لون البنفسج 1

0


لونُ البنفسجِ أي ندى !
لونُ البنفسجِ 
أرَّقَ الجفنَ المقرَّحَ 
أي ندى!
لونُ البنفسج
إذ كسا الصَّنمَ القديم .
حجارةً كان الرُّخام
صلصالُ نهدُكِ 
صوتُه كان الصَّدى
نحاتُه 
قد كانَ عبداً أسوداً 
من بربرِ المِصرِ الرديمْ
كالطينِ كانَ النهدُ
 نهدُكِ
فارتدى
ثوباً جليلاً
كالبنفسجِ لونُه
فرأيتُه
و أناملي
مسحت شقاءً
فوقَ صفحتِه يُقيم
و محتْ عذاباً و الصّدا
***
لولا شفاهي
ما تكوَّر نهدكِ الحنطيُِّ 
طول الدهر لا
لولا يديَّ و قُبلتي
ما كان فيك شعور أنثى
لا و لا
لولا نصأتُكِ في الضحى
فوق الفِراش
لولا نهضتِ في الضحى
بل طرت فوق الصَّدر صدري
تعربدي
و تمايلي مثل الحمام
تخايلي زَهوَ الفَراش
***
لولا سعيري يا ندى
هل كان خصرُك راقصاً!!
لولا فراشي و الستائر يا ندى
هل كان ثديُكِ عابثاً!!
هل صار نهدك
كالحرير
على السرير ملامسا
لولاي ما ذقت بدهرك متعة
و لطالما مارستِ حبَّاً
قبل حبي
و لطالما قد ذقتِ شهداً
ليس فيه كمثلِ شهدي
و لطالما
و لطالما
***
لونُ البنفسجِ آيةٌ
فهِّمتها عند الصباح
لون البنفسج
قد حوى أثداءها
لكن فهل يجدي الحرير أو القماش
إذا تعاصفت الرياح!!
كانت تقربني يداها
في الغدوِّ و في الصعود
و في الهبوط و في الرواح
كانت تقربني
لتلثم جبهتي
أو لتقضم رقبتي
كادت لتزلف لي حشاها
من شوقها
يا كثر ما فعلت
بتلك الليلة الليلاء
مع طول التمايل
و التوجع
والأنين مع الصياح
يا بُعد تلك الليلة الدهماء يا
يا وحشة القبر المعذّب
لو بقيت
يا خوفي بعد الحشر
لو قالت جهنم
:"يا مليكي هل هنالك مزيد"
لونُ البنفسجِ أي ندى !
لونُ البنفسجِ
 في سريري قد عدا !

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه