نهاية القصة

0





فـــــــها قــــــد أُتـلـِفـَت صـــفــــحــــاتُ شعري
فحرَّقـــــتُ الــدفـــــــاتـِرَ : "لســـــــــــتِ مـني"

فـــإني ثـــــــــــــــائرٌ مــــــــا دُمتُ حـيـّـــــــاً 
كـــــــــذاكِ مـُجـــــاهـــدٌ ... و السِّـــــــيـفُ فـني

ظـنــنـــتِ جـــــــــــــــهـولـــــــةً أنـي جــــبانٌ 
ألا فـــــــلــتـســألي يـــــــــــــا هـنـــــــــدُ عني

و قـلـــتِ  مُســــــــــــــــــيــئـــةً أنـي عــــيِّـيٌ 
و أنّي جاهــــــــــِــــلٌ خـــِــَـــــــــبٌّ  و أنـــــي

و قـلـتِ  مُســــــــــــــــــيــئـــةً أني غــــــــبـيٌ
و إنّــي مُرهــــــــــــــــــــــــــــفٌ ذَرِبٌ  و إنِّــي

فـــــهـذي الشـــــامُ لا ألـــــقـاهـــــــا ترجــــــو
ســـوى ســيــــفي , فمـا هــــــذا الــــتــــجـني؟!

و هذا سيــفــــــُهـــا شـحـــــــــــذتْ , و ســيــفي
صـَلــيـتٌ  قـــــــــد شهــرتُ , إلـيـــــــــكِ عــني

***

لـقـــــــــــد جرَّحـــتــني يــــا هــنــــــــدُ حــتى
اســتـــفـــاقَ الشعرُ مشــــــــتاقـــــــاً يــُــــهــنِّي

و قــــــــــد شـــــابــــتْ ذوائـــــــبُ مـن أراهــا
كــــسـيــــــــــــدٍ  أبــــيــضٍ دنــفٍ  مُســــــــنِّ

و طـــــــــــفـلٍ أحـــــــمقٍ يلهــــــو , جــــــهـولاً
بـــــــــــذيـــلِ السِّـــــــــيـدِ في رَيــــبٍ و ظـــنِّ

أليســــتْ هـنـــــــــدُ من أرخـــــــتْ شـعـــــوراً
بـــــــــــــذاكَ الـلــيــلِ لــــــيـلاً كـــالمـُـجــنِّ  !

***

أحــبــيـني ... فـــــــإني مُســـــــــــــــــتــقــيـلٌ
فـــــنهدكِ فــــاســـــــــــــــقٌ أمــــــسى يـغــني

و حــبــكِ جــاهـلٌ يـــــا هــنـــدُ , لـــــــــــكـــن
ورثـتِ قــــــصـائــــــــــــداً مــــــن بـحـــرِ فـني

فـأضـــــحـــيـــــتِ و حُــبي طَــــــــــــودُ  عــلـمٍ
بـرأسٍ شـــــــــــــاخَ مـــن سُـــــــــوءِ الــتـمــني

أحبيني ...  فـــــــــــــــإني في هـــــــــواهــــــــا
لمــجنونٌ , فـــمـــــــــــــــُــوتي ... أو فـــــجــنِّي

أنـا ربُّ  الفـصـــــــــاحـــةِ مــــــُســــــــتــجــيرٌ
بـربِّ الــعــــــــــــــــرشِ أن يــــــُـقـصيــكِ عـنِّي

رأيتُ بـــــحـبــكِ الأعــمى قــــــــــــديــــــــــماً
كــــــــــــــتائـبَ تـــــــصـطــلي و تــــــفــرُّ مني

فهـــــــــــاكِ دفــــــــاتـري ... و خــُـذِي يـراعــاً
يشــيخُ الــــــــدهـرُ بـعــدَ اْن شــــــــــــاخ ســنِّي

***

أُحـبـكِ لـُـعبـةَ الأطــــــــــفــالِ , يـــــــلــــــــهـو .
و قـد بـــــــــــلغَ الــرَّشـــــــــــادَ , فـلـا تـَـــظـُني

فـــــــكم يــــــا هــنـــــــــدُ بـِـتـــنـــا في سُـرورٍ
نــُديرُ الرَّاحَ  في ثــــــــــــوبِ المـــــــــــــــغــني

و كــــــم يــــــا هــنـــــــــدُ بـــتـنــــا في فِـراشٍ
نــعُدُّ الـنجــــــــــــــمَ ؟! كم قــــــــد كنُت مـــنِّي

و كم يــــــا هــنـــــــــدُ أحــــــيــيـــنــا الـلـيالي
بــخمرةِ حُـــــبـِّـنـــا , أو خـــــــــمرِ فـــــــــــني

و كم يــــــا هــنـــــــــدُ أرخــيـتِ سُــــــــــدولاً
و كــم في الحُــــــــــبِ أرخـــــيــتِ الـــــتــمــني

و كـــم عــــــانقـتِـني بــــــالشـــــــــــَّــوقِ حـتى
عـــــــنـاقي صـــــــــــــار َتـمــــثــــــالَ الـتدنِّي

و رُحـنا نـــــــلـهـو غــلــــــــمانـــاً , كـــــأنــّــَـا
فريــــــــــــدا الــــــــــحبِ في إنــــــسٍ و جـــنِّ

***

فــإي والله قـــــــــــــــــــــد مــزِّقــتِ حـــُــبي
و لا والله مــــــــــــــــــــــــا خـــيــبــتِ ظــــنِّي

و إي والله قــــــــــــــــــــــد أحسنـتِ كِــذبــــاً
و تــمــثـيــــــــــلاً ريـــــــــــاءً ... فـــاستـكــنِّي

و إي والله لـــن أنســــــــــــــــــــاكِ مـــهــــما
تـقــــَــدَّمَ يـا ظـــــــــلـومُ عــــــلــيــــــــكِ سنِّي

و إي والله قــــــــــــــد نــــــافــــقــــتِ , حــتى
رأيـتُ نـــــــــــــــــفــــاقـــــــكِ الأعـمى يــمـنِّي

و إي والله قـــــــــــــــــد أفرغــــــــــتُ دمــعـاً
و بـعـــــــــــــــدَ الــــــــيومِ لـيسَ الــــــدَّمـعُ مني

و قــد غـــــــــادرتُ أشــــــــــياءً و أشــــــــــيا
و مـــــا غـــــــــادرتُ مـــن عـــــــــلـمٍ و فـــنِّ

***

ألا يــــــا هــنـــــــــدُ إذ تــــــــــأتــيـكِ فابـــكي
فـراقــاً كـــــــــان عـــــــــاقبــــــةَ الـــتـجــنِّي

ألا يــــــا هــنـــــــــدُ إذ تــــــــــأتــيـكِ فابـــكي
فـــإنِّــي هـــــــــــــاجـرٌ يــــــا هــنـــــــــدُ إنِّي

ألا يــــــا هــنـــــــــدُ إذ تــــــــــأتــيـكِ فابـــكي جــــــــديـرةُ بــالـبكـا يــــــا هــنـــــــــدُ عـــنِّي

ألا يــــــا هــنـــــــــدُ إذ تــــــــــأتــيـكِ فابـــكي
و لا تـتــــــــــــأمـــــلي عـــــــودي ... تـــظــــنِّي

فــــــــــقـد أشـــبـعـتــِني حـــبَّــاً ســـــــخــيـفـاً
و شعـبي صــارَ مـــــــحــتـاجــــــــــــــاً لـــفــنِّي

و أضـــــنـــــاني فراقــــــكِ , صِـــــــحتُ زَجـــراً
بســــــــاعــةِ شــعــــــــرِنـــــــــــا : "ألا تــرنّي"

فراحـــــــــتْ ســــــــاعتي تــبــكـي بـــصـمـــتٍ
فـــــــــأزعــجــني الأطيــــــــــط  :"فـــــــلا تأني"

فـراحــــــــت تــرتـــــــــــجي ربــــَّـاً مـجــيــبــاً
فنـــــــــادت في خشــــــــــــــــوعٍ : "أن أعــنِّي"

فــــقـمـتُ أذيـــــــــــــــــعُ أوجـــاعـــاً لـشـعـبي
و رحـتُ أجـــــــــــول في ســـــوقِ الـــتـَّــــمـــني

و عــــــــــدتُ لـــــــحارتي غـزِلاً طـــــــــــروبــاً
و عــــــــــدتُ مــجـاهـــداً و الســـــــيــفُ فـــنِّي

و عــــــــــدتُ مـــجـاهداً بـيــــــــــــــدي يـراعٌ
مـن الــرِّحــمـنِ قـــــــــــــــــــد أوحى , فـظـنِّي

بـــــــــــــأنّي أمهـرُ الــعــــــــــــــــشـاق شــعراً
و أنــي أشــــــعـر الأدبــــــــــــــــــــــــــاء أنـي

و أنِّي أفــــســــــــــــــقُ الشــعراءِ لمـــــــــــــا ,
و إنـي الــــــــــيـومَ أتــــــــــــــــقاهــم , و إنـــي

و أني أصــغــــرُ الــعـــــظــــــــــماءِ ســــــــــنـاً
و كـــــــــم يــتــعــلم الــعـــــــظـــــــماءُ مــــني!


و أنِّي في الــــــكــتـــــــــــائـــــــــبِ ربّ حـربٍ
و أنِّي في الـــــــــــــــــمحافــــــــــــــلِ ربُ فـنِّ

وأنّي في الـــــــــــــــبـلاغـــــــــــــــةِ ربُّ شــعرٍ
و أنِّي في عــــــــــــــــــــــلــــومي كــابـن جنِّي

و أنِّي ... مـــــــــــــا أقـــــــــــــول ؟!! فــلا تـظنِّي
بــــــــــأن أُحــصـي صفــــــــــــــاتي ... لا تـظنِّي

أنــــــــــا مـــــــن أورث الرحمــــــــنُ عرشــــاً
أنــــــــــا مـــــــن أطــــــــــــلـقَ الأنـــــهارَ فني

أنــــــــــا مـــــــن صــــــــــــوَّرَ الأكـــوانَ حتى
رأى أعمــــــــاهـُــــــــمُ صـــــــــــوري ... فهني

فــــــــــــهـا إنِّي صـــــــدعـتُ  الــــيومَ حــــــقَّاً
و إنِّي قــــــــد خــــــلـــــعــتُ الــــــــثــوبَ عني

و إنِّي الــــيومَ في جـــــــــــيـشٍ صــــــــــــــطورٍ
كــــــــــــقــــــــائـِــــدِهِـــمْ و خــادِمـِـهِـمْ و إنِّي

فــــــــــهــم أحرارُنـــــا يــــــا هـــنــــــــدُ , هلاَّ
صــــــــــــدعـــــتِ إليــــهــمُ في حُســــــنِ ظنِّي

و هــــــــــــذي ثــــــــورةٌ في الشــــــامِ , بُشرى
ســــتــــعــــلـو الشـــّـَـــامَ رايــــــــــاتٌ ... فغنِّي

بــــــــأجمــــــلِ مـــــا نظــمــتُ... و لا تقــــــولي
بـــــــأنَّ جــــــــــهادَنـــــــــــــــــا لـــهمُ تجنِّي

فــــــــــهم بــــــــــدؤوا  بظـــــــلـمِ الناسِ حِقـــداً 
فأمسى الطفــــــلُ كـــــــــالشــــــــيـــــخِ المُسنِّ

و راحَ الــــــــــذُّلُّ مــــــــــــطـّـَـرِداً  عــــلـيـنـــا
فخِــــطـــــتُّ عـــــــــــبـاءتي و خـــــلــعـتُ سِنِّي

رمــــــيـتُ غــــــــلالــــتي يــــــا هــــــنـدُ فانعي
قــــــــــيودَ الظُّــــــــــلـم أو رُدي التــــــــــجنِّي

رأيــــــــــتـــكِ يــــــــا ظــــــلـومُ نظــامَ ســــوءٍ
رنــــــــــوتُ نظــــــــامهم فـــــأســـــــــأتُ ظني

فـــــــــها قـــــــــد مُزِّقت صفــــــحــــاتُ شِعرِي
ألا فــــــــلــــتـــسـألي نــــــهـدَيـــــــــــــكِ عني

ظـــــنــــنـــتِ غـــــــــــــــــــــــبـيـّـَةً أنِّي عييٌّ
و إني ثــــــــــــــــــــائرٌ يــــــا هــــــــــــندُ إنِّي

فـــــــــــــلا مرَّت ركــــــــــــــابُ الـــــــقومِ إلاَّ
رمـــــــــــــيـتُ نظـــــــــامهم فــــــاروق جـــنِّي

أنـــــــا الرحمـــــــــن ربيِ كــــــــــــنـــت مني
أنـــــــا الرحمـــــــــن ربيِ فــــــــــــاســتــكني

فــــــــــــإني ثـــــــــائرٌ مـــــــــا دُمـــــتُ حيّـاً
كـــــــــــذاكِ مــــــــــــــُجاهـدٌ ... و السِّيفُ فـني


***


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه