نهاية القصة

0



بعد تفكيرٍ طويل
قررتُ أن أُنهي الحكاية
ثم أبدأُ من جديدٍ بالرواية
بعد تفكيرٍ طويلٍ خُضّتُ فيه
رحت أشرح أو أُقرب أو أُباعد
أو أُفلسفُ أو أُفسّر
كلّ أمرٍ كُنتُ فيه
كلّ ما أخطأتُ فيه
كلّ ما قصرتُ فيه
بعد هجرٍ كنتُ ألقى لذةً للنفس فيه
كنت أقتات الرجولة 
من جفون النسر 
من لبد الليوث بغابة الأمازون
بعد بُعدٍ كنتُ أشربُ
خمرةَ النّهدِ العقيقيِّ السّفيه
بعد إيذائي لحبّكِ
بعد أسفاري للندن
كنت أمشي فوق جسرٍ
فوق لندن
في الليالي
بل و فوق سماءِ لندن
كنت أُضحي فوق ذاك الجسر
و الصوف غطّاني
بلندن كنت أشعر في جسومي باللهيب
و المظلة لا تغطّي الرأس من ثلج الشتاء
يوم أتناسى الحبيب
لو زرتِ لندن
في لندن السّنجابُ آنسُ من رجل
في لندن النسوانُ أرخصُ من بصل
في لندن الأثوابُ حتى
في الشتاءِ تكون غاليةً على فخِذِ النساء
و الجوربُ اللمّاع
فوق الفخْذِ يلمع بالبريق
يا جورب الفخِذِ الصفيق
فكم بلندن في الشتاء
شعرت منك بالتضرُّم و الحريق
يا جوَّ لندن
كم به شوقاً لها قد سال دمعي
في الشوارعِ أو بمبنىً
 في السفارة
في العمارة
في الطريق
كم على بعد المكان
تناجني و تنادني
باسمي المحببِ قطتي
يا قطتي و صغيرتي و حبيبتي
في الصّيف أشعر بارتجافي
برد لندن يغزو قلبي
يغزو عظامي
يغزو كل مشاعري
حتى و لو غُطّيت بالشوفاجِ لا
أجد الحرارةَ و الحنانَ بداخلي
في غرفتي
بالفندقِ المشهورِ
في وسَط الظلامِ
بغربتي
في وحشتي
قررتُ أن أُنهي القصيدة
بنهايةٍ جدا مفيدة
قررتُ أن أُنهيها حتى
تبتدي بعدُ الحكاية
حيث كانتْ كل تلك مقدمة
***
بعد تفكيرٍ طويلٍ
فوقَ جسرٍ فوق لندن
كُنْتُ أُمْسِكُ بالجريدة
فافتتحتٌ و لَمْ أَجِدْ
خبراً مفيداً
عرضَ بيعٍ نافعٍ
أمسكتٌ بالقلمِ القديم
و كتبتٌ بالخطّ الجميل
وسط حاشيةِ الجريدة
حبيبتي
اليومَ أحكمُ تحكمين
بل نسودُ الأرضَ
باللغةِ القديمةِ و الجديدة
اليومَ نمحو الظلمَ
تبدو جنةً غراءَ حقا
و الخليقةُ بإذن ربي
مثلُ جاريةٍ سعيدة
***
فادرُسي
و لتصنعي بيدي الحضارة
واقرئي
ثم افرحي
ثم احزني
ثم ارقصي
ثم اغفري
ثم امرحي
قد أُغلِقَتْ في لندنَ اليومَ السفارة
سامحيني
سامحي عبداً غوى
هذا سِلاحي لمِّعيه
واخلُقي فيهِ الطَّهارة
هذا كلامي نمِّقيه
ثم اكشفي عنِّي الستارة
هذا فُؤادي من عيونِكِ
كل شِعرٍ كل حِسٍّ يستقيه
هذا انسجامي و انسجامُك
فانتهت تلك الحكاية
بعد تفكيرٍ طويل
وابتدت هذي الرِّواية
قُمتُ في حِسٍّ جميل
***


مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه