عشاؤنا الشامي كشكٌ
أو حساء
أو مُربّى مُشمُشٍ و سَفَرجَلٍ
عشاؤنا بيضٌ سليقٌ مع لبنْ
و النُعنُع البرّيٌ
و القرفةُ الحمراءُ
و المدفأة تحكي حكاياتِ العجائزِ و النساء
ما أحلى أياماً بتشرينِ قضيتُ
و كم على جمرِ المدافئِ في الليالي
كم صليتُ و كم بكيتُ
و الفُلُّ و الجوريُّ
فلَّ مع الحبيبةِ في السّحَر
كم شاقني في الجمرِ تشوي
ثم آكلُ من يديها الكَستَنَاء
و مضى مضى تشرينُ
و أتى لنا نيسانُ
ينفضُ عن مُحيَّاهُ الشتاء
فالياسمينُ لنا بِساطٌ أو سحابٌ
أو فِراشٌ أو شراب
أو مخدّاتٌ كريشٍ
أو غذاء
أو صلاةٌ
أو كِساءٌ في المساء
و عشاؤنا خسٌ و دبسٌ
لستُ أرغبُ بالعشاء
و البيلسانُ تقطعت أعراقُه
و تساقطت أوراقُه
و تقطفت زهراتُه
قل كيف أرغبُ بالعشاء!!
و أتى لنا نيسانُ يضحكُ فاغتررنا
فانجلى نيسانُ يتركُ خلفه
أقسى علاماتِ التعاسةِ و الشّقاء
***
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق