لا تعتذِرْ1

0


لا تعتذِرْ 
يا طيفها لا تعتذِرْ
لن أترُكــَ العِطرَ الثمينَ بجوِّ صُبحي ينتشِرْ  
صيّرْتَني جِلدا" و عَظمَا" 
رقّ عظمي 
ذابَ لحمي 
كادَ حِلمي يندثِرْ
لا تعتذِرْ 
يا طيفها الغالي : 
رجوتُكــَ لا تقِفْ في البابِ ترجو 
كالذّليلِ المُنكَسِرْ

***
يا طيفها الغالي :
و حقِّكَ لم أكُنْ أنوي الفِراقْ
بل كلّ يومٍ كنتُ أشتاقُ العناقْ
فأجوبُ في الآفاقْ
فأرى خيالَكــَ طيفَها!
فيُعيدُ شجوي سيفُها
فأغوصُ في الأعماقْ
يا طيفها : لا تعتذِرْ
أصبحتُ أُدمِنُ شُربَ كأسِ الياسمين
بعدَ اْن ذوتْ تلكــَ الشّجيرةُ في ملايينِ السّنين
ضِمنَ الدّفاتِرِ و الزُّبُرْ
بعدَ اْن غَفَتْ تِلكــَ الكُلُومُ
و صاحَ جُرحٌ في فؤادي يستعِرْ
و أفاقَ نهدٌ قد غفا
طولَ الليالي كُلِّها

تحتَ الرّصاصِ المُنهمِرْ
***
يا طيفها :
قد صِرتُ غصناً . . .
بل كغُصنٍ مُنكَسِرْ
يا طيفَها : أصدرتَ أمراً قاسياً
أبرمتَ أمراً فوق أمرٍ قد قُدِرْ
يا طيفها : أحرقتَ قلبي
صِرتُ حقّاً كالهشيمِ المُحتظِرْ
هل خنتُ ؟! أم أنّبتُ ؟! أم عاتبتُ ؟!
قـُل . . .
عاقبتَني و كمستبدٍّ ظالمٍ
يُرسي المجازِرَ في البَشَرْ
يبني بأجسادِ العَذارى صَرحَ ذُلٍّ مُنقعِرْ
و يخالُ عرشَ الظُّلمِ يوماً
عاد حِصناً آمناً
أو عرشَ ظُلمٍ مستَقِرْ
***
يا طيفها : لا تعتذر
يا طيفها : فالحبُّ ثارَ بمُهجتي
فصدَدْتني ,,, من أيِّ ذنبٍ تعتذِرْ؟!!
لا تعتذِر
أظهرتُ كُلَّ سذاجتي
لاتعتذِرْ
أظهرتُ جُلَّ براءتي
لا تعتذِرْ
أضحيتُ حقّاً مثل طودٍ صارَ رِدْمَاً للحُفَرْ
يا طيفها :
قد كنتُ قَبلكــَ آثِماً
أرعى النُهودَ أضمُّها
و أشُمُّها
فأخالُني سُلطانَ شمسٍ و القمَرْ
لكنّني قد عِشتُ وهماً
عِشتُ شهراً
عِشتُ دهراً
يومَ نحسٍ مُستمِرْ
يا طيفها :
فسأعتذِر . . .
يا طيفها لا تعتذِر
ما كنتَ أنتَ و لم أكن
بل كان ربِّي و القدَرْ
لا تعتذِر
يا طيفها : لا تعتذِر
فاليومَ مني العذر مني
العذرُ مني للسَّحَرْ
يا طيفها :
يا أيُّها القدِّيسُ مهلا"
جيتُ عبدا" منكسِرْ
يا أيُّها الصِّدِّيقُ أهلاً . . .
في التّرقّي و التعالي فاستمِرْ
ها قد رسمتُ لك السّلالِمَ في شُعاعاتِ القمَرْ
فارقَ
وشِعري في شفاهِكَ رتِّلن
مثلَ السُّوَرْ
و ارقَ
فشِعري سُلَّمٌ للرّوحِ
ترقى
بل بلسمٌ للنّفسِ تشقى
دونهُ
و سأعتذِرْ
و سأعتذِرْ

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه