فكيف تريد أن يرحل؟!

0

 

لمــــــــاذا صفــَّق العصفور عند لقائـنــا الأوَّلْ ؟!
لمــــــــاذا غرَّدَ الجدولْ ؟!
لمــــــــاذا صـــارتِ الدُّنيا بــــرُغمِ عذابِـها أجملْ ؟!
لمــــــــاذا وافـــقتْ أمِّي عليك بــدونِ أن تسألْ ؟!
لمــــــــاذا صـــــــارتِ اللَّحظــــاتُ بعد فراقِها أطولْ ؟!
لمــــــــاذا أرى نِتاجَ النَّحلِ بعدَ رحيلـها حنظلْ ؟!
لمــــــــاذا المـــــــاءُ لا يــــروي ؟!
لمــــــــاذا البــــــدرُ لا يكـمُـــلْ ؟!
لمــــــــاذا الياسمينُ هنا بُعيدَ بُزوغِهِ يذبـُــــلْ ؟!
لمــــــــاذا نشرةُ الأخبارِ تمدحُ ذلك الأزعـــــــرْ ؟!
لمــــــــاذا في زقاقِ الجنِّ يُحمدُ ذلك الأنــــورْ ؟!
لمــــــــاذا لا أرى أبداً طيورَ صديقِنا الأحـــــولْ ؟!
لمــــــــاذا صارتِ الشَّاغورُ , كلُّ بلاطةٍ مِـرجلْ ؟!
لمــــــــاذا باتت الأنفاسُ من أشعارِنا تُقتـــــلْ ؟!
لمــــــــاذا , متى , و أيَّانَ , فقل : بالله هل ترحل ؟!
فقـــــــــد والله نــــافـقـنــــــا و حـــال الحالُ و المُحتل
وآل القـــــــــالُ لـلفــــتـــيا , و قــــــال الآلُ لا تســـــأل
و راح الجـــارُ يشـــري الجوزَ لـ لمكـــــدوسِ و الزَّعترْ
و قالَ أنـــا أحبُّ اللوزَ في السّهراتِ و الأحمرْ
و قالْ لـــنا عن الحاراتِ في الميـدانِ و المشـــــتلْ
و حــــدَّثنــــــــــا , و أخبرنا عن الأسواقِ بل أكثــــــــــر
عــــن الجــــــــــــاراتِ و الإحراجِ في الإنفاقِ بالمُجملْ
فهــــــــــل راق الحديثُ له و كأسُ الشَّاي يحسوها ,
و قبَّـــعــــــــةٌ مجوَّخةٌ مصوَّفةٌ مجوَّدةٌ مكفكفةُ
مـُطــــــــــــرَّزةٌ كمــــــــا قـــــــد طُــــرِّز المــَــحـْــــمـَـلْ
فكيف تريدُه يرحل ؟!
و أنت عليَّ لا تسأل
و أنت أخي تحاربني برأسِ المالِ و الأموالِ و الأفعالِ و النَّظراتِ
و أنت تداري أعدائي
و أنت تُماري سفهاءً
تحاورهم , تجاريهمْ , تُباريهم , تُناظِرُهم , تُبارِزُهم , تُناصِرُهُم ,
تُقبِّلُهم
و تلقُطُ من حوافِرِهِم عجاجَ الخبثِ لا تخجلْ
و أنت هناكَ واللهِ بكلِّ الطَّيشِ كــــــــالمُختلْ
كفى...
يكفيكَ مهزلةً فأنتَ الجاهلُ الأرعنْ
و أنتَ المُدنَفُ الأعزلْ
فكيفَ تُريدُه يرحلْ
و أنت علينا لا تسأل...
تُحاكي ذلك الشَّيطانَ في ليلاتِه حتى
يوسوِسُ كلَّما ناجت
حماماتٌ بأيكتِنا
و وشوش في حديقتِنا فراشٌ
واستوت عندي
هُنا الآياتُ رتَّلَها
على سمعي من الآفاقِ من رتَّلْ
فلا تبتعْ و لا تكتلْ
لماذا كنتُ كسلاناً فصرتُ بحبِّها أعملْ ؟!
فتلك الشام
أي أمِّي
و تلك أنا
و تلك الطِّرسُ و القرطاسُ و الأشعارُ و الميثاقُ المعنى
و تلك حبيبُنا الأوَّل...


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه