
فَهُنا هُنا نزعُ الكِساءِ معِ الحياءْ
فهُنا التَّعرّي واجبٌ
و هنا الخلاعةُ غايةٌ
و هُنا هُنا كُلّ النِّساءِ هُنا سواءْ
كُلّ النِّساءِ هُنا بِسُوقٍ
مَعْ نُهودٍ مع خُصورٍ
لا لا كساءٌ أو حذاءْ

***







-3-

عِشرُون عاماً بينَ أَثداءِ.
النّبيذُ مع الحشيشِ
جريدةً في قَبضتي
و كأنّها أُرجوزةٌ رتّلتُها
بالرّوشةِ  السُّفلى و قد
كانتْ ببيروتَ العتيقةِ
ألفَ أُغنيةٍ سمِعتْ
و بجوفِ نهرِ الموتِ  كم
أمسيتُ أسبحُ
طالما فيهِ غرِقتْ
أمسيتُ أسْكَرُ
طالما فيه ثمِلتْ
***
بيروتُ كانتْ ذِروةً لي في السِّنينْ
بيروتُ كانت مَصيفاً
مشتىً و حتّى مَربَعَاً
بيروتُ لم أشْتَقْ إليها
بيروتُ كُنتُ مسافِراً
في زُرقةٍ في بَحرِ عينيها
و تحتَ الصَّخْرةِ الملساءِ
في الجبلِ الأشمْ
يا طالما ليلي قضيتْ
***
عشرونَ عاماً أو تزيدْ
في كلِّ عامٍ كنتُ أصعدُ في الجبلِ
أرقاهُ من بيروتَ
أرقى عالياً
كَمُحلِّقٍ أو رائدٍ يغزو الفضاءْ
حتى يخالُ بأنّهُ
يستدبرُ الأرضَ الغريبةْ
يا جوّ بِسكَنتا  العجيبْ
يا جوّ بِسكَنتا الغريبْ
يا جوّ بِسكَنتا بها
خمرٌ و نهدٌ
بل نهودٌ مع حشيشٍ مع صليبْ
بِسكنتا كم عُشّقتُ فيكِ النهدَ الاَبيض
قد توسّطَهُ الصّليبْ
بِسكنتا فيكِ النَّهدُ يُغسَلُ كُلّ صُبحٍ
بالسّذاجةِ و الحليبْ
بِسكنتا فيكِ النهدُ يبدو
مثلَ آياتِ الجبل
يبدو عزيزاً
بل منيعاً
مثلَ حِصنٍ
قد تعالى عنِ القُبَل
ثم يبدو مرتعاً حُلواً خصيبْ

***

 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه