تبصير

0



سترجع سوف تخبرني
ايا مفتاح قافيتي
وصفت بقولك الدنيا
وما حولي
وهذرمتي
والواني
وعصياني
جمعت جميع ما قالت
به أمي
وأصحابي
وإخواني
فمن انت
فقل بالله لا تخفي
فإني بت في شكٍّ
ألست صديقي الأول
ألست هنا
بمدرستي
بجامعتي
ألست أعز جيراني

 أضعت هناك مفتاحي
بيوم النزهة الكبرى
سرقت هناك مصباحي؟
قرأت وريقة صغرى
بها خبأت أوصافي
وأشواقي
وإحساسي
وتحناني

 ألست صديقي الأول
ألست حبيبي الأمثل
ألست النار تكويني
بليلاتي
وتصليني
بها شوقا
بسهراتي
وتبعثني كمثل الماء نضاحا
هنا عذبا
بآهاتي وأشجاني

 فما ذنبي
فأخبرني
وأنبئني
ونبهني
رجوتك لا تعذبني
ولا تشعل بي الأشواق
أتوه أجن
أروح أسيح في الأسواق
أطير أغوص
في الآفاق والأعماق
تزيد نزيف شرياني

 أضعت؟
أتهت
في سري
ومن يارب أرسله
لكي يحكي هنا سري
وكيف القدرة العليا
لتخلق مثله
عجبا!!!
أبعد الرسل من يوحى
إليه
فلم أجد أبدا
ولم أقرأ
ولم أسمع
ولم أفهم
ولم أدر
بأن يوحى إلى بشر
ويهتف فيه
أويلقى
بروعه...
جل من يسمو
عن التشبيه والتمثيل
ألهمني
إلهي
كيف تلهمه!!

 أنا أنت
فلا تخشي
أنا المفتاح والمصباح
أنا "دكتورك"الجراح
أنا المرتاح
باطمئنان وجدان

لوكان عندكِ ما أكاتمُ من هوى

0





لوكان عندكِ ما أكاتمُ من هوى
لظننتِ أنْ طبعَ الصَّبابةِ أخرقُ

وعلمتِ أني لا أقولُ لكِ اركبي
في الموجِ نحوي إن رأيتني أغرقُ

وفهمتِ من أُسُسِ المحبةِ لعبةً
قد يستوي فيها المليكُ وبيدقُ

أبداً... جهلتِ كلَّ ما قدْ حلَّ بي
وشرعتِ في صدِّي وقلبي يخفقُ

وطفقتِ في زرعِ التَّكبُّرِ والنَّوى
وأنا بوصلِ حبالِ ودِّي أطفَقُ

أتُلامُ إن صِيدَتْ حمامةُ فارتمتْ
بشباكِ سِحرٍ فهي فيها تنقق!؟

وترينني في البيدِ سبعاً... بل أنا
ملكٌ عزيزٌ ههُنا... وموفَّقُ

فهنا لنا بستانُ كلُّ متونه
جن تهابُ السَّبع إذ هو مُطرقُ

فأطوفُ في تلك الصحاري مجاهدا
فيها وحيدا ... كيف مثلي يعشق!؟

فيم اجتماعي فيك والبيد ارتوت
من نهر حبي ...قبل كانت تحرق

فتحولت تلك الرمال كأنها
تبرٌ يرن رنينه بل يبرق

وتقلبت فيه العظاءة فالتوت
طورا تعانق حبها وتسابق

والشوك أصبح نرجسا وتحولت
ثم العضاة كياسمين يعبق

والنسر طار كعاشق... وتطورت
فيها النياق فأصبحت لا تلحق

وهُنا الدُّروبُ ترينَها مرسومةً
بعبيرِ شوقٍ هادرٍ يتدفقُ

وهنا الغيومُ كأنَّها من عسجدٍ
عندَ الغروبِ... وبعده تترقرقُ

وهنا الكمال ... إذا أتيت هنا تري
ن الشيء ليس كما يراه موثق

فالحب في الصحراء ليس مداهن
والشوق في الصحراء ليس منافق

والعلم في الصحراء علم مسافر
لاث المحبة صادق ومصدق

فالجوعُ في الصَّحراءِ جوعُ لذاذةٍ
والنَّجمُ دُرٌّ ههُنا يتألَّق

فلِكُلِّ نجمٍ لاحَ في غسقِ الدُّجى
صوتٌ رخيمٌ طاهرٌ بل مُشفِقُ

ولكلِّ نجمٍ في السَّما اسمٌ ظاهرٌ
فترينني مُتفقداً يتحقَّقُ

والرِّيحُ عندي صوتُها ألحانُها
لغةٌ تُكلِّمُ من ترومُ فتنطقُ

فتحادثُ الرَّجلَ الأصمَّ فينتشي
بسماعِها... تعظُ الجهولَ فيُشفِقُ

للريح صوت لو سمعت نداءه
لعلمت أن طبع الصبابة أخرق


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

اطلق عنانك فالربيع اتاكا

0



اطلق عنانك فالربيع اتاكا
ودع الهموم وحزنها لسواكا

الله ما هذا الصباح فلم اجد
مثل الفرات ومائه اتراكا؟

يجري بصمت وسط حسن مذهل
اترى استطعت لكنهه ادراكا

هذا النسيم معلِّلاً لقصائدي
فرميتُ فيه مسائلاً وشِباكا

فمحاولاً وصفَ الجِنانِ ومنْ يكنْ
وسْطَ الجنانِ فلا يرومُ سواكا
***
وانا بوارفِ نخلةٍ سمقتْ هنا
فبها رأيتُكَ... هزَّني ذكراكا

وأنا على الحال الذي أسلفتُ إذْ
غفلت عيوني قاصداً لأراكا

فقطعتُ كلَّ مسافةٍ ومفازةٍ
وقطفتُ ورداً قاصداً إياكا

الله ما هذي الرياضُ كأنَّني
في عدنَ أسقى ماءها  برُباكا

فمزاجُها تسنيمُ إذما أينعتْ
فيها الثِّمارُ ... حماكُمُ وحباكا

الله ما هذي النسائمُ!! من هُنا
لَثَمَتْ شفاهُكَ!! أم يفوحُ شذاكا

أأراك يا جُعِلَتْ فِداءكَ مُهجَتي
هذا الصَّباحَ بروضتي أأراكا!؟
***
 
٣-٤-٢٠٢٠ 
الجزيرة السورية
 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أنت النعيم

0


أنت النعيم
ام الجحيم أم السعادة والهناء ام البلاء المنتظر يا انت يا كل الخطر أنت الشقيقة و الحقيقة والمجاز وخبزة التنور بل شعلة البخور والظاهر المستور انت الخبيئة بل وفي عينيك ليلا أو نهارا تختبي كل القوافي والصور انت الهوى بل ربما أنت الهدى والفل واللبلاب أنت بمعجمي والياسمين وشتلة النارنج في حاراتنا بل كل غصن مائس بل كل طيب ينتشر يا انت يا جذر المفاتن حيث صبت في مساحيق النساء وطيبهن بشامنا قبل السحر حتى رأيتك في المنام فقلت عجبا أين كنت وأين سواني القدر!! -------------- ياوردة نبتت فجاءة في حديقة مكتبي والصب كان مراهقا ينساب من قعر الزقاق وسطحه ليساهر النجمات حيث تواعدا في شرفة الفوال حيث بنية الفوال تعقد عقدة بعد العشاء بمرقد الشيخ الولي الزاهد المدفون بعد زقاقنا في مسجد جذل صغير أمه النساك من كل الشآم وقد رأوا مع ابنة الفوال شالا احمرا قد طرز الحرفان فيه بدقة وبراعة تزجيه فوق رخامة القبر الصغيرة علها تنفعها في فهم الحبيب الصب في تهيامه ... ---------- والصب كان مراهقا يغدو بعيد الظهر نحو مدارس الفتيات ثمة يلتقي مع ابنة المحتال كي تعطيه بضع سجائر سرقتها من تبغ المؤونة كي تبرهن حبها... والصب كان مراهقا ومنافقا ومشاكسا ومعاكسا.. ------- ياوردة : لما رأيتك في الحديقة لم أكن أخشى عليك سوى المراهق والمنافق أن يساور هذه الحيطان عند القائلة رغم الصعوبة انني صممتها عند البناء رفيعة ملساء جدا مائلة -------- أضحكتني... وكأنني كالأعزل الغر الذي سرقت عصابة حينا ترسانة الجد الزعيم ومن السلاح تحطم التمثال حتى قد استوى في مدخل الخان العظيم ليدوسه الزوار كل عشية وبكل وقت كان بوذا أو مناة أو هبل واليوم صار حفيده يتسول السياح قرب حطام تمثال الزعيم أواه كم كان الضجيج بقربه واليوم ما أحلى الرنيم --------- أضحكتني.. خوفي عليك من الصبي أحالني أسدا هصورا إنما في زي عربيد رجيم أواه ما هذي الحياة وكم غدت أسماؤنا بجلال محراب الطبيعة ماثلة أواه ماهذي الحياة ولِمْ أرى وصل الحسان حقيقة لاريب فيها واجبا" لاشك فيه لابد يوما نائله لابد يوما فاعله ----------
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقيانت النعيم

الحرب في زمن الحب

3

لمَّا علِمتُ بما جهِلتُ
وأنَّني  ضيَّعتُ في الحربينِ حباً 
آبتِ الآهاتُ تغزو لمَّتي 
و الشَّيبُ غطَّى أعظُمي 
و مدامِعِي أضحتْ هناكَ 
وقصائدي كالمِسكِ فاحَ من البَصَلْ
أفأغزو هذا الفيلقَ المِطواعَ
أم جيشَ القُبَل ؟!
أم كلَّ أنثى راحتِ الأشباحَ تبكي
ثمَّ تشكو من مُحيَّايَ البطَلْ
__________ 
أفتذكُرينْ
أفتذكُرينْ
لمَّا التقينا صُدفةً بعد العِشاءْ
أقبلتُ نحوَكِ مُرهفاً
وأميسُ كالغُصنِ الرَّطيبْ
أمسكتُ أصبُعكِ الرَّقيقْ
ولمستُ وجنَتَكِ النَّديَّة
وفضضتُ تلكَ العُلبةَ البيضاء
وصببتُها في كأسِنا
كي نشربَ الكاسا سويَّا
وفُجاءةً
ووراءَ تلكَ الأكمةِ الفِضِّيَّةِ المُتلوِّنة
قد أقبلَ الجيشُ الغريقْ
يجثو على أفواهِ أكمامِ الزَّهَرْ
ويُعيدُ للأغصانِ تلك جهنَّماً
و:"ليعبُدوا من يعبدونْ
نحنُ الألى
نحنُ البشرْ
نحنُ الذينَ أو اللواتي
بل ونحنُ العلمُ و المجدُ العتيقْ"
وهناكَ خلفَ الأكمةِ الفضِّيةِ المُتلوِّنة
أرخيتِ شالاً من شريطِ سياجِنا
ولففتِه
وربطتِني بالشَّالِ ذاكْ
فحميتِني
ألهمتِني
وأذقتِني
من شهدِ فاكِ مع السَّحَرْ
حتى تبيَّنَ من هُناكَ الخيطُ الاَْبيضُ مع أخيه
فدفعتِني
وشفَعتِ قُبلةَ خدِّكِ المُحمَرِّ مع ذاك الشَّقيقْ
فرأيتِني
وأنا أقبِّلُ بعدكِ الأغصانَ
خلف التَّلة الفضِّية المُتلوِّنة
و الجيشُ ثَم مُراقِباً يحلو لهُ كأسُ النَّبيذْ
كأسُ النَّبيذِ مع الحبوبِ أو الحشيشْ
فمُراقباً
ومعاقِباً أهلَ المدائنِ بالصَّواريخِ اللئامْ
ومُنقِّباً عن كنزِ بلدتِنا العظيمْ
__________

 وهناك أجثو مُراقباً
ومعاقباً
ذيَّاكُمُ الشَّالَ الثَّمينْ
وهناك قلتِ
واستبانَ الخيطُ الابيضُ مع أخيه
:فاكفُفْ
وأبعِدْ
واستقِم مثلي
و قل:
"إني نويتُ الصَّومَ عن هذا الرَّحيقْ"
ولففتِ رأسكِ بالحجابِ تعفُّفاً
لمَّا ادَّكرتِ طرائفاً من كلّ أحوالِ الرِّفاقْ
واحمرَّتِ الوجناتُ,ذلك...
كل ذاك وراءَ تلك الأكمةِ الفضِّيةِ المُتلوِّنة
فنهضتِ طاويةً و قدْ
أمسكتِ سبُّحةً وقدْ
هيفاءُ نورُكِ قدْ وقدْ
منهُ الحجابُ لقدْ فقدْ
كُشِفَ الحِجابُ عن الجبينْ
وذهبتِ نحو السَّاقيةْ
تتوضَّئينْ
تتلمَّظينْ
تتمضمضينْ
وظننتِ إن تتمضمضي
أن شهدَ ثغري قد يحُولْ
فضحكتُ حتى بلَّ دمعي لِحيتي
فهرعتِ نحوي تُزمجِرينْ
وترشرِشينْ
وجهي بماءِ السَّاقية
وعجبتُ أن كيفَ استقامَ الفهمُ عندكِ
و استوى
في مثلِ هذي الأحجيةْ
حاولتُ أن أقنِعكِ أنِّي ما فهمتُ و ما فهمتْ
لكن خيالَك كان أبعدَ من زُقاقِ الجابية
وأقولْ
ماذا أقولْ!!
لمَّا بلغتُ بأحرُفي
مُتحدِّثاً عن حجمِ ذيِّاكِ الخيال
أأقولُ أنّي ما مللتُ بكل هاتيكِ السِّنينَ مسافراً
مُتحدِّياً
أستجمعُ الذَّهبَ الذي
يتقلَّدُ العُنُقَ الجميلْ
إن بانَ خيطٌ لِمْ أراكِ تحرِمين ؟!
قد ضعتُ لمَّا أن بلغتُ حدودَ ذياكِ الخيالْ
أفتقنعينْ ؟
إلاكِ أنت
يا ربة الوجه الحزين
هيَّا
قومي انهضي
إياكِ أن تتعثَّري
إياكِ أن تتباطئي
قنّاصُهم يحذو المناكبَ و الرُّؤسْ
يصطادُ في وقتِ السَّحَرْ
بل يحصُدُ اليومَ البَشَرْ
وتقلَّعي
هيا انهضي
صيَّادُهُمْ
يصطادُ في الماءِ العَكِرْ
  __________

أوصلتُكِ الدَّارَ العراقيَّ الذي
بعد الحديقة الثانية
قبَّلتُ ظِلَّكِ
ظلَّ شعرِكِ
طيبَكِ الغالي الثَّمينْ
ونشقتُهُ حتَّى ترسَّخَ في الضُّلوعْ
وذهبتُ نحو الغُرفةِ الظَّلماءِ
في قصري المُخيفْ
أشعلتُ شمعتَها التي كانتْ
قُبيل القرنِ الاخضرِ
في مساحيقِ النساء
قبَّلتُها
قبلتُ شمعتَك التي أهديتِني
فرأيتُ طيبَكِ قد تضوَّعَ في الشُّموعْ
أغلقتُ كل نوافذي
تلكَ المُطلَّةِ نحو حيِّكُمُ الجديدْ
شاهدتُ تلك المئذنة
لَمَعَتْ بعيني فكرةُ الشِّعرِ الجديدْ
أقبلتُ نحو دفاتِري ومشاعِري
و فتحتُ أدراجي القديمةَ
تلك كانتْ مثل تابوتٍ سميكْ
أخرَجْتُ أكفاني
وكلَّ حنوطِكِ الغالي النَّفيسْ
أمسكتُ غليوني العتيقْ
وملأتُهُ
من تبغِ حشاشٍ صفيقْ
أشعلتُهُ
فتطاوَلَتْ نيرانُهُ في
جوِّ أجواءِ الشّهيقْ
فتقَهقَرَتْ مني العزيمةُ ثانية
ولقد ظننتُ بأنَّني
لا ألقَ ثمَّةَ ثانية
وتقَهْقَرتْ
أدراجُ تلك الذاكرةْ
للأعيُنِ الزَّيتيَّةِ اللمَّاعةِ
الكانتْ ببغدادَ ارتوتْ
من ماءِ ذيَّاكِ النَّخيلْ
فتضمَّخَتْ
وتلطَّختْ
وتقلَّبَتْ برِمالِ بصرتِها البخيلْ
فتطاوَلَتْ
حتى استوتْ وكمثلِ حيِّكمُ النَّبيلْ
وعلى يمينِ السَّاقيةْ
وأتيتِها والرَّقبةُ الجرداءُ تبرُقُ في الضُّحى
أخشى عليكِ من العيونِ
من النسائمِ في السحر
فأنا أخاف
فتحجَّبي
وتجلببي
وتخمَّري
ولتمسحي كل المساحيقِ التي
من شأنِها تُبعدني عنكِ
ها إنني في البابِ إني
فافتحي أي يا صغيرةُ
واجلبي لي ذلك الكرسي
تعالَي هاهنا
هاتِ الجهازَ فإنني
أخشى عليكِ من الأشعَّةِ و الخطَرْ
بل إنني أخشى عليكِ من النسائمِ في السَّحَرْ
هيَّا اقربي
بردانةٌ أنت ؟!
فمما
لِمْ أراكِ ترجُفينْ
هيا
تعالي
لا تخافي
هل نسيتِ ما وراءَ تلك الأكمةِ الفضِّية المتلوِّنة
ونسيت ساقيةَ الرَّحيقِ مع العسلْ
ونسيت غصنَ الزيزفونْ
ونسيت ثوباً قد تمزَّق وانزوى
عن ذلك الكتِفِ الرَّهيبْ
فشعرتُ ليلتها بأنِّي قد سكرتُ فما أفيقْ
ولمستُه بأناملي
وبأعيني
ولثمتُه
فنسيتِ كلَّ الجيشَ خلفَ الأكمةِ الفضِّية المتلوِّنة
لمَّا أسرَّ ضميرُكِ في مسمعي
:"هيَّا نعُدُّ النجمَ
هذي واحِدةْ.."
والنَّجمُ كلُّ النَّجمِ يركبُ في مُحيطِ قلادةٍ
هي في مسارِ تلعثُمي
فإذاً فديتُكِ أفتِني
كيف السَّبيلُ إلى تمامِ قصيدتي ؟



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

لأنّكِ أنت

3






لماذا أعودُ فأسألُ عنكِ!!
لماذا لماذا !!
وأبحثُ في الصُّبحِ عنِّي وعنكِ
لماذا لماذا !!
لماذا وأنتِ كأنَّكِ تُرْبُ
وأنَّ الصُّدودَ و أنَّ التشفِّي
وأنَّ الدَّلالَ و أنَّ التجافي
نباتٌ مُضِرٌّ وشوكٌ وعُشبُ
فكلُّه ينبُتُ منكِ وعنكِ
وأرجِعُ في الصُّبحِ أسألُ عنكِ
لماذا لماذا !!
***
لماذا تعودُ إليَّ السُّطورْ
وأحرَمُ حتَّى قُشورَ القُشورْ
إلى حيِّكِ العالي تأوي النُّسورْ
فمن ذا يُعانِقُ لحنَ القَمَرْ
لماذا خيوطُ الصَّباحِ تنوحُ
ونجمةُ سعدي تلوحُ تلوحُ
ولكنَّ شمسَكِ تأتي سِراعاً
فتُشرِقُ تحتَ خيوطِ القمرْ
***
لماذا أحارِبُ فيكِ الطُّقوسا
وآتي ابتساماً , فألقى عُبُوسا
وأنفِقُ كلَّ مساءٍ كؤوسا
لألقاكِ ثمَّ ... فما من صدى
أساهِرُ فيكِ أزيزَ الرَِّصاصِ
وصوتَ المدافِعِ لحنَ القِصاصِ
ولاتَ وليس بحينِ مناصِ
لأذكرَ ريماً بعزفِ الرَّدى
***
لماذا تطايرَ صوتُ حنيني
إلى قاسيونَ إلى النَّيربينِ
إلى الغوطتينِ ليُنبي قريني
عنِ المُعصراتِ بغيثٍ جرى
لماذا تعايطَ حبلُ فؤادي
فرُحتُ عليكِ اُطيلُ سُهادي
وجاء البشيرُ بصوتِ المُنادي
أناخَ المطايا ليَسألَ عنكِ
وتبحثُ فيروزُ في الصُّبحِ عنكِ
لماذا لماذا ؟!
...
لماذا أحاطُ بتلك الـ (لماذا) !!
وأهرقُ كأسي لهذي وهذا
فأنهلُ من كلِّ بحرٍ رذاذا
وما من مجيبٍ على الأسئلة
***
لماذا أُحاطُ بتلكَ القُبَلْ
ويُخمدُ عندي لهيبُ الشُّعَلْ
كأنِّي مناةٌ أوَ انِّي هُبَلْ
أُحيَّا وموتي هو المُشكِلة 



 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه