لا تسأليني

0

-1-


لا ما تُعدًّ النِّسوةُ اللواتي هِمتُ بِحُبِّهنْ
في شاطئِ البحرِ الفلانيِّ الجميلْ 
أحببتُ ألفاً أو يزيدْ
و على شواطي النِّيلِ ألفاً
ثمّ ألفاً ثمّ ألفاً 
حتى صاروا ألفَ ألفٍ و امرأة
في القاهرةْ أحببتُ نهداً من خشبْ
و النهدُ صارَ سحابةً 
بل صار غولاً
حال فيلاً
ثم كَوماً من حطبْ
***
لا تسألي لا تسأليني
كيف كنتُ أعاملُ الأُنثى التي
تحظى بوقتٍ ضيِّقٍ تقضيهِ فوقَ أريكتي
لا تسألي
لا تسأليني كيف كنتُ أُقبِّلُ الأنثى التي
تحتلُّ سَرْجَ قصيدتي
لا تسألي
لا تُحرجيني :
كيف كنتَ تداعبُ الثَّديَ الذي
يأتيكَ ضيفاً زائراً
أو أن يكونَ مداوماً في زحمةٍ فوقَ السَّريرْ
لا تُحرِجيني
لا تقولي هذا حقُّكِ ...
إنَّما
يكفيكِ أنِّي تائبٌ عن كل حبٍّ
كلِّ عُمْرٍ
كلِّ ثديٍ
أو شفاهٍ أو عيونٍ
أو مواعيدٍ بحاناتٍ
و لا في مقصفٍ
أو قهوةٍ
أو في الطَّريقْ
تاريخي ذاكَ قَدِ استجرتُ بِحبِّكِ الغالي بأن
تُنجيني منه
فهلْ تُعيدين الغريقَ إلى المُحيط!!
تاريخي ذاك قضيتُهُ في رسمِ جغرافيا النِّساءْ
في نَحْتِ أصنامِ النُّهودْ
في موعِدٍ في زَورَقٍ وسْطَ المُحيطِ
فلا نرى إلا النَّوارسَ في الشواطئ
و الجوارحَ في السماءْ
لا تسأليني
إنَّما فيكِ استجرتُ من الغَرَقْ
لا تُرجِعيني أعبدُ الصنمَ الرَّديمْ
و أطوفُ بالنَّهدِ القديمْ
و أعاودُ الحبَّ السقيمْ
و أعودُ أرجعُ ألفَ عامٍ
ثم ألفاً ثم ألفاً
 قبل عيسى و الكليمْ.

***


-2-

لا تسأليني عن غرامي
بل سِقامي بل تِهامي بين أثداءِ النِّساءْ
لا تسأليني عن تصاويري القديمةِ
في المتاحفِ و المعارضِ
في الصباحِ و في المساءْ
لا تسأليني عن مطارٍ أو مَزَارٍ
عن صديقٍ أو رفيقٍ
عن قميصٍ
عن عُطورٍ
عن حِزامٍ أو حِذاءٍ
لا تسأليني عن ذهابٍ أو إيابٍ
أو فتاةٍ رحت معها
في غداءٍ أو عشاءٍ
لا تسأليني عن تصاويري القديمةِ
بين أصنامَ النَّواهِدِ أو تماثيلِ الشِّفاهْ
لا تسأليني عن قَصائِدِنا القديمةْ
تلكَ كانت كُلُّها وهماً من الكذِبِ الجريء
عِشَّاً من الخَتْلِ الحقيقيِّ المُداهِنِ لا البريء
كنَّا زماناً نُتقِنُ التَّمثيلْ
بل كان ذاكَ حقيقةًً
لكنَّه في عالمِ الأوهامْ
هل تسأليني عن عذابي باقترابي
من يديك حبيبتي؟!
هل تسأليني كيف أغلي
كيف أذكر ُكلَّ ذاك خليلتي
هل تسأليني كيف أذكرُ ذلك التَّاريخَ
 بعد بُلِّغْتُ الحقيقة؟!
هل تسألين ؟
هل تذكرين؟
يوم التقَينا في الصِّبا
هل تذكرين حياءَنا
هل تذكرين عفافَنا
هل تذكرين سماحةَ الوجهِ الطُّفوليِّ البريء؟!
عشرون عاماً قد مَضَتْ عن ذلكَ التاريخْ
أيام في الميدانِ كنَّا
نكرهُ الجُغرافيا و القوميَّة و التَّاريخْ
أيامَ تلك المَدْرَسة
رجَعَتْ بنا تلكَ الليالي ليتَني
ما عشتُ إلا ليلةً في بُعدِكِ المُضْنِي و لَمْ
أرَ في نهاري فتنةً
أو لَمْ أُقَبِّلْ قُبْلَةً
أو ضَمَّةً
أو نزوةً
أو شهوةً قد تعتريني
يا ليتني...
عشرون عاماً بَعدَها
لا زالَ وجهُك مُعلِناً
تلكَ الطَّهارةَ
و البراءةَ ذاتها
أفتذكرين؟!


***



مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

قافيتي

0

ليستْ أصناماً
أو أوهاماً
أو أحلاماً قافيتي
ليست أسفاراً أو أخباراً أو أشعاراً قافيتي
ليست كاساتٍ فضِّية
ليست حباتٍ أو أطواقاً أو أسواقاً شعبيَّة
ليستْ قافيتي أرجوزةْ
ليستْ قافيتي أنشودةْ
رتَّلها في المَعبَدِ قِدِّيسٌ
و قرأها شيخٌ في مسجِدْ
ليستْ قافيتي سُبُّحةً
يُمسِكُها النَّاسِكُ في صومعةٍ عاجيَّة
ليست قافيتي كجريدةْ
فيها أوصافُ المحتالين
فيها أخبارُ السَّرَّاقين
أو فيها صورٌ هابطةٌ
تتصدَّر صفحاتٍ أولى
صورٌ هابطةٌ و مجلَّة
لتهيِّجَ إحساسَ الثُّوَّارْ
إذ جاء إلى بلدي الإعصار
وقذائف صارتْ كالأمطار
ليست قافيتي تعويذة
ليست لثيابي تسريجة
ليست قافيتي قافيةٌ
بل نهرٌ
عسلٌ شاميُّ
نبعٌ في بلدي كالفيجة


***




مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

يا قِطـّتي

0



يا قِطّتي لا تقفزي فوقَ الدّفاتِرِ و الكُتُب
لا تلمسي جسدَ المحابر
لا تشربي منها الرّحيقَ أوِ الشّذى
لا تقربي كُتُبَ الكِبار
لا تلعقي عُلَبَ المساطر
بالله يمسسكِ الأذى
أو ترشُفي الأقلامَ لا
يا قِطّتي مثل الحليبْ
يا قطّتي
يا قطّتي لا تمشي حافيةَ القدمْ
جسدي كإعصارِ الخريفْ
جسدي لهُ لونٌ زجاجيٌّ تلوّنَ بالرّحيقْ
شوكـٌ مذبذبُ قد تزخرفَ
 من جُمانٍ أو عقيقْ
***
يا قطّتي : لا تشرُدي عن صَحنِكِـ الفِضِّي
عن كأسٍ عهدتي شربه
لا تبعُدي يا قطَّتي لا تبعُدي
لا تهرُبي يا قطّتي لا تهرُبي
يا قطّتي : فأنا هُنا
إيّاكـِ يخدعَكـ البريقْ
إيّاكـِ يُبعدَكـِ التّشاؤمُ عن رياضِكـِ قطّتي
هيهاتَ ينفعك الصّديق
هيهات ينفعكـِ الصّديق .
***
فتمدَّدي أو فارقُدي
و تقلَّبي فوقَ الأرائِكِ و الأَسِرَّة
و ترنَّحي و تمايلي
و لتصعَدي للشَّمسِ
يا قطتي السَّمراء
و لتلعقي الحنَّاء
تمسِ في الجنينة أحلى هرة
يا قطتي يا قطتي
فهنا اسرحي و هنا امرحي
ثم اقذفي همَّ الصِّبا
ثم اطرحي عنكِـ الكآبةَ و الملالةَ و الضَّجَرْ
ثم ارقُصي و تمايلي
و لتُنْفِقي كلَّ الملذَّةَ و المَسرَّة و السَّمَرْ
يا قِطَّتي
أهريقي عُمرَكِـ في التَّضاحُكِ قِطَّتي
حتُى السَّحَرْ
و لتطردي كلَّ السَّآمةِ و الملالةِ و الضَّجرْ


***

 


مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بيني و بين قلبي : ابن نزار الدمشقي

0

 
يا قلبُ يكفي تَحَسُّراً يا قلبُ يكفي تأثُّرا

يا قلبُ كِدتَ لأن تُريقَ الدَّمعَ دمعي أنهُرا

 يا قلبُ لِمْ هي لَمْ تُراعي قلبَ قلبي يا تُرى!!

يا قلبُ هل تهوى صديقاً أو غلاماً آخرا!!

يا قلبُ لِمْ لا تَنْسَهَا تنسى الحياةَ و ما جرى؟!

يا قلبُ لِمْ لا تَرعوي تنظُرْ أمامَكَ لا ترى!!

يا قلبُ لِمْ لا تَصْطَفي عذراءَ تُشْْبِكها العُرى!!

يا قلبُ حتّى في القوافي !!! قَدْ مَلَلَتُ , كفى مِرا

يا قلبُ قَدْ أقسمتَ أنَّك لن تعودَ  و لن تُرى

يا قلبُ لِمْ قلبي جبُنْتَ !! و لِمْ حَنَثْتَ و لِمْ تُرى!!

***

يا عبدُ لا تنظُرْ بعينِكَ قَدْ عُيونُكَ تَخْدَعْ

يا عبدُ عيني مَنْ ستجزِمُ في القوافي ترفعُ

يا عبدُ ها هي في القوافي مع حُروفِكَ تُشفعُ

يا عبدُ لِمْ لا ترعوي تنظُرْ بعينِك تُنْفَعُ!

يا عبدُ أينَ الصَّبرُ ؟ قدرُكَ في المحَبَّةِ أرْفعُ

يا عبدُ فاعقِلْ فيَّ فاعقِلْ هَلْ ضعُفتْ فَتجزعُ!!

يا عبدُ قد أقسمتَ أنَّك كأسَ حبِّكَ تَجْرعُ

***

يا قلبُ قد نكّستني و الله قد بكَّيتني

يا عبدُ فَلتَبْكِ  , و إلاّ ليتَ أمِّي و ليتني

يا قلبُ يكفي دعْكَ منها بالدُّموعِ جَزَيتَني

يا عبدُ يكفي قُلتَ عنها شمسَ عُمْرِي فاجْتَني

هل أجتَني ثمراتِ قولي أم ثماري أجتَني؟

***

يا عبدُ لا تحزن ... حبيبي بالدُّموعِ سَأغتَسلْ

يا عبدُ لا تَجْزَعْ فإنَّكَ قد وَصَلْت قبلَ اْنْ أصِلْ

يا قلبُ قلبي أين أنتَ و هل أراكَ خدعتَني!!

يا قلبُ هل أنتَ المُحَدِّثُ !.. أم تُراكَ سحرتَني؟

يا عبدُ ها أنا في ثراها في رُباها أجَتني

يا قلبُ مَن هذا المحدِّثُ؟!! لست قولي تمتثل!!

يا عبدُ لا لا لا تلُمْني قد سَحَرْني نورُها

***

يا عبدُ فَلتَرْفَعْ شُؤونَك للعليِّ القادرِ

يا عبدُ و لتَبْثُثْ شجونَكَ طيفَ حِبٍّ ساهِرِ

يا عبدُ كَمْ كانتْ تُحدِّثُ في الصَّباحِ الباكرِ

يا عبدُ لكن كنتَ تهوى دورَ حِبٍّ هاجرِ

يا عبدُ فلتحصُدْ يمينُكَ زَرْعَ عبدٍ ماكرِ

***

يا قلبُ خُذْ هذا دواءٌ يُحتسى عندَ السَّحَرْ

يا قلبُ فاشربهُ ثلاثاً... تَنْسَهَا أو تستَقِرْ

يا قلبُ حاذِرْ أن تعودَ لذِكرِها أو تستمِرْ

يا قلبُ باعتني رخيصاً في الصَّباحِ الباكرِ

***


و صارَ القلبُ بَعدَها يشربُ الدواءَ بانتظامٍ و استمرارٍ في كلِّ سَحَرْ

و تَخدَّرَ القلب

و غَارتِ المشاعر

و كادتِ الأحلامُ و الذِّكرياتُ الجميلةُ أن تَندثِرْ

و غفا الجُرحُ على كتِفِ الزَّمانْ

و أصبحَ يستسقي من الجفاءِ و الصَّدِّ و الضَّجرْ

و تبدَّلتِ الأحوالْ

أحوالُ ذلكَ القلبِ المسكينِ المُنكسِرْ

و انقلبَ قاسياً جلفاً بِفِعْلِ ذلك الدَّواءِ العجيبْ

و حبَّذا لو توقَّفَ فِعلُهُ عندَ هذا الحَد

و لكلِّ دواءٍ تأثيراتٌ جانبيَّة

و سلبياتٌ قد لا يُؤبَهُ لأمرِها في البِداية...

فسرى مفعولُه في جميعِ الأورِدَةِ و الأعراق

و انتُشَرَ سُمُّهُ بطيئاً على مدارِ الجسمِ

من الناصية حتى أخمصِ القدم

مروراً بالصَّدرِ و البطنِ و السّاق

و ضمن كلِّ خليةٍ و صفيحةٍ دمويَّةٍ

حتى سَيطَرَ على الجِسمِ جميعاً

و أحاطَ بالخيال

فباتَ يحُدُّ منه

و بالفِكرِ يُعطِّلُه

و بالعيونِ يُحَجِّرُها

و بالأعصابِ يُتلِفُها

و بالآذانِ يَصمُّها

و أتى في الجَسَدِ على كلِّ شيء

حتَّى ما عافَ منهُ شيء.

و تلا الليلَ النهار

و استُبْدُل بالحديدِ النَّضار

و خَبَتِ المشاعر

و ذوت و تبدَّدتِ الرُّؤ ى

و طاحتِ الأفكار

و انقلب البُلبُلُ الغِرِّيدُ غراباً و قِحاً

نذير شؤمٍ و سوء و خرابٍ و دمار

حتى رأيتُني ذاتَ ليلةٍ أمشي بين يدي جنازةٍ ذاتِ أبَّهةٍ و جلال

بينما تمشي الجنازةُ فتمُرُّ إلى جانبِ الشَّجر فتشيبُ خضرتُه

و يحالُ جُذوعاً يابسة

و حيثما غادرتْ تلك الجنازةُ

غادرتِ الحياة

إلى أن انتهتْ خارجَ المدينة

فتَلفَّتُ ورائي أنظُرْ

فإذا بالمدينة خاويةً على عُروشِها

و كأنَّها من أطلالِ قومٍ داثرين

فعجبتُ لحالِ هذه الجنازةِ أشدَّ العَجَبْ

و أسررتُ في نفسي السُّؤالَ عن صاحِبِها

فإذا لوحةٌ عُلِّقَتْ على مُقَدِّمَةِ النَّعشِ رُسِمَ عليها بالخَطِّ العريقْ

"قلبُ المَلِك"

أظننتَ أن أفنى و تبقى بعد موتي مُستَمِرْ!!

أو خلتَ لا تُمسي حياتُكَ كالهشيمِ المُحتَظِرْ!!

و حَسِبْتَ أن تُلفي نعيماً دونَ قلبٍ مُستقِرْ!!

و وهمتَ أنَّ الفكرَ فكركَ قادراًً أن يَستمِرْ!!

و رجوتَ أن تُزجي خيالكَ في فضاءٍ يَسبَحُ!!


***




مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أيام الطفولة

0


في الطُّفولةِ كُنتُ ربَّ الشِّعرِ
سيِّدَه و مالكَ أمرِهِ
في هيئةِ التَّأليفِ و التَّصنيفِ
و بجامعاتِ الشّعرِ و النّثرِ
المُعاصِرِ و القديمِ
أو الرّديف
كنتُ المُدير
و ببعضِها كنتُ المُدرِّسَ و الممَنهِجَ
في كلِّ المراحل
و لبعضِها كنتُ المؤسِّسَ
و المُهندِسَ و المبرمِجَ
***
في الطُّفولةِ
كنتُ أستاذاً قديراً
أعصُرُ الخمرَ من ضِرعِ السَّحاب
كنتُ أستاذاً قديراً
في الفنونِ جميعِها
 كنتُ مُحتالاً بريئاً في الشّجونِ
شرائِها و مَبيعِها
كنتُ ذِئباً أبيضاً
كنتُ نشّالاً جريئاً هاوياً
أهوى استراقَ الشِّعرِ من خَصْرِ النِّساءْ
و أحبُّ لون الطُّهرِ في ثدي النِّساءْ
و أحبُّ ذودَ العِهْرِ عن كلِّ النساءْ
***
في الطُّفولةِ
كنتُ عُصفوراً صَغيراً
كنتُ سِنَّوراً كبيراً
كنتُ زناراً مُثيراً
قد تَهادتْهُ النِّساءْ
***
في الطفولةِ
كنتُ في لندن
ألفُّ التبغَ مع مَرقِ الحشيش
بل رُحتُ في صَنعاءَ
في بيروتَ
أهوى عصيرَ القاتِ مع
كأسٍ معتَّقةِ النبيذْ
بل كنتُ أقفزُ كالعذارى
فوقَ أثداءِ النساء
لا لم أكن أهوى التراكضَ في الحواري
و الأزقّةِ
مع رفاقي
صِبيةٍ بالوهمِ أو بالطيش
***
في الطفولةِ
كنتُ فوقَ الفُرشِ
سبعاً ضارياً
أهوى مُطارَدَةَ الفريسةِ
في البراري
في الظَّهيرةِ و المساءْ
كنتُ سَبّاحاً شهيراً
كنت خيَّالاً و زيراً
كنت أركبُ حتى أفراسَ الملوك
بل كنتُ كالحبْلِ المُرَخّى
قد يلُفُ الأرضَ و الأطوادَ لكن
يبقى مُرخَى
في الطُّفولةِ يا ربى
لا لَمْ أكنْ طفلاً كأطفالِ الهوى
بل كنتُ نسراً
يعتلي كلّ المباني و الصُّروحْ
أو يحلِّقُ فوق غاباتِ التعهُّرِ و البِغاءْ
أو يُحمْلِقُ تحتَ بُستانِ الطَّهارةِ و النقاءْ
قد كنتُ طفلاً
أركبُ الأمواجَ لا أخشى الغَرَق
***
في الطُّفولةِ يا ربى
أهديتِني عطراً جميلاً
ليس مثلَ عُطورِ روما أو فرنسا
بعد الهديةِ يا ربى
صرتُ أفقهُ كلّ شيء
صرتُ أعرفُ كلَّ شيء
صرتُ أعلمُ كلّ شيء
قد كنتُ مجنوناً بحبِّك
كنتُ مُحتاجاً فقيراً
كنتُ مُختالاً ثريَّاً
لكنَّني أمسيتُ أهذي غارقاً
ما بينَ أثداءِ النساءْ
وبقيتُ لحظَكِ سارقاً
و أنا على نهدِ النساءْ
في الطُّفولةِ...
يا ليتني ما عشتُ أيامَ الطُّفولة
أو ليتَ أني كالمسيحْ
في المهدِ راحَ مُكلِّماً للناس
ثُمَّ راح في الصّحرا يسيحْ
***
في الطُّفولةِ
كنتُ ربَّ الشِّعرِ
سيدَه و مالكَ أمرِه
فأتيتِ عذراءً
رأيتُكِ ساحرة وَسَطَ السَّرابْ
و حقيقةً كنتِ الملاكَ على الضّبابْ

***





مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الوجد و التَّواجد

1


وجـــــدي إلـــــيــــــكَ مُجــــدَّدٌ ... أفـيــكمُلُ؟!
كـــــــيـف الدُّجى أغـــــــفــــو و جِفني يُسبلُ؟!

كـيـف الدُّجى أغــفــــوا ! و هل لي في الدُّجى
فـــــــوقَ الأرائــــــكِ مـَــرقَـــــدٌ ؟!.. أفيحللُ؟!

كـــــــيـف الدُّجى أغــفــــوا و حـــــــرَّمَ مَذهبي
هذا الهــُـــجـــــوعَ ؟! أأعصـِــهِ ؟! أو َأُهمـِلُ؟!

ظـــمــــــأٌ بـقـــلبي ... والـقـُـــــلوبُ تـقـطَّـعـتْ
مـــــــن للقــلوبِ سِــــواكُمُ ؟! من يُنهــــــــلُ؟!

جفَّــــــت عــُــيــوني ... و الأرائـِـــــــكُ فُجِّــرتْ
فيهــــــا الـعيـونُ ... و عـــــــينُ قــــلبي تُهمـلُ

رُحماكَ ربِّي فـــــــــــالأنـــــامُ بــِــــغَـــــفلـَـــــــةٍ
ذو الـعــقـــلِ يشـــقى ، و الجهـــولُ مـؤمِّــــــلُ
 




 مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

نساءُ الشَّرقِ

1


نســـــــاءُ الشَّـــــرقِ و الشُّــبَّــــانُ أمســــوا
يـــــــرومون الإشـــــــارةَ من بـــــــنــــــــــاني

لألـــــــــــــقـــاهــــــم أبـــثّـــــهـمُ شــعــــوراً
و أبــــــــديهــــــم حــــــنـــاناً من حــــنــــاني

نســـــــاءُ الشَّـــــرقِ هل في الشّـَرقِ أنثى
لــــــــــتـــرفِـــــضَ أن يــــــــــكونَ بها قِراني!!

نســـــــاءُ الشَّـــــرقِ بـــــل و الــــغربِ حتّى
و في بـــــــــــاريسَ أو في الـــــقـــــــــــيروانِ

و في بغـــــــــــدادَ في صــــــــــنـــعـاء أمست
أراجــــــــــيــزي كـــــــمــــفــــــتـاحِ الـــجــِنانِ

نســـــــاءُ الشَّـــــرقِ ...كــــــــــالعصفورِ أنَّى
يشــــــــــــرِّق أو يُــــغــــــــــرِّب لا يـــُــــــعاني

فــــــــــمـِـن بــيـــــــــــروت لا يــــــبـدو شعاعٌ
و مـــــــا شُــــــــــهِرَتْ بـــــغـــــــيرِ البيلسانِ

و في بـــيــــــــــروتَ قــــــــد يـــــبـــدو صليبٌ
تُــــكـــلّــــــــِــلُــــــهُ زهـــــــــــورُ الأُقحــــــوانِ

و في بـــــــــــيـــــــــــروتَ قــــــد يحــــلو غناءٌ
بأشــــــــعـــــاري و أصـــــــــــــــــواتِ الـغواني

و في بــــــــيــــــــــروتَ لـــــــــم أشرب حليباً
و كم أســــــــقــيــــتُ مــــن قـــاصٍ و دانِ!!!

فـــــــلا بــــــيــــروت لي أضـــــــحــــــت مزاراً
و لا بـــــــــدِمشـــــــق مُـــــــــتّــــــَرَكاً مكاني

و لا الــــفـــــــيـــــــحــــاءُ تـــــرضى لي بـــبعدٍ
و لافي غــوطــــــتــــي يخـــــــلــــــــو مكاني

***
نســـــــاءُ الشَّـــــرقِ قــــــد أمســــــيــنَ ذكرى
و أنتِ الشَّـــــــرقُ يـــــــا كــــــــلَّ الـــــمـــعاني

فمنكِ الشّــــَـــــــــــــرقُ قــد أضحى ... و لــولا
تكوني هـــــــاهــــــــنـــــا... فـــــــالـــمــــغربان

فـــــــــكــم رشــــــرشـــتِ في روضي زهـوراً
و كم أســــــــمــــعـــتـــِـهـــا عــــزفَ الكـــــمانِ

فـــــــــأضــــــــحـــت روضــتــي جـــنّــــَاتُ عدنٍ
فـــــــيـــــا مــــــا أحــــــــلــى هــــاتيكِ الأماني

و يــــــا ربّـــــــَاهُ زِدني مـــــــنــــهــا قُـــــــربــــاً
لـــــــتُـــــــــشــــــرقَ ثـــــــــورةٌ في ذا الـزَّمانِ

و يــــــــغــــــــربَ عــــــــن أمــــــانـــيـــنا غرابٌ
فـــــــنــــــــــحــــــــــيـــا بـــــــالمسرَّةِ و الحنان

نســـــــــاءُ الشَّـــــرقِ ... هــــل ترضينَ حِبِّي !
يـــــــــكــــونُ قُـــــــــــراني مـــهراً في القِرانِ!!!
مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

و شاخ نهدها

0
 
 
 
أأكـــــــون فيكِ الطّـَامِعا؟! و لزورِ قولِكِ سامِعـــا؟!

إدمانُ نهدِكِ كان في أوهامِ عمري شارِعـــــــــا

و جـَـــــــمالُ نــــهدِكِ كانَ للبؤسِ المُفرَّقِ جامِعا

و جُمانُ نحـــــرِكِ كان في الليلاتِ نجماً سـاطِعا

أفلم تقولي في سريري دُمت فحلاً واقِـــــعــــا؟!

أفلم يكن ضوءُ اليراعِ لسمع رأسِكِ قارِعــــــــــا؟!

لِم لَم تقومي عندها؟! لِم لَم يكن لي طائِعــا؟!

لِم لَم تُراعي قلبَ قلبي , دمعَ دمعي اللاذِعا؟!

لِم لَم تـُـــــبالي ما أقولُ و كـــــــلُّ قولي نافِعا؟!


***

قد كنتُ فيكِ الطّامِعا و لِزورِ نـــــــــــــــهدِكِ راجِعا

فلِكلِّ أمرٍ مُعضِلٍ يُزجيهِ حلاًّ نــــــــــــــــــــــــاجِعا

يا حبّذا لو كان نهــــــــــــــــدُكِ ناصِحاً و مُسارِعا

يا حبّذا لو كان خِلاّ في النّــــــــــــــــــــوازِلِ دافِعا

يا حبّذا لو كــــــــــــــان يدري ما الحنانُ إذاً وعى

يا حبّذا لو أن تخلّى أو تخــــــــلّـــــــيــــــتـم معا

عن رغبةِ الجنسِ المُذِلِّ و وهمِه... عمّـــا دعى

يا حبّذا... قد كانَ نهدُكِ ماضياً و مضارِعــــــــــــا

***

فاليوم أضحيتِ عجوزاً و الشَّبابُ تصدّعـــــــــــــا

لم تُضحِكي سِنّ الشَّباب و كم رعيتُ و ما رعى

لم تأسفي عند المصاب و كم سعيتُ و ما سعى

لم تسعفي لم تشفعي لم ترحمي تــي الأدمعا

لم ترشفي ذاك الزلال و قد رجعت لأجـــــرَعـــــــا

فاليوم عدت منافحا و مناضلا و مقارِعـــــــــــــــــا

و اليوم لا يعنيني مهما جاء نهــــــــــــدك أو دعى

و اليوم قد أبدي هدوءاً و ابتساماً خاشِــــــــعــــــا

و اليوم قد تغمز عيوني أو شفاهي أو معـــــــــــــا

و اليوم... لكن فافهمي لا لن أكون الطّامِــــــــــــعا

لا لن يكونَ لنهدِكِ الأفّاكِ عــــــــــــــــــــهداً سابِعا

لا لن يكون لنهدِكِ المحتال عــــــــــــــــقـداً رابعـــا

نهدٌ و عينٌ مع شفاهِ الخصرُ فيـــــــــهم شُفِّــــعـــا

فبنفسي كانت كلها صور الجمــــــــــــــــالِ الأربعا

و اليوم هذا نـــــــــــــــــــهـدكِ مُستقذراً مُستنقَعا

أنا كنتُ لـــــلــنّهـــدِ الضّحيّةَ جئتُ شعبي يسمَعا
 
 

 
مع تحيات الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه