مآدبة ألم

0


في الشّرقِ أحييتُ الدواةَ بِحِكمَتي
في الشرقِ أرسلتُ البيانَ سحابةً
فاستمطرتْ
في الشرقِ كنتُ البحرَ لكن
كنتِ شمساً
فالشرقُ أنتِ بك السحائبُ
و القصائدُ و الضياء
أما و منكِ البدرُ يستسقي 
السناء
يا شمسَ عُمري
كم كنتُ قبلكِ تائها
ما بينَ أثداءِ النساء
كم كنتُ ألثُمُ كلٍُّ ليل غادةً
كم كنتُ ألتفُّ الليالي
حولَ كشحٍ  يُصحيني إذ ما سكرت
و به الثُّمالةُ و الخُمارُ إذا صحوت
كم كُنتُ قبلكِ بين نهدٍ أبيضٍ
كالثلجِ يقتاتُ القُبَل
أو أسمرٍِ كالبرِّ
لا يرضى بغيرِ القضمِ
أو عضٍّ و ضم
كم كان لسريري مواعيداً أراها
قد تناطُ ببعضِها
فأحارُ
كيف يسطيع السريرُ لأن يوفِّقَ بينها
و أغارُ
من كلِّ أُنثى
و أغارْ
كانتْ نساءٌ في الفِراش
أو عليهِ كما الفَراش
يحُمنَ حولَ النورِ لكن
حِمنَ بجحيمِ الظلام
واعبرتي
واخجلتي
قد كنتُ في مستنقعٍ
قذِرٍ له
أنيابُ تقتاتُ البشر
تبدو أنياباً جميلة
رغم طبقاتِ القِناع
و قِناعُها
قد كان بالتِّبرِ انصبغ
فلهُ بريقٌ
يُنسي بأنّ وراءَها
أنيابُ تقتاتُ البشر
ندمٌ ندم
ندمٌ حبيبتي هل تُرى
يُجدي الندم!!
يا ليتَ شعري
صِرتُ أقتاتُ المهانةَ والمصائبَ بالألم
ما بعد نهدٍ
ثم كشحٍ
ثم قضمٍ ثم ضم
لكن تُرى أينَ الشّباب!!
ضاعَ السُّرور
ضاعَ السرورُ مع السعادةِ
في التوهمِ و الصِّحاب
يا ليت شعري
صرتُ أقتاتُ الألم
ندمٌ
و هل يُجدِي النّدَم!!



***


 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه