شطائرُ الزُّبدةِ
و كأسُ النَّبيذِ الأصفرِ
لا زالتْ تنتظرُك حبيبتي
لا زالتْ تلكَ الزّجاجةُ المعتَّقَةُ
يغطِّيها الغبارُ من جانبٍ واحدٍ
و يلعقُ ظهرَها قِردٌ قبيحُ المنظرْ
لا زالت تلكَ الخواتمُ البرونزيَّةُ
مُلقاةٌ على الطَّاولةِ المُستديرةِ
إلى جانبِ الهاتفِ الأسودِ القديمِ
الذي لا يزالُ يرنُّ و يُزعِجُ الجوارْ
مُذْ أغلقتِ البابَ بعُنفٍ قُبيلَ شُروعِ العاصِفة
***
شطائرُ الزُّبدة قد غطَّاها العَفَنُ حبيبتي
و ملاعقُ القِشدةِ قد صارتْ سيئةً
كريهةَ الشَّكلِ و اللونْ
شطائرُ الزُّبدةِ سالتْ
من تلكَ الرِّياحِ اللتي لا زالتْ
تطرُقُ القريةَ مُذْ غادَرْتِ
و الكوخُ مُهتَرِئ الجُدرانِ و الأبوابِ و النوافذْ
يكادُ يسقطُ سقفُه
لولا تُمسِكُه ساريتانِ من الفولاذِ القاسي
أو الحديدِ الليِّن الأحمرْ
شطائرُ الزُّبدةِ
محا الدَّهرُ عنها و الإعصارُ
كلَّ ما توحي أنَّها شطائرْ
أو أنَّ عليها من الزُّبدةِ شيءْ
شطائرُ الزُّبدةِ
صارتْ أغربَ و أقبحَ من صحنِ سجائرٍ
في غرفةِ حشَّاشٍ بخيل.
***
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي