سكر الفؤاد

0


سكِرَ الفؤادُ فحاورَ العُنقودا
حتَّى أطاحَ البُلبُلَ الغِرِّيدا

و سما بكاساتِ الشَّرابِ مُجاوِزا
نجمَ السُّهيلِ مُقَصِّدا فمُجيدا

و سقى بمَذهبِهِ مفاوزَ لَمْ تَزَلْ
تروي الأنامَ مشاعِراً و نشيدا

لم يهْذِ مُذْ شَرِبَ المُدامةَ مَرَّةً
فأضافَ للشِّعرِ الحديثِ خُلودا

و لقد غفا و كأنَّهُ خَمرانُ مِنْ
كأسِ الشَّرابِ مُعاتَباً مَنقُودا

فَسَما عنِ الدُّنيا و وَهْمٍ مُسكِرٍ
و دنا بِهالتِه يَصُكُّ نُقودا

لَمْ يعترِفْ بالبدرِ إلاَّ ذرَّةً
مِنْ ذَرِّ أنوارِ الفُؤادِ طَريدا

و الشُّمسُ يرنوها كمِرآةٍ و هَلْ
يدري الأنامُ لرَسمِها تحديدا

سكِرَ الفؤادُ و قَدْ تَسَلَّمَ في الضُّحى
مِنْ رَبِّ أربابِ الوُجودِ بريدا

مُتناوِلاً بِبَيَانِهِ قانونَه
و شَريعةً في نحوِها تصعيدا

فَعَجِبتُ مِنْ فَهمِ الفُؤادِ و وَحيِهِ
و شَرَعْتُ أنظُرُ طالباً و مُريدا

يبدا لِفلسَفتي الأخيرةِ ناهلاً
فمَعينُها مُستَحبَباً محمودا

و شرابُها كشرابِهِ مِنْ كوثَرٍ
نَهرَ المجرَّةِ رافِداً و مُفيدا


***

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه