يُضنيني زرقاءُ العُيونِ حديثُها
ساتانُ نهديها يشِفُّ لِحَالي
فتجودُ بالإِعراضِ عنّي كلّما
غَنّيتُ في إمتاعِهَا مَوّالي
شقراءُ تشفيني و تكويني كما
يُكوى الجريحُ و ما تُجيبُ سُؤالي
شقراءُ كُوِّرَ نهدُها و كأنّه
عاجٌ جلتهُ آلةُ الصّقّالِ
أو أنّهُ في جاهليةِ قومِها
صنمُ الغِوى في فِتنةٍ و دلالِ
أم أنّهُ رمزُ السّعادةِ و الهَنا
أم مرتعُ الآسادِ و الأشبالِ
أم أنّهُ أم أنّهُ أم أنّهُ
فنسيتُها و غرِقتُ في تسآلي
فعجِبتُ من فُستانِها و حَرارتي
و برودِ فلسفتي عجِبتُ لِحالي
فالشّعرُ و التّضرامُ قِدراً هادراً
فغدوتُ بالإحساسِ كالتِّمثالِ
فتركتُني لبُرودَتي و تأمُّلي
و تركتُها للنَّارِ و الآمالِ
متفكراً في سِرِّ نهديها و هل
إدماني يُشفى دونما استقلالِ!!
و تَحاورَ النهدانُ في سِرِّ الفتى:
قد كان طماعاً بخيطِ وصالِ
فالأيسرُ المُحتالُ قال لعلَّهُ
أفنى قِواهُ لكثرةِ التَّجوالِ
فأجابَ صاحبُهُ "لعلَّ" تضرُّني
و تُشَكِّكُ الإنسانَ في أحوالي
بل إنَّه لو كانَ تعبانَ استوى
فمُداعِباً... أو قُبلةَ استقبالِ
بل إنَّه كالسّبعِ متّحدُ القِوى
مستوفزاً... لكن لغيرِ نِزالِ
بل كان قبلَ دقيقةٍ مُتهالِكاً
في الجذبِ و التَّبجيلِ و الإجلالِ
هل كان طولَ الدّهرِ إلا شَهوةً
يتهالكُ الإنسانُ في إجلالي!!
فأجابَ صاحبُهُ لعلّكَ مُخطِئاً
ووهمتَ ظُلماً فهمَهُ لجَمَالي
و أسأتَ ظَنَّاً في منافِذِ فَنِّهِ
و لذاكَ يا نهدُ اتّركتَ سِجالي
آليتَ إلاّ أن تكونَ مُضلَّلاً
و مجاهِداً يا نهدُ في إضلالي
فتجاهلَ النّهدُ الأريبُ حديثَهُ
فتنهّدتْ من نهدِها المُحتالِ
و كأنّ وَشْوَشَةَ النُّهودِ بِسَمعِها
قد أسْعَفَتْ تَضْرامَهَا لِنِزَالي
و كأنَّ وَهْمَ الجِنسِ لاحَ لِفَهمِها
فاستغرقتْ في الفِكرِ باستِرسالِ
ورأيتُها بعدَ اْستطَارَتْ شهوةً
خَلَعَتْ عِذَارَ الدِّينِ و الإمهالِ
و لقد تخلّتْ عن جميعِ لِبَاسِهَا
من غيرِ تقصيرٍ و لا إهمالِ
فرأيتُها بشُرودِها وبُرودِها
تستبدِلُ الفُستانَ بالأسْمَالِ
وتُحَاولُ الشّقراءُ كَبْحَ نُهودِها
نَسِيَتْ مَفَاتِنَ جِسمِها و جمالي
***
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق