محتالان

0


منها و فيها البيْلَسان
و لبستُ فيها الطّيلَسَان
و عكفتُ في جونيه  غريباً
و أنا أُردّدُ من تراتيلِ الزّمان
غنّى لنا المحتالُ ذاتَ عشيّةٍ
بصفاءِ جونيه 
لو رأيتِ صفاءَ جونيه
غنّى لنا المحتالُ أغنيةً يُدوزن 
في غِناهُ
يُشكّل النغَمَ القديم
فتراه يعزفُ
أو يرتّلُ
أو يُدندِنُ
ويحاولُ التّرنيم
غنّا صبا
فاهتاجَ شوقي
إذ ذكرتُ بها دمشق
ذكرتُ أيامَ الصّبا
ذكرتُ ذوقي
ذكرتُ أُمي
ذكرتُ إِلفي
ذكرتُ فيها طفولتي
ذكرتُ كل سعادتي
فقرا بعيني كلّ ذلك
و فُجاءةً قلبَ النغم
قد خافَ ذا المحتالُ أن
أَدَعَ المجالِسَ كُلّ ليلٍ
فالمجالسُ و المحافلُ دونَ شِعري
ليسَ تُذكر
ليس تُسمَعُ أو تُشَم
غنّى لنا المحتالُ ألفَ قصيدةٍ
و لَصوتُهُ مِن بحّةِ الأُنثى أَرَقْ
غنّى لنا المحتالُ ألفَ قصيدةٍ
مما نظمتْ
و القوافي موحّدة
غنّى لنا المحتالُ ألفَ قصيدةٍ
مما كتبتْ
في كلِّ واحدةٍِ
سِتونَ أو سبعونَ أو تسعونُ بيت
و القوافي موحّدة
ما غُيِّرَت أبداً
و لم يطمح لتغيير النغم
كم كان مُحتالاً
و لكن كنتُ أُدرِكُ أنّهُ محتال
كم كانَ نصّاباً و خَدّاعاً و لكن
كُنتُ أُدرِكُ أنّهُ خَدّاع
كم كانَ مُحتالاً صغيراً
لكنني قد كنتُ مُحتالاً كبيراً
حتى وهِم أني قنعت
***
منها و فيها البَيلَسان
لكنني لا ما رأيتُ بطولِ عمري
في رُباها البَيلَسَان
يا رحمةً وسِعتكِ يا بيروت
عشرونَ عاماً هامتي
و كأنّها تابوت
عشرون عاماً
ما عرفت خلالها التوحيد و اللاهوت
عشرون عاماً بين أثداءِ النساء
بعد ذلك يا تُراني هل أخون!!
بعد ذلك في عيوني
بعد ذلك في فؤادي
يا تُراها هل سترخُص أو تهون؟
بعد ذلك هل أبيعُ الحبّ حبي
أو أسومُ القلبَ قلبي
أو أُعيدُ اللومَ أو
أرسمُ بماكياجي قناعاً
هل تراني لو تعود!؟
***



مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه