تراني في المرآة

0


أرسلتُ طرفي في السَّّما
فرأيتُ رُوحاً
تركبُ الأمواجَ حيناً
في السَّما
تبني صُروحاً
ثمَّ تتخِذُ الغيومَ مراكباً
و تجيءُ بالخيطِ المُذهّبِ
في الضُّحى
فتخيطُ ثوباً للفقيرْ
أو تصطفي الطّيرَ الكسيرْ
أو تُرسِلُ الأجنادَ
كلَّ سريةٍ
فتراها تدخلُ من شبابيكِ السّجونْ
كي تمْسَحَ الحُزنَ الأسيرْ
أو تجلو طَبَقَاتِ الغُبارِ الصَّلبِ 
عن عرشِ الأميرْ
***
أرسلتُ طرفي تارةً
فرأيتُ نعشاً
و الملائكُ تحمِلُ النَّعشَ الوثيرْ
***
أرسلتُ طرفي ثالثة
فرأيتُ طيفاً أبيضاً
مُترامياً
في كلِ شُطآنِ السَّما
في كلِ أرجاءِ الفضا
مُستلقياً أو ساجِداً
أو راكعاً
أو ضارعاً
و يخرُّ للأذقانِ يبكي
كلَّ وقتٍ يستجيرْ
و بِكلِّ أمرٍ يستخيرْ
شاهَدتُ طيفاً أبيضاً
لكنَّه كانَ الأخيرْ
لكنَّهُ كانَ الأخيرْ
***
أرسلتُ طرفي
ارتدّ طرفي بالكلالةِ
إذ بصوتٍ هاتفٍ
هذا أنا
هذا أنا
فانظُر إلى المرآةِ
تدرِ من أنا
أوَتفهمُ المعنى الأخيرْ؟!

***
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه