المشهد الرابع من المسرحية

0


فلمن ولاؤكِ صار بعدَ دُعائيا!! 
و لقد مررتِ مع العذارى تحت أمطارِ القمر  
تختالُ أنثى منهمُ 
بالجزمةِ الفضيَّةِ اغتسلت بناياتِ القمرْ 
عشرون عاماً كلُّهم قرأو بعينيكِ المواعيد القديمة كلَّها 
قرأوا المواعيدَ التي أخلفتِها
و قرأنَ صوت القُبلةِ الكانت ببغدادَ 
استوت في وجنتي
عشرون عاماً قد رقصن كجوقةٍ شعبيَّةٍ 
في مسرحِ الرُّومان 
بملابسٍ قبطيَّةٍ 
و ضفائرٍ هنديَّةٍ 
و ضمائرٍ مكسوَّةٍ  بأزاهرِ الرُّمَّان 
و مراهم القطران
و حليِّ كسرى 
تستحمُّ بنغمةِ الإسبان 
في مطعم الرزِّ الشّهيِّ مع البصل 
في معبدِ النسوان 
أفلم تكوني إذ مررتِ بثوبِكِ الفضفاضِ 
عند كنيسة الأرفاض 
جئتِ تُلملِمين أرائك الفوسفورِ حول حديقتي 
فرأيتني...
فرجفتِ حين رأيتِني 
و أراكِ أنتِ توشوشين صديقةً شقراءَ 
توحي عيونكم و تنمَّ أنَّ البوح كان عليَّ إذ 
فاح الشذى مع عطر إسمي 
من شفاهِ صغيرتي السمراء
لا زال جفنكِ يومها متثاقِلاً 
يستعذبُ الكحل القديم 
ما أصلَحَتْ ذاك المسا مكياجها 
خرجت مهرولةً و قد سمعت بأخبارِ المساء 
أنِّي ذهبتُ لحيِّهم 
لكنَّها ما أنصفت تلك المذيعة عندما 
سردت لها ذاك الخبر
و كأنَّها في النشرة العربية التي عرفت بتلفيق الخبر 
أسَكِرتِ بالشَّاي المعتَّقِ في كؤوسِ الياسمين !!
أم صار وصلُكِ واحداً و المستحيل؟!
لا ...
لم أقرأ الأخبار في هذا الصباح 
هل كنتِ عندي إذ رحلت و أرجفت ثمَّ العصابةُ كلًّها
فتداخلت أسماؤهم وصفاتهم 
فهرعتِ نحوي كي تُعيدي ما خسرتِ من القصيد 
مع الدولار أو الذَّهب
فلمن ولاؤك صار لمَّا 
أحرق الصَّابونُ في عينيكِ جلَّ قوافي قصيدتي
و تناحرت ثمَّ الحروفُ مع الخطوب
فأسرعت صوب الحقول 
قصائدُ الغزلِ العتيق
***
آن الأوان... 
آن الأوان لكي تُعيدي قلائدي
آن الأوان 
و أساوري و قصائدي 
آن الأوان 
و دفاتري المحروقة المتبعثرةْ عبر الزَّمان
لم تحسني نثر الرَّمادْ
لم تتقني لمَّ الحروفِ و جمعَها 
كي تطرحي عنك السُّهادْ
و شممتُ صوتَ القِدْرِ في غليانِهِ
لمَّا تجاهلتُ الصّغيرة في الزُّقاق
***
فلمن ولاؤك صار بعد دعائيا ؟
و لمن دعاؤك صار بعد ندائيا ؟
أترى أكون وتنتهي في المسرحية يا ترى تلك الفصول
ولقد تعبت بعدِّها و كأنَّها تلك النجوم
لم تنتهِ!
هل تنتهي!
لا تنتهي!
عجبي لها بعد التنائي و التدني كم تطول!!
مات الممثل و المساعد والمؤلف و المبرمج و المدير
وتماوتت فيها النصوص 
و المخرجُ المُحتالُ ماتْ 
خشباتُ مسرحِنا انثنت و تأوَّهت 
يا شدَّ ما أضناها  طَرْقُ الأحذية
 يا كثر ما فعلت بها طُرُقُ الذئابِ الخاوية
ما أكثر الأنَّاتِ في سمعِ القلوب
ما أكثر الأهاتِ من وجعِ الذنوب
ما أكثر اليوم الخطوب
ما أكثر اليوم الخطوب
فلمن شرابُكِ سال بعد وعائيا!!
و أخاف بعد ان تنتهي كلُّ الفصول 
إن مات كل مشاهدي تلك الفصول
ما أسخف التمثيل في أحيائكم
ما أرذل التمثيل في أدواركم
فلمن نصوصك تزجى بعد مثاليا؟!


 27-7-2013


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه