الرسالة الثالثة والعشرون

0


حبيبتي :
تحسبين أن أنحني أمامكــ رافعاً قبعتي !
أن أقبِّل يدكِ إذا التقيت بكــ في جمعٍ من النَّاس !!
و تتوهّمين أن نذهب في سهرةٍ فأقوم أراقصكــ أمام الجماهير مقتدياً بالمشركين الأجانب !!
عجباً ,, عجباً لأمركــ ,
أنسيت أنِّني عربيٌّ أصيل النَّسب ما من شائبةٍ في انتسابي العريق ؟!
أظننتِ  أنَّني كأولئكــ الذين يحسبون من أبناء جلدتنا , وينسبون خطأً لعروبتنا ,
ثمَّ يقلِّدون الإنكليز والطليان و يتزيون بزيهم ,
 و يحاكون حركاتهم و أفعالهم و طريقتهم
حتى في الخطوات و اللمسات ,
في المأكل و المشرب و الملبس ؟!
يحتذون حذوهم ,,,
حتَّى لو أنَّ أحدهم دخل جحرَ ضبٍّ لتبعوه ,,,
يتوهّم أولئكــ المغفَّلين المساكين أنَّ أفعالهم هي الحضارة بعينها ,,,
أحسبت أنَّني كذلكــ ؟!
أنا باحترامي و إجلالي لك أكثر منهم بما يحترمون نسائهم بآلاف المرَّات ,
لكنَّني سأعبِّر عن كلِّ ذلك
 بما يتماشى و يتوافق مع طريقتي و مذهبي ,
مع فكري وتربيتي ,
سأعبِر عن ذلكــ حبيبتي بطريقتي الشَّرقيَّة لا غير ,,
أكره طقوسهم و عاداتهم ,
أبغض أفعالهم وتصرفاتهم ,
أمقت طريقتهم و أسلوبهم الخبيث الدَّنيئ  ,,,
فما هو لعمروكــ إلاَّ التفلُّت و الاستهتار ,
و الشكــ و الريبة ,
و الحماقة و الغفلة ,
أنا عربيٌّ  ,,,
و حسبكــ بعروبتي فخراً .

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثانية والعشرون

0


حبيبتي :
أتدرين أنَّ قصَّة حبِّنا هي الأكثر طهارةً و عفَّةً على طول الزَّمان !!
أجل
إنَّها أطول قصَّةٍ
لو بقي فيها البطلان صائمين
ما أفسدت صومهما قبلةٌ شفة ,
بل لو بقيا على وضوئهما ما نقضه لمسة بشرة ,


و لكن ...
حبيبتي :
ألا تظنِّين أنَّ صومنا قد طال ,, و آن موعد الإفطار؟!
أولا تعتقدين
أن وضوئنا ينبغي أن يُنقض ؟!
كفانا ,,, كفى ..



فهــا أنـا قـد ادَّخـرت مــن مـــصـروفي الشَّـــخــــصـيِّ
 ثـــــمنَ خاتـــَـــمِ الخـطـــــــوبـــــَـــــة


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الحادية و العشرون

0
حبيبتي :
ألست ترين الأيدي الإلهيَّة في كلِّ مراحل قصَّتنا ؟!
فوالله إنِّي لأراها في الصغيرة قبل الكبيرة ,
منذ لقائنا الأوَّل و حتَّى السَّاعة ,
حتَّى في كلماتٍ كهذه أكتبها لكـ ,
 أرى المعونة عليها من ذي العلا جلَّ و عزّ ,
فأعيدي النَّظر في عينيَّ من جديد بعد هذه القطيعة الطَّويلة ,
تري نوراً تخرق أشعَّته أغشية قلبكــِ ,
فتنفتح له مدارج السُّلوك إلى حيث لا تعلمين ,
و لا تتأبَّي و تتدلَّلي ,,,
فلقد أخذت نصيبكــِ  من كلِّ ذلكــِ ,
حتَّى كاد دلُّ الأميرات أن يشبه دلالكــِ ...

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة العشرون

0

حبيبتي :
أتعلمين !! لو سنح لي القدر الفرصة ,
و هيَّئ الأسباب ,
فاستطعت إخراج قصَّتنا للنَّاس فيلماً !!
لحاز الدَّرجة الأولى عالميَّاً ,
و خصوصاً
عند الهيئة العالمية للصمّ و البكم ,
فقصَّتنا الوحيدة على مرِّ التَّاريخ
 الَّتي تستمرُّ على مرِّ الأعوام من غير تلفُّظٍ بكلامٍ ,
لذا سيفهمها الصمُّ أكثر من أيِّ قصَّةٍ أخرى ..


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة التاسعة عشرة

0



هل تعلمين
 لمَ كانت قصَّتنا أكثر قصص الحبِّ أسطوريَّةً ,
و أشدَّها تشويقاً و إثارة على مدى التَّاريخ !!
ذلكــِ لأنَّها أطول قصَّةٍ صامتة ,
التزم فيها الطَّرفان التَّكتُّم و الإسرار,
و التَّصبُّر و الإصرار ,
فوالله الذي لا إله إلاَّ هو ,
 ما يشبه تاريخ القلوب تاريخ قلبنا ,
 لا و لا يناظره بوجهٍ من الوجوه

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثامنة عشرة

0


حبيبتي :
بأيَّة طريقةٍ أحكي لهم أنَّني لم أستطع بكلِّ فنِّي و سحري ,
نبوغي بشعري ,
سلطان نظراتي و قوةِ شخصيَّتي و قهري ,
 لباقتي و لطفي ,
 مودَّتي و حناني ,
بأسلوبي الأدبيِّ الرَّفيع ,
 بدبلوماسيَّة تعاملي الفظيع ,
لم أقدر بكلِّ ذلكــِ
أن أحظى بأحرف اسمكــِ ملفوظةً من شفتيكــِ ,
أو أرقام هاتفكــِ وقد خطَّتها يمينكــِ ,
كيف أشرح
 لهم أنَّكــِ ما ارتضيت أن تتكلَّمي بعبارةٍ في الحبِّ واحدة ,
أو لفظةٍ عن طريقها شاردة ,

أو كلمةٍ عن مرادكــِ زائدة ,
كيف كيف ؟؟
كيف لي ؟!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السابعة عشرة

0


حبيبتي :
أتراهم يؤمنون ,, أتراهم يصدِّقون ,
 لا وربِّي ما أراهم يفعلون ,
لا و لا
بل سيقولون معلَّمٌ أو ساحرٌ مفتون ,
 أو كاهنٌ أو شاعرٌ مجنون ,
أو متأوِّلٌ أو متنبِّئٌ يتربَّص بنا غيب المنون ...
معلَّمٌ !!!
إي نعم ,,, علَّمَتني عيناكــِ حين أبصرتهما ,
فكُشِفَ الحجابُ عن بصيرتي ,
 فراحت تكتسب العلوم الغيبيَّة ,
ساحرٌ !!



إي و ربِّي ,,
صرت كذلك لمَّا رأيت السِّحر في أجفانك الكحيلة ,
كاهنٌ!!
بلى ,,, بلى ,,
فقد تكهَّنت لمَّا دعوتني أخلو بين أحضان الطَّبيعة لنجواكــِ ,
شاعرٌ مجنون !!
و إنَّني كذلك ,,
حينما سقيتني بإبريق نظراتِكــِ الشِّعر ,
ففقت شعراءَ عصري خيالاً و حسَّاً و فنَّا ,
و تكاثرت و تطاولت السيَّالات العصبيَّة في جسدي
ففضلتهم أدباً و لغة و مبنى ,
و تشعَّبت الحواس فعلوتهم فصاحةً و بلاغةً و لحنا ,




بل و ازداد جنون عبقريَّتي ,
و تحرَّك و اضطرب ماردٌ نبوغي ,,
فكيف لا ؟!
 و لِم لا ؟!
و أنت حبيبتي ؟!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السادسة عشرة

0

حبيبتي :
أخبريني كيف لي بعد هذه السنين ,
 الَّتي مرَّت على قلبي المولَّه , و فؤادي المدلَّه , أن أبقى ملتزماً السُكوت و قد ملأت كلَّ ما اشتريت من دفاتر وكراسات ,
 و أفرغت جلَّ ما اقتنيت من أقلام و استهلكت في كتباتي و مذكَّراتي كلَّ أداةٍ ودواة ,
 فانتشرت سيرة حبي ,
 و قصة قلبي على الألسنة ,
 في المنتديات العامة و الخاصَّة ,
حتَّى كادت أن تصير القصَّة المفضَّلة لدى فتيان المدينة و الفتيات ,
يتابعون جديدها بتشوُّقٍ و تلهُّفٍ و حنين ,
فيتعلَّموا من أحداثها المنشورة في شعري و نثري ,
و يتلقَّفوا من فضلاتِ أحبارِها
الَّتي أبثُّها على صفحات الشَّابكة العنكبوتية ,
أو في أوراق الصُّحف و الجرائد السِّياسيَّة ,
 و في الأندية و المجلاَّت الفنِّيَّة و الأدبية ,


حبيبتي :
كيف لي أن أخبرهم عن الحقيقة ؟!!
كيف لي أن أنبئهم أنَّ علمي و علمهم في أجوبة أسئلتهم سواء ,
بأيِّ وجهٍ تريدينني أن أقول لهم :
" لا أعرف جواباً واحداً على أسئلتكم الكثيرة الَّتي تدورُ في خلدكم "
كيف لهم أن يصدِّقوا كلامي حين أبغتهم
- لو طرحوا عليَّ السُّؤالات -
 قائلاً :
" لا أعرف اسم حبيبتي ,,,
  لا أعرف عنوانها ,,
  لستُ أحتفظ برقم هاتفها ,
بل لست أدري إن كانت من حيِّنا ,,
لست أدري إن كانت دمشقيَّة الوطن أم دمشقيَّة السَّكن ,
لست على علمٍ أهيَ سوريَّةُ
النَّسب أم تكون أجنبية ..."

حبيبتي :
أتراهم يؤمنون ,, أتراهم يصدِّقون ,
 لا وربِّي ما أراهم يفعلون ,
لا و لا
بل سيقولون معلَّمٌ أو ساحرٌ مفتون ,
 أو كاهنٌ أو شاعرٌ مجنون ,
أو متأوِّلٌ أو متنبِّئٌ يتربَّص بنا غيب المنون ...

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه