شيخ سوء ونهدُ عاهرة

0



بنهدٍ مُفترٍ موتورْ
تدَحرَجَ فوق منضدتي
بصوتِ غبائهِ المسعورْ
تسرَّى ضِمنَ أورِدَتي
وكأسٍ ظامئٍ مكسورْ
تَسَرَّبَ في مُخيِّلَتي
على بلَّورِ طاوِلتي
وضوءٍ خافِتٍ منثورْ
علىْ أدراجِ مكتبتي
وحُزنٍ مُفعمٍ بالنُّورْ
يُعانِقُ سورَ أفئدَتي
يُمزِّقُ زيتَ ذاكرتي
وصوتٍ صامِتٍ مسطورْ
تهافتَ من مُذاكرتي
وحِبرٍ أزرقٍ محفورْ
على جُدرانِ أجنِحتي
تحدّرَ فيَّ مُتَّكئاً
على آهاتِ محبرتي
من العُمُلاتِ يا وجعي
من الحَسَراتِ في لُغتي
تضافرَ تبغُهُ بالزُّورْ
فأحيا الزُّورَ في شفتي
________________
ونهدٍ آخرٍ يبدو
يُحنَّطُ فوقَ راحلتي
فينبَحُ كلبُهُ المسعورْ
يُساهِرُ خيلَ قافلتي
________________
وذاكَ النَّهدُ مضطجِعاً
يُضاحِكُ ثوبَهُ النَّهديَّ مُكتئباً
ولا يدري
بأنَّ الجيشَ في الوادي
وأنَّ الحَبلَ مُنصَرِمٌ
وأنَّ الطَّائرَ المشؤوم
يحُطُّ فويقَ أشرِعَتي
ولا يدري
بأنَّ النَّار قد شبَّتْ
بقشِّ حظيرتي الأولى
________________
هناك النَّهدُ مضطجعاً
ولا يدري
بأنَّ النَّايَ مكسورٌ
وأنَّ القِربةَ العليا
تحوَّلَ عزفُها الأخضرْ
لصوتِ العسكرِ المجموعْ
بوادي الغوطةِ الأزهرْ
ولا يدري
بأنَّ الجوعَ يقتُلُهُمْ
يُبدِّدُهُمْ
يُمزِّقُهُم
ويجمعُ حولهم جيلاً
من التُّجَّارِ لا يخشى
ولا يحنو
على الأطفالِ إذ تمشي
وإذ تحبو
على الحصباءِ تمضَغُها
وتأكلُ قلبَها الأزرقْ
________________
هناك النَّهدُ مضطجِعاً
ولا يدري
بأنَّ الشَّيخَ في بلدي
تعاظمَ عن مُخيِّلَتي
وأنَّ العهرَ في وطني
تحوَّلَ جُبَّةً سوداءْ
تُغطِّي هاهنا الشُّهداءْ
وتنثرُ ثمَّةَ الأشلاءْ
هناكَ تُبارِكُ الأثداءْ
لترقصَ في دعارتِهِ
وتسبَحَ في نجاستِهِ
وتنهلَ من سماحتِهِ
علومَ سماحةِ الأديانْ
وحبَّ الله والأوطانْ
________________
وذاك النَّهدُ لا يدري
بأنَّ النَّهدَ مسكينٌ
امامَ الشِّيخِ مُعتجِراً عمامَته
ولا يدري
بأنَّ غباءهُ الموصوفْ
تضاعفَ في مُخيِّلَتي
________________
وذاك النّهدُ لا يدري
بأنَّ الله مُطَّلِعٌ
على أسرارِ مسرحِنا
وأنَّ اللهَ مُستمِعٌ
دبيبَ الجبَّةِ السَّوداءْ
بنعلِ الجُندِ والعسكرْ
هناك النَّهدُ مضطجِعاً
ولا يدري
ولا يدري ...
__________



 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سأبدأ فيكِ تاريخي

2
سأنسى فيكِ تاريخي
وأفكاري وأشعاري
وأبدأ في الضُّحى يومي
بقرآني وأذكاري
فتحيا فيكِ  قافيتي
ويحيا القلبُ يا قلبي
وترجعُ فيكِ عافيتي
يؤوبُ الحُبُّ يا حِبِّي
سأرنو فيكِ كلَّ رجا
وأسهرُ فيكِ كلَّ دُجى
إذا ما الفِكرُ راحَ وجا
ففيكِ يُعاوِدُ الفِكَرا
وفيكِ يُقلِّبُ الذِّكرا
بشعرٍ قدْ يُرى بِكرا
وشِعري اليومَ مُرتاحا
__________________
سأنسى فيكِ ذاكرتي
إذا ما التاعتِ الذِّكرى
وأنسى فيكِ قافيتي
إذا ما عانقتْ سطرا
وأنسى فيكِ أغنيتي
وكلَّ هوىً يُرى وِزرا
فعيناكِ المجاوِرَتانِ أفكاري
وأقداري
تُقلِّبُ فيهما الصَّفَحاتِ
دونَ توجُّعٍ تترا
تدوِّنُ فيهما التَّاريخَ
دونَ تفجُّعٍ تترا
تُحملِقُ في زوايا البهوِ
تلحقُ مثلَ عُصفورٍ
أراجيزَ الصِّبا عفوا
وتهربُ مثل شحرورٍ
صغيرٍ شاقَهُ العشُّ
بحضنِ شُجيرةِ الليمون
على أغصانِها وعلى
جُذوعِ الصَّبرِ في صمتٍ
فليس يُرى بها بطشُ
_________________
أرى صوتَ العيونِ الشُهلِ
في أركانِ مملكتي
أرى صوتاً
أشُمُّ ندىً
أُحِسُّ صدى
فأرشفُ من رحيقِ الفلِّ
في أرجاءِ محبرتي
أرى صمتاً
بجوفِ الجوفِ مُحتاجاً لدوزَنَتي
أراهُ هناك في أجزاءِ ساريتي
أراهُ هناكَ من آفاتِ ما نلقى
فسيفُ الغربِ يذبحُنا
ورُمحُ الشَّرقِ يطعنُنا
وكنَّا الغربَ والشَّرقا
________________
تهبُّ نسائمُ الوادي
على الهَيمانِ والحادي
يفوحُ تُرابُه سِحْرا
أعطرٌ ذلك الطُّهْرُ
أغَيْثٌ ذاكَ أم قَطْرُ
يُحيطُ بقلبيَ المُضنى
فيحيا فيكِ من غدِهِ
يراكِ حيِّيَّةً منهُ
ويسألُ عنكِ فنجاني
بدوحِ شُجيرةِ النَّارنجِ
يحنُّ هنا لموعِدِهِ
فيلثُمُ باقةَ الزَّنبقْ
إذا ما الليلُ قد أشفقْ
على قلبي وما أطبقْ
يحارُ الليلُ  والغَسَقُ
وكلٌّ للكَرى سبقوا
ومنكِ يُسهِّدُ العَبَقُ
فأنسى فيكِ تاريخي
وأنسى فيكِ أسفاري
وتحيا فيكِ قافيتي
لأسطُرَ فيكِ أشعاري
__________________
وأرجِعُ ذائباً عِشقا
فأنهلُ فيكِ بل أُسقى
تراتيلَ الهوى ليلا
فأعشقُ ذلك الميلا
وأتبعُ ذلك السَّيلا
لأبلُغَ ذِروةَ الجبلِ
بنفسِ الشِّاعرِ الغَزِلِ
وقلبِ العاشِقِ الثَّمِلِ
ففكري اليومَ مُرتاحا
وشطرُ العُمرِ قد راحا
فأنسى فيكِ ذاكرتي
وأبدأ فيكِ تاريخي
وأفكاري وأشعاري
وأنسجُ منكِ قافيتي
أرتِّبُ فيك مكتبتي
وأشيائي وأسفاري
أجدِّدُ فيكَ مِنضدَتي
وأقلامي وأزهاري
أهذِّبُ فيكِ أخلاقي
ولونَ الحبِّ في داري
هناالزفراتُ تُحرِقني
وعيناكِ المجاورتانِ في سِحرٍ
لأذواقي وأشواقي
فأصنعُ منها أغنيةً
لآمالي وأحلامي
وأرسُمُ في شُعاعٍ
ذلك الممتدِّ من  عينيِّ فاتنتي
لتُجذَبَ صوبَ من سَحَرتْ
حروفي بعد أحداقي
لأكملَ ذلك المشوارَ
ممتدَّا من النِّسيانِ والهِجرانِ والعصيانِ
والإجحافِ في ألحاظِ جاريتي
أراني ذائباً عِشقا
وكنتُ قُبيلَهُ حُمقا
وما أدري من الأشقى
أقلبي كانَ أم فِكري
على العرفانِ والنُّكرِ
وبينَ السَّطرِ والسّطرِ
يُجدَّدُ ثمَّة الدَّفترْ
بإسمٍ ثّمَّ أو أكثرْ
أوقِّعُ باسمِ محبوبي
بحِبرٍ سائلٍ أحمرْ
يدورُ هنالك الزّمنُ
وأهلُ الحيِّ قد فطنوا
لذكرِ الشَّاعرِ الغزِلِ
فأغلِقُ ذلك الدَّفترْ
ويُصبحُ من تُراثِ الأمسِ ...
والماضي من النسيانِ في لغتي
أفي ذاك التَّراثِ أفي
وكلٌّ قد سُقي غَدرا ؟!
كذاكِ صنعتُ تاريخي
ومِن زيتيِّةِ العينين
قد صنَّعتُ أشعاري
وفي مجدِ النُّهود البيضِ
قد دوّنتُ أخباري
ومن ليلاتِها أغذو
لُبانَ المكرِ أدواري
وأغزو كلَّ غزواتي
بليلِ الماجنِ المُرتاح
في ساحاتِ ميدان
فكانَ حبيبُها المعتلُّ
ملحوظاً ومشفوعاً بفكرتِنا
هناكِ فويقَ شبَّاكي
يُطِلُّ النّهدُ ظمآنا
فأمسي فيه حيراناً
أحقَّاً كان ولهاناً
بحُسني أم بأفكاري
وتلك المُستريحةُ في
حُروبِ الشَّامِ لاتدري
تؤيّدُ أم تُعارِضُ لا
تُساندُ أم تناهِضُ لا
تُسدِّدُ أم تُباعِدُ لا
ولاتدري بأنَّ دمشقَ تلعنُها
وتبرأ من تفاعلِها
فتلجأُ نحوَ شُعرورٍ
صغيرٍ راقهُ الصِّيتُ
تُطِلُّ بطرفِها الباكي
هناك فويقَ شُبَّاكي 

على أشواكِ أشواكي 
فأزجُرُ ههنا اللبلابَ كي تحيا مقاتُلهُ 
وأعصُرُ فوقَهُ النَّارنجَ 
يُحييني الحنينُ لهُ 
وأسأل أذرُعاً قامتْ 
لحينٍ حيثُ أوَّلُهُ 
فيقتُلُ قلبيَ الوَلَهُ 
فأرسُمُكِ وتاريخي 
وانسى كلَّ ما حولي   
وأمحو فيكِ ذاكرتي 
ويبقى دائماً قولي 
"سأبدأ فيكِ تاريخي"   

2016-4-21

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

"فأنا المذبوحُ بكُلِّ لغة"

0


أنا لستُ هُنا
أنا كنتُ هُنا
أنا قبلَ الماءِ جرَيتُ هُنا
أنا قبلَ البدرِ سهِرتُ هُنا
أنا قبلَ الكُفرِ وقبلَ العُمرِ
و قبلَ السَّطرِ وقبلَ السِّدرِ
و قبلَ الغدرِ وقبلَ الثَّأرِ
و قبلَ الصَّبرِ صبَرتُ هُنا
أنا قبلَ الفُلِّ وقبلَ الذُّلِّ
و قبلَ البَذلِ بَذلتُ هُنا
أنا قبلَ الحَرفِ وقبلَ الوصفِ
و قبلَ الرَّصفِ وقبلَ القصفِ
و قبل اللحن وقبل العَزْفِ
و قبل العَــُـرفِ عُرفتُ هنا
أنا قبل الحربِ وقبلَ القُربِ
و قبلَ البُعدِ وقبلَ السَّعدِ
و قبلَ العبدِ عَبدتُ عَبدتُ الله هنا
قبل اﻹسلامِ او اﻷنسام
قبل الأعلامِ أو الإعلام
عَلَّمتُ عَلِمْتُ عُلِمْتُ هُنا
أنا قبلَ الأمنِ أو الإيمانِ
عَدِلْتُ أمِنْتُ فنِمْتُ هُنا
أنا قبلَ الغزوِ غزوتُ هُنا
أنا قبلَ الضَّوءِ وقبلَ النُّورِ
أضيء هُنا
أنا قبلَ الرُّوحِ وقبل البَوحِ وقبل الفوحِ
أسيحُ أُريحُ أروحُ أبوحُ
أفوحُ هُنا
أنا قبلَ العيشِ أعيشُ هُنا
أنا قبل الطِّفلِ وقبلَ الكهلِ
حَبوتُ نشأتُ
بلغتُ شَبَبْتُ
كَهِلْتُ وشِبْتُ فمتُّ هُنا
أنا قبلَ النَّشأ نشأتُ هُنا
أنا قبلَ الطَّودِ وقبلَ العَهدِ
و قبلَ الرَّوضِ وقبلَ الوَردِ
و قبلَ المَهدِ وقبلَ الشهدِ
من قبلٍ النَّهدِ نَهَدْتُ هُنا
قبلَ العُصفورِ أو الشَّحرور
من قبلِ الطَّيرِ أطيرُ هُنا
أنا كنتُ هُنا
أشرقتُ قُبيلَ الشَّمسِ أنا 
_________________
فأنا الشاميُّ
أنا المذكورُ بِكُلِّ لُغةْ
أنا كنتُ هُنا
_________________
فأنا الشَّاميْ
و العُربُ جميعٌ أعمامي
و المجدُ تصاغَرَ في هامي
فالعالَمُ طأطأ قُدَّامي
لأصوغَ العِلمَ بأقلامي
و أُحيطَ الفِكرَ بإحكامي
و أُسيغَ الشِّعرَ بإلهامي
_________________
فأنا الشاميُّ
أنا المذكورُ بِكُلِّ لُغةْ
أنا كنتُ هُنا
_________________
فأنا الشّاميُّ أُهِنتُ هُنا
و ذُلِلْتُ صَبَرتُ
سُجِنْتُ أُسِرتُ صَمَتُّ هُنا
و كُسِرْتُ سُحِلْتُ صَمَدْتُ هُنا
أُبعِدْتُ طُرِدْتْ
هُجِّرْتُ لجأتْ
فذُلِلْتُ سُجِنْتُ
غرِقْتُ غرِقْتُ
وقلبي هُنا
وبقلبِ الشَّامِ ذُبحْتُ أنا
_________________
فأنا الشاميُّ
أنا المذكورُ بِكُلِّ لُغةْ
أنا لستُ هُنا
_________________
بردى ظمآنٌ
وابردى !!!
أفكيفَ الَّلحنُ عليكَ شدا !!
وعلى ضِفَّتِكَ الرقصُ غدا !!
والعُريُ العُهرُ عليكَ بَدَا !!
وانهرُ الرَّبوةِ وابردى !!
من أيِّ صنيعٍ ضِعتَ سُدى ؟!
واقلبي ممَّا حلَّ بقلبِكَ
حلَّ بقُربِكَ حلَّ ببُعدِكَ
كيف صَبَرْتَ
وكيفَ رجَفتَ
وكيفَ جففتَ
وكيفَ رحلتَ
وكيف نُسيتْ !!
فنسينا ببُعدِكَ كلَّ هُدى !!!
أُردِيْنَا بُعَيدكَ وابردى
فعلامَ نضاجعُ كلَّ صدى !؟
وجميعُ النَّاسِ علينا عدا !!
فـ عُواءُ نُبَاحُ
رُغاءُ ثُغاءُ
صفيرُ زئيرُ
فحيحُ و ريحُ
و نارٌ ثارٌ و غبارُ
و دخانٌ رانٌ بركانُ
و بلاءٌ داءٌ و وباءُ
أحقادٌ ثَمَّ و أصفادُ
كُفَّارُ الغربِ و أوغادُ
وجميعُ الكونِ علينا عَدا
و الغدرُ الحِقدُ الغِلُّ بدا
و علينا تآمَرَ
كلُّ سفيهٍ
فينا يُقامِرُ
كلُّ فقيهٍ
هل يُجدي بربِّكَ أيُّ نِدا ؟!
بردى !
واقلبي من بردى !!
_________________
فأنا الشَّاميُّ
أنا المذبوحُ بكلِّ لُغة
_________________
فأنا الشَّاميُّ أصيحُ أنا
مِنْ غدرِ النَّاسِ
وفُحشِ النَّاسِ
ومكرِ النَّاسِ
وكُفرِ النَّاسِ
وكُرهِ النَّاسِ
وبطشِ النَّاسِ
وحِقدِ النَّاسِ عليَّ أنا
بردى !
واقلبي من بردى!!
بردى موجوعٌ وابردى !؟
بردى موجوعٌ منِّي أنا
بردى يحتاجُ إلي أنا
فعلام الكلُّ عليك عَدا ؟!!
وانهرُ الغوطةِ وابردى!
بردى !!
واقلبي من بردى!!
بردى الموجوعُ بكلِّ لُغَةْ
وأنا الشُّاميُّ
أنا المذكورُ بكلِّ لُغةْ
فعلامَ الكلُّ علينا بَغى!!.
_________________
#دمشقيات #ابن_نزار #الدمشقي
#دمشق #سوريا #الحرب #الشام #الربوة
#المؤامرة #شام #ياسمين #بردى #الغوطة
#داعش #التحالف_الصليبي #الثورة #النظام

الصُّعداء

0
 

من الصُّعَداءِ من لَهَفي وحُزني 
ودمعِ قصيدتي ونزيفِ لحني 
من الإغراقِ في تزييفِ كأسي 
ورتقِ الخرقِ في تَعْسي ونكسي  
من الإبداعِ في تحريمِ اُنسي  
من الأوجاعِ في تجريمِ نفسي 
من الإشباعِ في أملي و يأسي 
إليكِ كتبتُ عن كلِّ الأماني 
إليكِ كتبتُ يا كلِّ الأماني 
وخنقِ الحرفِ في تلك المعاني
وجعلِ عبارتي دينارَ بؤسي

فأشري ثَمَّ من ذكرى المرايا
أبيتُ مُفلسِفاً كلّ الخفايا
أتوهُ بطيبِها آياً فآيا
وأرجِعُ ناكِصاً عن كلِّ اُسِّ

عسَيتُ بوِزرِها ألاَّ اُداري
فبِتُّ مُمالئاً في جوفِ داري
وحِرتُ مُطأطئَ الحُورِ المُنارِ
فمِلتُ مُدمِّراً يومي و أمسي

ألستُ الخِبَّ والخوَّان قُولي
مَللتِ الحبَّ والنِّسوانُ حَولي
يفورُ بجنبيَ الخفَّاقُ يغلي
يموتُ مُصبِّحاً ويموتُ يُمسي

بأرضِ جُنينَتي يبكي الشَّقيقُ
ينامُ الياسمينُ فلا يفيقُ
بجوفِ الماء قد شبَّ الحريقُ
فأبدَعَ مُعجِزاً تصويرَ نفسي

ألستِ النَّورَ في دربيَّ كنتِ
وأنتِ الحُبُّ في قلبيَّ أنتِ
فمالكِ كُلَّما استعبرتِ بنتِ
فتُكسرُ ريشتي ويُشقٌّ طِرسي

عذابٌ عذبُ أيسرَهُ الهوانُ
وذكرى ليسَ يطويها الزّمانُ
ووجهٌ ليس تُنسيهِ الحِسانُ
كذلك ترتجي أطماعُ حَدْسي

مُحالٌ أنت تنساها مُحالُ
وليسَ أقلُّ ما يُرجى يُنالُ
فمالكَ كُلَّما قالتْ وقالوا
علِقت إشارةً من غيرِ لَبسِ !

ظننتَ مُغالِطاً أنَّ الطّوايا
ستُعكَسُ فيكَ أمثالَ المرايا
فتُشرِقُ في تألُّهِكَ الخبايا
بما أوتيتَ من فِكرٍ و حِسِّ !!

أخنتُ!! وإنَّني نفسي أخونُ
ولا والله ذنبي لا يهونُ
وعذري لستُ أحسَبُ يُبينُ
إذا ما رُمتُه نكَّستُ رأسي

يقولُ الناسُ أنِّي فيكِ أبقى
وأشقى فيكِ أشقى ثمَّ أشقى
وأُسقَى السُّمَّ من طيفيكِ أُسقَى 
فما أبقيتِ مني!! ماذا التَّبغُ أبقى !!
فيا ويلاتي من تعسي ونكسي



________________

2014/11/21




مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

رشفة قهوة

0
وتحتسيني كانت كرشفةِ قهوةٍ عند تباشيرِ الصَّباحِ الأولى وهي التي تمقتُ القهوة ,
وترتديني كانتْ كملاءةٍ من ياسمين ,
وهي التي تحبُّ الياسمينَ لا حبَّ الدِّمشقيّين
و إنَّما محبَّةُ المتفيهقينَ و المُتسلِقينَ والمُنافقين و المُتشدِّقين ,
وهكذا كنتُ أتلقَّى الوحي من وميضٍ في عينيها لا يعنيني
وإنَّما تأتي المُفرداتُ و المعاني عن طريقِها لتُحييني
فأحيا في دنيا لستُ عنها بالغريبِ النَّاءي ولا بالقريب الرَّاءي فأكونُ بينَ بينْ
جِسمٌ بين معنيينْ وروحٌ بين شفتينْ تصَّعّدُ في ذرى لُبنانَ تارةً و تهبطُ في الغوطتين حينا فأنشقٌّ عن شيءٍ لا إلى شيء
وكذلك كانتْ تُبعِدُني لأقتربْ , و تصِلُني لألتهِب , فتُرسِلُ خلالَ السحائب رسائلها ورُسُلَها لأتَّصِل طوراً بروح الرَّافعيِّ فترفعُني , وأنفصِل عنهُ لأعودَ إليَّ فألقاني
وإذا ما رأيتَها وقد جلستُ و جلَسَتْ و همستُ فأنصتتْ وحدَّثتُ فحدَّقتْ وأطلقَتْ وتفلسفتُ فأطرقَتْ و أشعرتُ فبكتْ فرَحاً و رقصتْ أنينا وأنَّتْ حنيناً ثمَّ طارتْ طرباً أو تقوقعتْ عليَّ وعلى نفسِها رَهَبا
وإذا رأيت ثَمَّ رأيتَ جلالاً وجمالاً وبهاءً وعَجَبَا
وكذلك كانت وكنَّا ...
مدينةً لا أدري أمِنَ الأحلامِ أم الأحزانِ أمِ الأوهامِ كانتْ , فارتضيتُ أن أتفيَّأ سنيَّاً بظِلِ جدارِها المُلغَّمْ فكانَ خيالاً وسرابا , ورحتُ أستجديها عند صواحِبها فكانتْ وما كانتْ غير أنَّها تركت خيطاً من وِشاحِها الأبيض موسِّداً أطراف بلاطاتِ رصيفٍ في ذاكَ الحيِّ المُختالِ على جيرانِه كما اختالتْ على قرائنِها فطنةً وذكاءً ألمعيَّا , وكذلك عرفتُها
أديبةً أريبةً يحارُ الرِّجالُ فهمها والحوطَ بمدارِكِها حتَّى لتزدري منهمُ العالِمَ الخِنذيذ لا تراهُ يسمو ليُدرِكَ شيئاً من عِلمِها وفهمِها وإحاطتِها بالعلومِ و الفنونِ والعديدَ من اللغاتِ وآدابِها
فاستبقتُ مُكرَهاً إلى ظلِّ النِّسيانْ
فاصطليتُ بهجيرِ الحِرمانْ
حتَّى نسيتُها ونسيتُني ونسيتُ الحِرمانَ والنِّسيانْ.


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

عذابات شامية

0

 

أنا الشَّامي 
أنا المحزونُ من رأسي لأقدامي
ففيمَ الذَّبحُ مُنتظري 
بُعيدَ شُروقِ أحلامي!!
فيا لله و الدُّنيا 
لماذا الله يُبعِدُنا عن الدُّنيا!!
لماذ ثارتِ الدُّنيا 
علينا كلُّها الدُّنيا 
ورأيُ العُربِ مُفترِقُ و مُختلِفٌ 
فوحَّده
كُلَيبُ الرَّومِ و الدُّنيا 
لماذا رايةُ الإسلامِ شوَّهها 
طَغامٌ من بني الدنيا
فأينَ العلمُ و العلماءُ 
أين الفقه و الفقهاءُأين الرأيُ 
والحكماءُ والحلماء في الدنيا ؟!!

أنا الشامي 
فهل تدرون ما لغتي
وما صفتي 
 أنا الشامي
حمامُ المسجدِ الأمويِّ 
يحسو بَوحَ أقلامي 
عصيرُ التُّوتِ من لُغتي  
ويسري ضمنَ أوردتي 
 دوالي الغوطةِ الغرَّاءِ 
تغزلُ فوقَ مكتبتي 
ومنضدتي 
وتُشرِقُ فوق شبَّاكي
وتُسرِفُ في مُخيِّلَتي 
حواليها 
ترى حوراً وصفصافاً 
أراها هنا 
بذاكرتي 
وفي أسفارِ أوهامي 
أنا الشامي 
لماذا الليلكيُّ أراهُ مُرتعِشاً بأكمامي
وصوتُ الياسمين هنا 
يُعانقُ جُرحيَ الدَّامي 
أنا الشامي 
لماذا صورةُ الأمويِّ 
صارتْ رمزَ آلامي 
وأوجاعي وأدوائي و أسقامي

أنا الشَّامي 
أنا المحزونُ من رأسي لأقدامي
ففيمَ الذَّبحُ مُنتظري 
بُعيدَ شُروقِ أحلامي!!

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

أنا العربي

0

أنا العربي
أنا المنفيُّ في وطني  
وفي بلدي وفي بيتي 
وفي تاريخِ تاريخي 
أنا المذبوحُ في لُغتي 
أنا المطعونُ في ظهري وفي صوتي 
أنا المسروقُ من لحني وقافيتي 
أنا العربيُّ مُرتَهنٌ 
ومُحتقرٌ 
أنا عبدٌ 
ومذلولٌ ومُزدَجرٌ 
أنا المملوكُ من رأسي إلى نفسي 
ومن قَدَمي إلى قِدَمي إلى حُلُمي
ومن شفتي إلى رئتي إلى أستي 
أنا المكلومُ  والمفجوع 
و الموجوعُ في صمتي
أنا المذبوحُ في عيشي 
أنا المغبونُ في مهدي وفي نعشي 
أنا المنقولُ من بطشٍ إلى بطشٍ إلى بطشِ 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

و شامُ اللهِ لا تبكي

0


بصمتي المُطبِقِ المحزونْ
في بيتي وذاكرتي وكُرَّاسي 
بصوتِ خفائكِ المجنونْ
وجفوةِ قلبِكِ المُضنى 
وحربِ فؤادِكِ القاسي 

بتفكيري وتكفيري
وفلسفتي وتصويري 
وهرطقتي وتحويري 
بإشفاقي على كتُبي 
ولونِ غُبارِ مِنضَدتي 
وتعتيمي وإفلاسي 
وشوقي عند أطلالي 
ونَوحي بين جُلاَّسي
وأشجاني وأحزاني وأجراسي 

فكيف تُسافِرُ الدُّنيا 
وأنتِ إليَّ تبتعدينْ 
وتبتعدينْ
وتبتعِدينْ
عن قلمي و قِرطاسي 
وفي تشرينْ
تقتربين من صيفي ومن سيفي 
ومن حُرَّاسِ حُرَّاسي 
ولستُ أراكِ ترتعِشينَ من شِعري
 ومن أنفاسِ إحساسي 

فما بالُ الشآمِ تُرى 
تُحاوِلُ كتمَ أنفاسي !!

وما بالُ الدِّمشقيِّينَ
لا قاموا ولا اقتعدوا!! 
ولا اقتربوا ولا ابتعدوا !!
وما بالُ البلاءِ تُرى 
نزيلاً مُظهِرَ الباسِ !

فأين الحِكمةُ العُليا 
وشمسُ اللهِ تُحرِقُنا 
كأنَّ الأرضَ تطرُدُنا 
كأنَّ الله يلعنُنا 
بحربِ العالمِ المجنون
وحِلفٍ مُفترٍ مغبون 
و#كلب_الروم والمفتون 
ووسواسٍ وخنَّاس

بصمتي أُخبِرُ الدُّنيا 
عن الأطفالِ يصطرِخونَ
عن أمٍّ مُروَّعةٍ 
وعن ثكلى  

وشامُ اللهِ لا تبكي 
ولا تشكو
 شرورَ النّاسِ للنَّاسِ 
ودمعي بينَ أوراقي
وحبري بين أنفاسي 

وهذي الفِتنةُ العمياءُ 
أرنوها وأرقُبُها 
وراءَ سِتارِ شُبَّاكي 
بإيماني وإحساسي 

فكفِّي المَدمَعَ الباكي 
أليسَ اللهُ يحرُسُها 
أليسَ اللهُ يمنعُها 
وسيفُ الله مسلولٌ 
علينا ثمَّ يقصمُه 
فتلك الحِكمةُ العُليا 
وما ربِّي بظلاَّمٍ 
وليس الله بالنَّاسي 

 ________
2014/10/5



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه