لو شئت

0


- 1-

لو شئتِ أن أهَبَ العيونْ
ملآنةً ماءَ الشُّجونْ
أو شِئتِ أن أقضي 
كذا
أو شئتِ رسماً في جدارٍ 
جسمُه من أعظُمي
ألوانُهُ تُضْحي دمي
أو شِئتِ لا أحيا
لِذا
لا تحسَبي أنِّي أخُونْ
لا تحسَبي يوماً أخونْ
***
حُبِّي أراهُ بخارَ رُوحي
هل لِروحي في رواحِكِ من دوا ؟!
إن تَذْهبي فعليكِ نَوحي
في صُدودِكِ و النَّوى
إن تذهبي فلِمنْ سأُبدي الشِّعرَ
أو لحنَ الغِوى
إن تذهبي
فعليكِ منِّي رحمةٌ
أن تُلحِدِيني
كفّنيني
ياسميناً من فِنائِكِ
أو جداري
يا سميناً أخضراً
و الوردُ أبيضُ
واجعلي في جُثّتي
في كلِّ شِبرٍ ذرَّةً
أو كلِّ فِترٍ قطرةً
من عِطرِكِ الغالي
و لا تخشَي فَواتاً
نعوَتي
وافرْحتي
واللَّهِ رَمْزاً للمحبَّةِ و الهوى
نعوَتي
واغِبْطَتي
هي آيةٌ
تُنبي على مرِّ الدُّهورِ بأنَّني
كنتُ الشّهيدْ
فلْتَفْرَحي
و لْتَرْقُصي
و لْتَسْعَدِي
فحبيبُكِ اليومَ الشّهيد
فحبيبُكِ اليومَ الشّهيد
***

-2-


لو شِئتِ أن أهَبَ العيونَ
وهبتُها
أو شِئتِ رَفْضاً للحياةِ
رفضتُها
لو شِئتِ
ما شِئتِ فعلتُ
فهلْ أرى
أمراً أعزُّ عليَّ من أمرِ الهوى!!
لو شِئتِ ...
لكنْ فاعجَبي
لو شِئتُ أن ألقى لطيفِكِ وَمْضَةً
مُدَّت يدٌ
فأزاحَتِ الطَّيفَ النَّدي
لو شِئتُ أن ألقى جُفونَكِ
أو رُموشَكِ لحظَةً
فأقولُ شِعراً
في التغزُّلْ
كان شِعري في عُيونِكِ
كالتّطَفُّلْ
***
حبَّذا
يا حبَّذا
فهبيني طِفلاً سَاذَجاً
أوَليسَ تُعجِبُكِ الطُّفولَةُ
في الهوى
فهبيني تِلميذاً بريئاً
يحتارُ ما بينَ اللغاتِ
بأيِّ حرفٍ
سوفَ يُنبِيكِ المعاني كلَّها
فتوهَّمي أنِّي يراعٌ
و اكتبي كلَّ المعاني
فتوهَّمي أني شراعٌ
في السَّفينةِ لو ركِبتِ
و اقرئي فِعْلَ الهوى
فهبيني جُنديَّاً
ببابِكِ حارِساً
ليذودَ ذئباً قد عوى
ليذودَ شَبِّيحاً غوى
أو صُبِّي في عيني الدَّوا
فأنا جريحٌ
يا ظلومُ لتَرحَمي
و أنا كسيحٌ
من نزيفي
فالثُمي
لو شئتِ أن أحيا
حيِيتْ
أو شئتِ أن أفنى
فنِيْتْ
لو شئتِ ما شئتِ فهل
أمرٌ أعزُّ عليَّ من أمرِ الهوى ؟!
***






مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه