لوكان عندكِ ما أكاتمُ من هوى

0





لوكان عندكِ ما أكاتمُ من هوى
لظننتِ أنْ طبعَ الصَّبابةِ أخرقُ

وعلمتِ أني لا أقولُ لكِ اركبي
في الموجِ نحوي إن رأيتني أغرقُ

وفهمتِ من أُسُسِ المحبةِ لعبةً
قد يستوي فيها المليكُ وبيدقُ

أبداً... جهلتِ كلَّ ما قدْ حلَّ بي
وشرعتِ في صدِّي وقلبي يخفقُ

وطفقتِ في زرعِ التَّكبُّرِ والنَّوى
وأنا بوصلِ حبالِ ودِّي أطفَقُ

أتُلامُ إن صِيدَتْ حمامةُ فارتمتْ
بشباكِ سِحرٍ فهي فيها تنقق!؟

وترينني في البيدِ سبعاً... بل أنا
ملكٌ عزيزٌ ههُنا... وموفَّقُ

فهنا لنا بستانُ كلُّ متونه
جن تهابُ السَّبع إذ هو مُطرقُ

فأطوفُ في تلك الصحاري مجاهدا
فيها وحيدا ... كيف مثلي يعشق!؟

فيم اجتماعي فيك والبيد ارتوت
من نهر حبي ...قبل كانت تحرق

فتحولت تلك الرمال كأنها
تبرٌ يرن رنينه بل يبرق

وتقلبت فيه العظاءة فالتوت
طورا تعانق حبها وتسابق

والشوك أصبح نرجسا وتحولت
ثم العضاة كياسمين يعبق

والنسر طار كعاشق... وتطورت
فيها النياق فأصبحت لا تلحق

وهُنا الدُّروبُ ترينَها مرسومةً
بعبيرِ شوقٍ هادرٍ يتدفقُ

وهنا الغيومُ كأنَّها من عسجدٍ
عندَ الغروبِ... وبعده تترقرقُ

وهنا الكمال ... إذا أتيت هنا تري
ن الشيء ليس كما يراه موثق

فالحب في الصحراء ليس مداهن
والشوق في الصحراء ليس منافق

والعلم في الصحراء علم مسافر
لاث المحبة صادق ومصدق

فالجوعُ في الصَّحراءِ جوعُ لذاذةٍ
والنَّجمُ دُرٌّ ههُنا يتألَّق

فلِكُلِّ نجمٍ لاحَ في غسقِ الدُّجى
صوتٌ رخيمٌ طاهرٌ بل مُشفِقُ

ولكلِّ نجمٍ في السَّما اسمٌ ظاهرٌ
فترينني مُتفقداً يتحقَّقُ

والرِّيحُ عندي صوتُها ألحانُها
لغةٌ تُكلِّمُ من ترومُ فتنطقُ

فتحادثُ الرَّجلَ الأصمَّ فينتشي
بسماعِها... تعظُ الجهولَ فيُشفِقُ

للريح صوت لو سمعت نداءه
لعلمت أن طبع الصبابة أخرق


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه