المشهد الرابع من المسرحية

0


فلمن ولاؤكِ صار بعدَ دُعائيا!! 
و لقد مررتِ مع العذارى تحت أمطارِ القمر  
تختالُ أنثى منهمُ 
بالجزمةِ الفضيَّةِ اغتسلت بناياتِ القمرْ 
عشرون عاماً كلُّهم قرأو بعينيكِ المواعيد القديمة كلَّها 
قرأوا المواعيدَ التي أخلفتِها
و قرأنَ صوت القُبلةِ الكانت ببغدادَ 
استوت في وجنتي
عشرون عاماً قد رقصن كجوقةٍ شعبيَّةٍ 
في مسرحِ الرُّومان 
بملابسٍ قبطيَّةٍ 
و ضفائرٍ هنديَّةٍ 
و ضمائرٍ مكسوَّةٍ  بأزاهرِ الرُّمَّان 
و مراهم القطران
و حليِّ كسرى 
تستحمُّ بنغمةِ الإسبان 
في مطعم الرزِّ الشّهيِّ مع البصل 
في معبدِ النسوان 
أفلم تكوني إذ مررتِ بثوبِكِ الفضفاضِ 
عند كنيسة الأرفاض 
جئتِ تُلملِمين أرائك الفوسفورِ حول حديقتي 
فرأيتني...
فرجفتِ حين رأيتِني 
و أراكِ أنتِ توشوشين صديقةً شقراءَ 
توحي عيونكم و تنمَّ أنَّ البوح كان عليَّ إذ 
فاح الشذى مع عطر إسمي 
من شفاهِ صغيرتي السمراء
لا زال جفنكِ يومها متثاقِلاً 
يستعذبُ الكحل القديم 
ما أصلَحَتْ ذاك المسا مكياجها 
خرجت مهرولةً و قد سمعت بأخبارِ المساء 
أنِّي ذهبتُ لحيِّهم 
لكنَّها ما أنصفت تلك المذيعة عندما 
سردت لها ذاك الخبر
و كأنَّها في النشرة العربية التي عرفت بتلفيق الخبر 
أسَكِرتِ بالشَّاي المعتَّقِ في كؤوسِ الياسمين !!
أم صار وصلُكِ واحداً و المستحيل؟!
لا ...
لم أقرأ الأخبار في هذا الصباح 
هل كنتِ عندي إذ رحلت و أرجفت ثمَّ العصابةُ كلًّها
فتداخلت أسماؤهم وصفاتهم 
فهرعتِ نحوي كي تُعيدي ما خسرتِ من القصيد 
مع الدولار أو الذَّهب
فلمن ولاؤك صار لمَّا 
أحرق الصَّابونُ في عينيكِ جلَّ قوافي قصيدتي
و تناحرت ثمَّ الحروفُ مع الخطوب
فأسرعت صوب الحقول 
قصائدُ الغزلِ العتيق
***
آن الأوان... 
آن الأوان لكي تُعيدي قلائدي
آن الأوان 
و أساوري و قصائدي 
آن الأوان 
و دفاتري المحروقة المتبعثرةْ عبر الزَّمان
لم تحسني نثر الرَّمادْ
لم تتقني لمَّ الحروفِ و جمعَها 
كي تطرحي عنك السُّهادْ
و شممتُ صوتَ القِدْرِ في غليانِهِ
لمَّا تجاهلتُ الصّغيرة في الزُّقاق
***
فلمن ولاؤك صار بعد دعائيا ؟
و لمن دعاؤك صار بعد ندائيا ؟
أترى أكون وتنتهي في المسرحية يا ترى تلك الفصول
ولقد تعبت بعدِّها و كأنَّها تلك النجوم
لم تنتهِ!
هل تنتهي!
لا تنتهي!
عجبي لها بعد التنائي و التدني كم تطول!!
مات الممثل و المساعد والمؤلف و المبرمج و المدير
وتماوتت فيها النصوص 
و المخرجُ المُحتالُ ماتْ 
خشباتُ مسرحِنا انثنت و تأوَّهت 
يا شدَّ ما أضناها  طَرْقُ الأحذية
 يا كثر ما فعلت بها طُرُقُ الذئابِ الخاوية
ما أكثر الأنَّاتِ في سمعِ القلوب
ما أكثر الأهاتِ من وجعِ الذنوب
ما أكثر اليوم الخطوب
ما أكثر اليوم الخطوب
فلمن شرابُكِ سال بعد وعائيا!!
و أخاف بعد ان تنتهي كلُّ الفصول 
إن مات كل مشاهدي تلك الفصول
ما أسخف التمثيل في أحيائكم
ما أرذل التمثيل في أدواركم
فلمن نصوصك تزجى بعد مثاليا؟!


 27-7-2013


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

نهاية القصة

0





فـــــــها قــــــد أُتـلـِفـَت صـــفــــحــــاتُ شعري
فحرَّقـــــتُ الــدفـــــــاتـِرَ : "لســـــــــــتِ مـني"

فـــإني ثـــــــــــــــائرٌ مــــــــا دُمتُ حـيـّـــــــاً 
كـــــــــذاكِ مـُجـــــاهـــدٌ ... و السِّـــــــيـفُ فـني

ظـنــنـــتِ جـــــــــــــــهـولـــــــةً أنـي جــــبانٌ 
ألا فـــــــلــتـســألي يـــــــــــــا هـنـــــــــدُ عني

و قـلـــتِ  مُســــــــــــــــــيــئـــةً أنـي عــــيِّـيٌ 
و أنّي جاهــــــــــِــــلٌ خـــِــَـــــــــبٌّ  و أنـــــي

و قـلـتِ  مُســــــــــــــــــيــئـــةً أني غــــــــبـيٌ
و إنّــي مُرهــــــــــــــــــــــــــــفٌ ذَرِبٌ  و إنِّــي

فـــــهـذي الشـــــامُ لا ألـــــقـاهـــــــا ترجــــــو
ســـوى ســيــــفي , فمـا هــــــذا الــــتــــجـني؟!

و هذا سيــفــــــُهـــا شـحـــــــــــذتْ , و ســيــفي
صـَلــيـتٌ  قـــــــــد شهــرتُ , إلـيـــــــــكِ عــني

***

لـقـــــــــــد جرَّحـــتــني يــــا هــنــــــــدُ حــتى
اســتـــفـــاقَ الشعرُ مشــــــــتاقـــــــاً يــُــــهــنِّي

و قــــــــــد شـــــابــــتْ ذوائـــــــبُ مـن أراهــا
كــــسـيــــــــــــدٍ  أبــــيــضٍ دنــفٍ  مُســــــــنِّ

و طـــــــــــفـلٍ أحـــــــمقٍ يلهــــــو , جــــــهـولاً
بـــــــــــذيـــلِ السِّـــــــــيـدِ في رَيــــبٍ و ظـــنِّ

أليســــتْ هـنـــــــــدُ من أرخـــــــتْ شـعـــــوراً
بـــــــــــــذاكَ الـلــيــلِ لــــــيـلاً كـــالمـُـجــنِّ  !

***

أحــبــيـني ... فـــــــإني مُســـــــــــــــــتــقــيـلٌ
فـــــنهدكِ فــــاســـــــــــــــقٌ أمــــــسى يـغــني

و حــبــكِ جــاهـلٌ يـــــا هــنـــدُ , لـــــــــــكـــن
ورثـتِ قــــــصـائــــــــــــداً مــــــن بـحـــرِ فـني

فـأضـــــحـــيـــــتِ و حُــبي طَــــــــــــودُ  عــلـمٍ
بـرأسٍ شـــــــــــــاخَ مـــن سُـــــــــوءِ الــتـمــني

أحبيني ...  فـــــــــــــــإني في هـــــــــواهــــــــا
لمــجنونٌ , فـــمـــــــــــــــُــوتي ... أو فـــــجــنِّي

أنـا ربُّ  الفـصـــــــــاحـــةِ مــــــُســــــــتــجــيرٌ
بـربِّ الــعــــــــــــــــرشِ أن يــــــُـقـصيــكِ عـنِّي

رأيتُ بـــــحـبــكِ الأعــمى قــــــــــــديــــــــــماً
كــــــــــــــتائـبَ تـــــــصـطــلي و تــــــفــرُّ مني

فهـــــــــــاكِ دفــــــــاتـري ... و خــُـذِي يـراعــاً
يشــيخُ الــــــــدهـرُ بـعــدَ اْن شــــــــــــاخ ســنِّي

***

أُحـبـكِ لـُـعبـةَ الأطــــــــــفــالِ , يـــــــلــــــــهـو .
و قـد بـــــــــــلغَ الــرَّشـــــــــــادَ , فـلـا تـَـــظـُني

فـــــــكم يــــــا هــنـــــــــدُ بـِـتـــنـــا في سُـرورٍ
نــُديرُ الرَّاحَ  في ثــــــــــــوبِ المـــــــــــــــغــني

و كــــــم يــــــا هــنـــــــــدُ بـــتـنــــا في فِـراشٍ
نــعُدُّ الـنجــــــــــــــمَ ؟! كم قــــــــد كنُت مـــنِّي

و كم يــــــا هــنـــــــــدُ أحــــــيــيـــنــا الـلـيالي
بــخمرةِ حُـــــبـِّـنـــا , أو خـــــــــمرِ فـــــــــــني

و كم يــــــا هــنـــــــــدُ أرخــيـتِ سُــــــــــدولاً
و كــم في الحُــــــــــبِ أرخـــــيــتِ الـــــتــمــني

و كـــم عــــــانقـتِـني بــــــالشـــــــــــَّــوقِ حـتى
عـــــــنـاقي صـــــــــــــار َتـمــــثــــــالَ الـتدنِّي

و رُحـنا نـــــــلـهـو غــلــــــــمانـــاً , كـــــأنــّــَـا
فريــــــــــــدا الــــــــــحبِ في إنــــــسٍ و جـــنِّ

***

فــإي والله قـــــــــــــــــــــد مــزِّقــتِ حـــُــبي
و لا والله مــــــــــــــــــــــــا خـــيــبــتِ ظــــنِّي

و إي والله قــــــــــــــــــــــد أحسنـتِ كِــذبــــاً
و تــمــثـيــــــــــلاً ريـــــــــــاءً ... فـــاستـكــنِّي

و إي والله لـــن أنســــــــــــــــــــاكِ مـــهــــما
تـقــــَــدَّمَ يـا ظـــــــــلـومُ عــــــلــيــــــــكِ سنِّي

و إي والله قــــــــــــــد نــــــافــــقــــتِ , حــتى
رأيـتُ نـــــــــــــــــفــــاقـــــــكِ الأعـمى يــمـنِّي

و إي والله قـــــــــــــــــد أفرغــــــــــتُ دمــعـاً
و بـعـــــــــــــــدَ الــــــــيومِ لـيسَ الــــــدَّمـعُ مني

و قــد غـــــــــادرتُ أشــــــــــياءً و أشــــــــــيا
و مـــــا غـــــــــادرتُ مـــن عـــــــــلـمٍ و فـــنِّ

***

ألا يــــــا هــنـــــــــدُ إذ تــــــــــأتــيـكِ فابـــكي
فـراقــاً كـــــــــان عـــــــــاقبــــــةَ الـــتـجــنِّي

ألا يــــــا هــنـــــــــدُ إذ تــــــــــأتــيـكِ فابـــكي
فـــإنِّــي هـــــــــــــاجـرٌ يــــــا هــنـــــــــدُ إنِّي

ألا يــــــا هــنـــــــــدُ إذ تــــــــــأتــيـكِ فابـــكي جــــــــديـرةُ بــالـبكـا يــــــا هــنـــــــــدُ عـــنِّي

ألا يــــــا هــنـــــــــدُ إذ تــــــــــأتــيـكِ فابـــكي
و لا تـتــــــــــــأمـــــلي عـــــــودي ... تـــظــــنِّي

فــــــــــقـد أشـــبـعـتــِني حـــبَّــاً ســـــــخــيـفـاً
و شعـبي صــارَ مـــــــحــتـاجــــــــــــــاً لـــفــنِّي

و أضـــــنـــــاني فراقــــــكِ , صِـــــــحتُ زَجـــراً
بســــــــاعــةِ شــعــــــــرِنـــــــــــا : "ألا تــرنّي"

فراحـــــــــتْ ســــــــاعتي تــبــكـي بـــصـمـــتٍ
فـــــــــأزعــجــني الأطيــــــــــط  :"فـــــــلا تأني"

فـراحــــــــت تــرتـــــــــــجي ربــــَّـاً مـجــيــبــاً
فنـــــــــادت في خشــــــــــــــــوعٍ : "أن أعــنِّي"

فــــقـمـتُ أذيـــــــــــــــــعُ أوجـــاعـــاً لـشـعـبي
و رحـتُ أجـــــــــــول في ســـــوقِ الـــتـَّــــمـــني

و عــــــــــدتُ لـــــــحارتي غـزِلاً طـــــــــــروبــاً
و عــــــــــدتُ مــجـاهـــداً و الســـــــيــفُ فـــنِّي

و عــــــــــدتُ مـــجـاهداً بـيــــــــــــــدي يـراعٌ
مـن الــرِّحــمـنِ قـــــــــــــــــــد أوحى , فـظـنِّي

بـــــــــــــأنّي أمهـرُ الــعــــــــــــــــشـاق شــعراً
و أنــي أشــــــعـر الأدبــــــــــــــــــــــــــاء أنـي

و أنِّي أفــــســــــــــــــقُ الشــعراءِ لمـــــــــــــا ,
و إنـي الــــــــــيـومَ أتــــــــــــــــقاهــم , و إنـــي

و أني أصــغــــرُ الــعـــــظــــــــــماءِ ســــــــــنـاً
و كـــــــــم يــتــعــلم الــعـــــــظـــــــماءُ مــــني!


و أنِّي في الــــــكــتـــــــــــائـــــــــبِ ربّ حـربٍ
و أنِّي في الـــــــــــــــــمحافــــــــــــــلِ ربُ فـنِّ

وأنّي في الـــــــــــــــبـلاغـــــــــــــــةِ ربُّ شــعرٍ
و أنِّي في عــــــــــــــــــــــلــــومي كــابـن جنِّي

و أنِّي ... مـــــــــــــا أقـــــــــــــول ؟!! فــلا تـظنِّي
بــــــــــأن أُحــصـي صفــــــــــــــاتي ... لا تـظنِّي

أنــــــــــا مـــــــن أورث الرحمــــــــنُ عرشــــاً
أنــــــــــا مـــــــن أطــــــــــــلـقَ الأنـــــهارَ فني

أنــــــــــا مـــــــن صــــــــــــوَّرَ الأكـــوانَ حتى
رأى أعمــــــــاهـُــــــــمُ صـــــــــــوري ... فهني

فــــــــــــهـا إنِّي صـــــــدعـتُ  الــــيومَ حــــــقَّاً
و إنِّي قــــــــد خــــــلـــــعــتُ الــــــــثــوبَ عني

و إنِّي الــــيومَ في جـــــــــــيـشٍ صــــــــــــــطورٍ
كــــــــــــقــــــــائـِــــدِهِـــمْ و خــادِمـِـهِـمْ و إنِّي

فــــــــــهــم أحرارُنـــــا يــــــا هـــنــــــــدُ , هلاَّ
صــــــــــــدعـــــتِ إليــــهــمُ في حُســــــنِ ظنِّي

و هــــــــــــذي ثــــــــورةٌ في الشــــــامِ , بُشرى
ســــتــــعــــلـو الشـــّـَـــامَ رايــــــــــاتٌ ... فغنِّي

بــــــــأجمــــــلِ مـــــا نظــمــتُ... و لا تقــــــولي
بـــــــأنَّ جــــــــــهادَنـــــــــــــــــا لـــهمُ تجنِّي

فــــــــــهم بــــــــــدؤوا  بظـــــــلـمِ الناسِ حِقـــداً 
فأمسى الطفــــــلُ كـــــــــالشــــــــيـــــخِ المُسنِّ

و راحَ الــــــــــذُّلُّ مــــــــــــطـّـَـرِداً  عــــلـيـنـــا
فخِــــطـــــتُّ عـــــــــــبـاءتي و خـــــلــعـتُ سِنِّي

رمــــــيـتُ غــــــــلالــــتي يــــــا هــــــنـدُ فانعي
قــــــــــيودَ الظُّــــــــــلـم أو رُدي التــــــــــجنِّي

رأيــــــــــتـــكِ يــــــــا ظــــــلـومُ نظــامَ ســــوءٍ
رنــــــــــوتُ نظــــــــامهم فـــــأســـــــــأتُ ظني

فـــــــــها قـــــــــد مُزِّقت صفــــــحــــاتُ شِعرِي
ألا فــــــــلــــتـــسـألي نــــــهـدَيـــــــــــــكِ عني

ظـــــنــــنـــتِ غـــــــــــــــــــــــبـيـّـَةً أنِّي عييٌّ
و إني ثــــــــــــــــــــائرٌ يــــــا هــــــــــــندُ إنِّي

فـــــــــــــلا مرَّت ركــــــــــــــابُ الـــــــقومِ إلاَّ
رمـــــــــــــيـتُ نظـــــــــامهم فــــــاروق جـــنِّي

أنـــــــا الرحمـــــــــن ربيِ كــــــــــــنـــت مني
أنـــــــا الرحمـــــــــن ربيِ فــــــــــــاســتــكني

فــــــــــــإني ثـــــــــائرٌ مـــــــــا دُمـــــتُ حيّـاً
كـــــــــــذاكِ مــــــــــــــُجاهـدٌ ... و السِّيفُ فـني


***


 

لا تعتذِرْ1

0


لا تعتذِرْ 
يا طيفها لا تعتذِرْ
لن أترُكــَ العِطرَ الثمينَ بجوِّ صُبحي ينتشِرْ  
صيّرْتَني جِلدا" و عَظمَا" 
رقّ عظمي 
ذابَ لحمي 
كادَ حِلمي يندثِرْ
لا تعتذِرْ 
يا طيفها الغالي : 
رجوتُكــَ لا تقِفْ في البابِ ترجو 
كالذّليلِ المُنكَسِرْ

***
يا طيفها الغالي :
و حقِّكَ لم أكُنْ أنوي الفِراقْ
بل كلّ يومٍ كنتُ أشتاقُ العناقْ
فأجوبُ في الآفاقْ
فأرى خيالَكــَ طيفَها!
فيُعيدُ شجوي سيفُها
فأغوصُ في الأعماقْ
يا طيفها : لا تعتذِرْ
أصبحتُ أُدمِنُ شُربَ كأسِ الياسمين
بعدَ اْن ذوتْ تلكــَ الشّجيرةُ في ملايينِ السّنين
ضِمنَ الدّفاتِرِ و الزُّبُرْ
بعدَ اْن غَفَتْ تِلكــَ الكُلُومُ
و صاحَ جُرحٌ في فؤادي يستعِرْ
و أفاقَ نهدٌ قد غفا
طولَ الليالي كُلِّها

تحتَ الرّصاصِ المُنهمِرْ
***
يا طيفها :
قد صِرتُ غصناً . . .
بل كغُصنٍ مُنكَسِرْ
يا طيفَها : أصدرتَ أمراً قاسياً
أبرمتَ أمراً فوق أمرٍ قد قُدِرْ
يا طيفها : أحرقتَ قلبي
صِرتُ حقّاً كالهشيمِ المُحتظِرْ
هل خنتُ ؟! أم أنّبتُ ؟! أم عاتبتُ ؟!
قـُل . . .
عاقبتَني و كمستبدٍّ ظالمٍ
يُرسي المجازِرَ في البَشَرْ
يبني بأجسادِ العَذارى صَرحَ ذُلٍّ مُنقعِرْ
و يخالُ عرشَ الظُّلمِ يوماً
عاد حِصناً آمناً
أو عرشَ ظُلمٍ مستَقِرْ
***
يا طيفها : لا تعتذر
يا طيفها : فالحبُّ ثارَ بمُهجتي
فصدَدْتني ,,, من أيِّ ذنبٍ تعتذِرْ؟!!
لا تعتذِر
أظهرتُ كُلَّ سذاجتي
لاتعتذِرْ
أظهرتُ جُلَّ براءتي
لا تعتذِرْ
أضحيتُ حقّاً مثل طودٍ صارَ رِدْمَاً للحُفَرْ
يا طيفها :
قد كنتُ قَبلكــَ آثِماً
أرعى النُهودَ أضمُّها
و أشُمُّها
فأخالُني سُلطانَ شمسٍ و القمَرْ
لكنّني قد عِشتُ وهماً
عِشتُ شهراً
عِشتُ دهراً
يومَ نحسٍ مُستمِرْ
يا طيفها :
فسأعتذِر . . .
يا طيفها لا تعتذِر
ما كنتَ أنتَ و لم أكن
بل كان ربِّي و القدَرْ
لا تعتذِر
يا طيفها : لا تعتذِر
فاليومَ مني العذر مني
العذرُ مني للسَّحَرْ
يا طيفها :
يا أيُّها القدِّيسُ مهلا"
جيتُ عبدا" منكسِرْ
يا أيُّها الصِّدِّيقُ أهلاً . . .
في التّرقّي و التعالي فاستمِرْ
ها قد رسمتُ لك السّلالِمَ في شُعاعاتِ القمَرْ
فارقَ
وشِعري في شفاهِكَ رتِّلن
مثلَ السُّوَرْ
و ارقَ
فشِعري سُلَّمٌ للرّوحِ
ترقى
بل بلسمٌ للنّفسِ تشقى
دونهُ
و سأعتذِرْ
و سأعتذِرْ

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

لا تحلُمي

0

لا تحلُمي أن تنهَلي من كوثري 
لا تطمَحي أن تسبَحي في أبحُري 

لا تقرَبي لن تطرَبي بقصائِدي 
لا أو شُذورٍ من بقايا مَتجري 

لا فالملاقِطُ في الصَّباحِ رميتُها 
بلغَتْ عُطارِدَ أنَّتي و المُشتري 

لا تطمعي لن تسمعي عزفاً , ألا 
 كم كنتِ بائعةً و كُنتُ المُشتري 

فلتبعُدي , لن تُسعدي لن ترقُدي 
لن ألثُمَ النَّهدَ الطَّريّ المُهتري 

لن أقضمَ الشَّفَة الّتي باتت على
جنبِ الطَّريقِ لمن يرومُ فيكتري





مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

شطائر الزبدة

0


شطائرُ الزُّبدةِ
 

و كأسُ النَّبيذِ الأصفرِ
 

لا زالتْ تنتظرُك حبيبتي
 

لا زالتْ تلكَ الزّجاجةُ المعتَّقَةُ
 

يغطِّيها الغبارُ من جانبٍ واحدٍ
 

و يلعقُ ظهرَها قِردٌ قبيحُ المنظرْ
 

لا زالت تلكَ الخواتمُ البرونزيَّةُ
 

مُلقاةٌ على الطَّاولةِ المُستديرةِ
 

إلى جانبِ الهاتفِ الأسودِ القديمِ
 

الذي لا يزالُ يرنُّ و يُزعِجُ الجوارْ
 

مُذْ أغلقتِ البابَ بعُنفٍ قُبيلَ شُروعِ العاصِفة
 

***
 

شطائرُ الزُّبدة قد غطَّاها العَفَنُ حبيبتي
 

و ملاعقُ القِشدةِ قد صارتْ سيئةً
 

كريهةَ الشَّكلِ و اللونْ
 

شطائرُ الزُّبدةِ سالتْ
 

من تلكَ الرِّياحِ اللتي لا زالتْ
 

تطرُقُ القريةَ مُذْ غادَرْتِ
 

و الكوخُ مُهتَرِئ الجُدرانِ و الأبوابِ و النوافذْ
 

يكادُ يسقطُ سقفُه
 

لولا تُمسِكُه ساريتانِ من الفولاذِ القاسي
 

أو الحديدِ الليِّن الأحمرْ
 

شطائرُ الزُّبدةِ
 

محا الدَّهرُ عنها و الإعصارُ
 

كلَّ ما توحي أنَّها شطائرْ
 


أو أنَّ عليها من الزُّبدةِ شيءْ
 

شطائرُ الزُّبدةِ
 

صارتْ أغربَ و أقبحَ من صحنِ سجائرٍ
 

في غرفةِ حشَّاشٍ بخيل.

 

***


مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

لورينْ

0


لورينْ


اليومَ عيدُ ميلادي 


ألن تقولي تلكَ القالةَ الشَّهيرة ؟
 

لورينْ
 

اليومَ عيدُ ميلادي
 

و قد تكونُ السّنةَ الأخيرة
 

لورينْ
 

أنسيتِ  تلك الليلةَ المُثيرة ؟!
 

أنسيتِ كلَّ الأرائكِ المُستديرة ؟!
 

أنسيتِ ذلك الكوخَ الأحمرَ
 

في وسَطِ الجزيرة؟!
 

***
 

لورينْ
 

اليومَ عيدُ ميلادي
 

لقد بُلِّغتُ الألفَ إلاَّ عامينِ
 

أو أعواماً ثلاثة
 

لورينُ
 

ما عُدتُ أحسَبُ السِّنينَ و أعُدُّها
 

كما كنتُ قبلَ ليلتِنا تلك الأخيرة
 

***
 

لورينْ
 

لمَّا كنتُ صغيراً
 

قبلَ أن أجاوِزَ السَّبعينَ عاماً
 

كنتُ أعدُّ السِّنينَ و أحسَبها
 

كما تعُدِّينَ و تحسَبينَ الثواني في غيابي
 

لورينْ
 

و لكنْ بعدَ المائةِ الثالثةِ من عُمري
 

صارتِ السِّنونُ تمرُّ عليَّ كدقائقٍ
 

أو سويعات
 

لورينْ
 

اليومَ عيدُ ميلادي
 

و لقد بُلِّغتُ السَّنةَ ما قبلَ الأخيرة


***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

صديق حمزة2

0

هـــل طـَعَـنـُوا حـَمــزَةَ بـالـخَـنـجَــــرْ؟!
هـــل قــَطـَعـُوا الخـِنـصـَرَ و الـبِنـصَـرْ؟!

ويـــــلٌ لــلــمـُـجــرِمِ يـــا أخــتــي
إن أخِــــــذُ المـــجــــرمُ للــمَــخـفـَرْ

فهــُــنــــاكَ الشّـُــــرطي يــُـعــاقِبُه
يــُـــؤْخـَــــذُ للـــقـــاضي  ...فــيُـعَـفَّـرْ

و يـُـــعـــذّبُ يـُـرمى فــي ذُلِّ الــــــــ
أقـفَــاصِ... فـــيـُعـــدَمُ أو يـُـنــحـَـرْ

 :"آهٍ لــــو تـــــدرِي يـــــــــا حبِّي
آهٍ لـــو تـــــدري مـــا الأخـــــطـَــرْ

فــــالأخطرُ أنَّ الــــــــمــجــــــرِمَ ذا
أقــــوى مــــن شُــــرطيِّ الــمَــخـفـَــرْ

فـــــلِـــذا... لا تَنسَ عهـــــدَكـُـــــما
أو يُـنـسَ الــــتَّــارُ و مــن أوتَــــرْ

يـا إِخــوةَ حــــمـــزةَ ... يــا قــــومي
هُــــبّـُوا لــلـــسَّـــيـفِ و للــخـَـنــجَــرْ

و خــُــذوا لـــــدِمـَـا حــمـــزةَ مـِـــن
ذا المــــــجـــــرمِ...  أو ذاكَ الأزْعـَـــرْ

أختي: مــــــا بـالُ المجــــــــــرمِ ذا
تــدعيــن مئـاتٍ ... بـــل أكـــــــثــَــــرْ

يـنـتـــقـمـوا مــــــن ذاكَ الــــقــاتِــل!!
هــــــو أعـلـَــمُ بـــالقتلِ  ...و أمهَــــرْ؟!

إن كــــــانَ كـــذلكَ يـــا أخــــتـــــي
هــــو أقــــــوى مــن قــومي و أقــدَرْ

للــــقـــاضــــي أحيلي دعـــــوتـَــــه
فالقاضي مــــن كـــُـــــلٍّ أكـــبـَــــر."

:"بـــالحــكــمـــة تــنــطــقُ وابِشري
إن كـــنــتَ كـــحـــمــزةَ فــي الـمحشَرْ

هـــــيـــَّـا للمسجِــــدِ ... قُــــــــم صلِّ
و ادعُ الــــــرَّحـمــــنَ على الأبــــتـَرْ

إذ حـــــــمـــــزةُ في خــُـلـْــدِ المأوى
و الــــــطَّـــيـــــر تــداعى للـــكـوثــر."

***

 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

خنساء الأمة

0


قالوا أنغامُكِ تُشجِيهِمْ
قالوا ألحانُكِ تُؤذِيهِمْ

أوتارُكِ عَزَفَتْ أحزاناً
جرحتهُمْ ... ظَلَّتْ تُبكِيهِم

خنساءُ الحكمةُ في فيها
حتى لو سَفلوا تُعليهِم

هُبِّي خنساءُ ... و لاتَدَعي
في الأُمَّةِ جُرحاً يُدمِيهِم


***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه