لا ترتعي

0



أنكرتِِ ليلتنا الطويلة في السرير!
أم تهت عن ذاك الحنين أو القُبَل
أو تهت عن كل الملاحة
و الفصاحة
و الصرير
إذ شوق نهدك صار رمزاً للتشوق 
و التوله و التحرق
تحت أثواب الحرير
أذكرتِ إذ كنا و أنت 
في الفراش كما الحمل؟
بل كنت شاةً ترتعين
كما الشياه
و قد قذفتك 
فالتقطت الناب 
من وسط الحظيرة 
لم تجزعي
في ظلمة الغرف المثيرة
لم تشتهي إلاي
لم تسبحي حتى نعود
لكوخنا الطيني
في أقصى الجزيرة
لم تقنعي أني
كشيخِ عشيرة الغربان
لو يرمي بسهم
جاء في نحر الرئيس
فتقاتلوا
و البوم يشهد ما يدور من الخنا
أو من رحى الحرب الضروس
على الجزيرة
و الذئب يشحذ نابه
و الأفعى تنفث سمها
و الديك هيَّأ نفسه
يرمي نبال الحزن
فوق رؤوسهم
تحت القناع
و من رحى الحرب العبوس
بليلةٍ ظلماء تبدو مستنيرة
و على الجزيرة
لا لا تعودي يا غزل
فأنا لجنب صواحبي
أنظر لقاء آخراً
خلف الشعوب المستجيرة
و على الكراسي المستديرة
هيا غزل
هاك السجائر
و الحشيشة
و النبيذ
هاك الصور
بل هاك لحم الضأن
هاك المشعل الفضي
أو هاك القدور الراسيات
هاك العسل
هات البصل
و الزيت و الزيتون و الليمون
أو ردي لنا ذاك الهدير
مع الصور
لا ترتعي
و تفاخري
و تمايلي
من نشوة الفرش الوثيرة
قد كان صدري
أريكةً
فتحولت بحراً
و صخراً أحمراً
أو أسوداً
وأراه صخراً أبيضاً
كالقطن أبيض
و القلوب محجة
لا ترتعي
و تفاخري
قد كنت
تلك الليلة الليلاء
شاةً في الحظيرة
قد كنت أفعى
لكن بفستانٍ خليعٍ
و بجوربٍ جداً صفيقٍ
كنتِ تبدين الأميرة

***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

وداعاً غزل

0


مــــــــا عــــادَ يعـــــــنــي لــي لـقــــاؤُكِ يــــا غـــــزلْ
مــــــــا عـادَ يـــــنـــفــعُ لــي الـــتـدلُّـــــه  و الــغـــزلْ

مــــــا عــادَ يــُــغـويـــــنـي الـــــتـــولُّـــهُ و الـــــهوى
كـــالــعـنــكــبــوتِ عــلــى جِـــــــــــــدارٍ قـــــد غَـــــزَلْ

مــــــا عــــــــادَ يـــــــوقـِــظـــُنــي نحـــيـبـُكِ في الغِوى
والله لـــــَـــمْ يـــُـبــكـــيــكِ جـــــُـــرحٌ ... بـــــل بصـــلْ

مـــــــا عــُــــــدتُ أســـــــــتــجـــدي لــِـــقـاءً أحــمـــراً
فـــــــــــالــــــيــاســـــمــيـنُ عـــلى جـِداري قـد جـَــدَلْ

و الشَّـــــــمــــسُ بـــالـــخــــيـــطِ الــمــُـذهَّبِ أنشـَأتْ
كـــعــَـريشـــةٍ فـــــــوقَ الـــنَّـــــوافــــِـذِ في عَــــجـَــــلْ

مــــــــا عــــادَ يــــنــفــعُــنـي بــقــاؤكــِ ... فـــــالــهوا
لــــو مــــرَّ طـــــاحَ بـــــما بــنـَـيــــتِ عـــلـى الـقـُــلـَـلْ

مــــــا عـــــــــادَ يــُـسعــِـدُني لـــقـــاؤكــِ ... فالــتــُّــقى
في مـــــذهـَــــبِ الحُــــبِّ الأصــــــيــلِ إذِ اكـــتــمـــــلْ

هـــــــاكــِ الأغــــاني و الســَّـجــائــرَ و الصـــــُّـــــــــور
لا لا و ربي مــــا اســــتـــطـــــــــــــابــتـــكــِ الــمـُـقــَــلْ

بـــــــــل كـــــــيــفَ يســـــري النـــومُ في عينٍ غــــــدتْ
عــــــيــنَ الحــــقـــيـــــقـــةِ في زمــــانٍ قـــد غـــفَل!؟

واهــــاً غــزل ... هــــذي الحمائــلُ ... لَأْمـَــةُ الحـربِ
الضـــَّـــروسِ قـــــــــــد ارتـــــــديتُ عـــــلـى أمـــــَــــلْ

و الشـــــعـــبُ يــنــتـــظِــرُ الخـــيــــــــــولَ و لَأْمـَــتـي
قــــــد طــــالَ شوقُ الشعبِ ... قـــد جـــاءَ الــبـطـــلْ

أفـــكـــيـــف يـــعـــنــي لــــي لــــقــــــاؤكــِ  يـا غـــــزلْ
أم كــــيـــف يــُــغـويـــنـي الـــــــتـَّدلــُّـهُ و الــــغـــزلْ؟!

مــــــــا عــــادَ  يـُـقــنـعـني التولُّهُ ... كــــالخـِـــيــــــاطِ
بخـــَـــيـــطِ ســـُـــمٍّ فــــوقَ شـــَمـْـعٍ قــــــــــد غــَـــزَلْ

***
 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

فلسفةُ البغض

0


أزبــــيـدُ : قــــــــد جمَــــــعَ الفـــــؤادُ قصائــــداً
 فَسَرَت بـــبــُـــغــــضـِكِ في الأنــــــامِ شِــــــــعارا


أزبــــيـدُ أتــــــلـوهـــــا عـــــلــيــهـِـم , فاسمعي
تـــلـك الـــــلــيـالي لـــم تعــُــد أســــــــــــــرارا


شـــــــمي القصــــــــائـــدَ كـــالمـــخـدِّرِ و ارتعي
قــــــد كـــــانَ حــــبـــُّكِ آثـــــــــماً غــــــدَّارا


فـــــــالآن أُنــــــبي الشَّـــــعــبَ عـــن حبٍّ غــدا
بُـغـــضــــاً ... و نهـــــــدَكِ جــــيــفـةً و غـــبـــارا


***
 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ديوان البغض و فلسفته الجزء الأول

0
  1. وداعاً غزل. 
  2. لا ترتعي. 
  3. بعد الحب2.
  4. بعد الحب1.
  5. تخافين ضوء القمر.
  6. فلسفة القصة.
  7. عودة بغيضة
  8. نهاية القصة.
  9. أنا مرتبط2.
  10. شريف و عاهرة. 
  11. فراشكم وثريدكم.
  12. أسودنا.
  13.  بداية النهاية.
  14. أنا مرتبط1.
  15. يا ياسمين.




 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ديوان الحب و فلسفته الجزء الثاني

0

نهاية القصة

0



بعد تفكيرٍ طويل
قررتُ أن أُنهي الحكاية
ثم أبدأُ من جديدٍ بالرواية
بعد تفكيرٍ طويلٍ خُضّتُ فيه
رحت أشرح أو أُقرب أو أُباعد
أو أُفلسفُ أو أُفسّر
كلّ أمرٍ كُنتُ فيه
كلّ ما أخطأتُ فيه
كلّ ما قصرتُ فيه
بعد هجرٍ كنتُ ألقى لذةً للنفس فيه
كنت أقتات الرجولة 
من جفون النسر 
من لبد الليوث بغابة الأمازون
بعد بُعدٍ كنتُ أشربُ
خمرةَ النّهدِ العقيقيِّ السّفيه
بعد إيذائي لحبّكِ
بعد أسفاري للندن
كنت أمشي فوق جسرٍ
فوق لندن
في الليالي
بل و فوق سماءِ لندن
كنت أُضحي فوق ذاك الجسر
و الصوف غطّاني
بلندن كنت أشعر في جسومي باللهيب
و المظلة لا تغطّي الرأس من ثلج الشتاء
يوم أتناسى الحبيب
لو زرتِ لندن
في لندن السّنجابُ آنسُ من رجل
في لندن النسوانُ أرخصُ من بصل
في لندن الأثوابُ حتى
في الشتاءِ تكون غاليةً على فخِذِ النساء
و الجوربُ اللمّاع
فوق الفخْذِ يلمع بالبريق
يا جورب الفخِذِ الصفيق
فكم بلندن في الشتاء
شعرت منك بالتضرُّم و الحريق
يا جوَّ لندن
كم به شوقاً لها قد سال دمعي
في الشوارعِ أو بمبنىً
 في السفارة
في العمارة
في الطريق
كم على بعد المكان
تناجني و تنادني
باسمي المحببِ قطتي
يا قطتي و صغيرتي و حبيبتي
في الصّيف أشعر بارتجافي
برد لندن يغزو قلبي
يغزو عظامي
يغزو كل مشاعري
حتى و لو غُطّيت بالشوفاجِ لا
أجد الحرارةَ و الحنانَ بداخلي
في غرفتي
بالفندقِ المشهورِ
في وسَط الظلامِ
بغربتي
في وحشتي
قررتُ أن أُنهي القصيدة
بنهايةٍ جدا مفيدة
قررتُ أن أُنهيها حتى
تبتدي بعدُ الحكاية
حيث كانتْ كل تلك مقدمة
***
بعد تفكيرٍ طويلٍ
فوقَ جسرٍ فوق لندن
كُنْتُ أُمْسِكُ بالجريدة
فافتتحتٌ و لَمْ أَجِدْ
خبراً مفيداً
عرضَ بيعٍ نافعٍ
أمسكتٌ بالقلمِ القديم
و كتبتٌ بالخطّ الجميل
وسط حاشيةِ الجريدة
حبيبتي
اليومَ أحكمُ تحكمين
بل نسودُ الأرضَ
باللغةِ القديمةِ و الجديدة
اليومَ نمحو الظلمَ
تبدو جنةً غراءَ حقا
و الخليقةُ بإذن ربي
مثلُ جاريةٍ سعيدة
***
فادرُسي
و لتصنعي بيدي الحضارة
واقرئي
ثم افرحي
ثم احزني
ثم ارقصي
ثم اغفري
ثم امرحي
قد أُغلِقَتْ في لندنَ اليومَ السفارة
سامحيني
سامحي عبداً غوى
هذا سِلاحي لمِّعيه
واخلُقي فيهِ الطَّهارة
هذا كلامي نمِّقيه
ثم اكشفي عنِّي الستارة
هذا فُؤادي من عيونِكِ
كل شِعرٍ كل حِسٍّ يستقيه
هذا انسجامي و انسجامُك
فانتهت تلك الحكاية
بعد تفكيرٍ طويل
وابتدت هذي الرِّواية
قُمتُ في حِسٍّ جميل
***


مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

عشا شامي

0

عشاؤنا الشامي كشكٌ
أو حساء
أو مُربّى مُشمُشٍ و سَفَرجَلٍ
عشاؤنا بيضٌ سليقٌ مع لبنْ
و النُعنُع البرّيٌ
و القرفةُ الحمراءُ
و المدفأة تحكي حكاياتِ العجائزِ و النساء
ما أحلى أياماً بتشرينِ قضيتُ
و كم على جمرِ المدافئِ في الليالي
كم صليتُ و كم بكيتُ
و الفُلُّ و الجوريُّ
فلَّ مع الحبيبةِ في السّحَر
كم شاقني في الجمرِ تشوي
ثم آكلُ من يديها الكَستَنَاء
و مضى مضى تشرينُ
و أتى لنا نيسانُ
ينفضُ عن مُحيَّاهُ الشتاء
 فالياسمينُ لنا بِساطٌ أو سحابٌ
أو فِراشٌ أو شراب
أو مخدّاتٌ كريشٍ
أو غذاء
أو صلاةٌ
أو كِساءٌ في المساء
و عشاؤنا خسٌ و دبسٌ
لستُ أرغبُ بالعشاء
و البيلسانُ تقطعت أعراقُه
و تساقطت أوراقُه
و تقطفت زهراتُه
قل كيف أرغبُ بالعشاء!!
و أتى لنا نيسانُ يضحكُ فاغتررنا
فانجلى نيسانُ يتركُ خلفه
أقسى علاماتِ التعاسةِ و الشّقاء
***



مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

محتالان

0


منها و فيها البيْلَسان
و لبستُ فيها الطّيلَسَان
و عكفتُ في جونيه  غريباً
و أنا أُردّدُ من تراتيلِ الزّمان
غنّى لنا المحتالُ ذاتَ عشيّةٍ
بصفاءِ جونيه 
لو رأيتِ صفاءَ جونيه
غنّى لنا المحتالُ أغنيةً يُدوزن 
في غِناهُ
يُشكّل النغَمَ القديم
فتراه يعزفُ
أو يرتّلُ
أو يُدندِنُ
ويحاولُ التّرنيم
غنّا صبا
فاهتاجَ شوقي
إذ ذكرتُ بها دمشق
ذكرتُ أيامَ الصّبا
ذكرتُ ذوقي
ذكرتُ أُمي
ذكرتُ إِلفي
ذكرتُ فيها طفولتي
ذكرتُ كل سعادتي
فقرا بعيني كلّ ذلك
و فُجاءةً قلبَ النغم
قد خافَ ذا المحتالُ أن
أَدَعَ المجالِسَ كُلّ ليلٍ
فالمجالسُ و المحافلُ دونَ شِعري
ليسَ تُذكر
ليس تُسمَعُ أو تُشَم
غنّى لنا المحتالُ ألفَ قصيدةٍ
و لَصوتُهُ مِن بحّةِ الأُنثى أَرَقْ
غنّى لنا المحتالُ ألفَ قصيدةٍ
مما نظمتْ
و القوافي موحّدة
غنّى لنا المحتالُ ألفَ قصيدةٍ
مما كتبتْ
في كلِّ واحدةٍِ
سِتونَ أو سبعونَ أو تسعونُ بيت
و القوافي موحّدة
ما غُيِّرَت أبداً
و لم يطمح لتغيير النغم
كم كان مُحتالاً
و لكن كنتُ أُدرِكُ أنّهُ محتال
كم كانَ نصّاباً و خَدّاعاً و لكن
كُنتُ أُدرِكُ أنّهُ خَدّاع
كم كانَ مُحتالاً صغيراً
لكنني قد كنتُ مُحتالاً كبيراً
حتى وهِم أني قنعت
***
منها و فيها البَيلَسان
لكنني لا ما رأيتُ بطولِ عمري
في رُباها البَيلَسَان
يا رحمةً وسِعتكِ يا بيروت
عشرونَ عاماً هامتي
و كأنّها تابوت
عشرون عاماً
ما عرفت خلالها التوحيد و اللاهوت
عشرون عاماً بين أثداءِ النساء
بعد ذلك يا تُراني هل أخون!!
بعد ذلك في عيوني
بعد ذلك في فؤادي
يا تُراها هل سترخُص أو تهون؟
بعد ذلك هل أبيعُ الحبّ حبي
أو أسومُ القلبَ قلبي
أو أُعيدُ اللومَ أو
أرسمُ بماكياجي قناعاً
هل تراني لو تعود!؟
***



مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه