‏إظهار الرسائل ذات التسميات رسائل قصيرة في الحب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رسائل قصيرة في الحب. إظهار كافة الرسائل

فهرس رسائل في الحب

0

الرسالة الأولى
الرسالة الثانية
الرسالة الثالثة
الرسالة الرابعة
الرسالة الخامسة
الرسالة السادسة
الرسالة السابعة
الرسالة الثامنة
الرسالة التاسعة
الرسالة العاشرة
الرسالة الحادية عشرة
الرسالة الثانية عشرة
الرسالة الثالثة عشرة
الرسالة الرابعة عشرة
الرسالة الخامسة عشرة
الرسالةالسادسة عشرة
الرسالة السابعة عشرة
الرسالة الثامنة عشرة
الرسالة التاسعة عشرة
الرسالة العشرون
الرسالة الحادية والعشرون
الرسالةالثانية و العشرون
الرسالة الثالثة والعشرون
الرسالة الرابعة و العشرون
الرسالة الخامسة و العشرون
الرسالة السادسة و العشرون
الرسالة السابعة و العشرون
الرسالة الثامنة والعشرون
الرسالة التاسعة و العشرون
الرسالة الثلاثون
الرسالة الحادية والثلاثون
الرسالة الثانية والثلاثون
الرسالة الثالثة و الثلاثون
الرسالة الرابعة و الثلاثون


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الرابعة و الثلاثون

0



أثناء عودتي, وبعد تجوالي في الحيِّ الزّاهرِ المُجاورِ لحيِّكِ ذيّاكِ القديمْ
عرّجتُ في طريقي على زُقاقٍ كان فيما مضى يملؤه أريجُ الياسمين
كنتُ أمشي الليلةَ حبيبتي بصُحبةِ قلمي,وطيفِكِـ ,وحبّي العقيمْ
فوَشوشتْ بلاطاتُ الزُّقاقِ مسامعَ قلبي بذكريات
و رشرشتْ نفحاتُه وجهي المُعفّرَ بآهات
فانتفض قلبي جريحاً ذبيحاً يرتشِفُ الأسى رشْفاً فليس يستقيم

أنسيتِ يومَ قسا عليَّ قلبُكِـ في الضُّحى!
و أزاح عني كلَّ سَعدٍ فامّحى!
أنسيتِ أم تُرى تجّاهلين!!
أم تذكرين!

أم تذكرينَ يومَ كنّا لا همٌّ على قلبِنا و لا آهاتٌ تغزوه
يومَ كُنّا , لم يكُن حبيبتي ثمّةَ أصواتُ مدافعَ ولا بواريد
إلاَّ بواريدُ الأطفالِ و مدافعُ العيد

يومَ كنّا , لم يكن حبيبتي همٌّ ولا ألمٌ سوى همومِ الحُبِّ وآلامُه
يومَ كنّا حبيبتي قضيبَي بانٍ في حديقةٍ دمشقيَّةٍ غنّاء

أوّاهُ يا غاليتي و ألفُ ألفِ آهٍ
حيث لم يكن يومَها قتلٌ و تهجيرٌ و تعذيبٌ و تشريد
سقى الله أيّامنا تلكـ الأول

ماتتِ اليومَ مشاعرُنا أم تراها تماوتت
فما للألمِ يعتصِرُ قلبي فبشطرَه!
و ما للحزنِ يكتسِح فؤادي فيُسكِرَه!

أدرِكي حبيبَكِـ المُضنى قبل والله لا تُدرِكيه
فلم يبقَ ههنا سوى بقايا من تراثٍ أو هباءٍ لجسدٍ نحيلٍ سقيم.


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثالثة و الثلاثون

0


من نبيذ نورك الخمري
و من لون ثوبك التبري
ركبت عطرا فريدا عجيب الشكل و الرائحة
أنشأت من أحرف اسمك قارورة صغيرة
قصبت جدرانها البلورية العاتية
بشيئ من أحمر شفاهك
الذي تركتيه على قميصي متعمدة في ليلة خطوبتنا
صببت ذلك النور العطري في تلك الزجاجة الثمينة
و  هبت نسائم الربيع الأول
فركنتها في زاوية مهملة من الحافة الحجرية السوداء
 في شرفتي
تحت شجيرة الياسمين العراتلي
فيحتسي ذلك السائل البلوري
مما تسكبه الشمس عند تباشيرها الأولى
علاوة عما ينشقه من شذى ياسمين دمشق
و ما يستشفه من تربتها و يغتذيه من مائها النمير
عساه بعد برهة يخرج للكون
شرابا فيه شفاء للناس من كل داء
يحتسوا منه بعيونهم و آذانهم لا بأفواههم
هذا ما كنت أرجوه من ذلك الصنيع
و هذا ما أضحيت أرمي إليه حبيبتي
 و مضى الربيع ربيع السنة إلى سبيله ولا زال ربيعي الخريفي يطرق بابي كل ليلة و كل صباح
وحال الحول وظلت تلك الزجاجة مكانها أتعهدها كل وقت
و أنظفها و أمسح عنها دمعات السماء
التي باتت تذرفها على أبناء جيراني
وبناتهم
في الفقد
و الموت
و الفساد
و الضياع

عدت ذات مساء إلى بيتي متأخراً
أنصت لأزيز الرصاص بكل خشوعٍ و ترنُّم
فكأنني أستمع للحن سماويّ
تضربه ملائكة الله
على أوتار من نور و نار
وقبل أتوجه إلى مكتبي
قصدت الشرفة أتفقد الطير فيها و الزجاجة
فلما أن رفعت ساقي أرتقي درجاتها
يبست الساق و تخشبت
و ذهلت لما أن رأيت الطير الذي فقد حبيبته قبل أيام
يقابل ظله على جدار الياسمين
و قد سكب القمر في تلك الليلة على ذلك الحائط
أرطالا من سائل الفضة
و هو لا يزال يسكب المزيد و المزيد
و ما كان ذلك الانبهار و تلك الدهشة مني
 إلا أنه عودني أن يكون في وقت كهذا
قد أوى إلى قطن فراشه القشي
دخلت الشرفة
اقتربت من ذلك الطائر الحزين البائس
مددت يدي أمسح رأسه و أطيب خاطره
ليسدل أجفانه
عل راحتي توصل لقلبه الصغير
شيئا مما فقد من حنان و عطف و حب و لهفة
و قد تعلق دون غيره بي كما لو كنت أحد أبويه
حتى غدوت أشعره لو كنت ذا ولد أحد أبنائي
ويا لذلك الرعب الذي غزا قلبي برماحٍ تلوكه
و تنفذ فيه من كل جهة وصوب
فتغزل به كما لو كانت خياطا و كان قلبي الحرير الرقيق
شعرت و ما شعرت
و كيف لي أن أجد شيئا من الشعر
و قد ذابت في كل أداة يستخدمها الكائن الحي
في تلك العملية
بسيطة كانت أو مركبة
مرهف الحس كان أو بليده
كيف لي أن أستطيع !!
و يا لرحمة ربي كيف تنزل على المرء في مصائبه
فيسلب ما أودعه في أحيانٍ تنزل عليه المصيبة
فكأنها صخرةٌ أو جبل عظيم
تهبط فوقه
فيسحب من تحتها لئلا يستشعرها
فلو أنها أصابته صيرته عهناً أو دقيقاً مذروا
تلك هي الرحمة الإلهية
تتلقى الإنسان كأنها سريرٌ أو نقالة إسعاف
تحتضنه برهة
بعيدا عما حل به حتى إذا ما مضى بعض الوقت
أرجعته موضعه
أو فوق تلك الصخرة لو كان حكيما
فتكون المصيبة له دفعا و رفعا يستند إليه بدل أن تستند عليه فتهلكه


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثانية و الثلاثون

0


القلم , الكتب , الدفاتر
و الفراشات التي تتوه بين أزاهير الربيع الدموي
و الشمس الشديدة السقم
و العصافير التي تئنُّ جراحاتها
في ليلاتها و صباحاتها
و صوت فنجان القهوة الصباحي في شرفتي
و هو يغني بحزن و أسى بالغين
و نجمات الصباح التي علقتها عوضا عن قناديل الأريج الذهبي في سماء غرفتي
تلك كلها
و أكثر منها
أضحت في بهجة و سرور و سعد لما أفاقت
و لم تك قد نامت
فوجدتك قليلة الوجود أو التواجد
أفتدركين يا صغيرتي
ما السر الذي يكمن وراء بشرها وسرورها !!
يخيل إلي أنها لا تزال تشم رائحة ثوبك الأبيض
الذي لم يعرف لأي غرض ترتدينه
فكما تعلمين
في موطني قليلا ما يستخدمون هذا اللون في الأردية إلا لغرض أوحد
فما أخال تجار السوق القديمة
يتكبدون مشقة بكورهم رغبة بجمع المال كما هي عادتهم
لا ,,,
فنفوسهم أوشكت أن تعود لها النخوة
و لكن بهذه الطريقة المبتكرة العصرية
إنما يفتحون متاجرهم رأفة بذوي كل شهيد أو شهيدة
و رحمة بهم أن لا يجدوا ما يكفنون به شهداءهم.

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الحادية و الثلاثون

0



هاكـِ كتابي هـــــــــــــــــــذا
ثــــمَّ ضميه إلى دواويني المـــلوَّنــةِ الجـــمـيـــلــةِ
و كــــتـــبـــي الـــــــمزركشـــــــةِ الصـَّــغــــيــــــــرة
ثــــــمَّ اركـــنــــي كـل تلكـِ على ذلكـِ الرَّفِ العالي,
فــــلا أحـــبِّذ رؤيـتـكـِ عــاكـفـةً على ترتيل قصائدي
بصــبـــابـــــةٍ عـــــــــلى ضـــــوء الشُّــــــــــــــمـوع,
قــــومي,,, ثـم افـتــحـي ذلــــكـِ الصندوقَ الخـزفيَّ
المــــرصَّـــــعَ بــــالفـسـيـفـســاء و الصَّـــــــــــــدَف,
و استـــخـــــرجي من خـبـــاياه مسوَّداتِ أشعـاري
و كـــرَّاســـاتي الباليــــة أو الجـــديـدة , فافتتحيها,
ثـــــــــــمَّ أطــــفـــئـــي هـــاتــيـــكـِ الشًّـــــــــــموع,
حبيبتي تشع من خلالها أنوار الحرف الذي خطتُتهُ
بمـــــــــــــــــدادكـ ذلــــــكِـ الــــــذي أهــــــــديتني,
و يضـيــئ ســنـاءٌ مشرقاً من حبِّكـِ الذي أوهبتني,
فلــتــقــــرئي الــــوحي كمــــا أنـــزل على صـاحبه
تقـــــرئين هفــــــواتــِـه , أخطـــــائَه , عثـــــــراتـــِـه ,
و تــــــــــــرين بــــيــن الــفــيــنـــة و الـفـــيـــنــــــــة
خطــــــوطـــاً لا يظـنُّـهــا رائيها ذات معنى أو فـــائدة,
أو أحرفاً لا تتصل بمـــــــا أكتب من قريبٍ أو بعـــيـــد,
و لكن هي من ضمن مـــا يوحى به إلي, فافهميها
فــــــإذا فـــعــــلــتِ ذلــــــــــــكـِ فـــــلـــتـــفـــخـــري,
و لـتـتـــيــــهي و لتـــحــلــقــي في الســــــمـــــاء,
بيـــــــــــــن البـــــــروج التي زُيــِّـنــَـت لــلــنـَّـاظـرين,
و حــُـفـِـظــَـت مــــن كـــــلِّ شــــيـــطــانٍ رجــيـــــم,
و لكنْ يجـــولها و يجــــــوبها الملائكــةُ و الملائكيِّون
مـن غــــيــــر ســــــابقِ إذنٍ أو لاحـــــــــق تحـــــذير.

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثلاثون

0

لا أحـــبِّذ رؤيـتـكـِ ســـــــاهـرةً على تصفــــحِ دواويني
بصــبـــابـــــةٍ عـــــــــلى ضـــــوء الشُّـــــــــــــــــــــــمـوع,
و لا ما كثةً على ترتيلها بتأنٍّ على صفحاتِ الشَّــــابكة
تبــــكـيــن و جـــــــــداً , و تـُـريـقــيــن الـــــدُّمـــــوع
لعمروكِـ ما خلقت هذه الكتب والدواوين لــــــكـ حبيبتي
فــفـــيــــها تــبــــدو الأشياء عـــــــلى غير ما هي عليه
فقد تـُصــــــوِّرُ الــلـــصَّ حبيباً , أو قــد تصور الحبيب لصاً
لا , لا كفي رجــــــــــــــوتـــكـ عـــــن هــــــذه الأفعـــــال
و افـــتـــتــــحـــي مـــــذكـــَّـراتي و مُســـــــــــــــــوَّداتي
فهـنـــالـكـ تــــبــدو لــكـ الحــقــائـق الأسطورية الخالدة,
فالتــــجــــار في الأســــــواق يــتـــحــدثون عن قسوتي
و المثقفات في الجامعات يحكين عـــن فــوقيَّةٍ بنظرتي
و النساء في المدينة
يغتظـــــن من كـــبري و غــــروري و فـــــــلسفتي
لا و لا . فهذه المعاني كلها تتضح جليةً في دواويني
و لـــــكــن ثمـــة معــــانٍ أخــــــرى في المسودات
لكل كلمة تـُـكـتـبُ و لـــــــكل حـــــــــــــرفٍ يهمس
إنما هي فلسفة الحياة حــبـــيـــبـــتــــــــي
إنما هي فلسفة الحياة


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة التاسعة والعشرون

0



يا لطالما تمنيت على الله أن تكون لي صديقةٌ أديبة ,
و حبيبة شاعرة ,
ملهمة ملهمة بكل حركاتها و سكناتها
 نظراتها و همساتها
فلما أتيتِ و قابلتْ عيناي عينيكـِ
فقطَّعتْ سيوفُها أوصال قلبي ,
 و جرَّحتْ نظراتها فؤادي ,
وارتأيتُ بكـِ كلَّ ما رجوتُ و تمنَّيتُ و حلمت و أكثر ,
ورأيتِ بي أجمل فتىً في قريش و الشَّام و أعظم ,
التفتُّ أنظر ساعة الحائط حيث التقينا
و ليتني لم أفعل ,,,
لقد كان زجاجُها عاكساً
 فرأيتُ ما لم أحسبْ أن أراه .
حبيبتي يا لشدَّ ألمي و وجعي ,
يا لعِظَمَ مصيبتي و فزعي ,
رأيتكـِ تلملمين القوافي التي رأيتها في عينيكـِ
لتتمة قصائدي ,
رأيتكـِ تلفلفين الصفحات التي عُشِّقَها قلمي ,
رأيتكـِ و ليتني ما رأيتك و لا التقيت بكـِ ,
رأيتكـِ تخيطين أكفاناً لقلبي بأشواكِ الورودِ التي أهديتُكِها ,
و من صفحاتِ الأشعارِ التي أسلمتُكِها
فليت أن تلكـِ  الأشواك خُلِقتْ سيوفاً و خناجرَ
تفتكُ قلبي قبل أن تغرزيها بصفحاتي .
ملعونةٌ تلكـِ الساعةُ التي أرتني ذلكـ المشهدَ المرعبَ ,
ملعونةٌ ملعونةٌ ملعونة

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثامنة و العشرون

0




و لــــكـن مـــا أفـعـل إن ســرى دم قــريش
 في عــــــــــروقي
و رضـــــعـــت لــــبــان الحــــنــان
و الـرقة و الحب مــــــن أمي
فنُشِّئتُ في أكــثـر أحــيـاءِ دمشـقَ قســـــــوةً
و جفاءا
و أشـــدِّهـا في الســلــم و الحــرب وجهاً
و أعتاهــــا ضــراوةً
فأبقيت حبيبتي كل الرقة و الحنان مختزنةً
في قلبي و جُل جوارحي
إلا أنني لا أستطيع أن أظهر سوى القســــــوة
فالوقت عصيبٌ و الزمان لئيمٌ و الحرب مستعرةٌ
فلا تقرئي سوى ما بين الســـــــطور
 أما السطور فلها من يقـــرؤهـــــــــــا
بل ويفهم أكثر المعاني الظاهرة منها
أما تلكـِ الفلسفية و ما يختبئ وراء النفس
 من حبٍّ
- في نصوص الإيذاء و التعبير عن الهجر أو البغضِ حتى-
 فهــــــي لـــــكـ حبيبتي
و لـــــكل مـــن ألقــى سمع فؤاده و هو شهيد.

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السابعة و العشرون

0


لو استطعتِ على بلاغة إعجازي ردَّاً سألتكـِ أن تــردي
و إلاَّ
فـــــــــــــــــــلا عــلـيــكـِـ عــتــبٌ
أو مــــــــلامـــــــة
و لا أحملكـِ حبيبتي مؤونة الفصاحة ,
و لا مشقة البلاغة
ردي بما يسمــــــــــحُ لـكـ حـرفـكـِ
و يطـوع لــكـ قلمكـ
فلست أكترث لردِّ نساء القوم
و لا شواعر الدنيا
بل و لا أديبات التاريخ و أدبائه لو جمعوا في عصرٍ واحدٍ حبيبتي
فكلٌ تعبِّــرُ في ردِّها عمــــــا يجــــــول في خــلــدهــــا
أو يطَّرِدُ في خاطرها ,
أو هي مفتقرةٌ ربما إليه في قلبها
لســـــــت أكثـــــــرث حـبــيــبــتــي لـــــلــــنــســــــــــاء
و لا آبـــــــه لهــــــنَّ فـــــيــــمـــا يـــقـــلـــن
 أو يــفــعـلــن
 أو يهمسن أو ينظرن
إنمـــا أهتـــم لأحـــــــرفٍ
بــــــل لنظــــــراتٍ ربـــَّـمـا
تــنــــظـرين بها لي
 أو لقصيدتي ,
 أو ربما لجيبي الـــــذي يمـســـكــ بـــه
ذلــــكــ القــــلــــم المطـــــلــــيِّ بـــــــالــــــذَّهـــــــــب
فلــــــــولا دوام نظـــــركـِ إلــيـه لقـد عــلــمــتُ أنه كان
 طــُـلـــي بــالــنــحــــــــاس أو الحــــديـــــد
 أو حـــتــــى بما هـــــو أخسُّ و أبخـــــــس.

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السادسة و العشرون

0

لاتكترثي لما يكتبونه عني أو اكتب ,
لا تهتمي بأقوالهم و أقوالي ,
لا تنظري لأفعالي و لما أقوم به
و لا تأبهي لتصرفاتي و لما توحي به لغة جسدي
أو حتى نظرات عيوني
ففي بعض لحظاتٍ يجنُّ بها شيطان غرامي ,
أو يتسامى الفكر فكري , و تتعالى كبريائي ,
فيسيطر أحدها على معظم تصرفاتي ,
إشاراتي و نظراتي و كلامي ,
يكفيك أن تصغي لما يهمس قلبك
أو يبوح طيفي في مسمعيه
حينما تختلين به حيِّيَّةً خجولةً
تكادين أن تخمري وجهك حياءً منه و تعفُّفاً من تواجده ,
فقلبي هو الذي يملي ما ينبغي أن يكون ,
و حبكـِ قضيَّةٌ صادقة , و حقيقةٌ لا فيها شكٌّ و لا ريب .
ثمَّ إنَّني لما قرأتُ و درستُ و راجعتُ علوم النفسيِّين
و ترَّهاتِ الفلاسفةِ و المناطقةِ , و جلَّ أقوالِ المتكلِّمين ,
و كدت أن أحيطَ بما أُجمعَ عليه من دراساتِ
الوعاظِ و النُّحاةِ و البلاغيين ,
و خالطتُ العلماءَ العاملينَ و المجتهدينَ الأصوليين ,
رأيتُ كلَّ ما كان و ما سيكونُ ناجماً
عمَّا لم أرَ ثمَّةَ من فهمَ أو علمَ
أو أوشكَ حتى على الخوضِ في تعلُّمه ,
فهل تراكـِ ممن فهمَ أو أراد أن يفهم ؟!!
أو علمَ أو أراد أن يعلم ؟!!



مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الخامسة و العشرون

0


جرحُ أمِّي , نزيفها
يمنعني تاراتٍ أن أتغزَّلَ بجمالكـ و حورِ عينيكـ ,
و كيف لا تمنعني جروحها و لا أجد ثمَّةَ ما أضمِّدُها به
بل لا أستطيع و ربِّي لثمَ تلك الجروح ,
بشفتين أدمتهما الشُّقوقُ و القروح ,
فهل أراكـِ عاتبةً إيَّاي , أو لائمةً يراعي
إذا ما امتنع أن يخطَّ لك رسالة حبٍّ
أو كتابَ وجدٍ أو قصيدةَ غرام ؟!!
أنت أكرم و أعقل من ذلكـِ
فلا تتعجلي , و لا تتسرَّعي ,
لك جلُّ حبِّي و هيامي ما حييت ,
لسوف أخيط جراحاتها و لو برمش عيوني إن تعسَّر الخيط ,
و أضمِّدُها و لو بمزقٍ من جلدي
أو قطعٍ من قلبي إن فُـقِدَ الضماد ,
جرحُ أمي يؤلمني أيَّتها الحبية ,
و قد خبرتُ و فهم شعبي
أن لا طبيب أو مداوي لها غيري ,
فإلى من أكلُها ؟؟!!
صغيرتي :
لا تأسفي على بعادنا ,
فكلًّ ذلك لعمروكـ خيرٌ و أيُّ خير !
عمَّا قريب ستعودين و أعودُ ,
بشراكـِ حبيبتي بشراكـ
و لك أن تنشري عنِّي بشارتي حتَّى تبلغ الآفاق ,
و أيمُ الله إنَّني لأرى ما تحبِّين و أحبُّ نصب عينيَّ ,
فسلامٌ أيَّتها الحبيبة
و ألف ألفِ سلام ...


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الرابعة و العشرون

0

كوني ما شئتِ ,
 كوني كما شئتِ ,
و سأكون كما ينبغي أن أكون و حسب ,
لست أكترث للسِّياسة و لا السِّياسيِّين ,
و لو فعلت لفقتهم حنكةً و دهاءً ,
و لست آبه للإعلام و الصَّحفيين ,
و لو رمتُ لأطفأت بصيص أنوارهم بسطوعِ شمسي ,
ما يهمُّني من كلِّ الأمر أن أسنِدَ رأسي على ساريةٍ في قلبِ أمِّي ,
ذلك الصَّرح الهائل , لأسمع في خفقاته ألحان الرِّضا ,
و ترانيم الحبِّ الدِّمشقيِّ العتيق .
فهذا أنا , و هذه أمِّي دمشق.


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثالثة والعشرون

0


حبيبتي :
تحسبين أن أنحني أمامكــ رافعاً قبعتي !
أن أقبِّل يدكِ إذا التقيت بكــ في جمعٍ من النَّاس !!
و تتوهّمين أن نذهب في سهرةٍ فأقوم أراقصكــ أمام الجماهير مقتدياً بالمشركين الأجانب !!
عجباً ,, عجباً لأمركــ ,
أنسيت أنِّني عربيٌّ أصيل النَّسب ما من شائبةٍ في انتسابي العريق ؟!
أظننتِ  أنَّني كأولئكــ الذين يحسبون من أبناء جلدتنا , وينسبون خطأً لعروبتنا ,
ثمَّ يقلِّدون الإنكليز والطليان و يتزيون بزيهم ,
 و يحاكون حركاتهم و أفعالهم و طريقتهم
حتى في الخطوات و اللمسات ,
في المأكل و المشرب و الملبس ؟!
يحتذون حذوهم ,,,
حتَّى لو أنَّ أحدهم دخل جحرَ ضبٍّ لتبعوه ,,,
يتوهّم أولئكــ المغفَّلين المساكين أنَّ أفعالهم هي الحضارة بعينها ,,,
أحسبت أنَّني كذلكــ ؟!
أنا باحترامي و إجلالي لك أكثر منهم بما يحترمون نسائهم بآلاف المرَّات ,
لكنَّني سأعبِّر عن كلِّ ذلك
 بما يتماشى و يتوافق مع طريقتي و مذهبي ,
مع فكري وتربيتي ,
سأعبِر عن ذلكــ حبيبتي بطريقتي الشَّرقيَّة لا غير ,,
أكره طقوسهم و عاداتهم ,
أبغض أفعالهم وتصرفاتهم ,
أمقت طريقتهم و أسلوبهم الخبيث الدَّنيئ  ,,,
فما هو لعمروكــ إلاَّ التفلُّت و الاستهتار ,
و الشكــ و الريبة ,
و الحماقة و الغفلة ,
أنا عربيٌّ  ,,,
و حسبكــ بعروبتي فخراً .

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثانية والعشرون

0


حبيبتي :
أتدرين أنَّ قصَّة حبِّنا هي الأكثر طهارةً و عفَّةً على طول الزَّمان !!
أجل
إنَّها أطول قصَّةٍ
لو بقي فيها البطلان صائمين
ما أفسدت صومهما قبلةٌ شفة ,
بل لو بقيا على وضوئهما ما نقضه لمسة بشرة ,


و لكن ...
حبيبتي :
ألا تظنِّين أنَّ صومنا قد طال ,, و آن موعد الإفطار؟!
أولا تعتقدين
أن وضوئنا ينبغي أن يُنقض ؟!
كفانا ,,, كفى ..



فهــا أنـا قـد ادَّخـرت مــن مـــصـروفي الشَّـــخــــصـيِّ
 ثـــــمنَ خاتـــَـــمِ الخـطـــــــوبـــــَـــــة


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الحادية و العشرون

0
حبيبتي :
ألست ترين الأيدي الإلهيَّة في كلِّ مراحل قصَّتنا ؟!
فوالله إنِّي لأراها في الصغيرة قبل الكبيرة ,
منذ لقائنا الأوَّل و حتَّى السَّاعة ,
حتَّى في كلماتٍ كهذه أكتبها لكـ ,
 أرى المعونة عليها من ذي العلا جلَّ و عزّ ,
فأعيدي النَّظر في عينيَّ من جديد بعد هذه القطيعة الطَّويلة ,
تري نوراً تخرق أشعَّته أغشية قلبكــِ ,
فتنفتح له مدارج السُّلوك إلى حيث لا تعلمين ,
و لا تتأبَّي و تتدلَّلي ,,,
فلقد أخذت نصيبكــِ  من كلِّ ذلكــِ ,
حتَّى كاد دلُّ الأميرات أن يشبه دلالكــِ ...

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة العشرون

0

حبيبتي :
أتعلمين !! لو سنح لي القدر الفرصة ,
و هيَّئ الأسباب ,
فاستطعت إخراج قصَّتنا للنَّاس فيلماً !!
لحاز الدَّرجة الأولى عالميَّاً ,
و خصوصاً
عند الهيئة العالمية للصمّ و البكم ,
فقصَّتنا الوحيدة على مرِّ التَّاريخ
 الَّتي تستمرُّ على مرِّ الأعوام من غير تلفُّظٍ بكلامٍ ,
لذا سيفهمها الصمُّ أكثر من أيِّ قصَّةٍ أخرى ..


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة التاسعة عشرة

0



هل تعلمين
 لمَ كانت قصَّتنا أكثر قصص الحبِّ أسطوريَّةً ,
و أشدَّها تشويقاً و إثارة على مدى التَّاريخ !!
ذلكــِ لأنَّها أطول قصَّةٍ صامتة ,
التزم فيها الطَّرفان التَّكتُّم و الإسرار,
و التَّصبُّر و الإصرار ,
فوالله الذي لا إله إلاَّ هو ,
 ما يشبه تاريخ القلوب تاريخ قلبنا ,
 لا و لا يناظره بوجهٍ من الوجوه

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة الثامنة عشرة

0


حبيبتي :
بأيَّة طريقةٍ أحكي لهم أنَّني لم أستطع بكلِّ فنِّي و سحري ,
نبوغي بشعري ,
سلطان نظراتي و قوةِ شخصيَّتي و قهري ,
 لباقتي و لطفي ,
 مودَّتي و حناني ,
بأسلوبي الأدبيِّ الرَّفيع ,
 بدبلوماسيَّة تعاملي الفظيع ,
لم أقدر بكلِّ ذلكــِ
أن أحظى بأحرف اسمكــِ ملفوظةً من شفتيكــِ ,
أو أرقام هاتفكــِ وقد خطَّتها يمينكــِ ,
كيف أشرح
 لهم أنَّكــِ ما ارتضيت أن تتكلَّمي بعبارةٍ في الحبِّ واحدة ,
أو لفظةٍ عن طريقها شاردة ,

أو كلمةٍ عن مرادكــِ زائدة ,
كيف كيف ؟؟
كيف لي ؟!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السابعة عشرة

0


حبيبتي :
أتراهم يؤمنون ,, أتراهم يصدِّقون ,
 لا وربِّي ما أراهم يفعلون ,
لا و لا
بل سيقولون معلَّمٌ أو ساحرٌ مفتون ,
 أو كاهنٌ أو شاعرٌ مجنون ,
أو متأوِّلٌ أو متنبِّئٌ يتربَّص بنا غيب المنون ...
معلَّمٌ !!!
إي نعم ,,, علَّمَتني عيناكــِ حين أبصرتهما ,
فكُشِفَ الحجابُ عن بصيرتي ,
 فراحت تكتسب العلوم الغيبيَّة ,
ساحرٌ !!



إي و ربِّي ,,
صرت كذلك لمَّا رأيت السِّحر في أجفانك الكحيلة ,
كاهنٌ!!
بلى ,,, بلى ,,
فقد تكهَّنت لمَّا دعوتني أخلو بين أحضان الطَّبيعة لنجواكــِ ,
شاعرٌ مجنون !!
و إنَّني كذلك ,,
حينما سقيتني بإبريق نظراتِكــِ الشِّعر ,
ففقت شعراءَ عصري خيالاً و حسَّاً و فنَّا ,
و تكاثرت و تطاولت السيَّالات العصبيَّة في جسدي
ففضلتهم أدباً و لغة و مبنى ,
و تشعَّبت الحواس فعلوتهم فصاحةً و بلاغةً و لحنا ,




بل و ازداد جنون عبقريَّتي ,
و تحرَّك و اضطرب ماردٌ نبوغي ,,
فكيف لا ؟!
 و لِم لا ؟!
و أنت حبيبتي ؟!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الرسالة السادسة عشرة

0

حبيبتي :
أخبريني كيف لي بعد هذه السنين ,
 الَّتي مرَّت على قلبي المولَّه , و فؤادي المدلَّه , أن أبقى ملتزماً السُكوت و قد ملأت كلَّ ما اشتريت من دفاتر وكراسات ,
 و أفرغت جلَّ ما اقتنيت من أقلام و استهلكت في كتباتي و مذكَّراتي كلَّ أداةٍ ودواة ,
 فانتشرت سيرة حبي ,
 و قصة قلبي على الألسنة ,
 في المنتديات العامة و الخاصَّة ,
حتَّى كادت أن تصير القصَّة المفضَّلة لدى فتيان المدينة و الفتيات ,
يتابعون جديدها بتشوُّقٍ و تلهُّفٍ و حنين ,
فيتعلَّموا من أحداثها المنشورة في شعري و نثري ,
و يتلقَّفوا من فضلاتِ أحبارِها
الَّتي أبثُّها على صفحات الشَّابكة العنكبوتية ,
أو في أوراق الصُّحف و الجرائد السِّياسيَّة ,
 و في الأندية و المجلاَّت الفنِّيَّة و الأدبية ,


حبيبتي :
كيف لي أن أخبرهم عن الحقيقة ؟!!
كيف لي أن أنبئهم أنَّ علمي و علمهم في أجوبة أسئلتهم سواء ,
بأيِّ وجهٍ تريدينني أن أقول لهم :
" لا أعرف جواباً واحداً على أسئلتكم الكثيرة الَّتي تدورُ في خلدكم "
كيف لهم أن يصدِّقوا كلامي حين أبغتهم
- لو طرحوا عليَّ السُّؤالات -
 قائلاً :
" لا أعرف اسم حبيبتي ,,,
  لا أعرف عنوانها ,,
  لستُ أحتفظ برقم هاتفها ,
بل لست أدري إن كانت من حيِّنا ,,
لست أدري إن كانت دمشقيَّة الوطن أم دمشقيَّة السَّكن ,
لست على علمٍ أهيَ سوريَّةُ
النَّسب أم تكون أجنبية ..."

حبيبتي :
أتراهم يؤمنون ,, أتراهم يصدِّقون ,
 لا وربِّي ما أراهم يفعلون ,
لا و لا
بل سيقولون معلَّمٌ أو ساحرٌ مفتون ,
 أو كاهنٌ أو شاعرٌ مجنون ,
أو متأوِّلٌ أو متنبِّئٌ يتربَّص بنا غيب المنون ...

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه