بكاء في ظل الياسمين

0
أبكيكِ من خلفِ السَّتارِ المُدلَهمِّ القاسي  
وأعوذُ في جذرِ الجدارِ المُستطيلِ الراسي   
وأعودُ في نبشِ الحروفِ وراءه  
وأعاودُ الحُبَّ القديمَ بديَّه 
في قعرِ حاميةِ المجوسْ 
ومع الذُبابِ إذا يحومُ على الكؤوس 
و مع القضيبِ المُستهامْ 
ومعَ الهوى 
ومع الدخانِ مع الهوام 
أبكيكِ إذ أبكيكِ ألفَ قصيدةٍ 
وروايةٍ تُروى على قرعِ الكؤوس 
تروى على دمعاتِ أنَّاتِ العروس 
تهوي على أزرارِ طوقِ الياسمينْ 
تبكي على جسدِ السِّنين 
تبكيكِ ألف قصيدةٍ 
في كلِّ بيتٍ لاحَ لي 
في الصُّبحِ ألفُ حكايةٍ 
أو ألفُ ذكرى في ربوعِ البيلسانْ 
وترنَّحتْ صفصافةُ الشَّامِ السقيمةُ في الضُّحى 
فتصوَّرتْ 
وتبلورتْ تلك الرِّوايةُ
تحت أقدامِ العجوزْ 
فيما يجوزُ ولا يجوزْ 
في رجمِ مُحصَنةٍ بغيّ 
في جَلْدِ سِكِّيرٍ غوي 
في صَلبِ قُطَّاعِ الطَّريق 
فيما يجوزُ و لا يجوزْ 

أبكيكِ تحتَ الياسمين
إذ كنتُ مشَّاءً بليلي 
في زقاقِ الياسمين 
ألقاكِ ثَمَّ على دموعِ اليلكي 
ألقاكِ ثمَّ فُويقَ سيجارِ الغبي 
وأجاهِدُ الضَّوء المُبعثََرَ فوق أحجارِ الرَّصيفْ 
وأعدُّ رشَقَاتِ الرَّصاص 
فمُدَمدِماً و مُهمْهِماً و مُزمجِراً 
فأخالُ شبِّيحاً يجوزْ 
أبكيكِ يا ديوانَ تاريخِ العربْ 
بختامِ أعصارِ العربْ 
بخِضمِّ إعصارِ العربْ 
أبكيكِ يا كلَّ العربْ 
أبكيكِ أمْ أبكي الشَّآمْ 
أبكيكِ أم أبكي العراق 
 أبكيكِ أم أبكي القطاعَ أم الحجازَ 
أبكي المروءة و الرُّجولة و العروبةَ في العربْ !!!
أبكيكِ أم أبكي العربْ 
أبكيكِ من خلفِ السِّتارْ  
والدَّمعُ قد خدَّ الجدارْ 
والصَّبُّ قد خَلَعَ العذارْ 
والرِّيمُ ذا يهوى النِّفارْ 
والحِبُّ لم يرعَ الذِّمارْ 
والتّبغُ قد زادَ السُّعارْ 
وكذاك لم تُجنَ الثِّمارْ 
حُمِلَ العجوزُ على الحمار
سُبِكَ النُّحاسُ مع النَّضارْ 
يا حيهلا فيمن يجوزْ 
يا حيهلا فيما يجوزْ 






مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه