قُبيلَ الفجرِ2

0

قُبـيــل الــفجرِ ,, تبّاً للقوافي
لقد سَلَبَتْ بسطوتِها العريـنــا

قبيل الفجرِ قــد كانــت و كنـا 
و كان البدرُ مطَّلِعاً عـــلــيــنــــا

فأعيا صمتُــهـا أسماعَ قلبي 
فـَجَـعْـجـَعـَةً , و لــكن لا طحينـا

فصمتٌ ثـمّ صمتٌ ثـــمَّ نُطقٌ
بــأبــيات الوداعِ و قد ونــيـــنــــا

و مـــا شـرُّ الثَّلاثةِ أمَّ عــمـروٍ
بِصـــاحِـــبِـكِ الـذي لا تصحبينـا

و كأسٍ قد شرِبتُ بـبــعـلـبكٍّ
و أخـرى في دمشقَ و نيربينــا

و كان الكأسُ يا ليلى زُعافـاً
و قدصارت كزمزم بل شُـفــيـنــا

فـلِمْ لا نلتقي مثل القوافي
رأيــتُ لــقــاءهـــا دُنــيــا و ديـنـا

أليس الرِّيم يا بدر الـلــيالي
يـكونُ نِــفـــارُه دلاًّ و لــــيـــنـــا!!

 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

قُبيلَ الفجرِ1

0

قُبيلَ الفجرِ لم يقرعْ كلامي 
فـــؤادكِ !! أم تُــرى تجّاهلينا

و بعدَ الفجرِ يا ليلى تقوليــ 
ـنَ أنّ الحبَّ أغوى الجاهلينـا

و قد قالوا , و ما قالوا صوابـاً 
و قد أغــرى كــلامي العاذلينا

صَبَنتِ الكأسَ عنّا أمّ عمـروٍ
و كان الكأسُ مجراها اليمينـا

و ما للكأسِ يا ليلى تهاوت
فأججتِ القوافي و الشُّجونا!!


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

نساءُ الشَّرقِ

0



نساءُ الشَّرقِ و الشُّبَّانُ أمسوا
يرومون الإشارةَ من بناني

لألقاهم أبثّهمُ شعوراً
و أبديهم حناناً من حناني

نساءُ الشَّرقِ هل في الشّـَرقِ أنثى
لترفِضَ أن يكونَ بها قِراني!!

نساءُ الشَّرقِ بل و الغربِ حتّى
و في باريسَ أو في القيروانِ

و في بغدادَ في صنعاء أمست
أراجيزي كمفتاحِ الجِنانِ

نساءُ الشّـَرقِ ...كالعصفورِ أنَّى
يشرِّق أو يُغرِّب لا يعاني

فمن بيروت لا يبدو شعاعٌ
و ما شُهِرت بغيرِ البيلسانِ

و في بيروتَ قد يبدو صليبٌ
تُكلّـِلُهُ زهورُ الأُقحوانِ

و في بيروتَ قد يحلو غناءٌ
بأشعاري و أصواتِ الغواني

و في بيروتَ لم أشرب حليباً
و كم أسقيتُ من قاصٍ و دانِ

فلا بيروت لي أضحت مزاراً
و لا بدِمشق مُتّـَرَكاً مكاني

و لا الفيحاءً ترضى لي ببعدٍ
و لافي غوطتي يخلو مكاني

***
 

نساء الشرقِ قد أمسينَ ذكرى
و أنتِ الشَّرقُ يا كلَّ المعاني

فمنكِ الشّـَرقُ قد أضحى ... و لولا
تكوني هاهنا فالمغربان

فكم رشرشت في روضي زهوراً
و كم أسمعتها عزف الكمانِ

فأضحت روضتي جنّـَاتُ عدنٍ
فيا ما أحلى هاتيكِ الأماني

و يا ربّـَاهُ زِدني منها قُرباً
لتُشرقَ ثورةٌ في ذا الزَّمانِ

و يغربَ عن أمانينا غرابٌ
فنحيا بالمسرَّةِ و الحنان

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

الـفيلسـوفـة العـنيدة

0



فـِـكـــري فـــضــــــــــــاءٌ ...و الــــورودُ كــــوَجـــنــَـتــي
لـــكــنـــَّــني مــُــتــــَقـــَــــلــِّــبٌ في مــِــحـــــــــــنــَـــتــي

هـــــــــذي الــــحــــيـــاةُ و مــا أرى فـــيـــهـا سـِــوى
أنـــَّــاتِ قــلـــبـــي و الـــحــبــيــبَ و عـــَـــــــبـرتي

هــــــــذا الـــحــبــيــبُ و مــــــــا أرى مِن مَهـــــــرَبٍ
حــنــَّــــت ضـــــلــوعي فـــاســـتــفـــاضتْ مـُــقلَتي

مـــــا لي و مــــــا لــــلـــحـُــبِّ جــــــرَّحني؟! و لـِـــــمْ
ألـــــقـــى جـــــحـــــيـــمــــاً في ريـــــــــاضِ الجـنــَّةِ؟!

: " كـالــحـِـصــنِ حُــبــِّي فادخُلـيـهِ"...فـأعرَضــَــــتْ
نـــطـَـقــَـتْ عــيــــونُ الــقَلــبِ قــالتْ : " أصمُتــي"

فـتــلــفـــَّـــتــتْ أحــــــــــداقــُـها نــحـوي و لـــَـــــم
تـســـطـــِــعْ فــِــراراً ... أو لـــَحــاقي ... نـــــَـــجـــدَتي

فهَـمـَسـْــتُ في آذانِ قــــــــلــبــي : " تـصــــبـــُّــــرا"
و بـقـــلــبــِــهـا : " فــاصبِرْ عــلـيـها .. و اصمُــتِ"

فــــتـــكــبـــــَّـــــري... و تــرفـــَّـعي و تطاولي
و تــفـــاخـــري ... و تــبــخــتـري ... و تـعـنــــَّـــــــــتي

بـــــــــــل و اشرئـِــبــِّـي .. أو فــتــيــهــي ... تـحـيــُّـراً
في فــكــــري ... بــل و لــِـــغـــَـــيـــرةٍ مـــن وجــنـتــي


***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

نزيف الدوالي

2


أحَـبّــَــتْ لأجـــــلـي رجـــــــالَ زمــــــاني
و قـــــد كـــرّهـَـتـْــنـــي نســـاءَ الـعـَـــرَبْ

أفسِّــــــرُ كـــنـتُ لـــــهـا كـــــــــــــلَّ آيٍ
فـــــتــــرقــــصُ تحــــــتَ دوالي الـعِــنَـب

و تــــأتـــيـــنـــي حــتّـى أرى الــيـاسمينَ
يُـعـــــرِشُ فـــوقَ خُــــيـوطِ الــقَــــصَـــــبْ

فـــتـــغــــزِلُ شــــمـسُ الضُــحى باليقينْ
و تـنـــسُـــجُ فـــــوقَ رِمــــــالِ الــــذّهــبْ

فـــــأســــــألُ نـفـــسي :تُـــرى كـلَّ حينٍْ
تــــــروحُ و تــــــأتي لـــغـــيــــرِ ســبــب!!

ألـــــيـــســــتْ دمشــــقُ لنـــا حِضــنُ أمْ
و فســــطـــاطُ عِــــــزٍّ لِـــنــيـــــــلِ الأرَبْ!!

و حِصــــــنُ العــُـــروبـــةِ و المُـــســلِمينْ
فــفـــــيـمَ يـــخــــونُـــــها كُـــــلُّ العَـرَبْ!!

و قــــالـتْ : ألســــتَ الـــمـؤيَّـــدُ !! مــهلاً
ألســـــتَ مــــلـــــيـكَ الـهوى و الطَّــــرَبْ!؟

ألســـــتَ الــــدِّمشــقيَّ !؟ في قــاسيونَ
و في الــــغـوطـــتـــيـــنِ تـــبــيــعُ العِنَب ؟

و مـــــن كُـــنــتَ يـــــومـــاً بصحــنِ أمـيَّــةَ
تهــــــوى السِّـــــبـاقَ , تــحِـــبُّ الـلـعِبْ!؟

و تـــــركــــضُ خــــلــفَ الطُّـــيـــورِ الصِّـغـار
فـــــأرنـــــو إلــــيـك و أنـــــتَ الـــتَّــــعِـــبْ

فـــــتـُــهـدي إليَّ مـــــن الـــقــمــحِ "زُوراً"
لأطـــعِـــــمَ مِـــنــــــها صــغــــيـراً هَــــرَبْ

و كــنــتَ تــُـــــداري شُــــعـــوري صــغـيراً
و كُـــنـتَ الــحـــيِّــــيَّ , و كُـــنـــتَ الــذَّرِبْ

عــجِــــبــــتُ ... فــــمـالي أراكَ عـــبــوساً
بـــــوجـــــهي و أنــــــتَ إمـــــــامُ الأدبْ !؟

فــــقــــلــتُ لـــــها : الـــيـومَ لا تســأليني
دمشـــــــقُ اســـتــمــاتــــتْ لأجــلِ العربْ

دمشـــــــقُ يـــئـنُّ بـــــهـا الـــيـاســـمـينُ
و تـــــنـــزِفُ فـــــيــها دوالي الــــعِـــنــَــبْ

و يـــــرقــُـصُ فـــــوقَ ثـــــراهــــا الــــذِّئـابُ
فيُـــــدفـــــنُ عِــــزٌّ لــــنــا و الــنَّـــسَــــبْ

فـــــكــــيـــفَ تـــريـــنَ الــــيــومَ ضحــــوكاً
و يــــا ريــــمُ كــــيـفَ سيحلو الطَّــــــرَب!؟؟
 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

دمشق اسمعيني

1


مُحــــــرِّكُ بـــــحــــثـي عـــلـــيـكِ اســـتـــــــقـرْ
و قــــــد كــــــان "أرْشَـــــفَ" كــــــلَّ الصُّـــــــــوَرْ

و قــــــد طـــــالَ بـــــحــــثـي بـِـيــَـومي و أمسي
إذا بــــكِ أُمســـــي و أُنــــــهي السَّـــــــــــفَـــــرْ

و في الــــــدَّوحِ عصـــــفـــورُ وشــــوشَ نـفــسـي
و رشـــــرش كــــأســـــي بمـــــــاءِ القَـــــــــــدَرْ

فـــــــكـيـــــفَ ســـــأصـــــبـِحُ كــيـفَ ســأمسي
بغــــــيــــرِكِ في كــــــلِّ خــــــيــرٍ و شــــــــــر؟!

تــقــــــــولُ دمشــــــــقُ بـــــــهـذا الصَّــــــبـــاح:
بُـــنـــــيَّ تــــــهــــيَّــــا لِــــــــرَدْمِ الحُـــــفَـــــــر

و صـــــــــالِــح أخــــــاك و أرشِـــــــــــــــدْهُ حتَّى
يـــــــنـــــالَ الــــــــمــرامَ و يــــجـــــنـي الثَّــــمَرْ

فــــقـــــلــــتُ لــــــــهــا أمُّ كــــــيــف أنـــــــاجي
خــــلــــيــــلــةَ عمــــــــــرٍ تـــــــبـــــدي الضَّجَر

و كــــــيـف سيــــــهـــــــدأ روعي!! و كــــــيـف
يســــــــــــاعـــــــــــــــــــد خلي إذا ما حضر!

دمشق ارحميني و لا تقتليني
فدمعك أمي أزاغ البصر

و شَعركِ مزَّقَ ثوب الحِداد
فمن للعروبة مثل عمر؟!

دمشق اسمعيني لقد قال ديني
بأنَّ التلاقي عندَ الشَّجر

سيأتون يوماً عساه قريبا
إلى الغوطتين ليجنى الثمر

دمشق فماذا تظنين أمي
فمهما تآمر كلُّ البشر

ألستُ بُنيَّكِ ؟ لستُ الحبيَ
و لستُ القريبَ إلى المُنتظر؟

دمشقُ اسمعيني و لا تعذليني
فربي يصونك من كل شر

فردّت عليَّ بنغم الموليا
ستُعلي الحميّة فيمن حضر

ضحِكتُ هناك إذا ما سمعتُ
فؤادَ دمشق يدقُّ الوتر

و ثَمَّ رأيتُ البشائرَ تهمي
عليَّ كغيثٍ إذا ما انهمر

ورحتُ إليها أزفُّ إليها
غدائرَ شعرٍ تحاكي القمر

وراح الغمامُ و قامَ الهمام
 على قاسيون يعيد النظر

و في الغوطتينِ على الربوتين
سلامُ و سدرُ و حور انتصر

محرك بحثي بغير هوينى
ثلاثون عاماً بنصبٍ و جر

فكيف فديتكِ في الأربعين
محرك بحثي عليك استقر؟!


 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

بداية القصَّة

0


في البدءِ 
قلتِ أنا الحبيبة
أنا السميرةُ
و المثيرة
و الصديقةُ
 و الصدوقة
و العشيقةُ 
و الربيبة
بنت الشآمِ 
عمارتي
تبدو لحيِّكِمُ قريبة
أتراكَ ترضاني
و ترضى أن أكون ؟
* * * 
سأكونُ كالتلميذِ 
طفلاً هادئاً لا يعبثن
و تكونُ أنتَ مُعلمي
أنت المُربي و الحنون
فلقد قضيتُ العمرَ
قبل لِقاكَ حتى
جزتُ منتصفَ الزَّمن
وبقيتُ أنظرُ
يُمنةً أو يُسرةً
في مسلكي
لا أرعوي
لا أهتدي
لا أستكِن
و أتيتَ أنتَ بغايةٍ
و أتيتَ أنتَ بشمعةٍ
و أتيت أنتَ بآيةٍ
تضيئُ ليلاتي الحزينة
و أتيت أنتَ مُفاخراً
ما هِبتَني امرأةً رزينة
فأتيتني
و نقضتَ ما سَتَرَ الزمن
و كَشَفتَني
و فسرتَ ما كتَمَ اللسان
فأتيتني
لا أدري كيف أتيتني
فأتيتني
كالطودِ لستَ لتنحني
فأتيتني
فرأيتُ فيكَ محبتي
فرأيتُ فيكَ صبابتي
فرأيتُ فيكَ مودتي
و كُهولتي
و طُفولتي ...
أتراكَ ترضاني
 و ترضى أن نكون ؟
* * *
أتراكَ ترضى
في قصورِكَ
أن أكونَ الجارية ؟
أتراكَ ترضى
في فِنائكَ
أن أكونَ السَّارية  ؟
لا ... لن أكونَ كمن تراها
في فراشِكَ عارية
لا لن أكونَ صغيرةً
لا لن أكونَ كبيرةً
ستكونُ ربَّاً سيِّداً
وأكونُ عندكَ جارية
أتراكَ ترضى سيِّدي بمحبتي ؟
أتراكَ تحكمُ سيدي لقضيَّتي ؟
أتراكَ تصفحُ سيدي عن صفحتي ؟
أتراكَ تقرأُ آيتي ؟
أتراكَ تمسحُ عبرتي ؟
أتراكَ ترضاني
و ترضى أن نكون ؟
* * *
ها قد أتيتِ و ما دعوتُكِ
جئتِ من وسطِ المدينة
ها قد أتيتِ و خلتُ أن
تكوني في طرفِ المدينة
ها قد أتيتِ ...
و ليت شِعري
قبلُ من رَكِبَ السفينة ..
فكم و كم من نِسوةٍ
أو غانياتٍ
راقصاتٍ
في المدينة !
فكم و كم في مخدعي
في مرتعي
في مربعي
تأتي الدَّعيَّةُ و التقيةُ
و المثيرةُ و النقيَّةُ
و الشريفةُ و العفيفةُ
و المُريبةُ و الرزينة
و كم و كم في كل ليلٍ
سرَّّّّّّّّّني نهدُ اللعينة !
جاءت إليْ ..
لمَّا رأتني
ذادتِ  الولدَ الملوَّعَ بالثَّدي
ذادته ترجو قبلةً
أو ضمةً كي تهتدي
ذادته يبكي
ثم ضمَّتني إليها
: أتراكَ ترضى أن أبيتَ
و أغتدي ؟
أتراكَ ترضاني
و ترضى في فراشِكَ مرقدي ؟
* * *
ها قد أتتْ ..
ما رُمتُها
لستُ الملوَّعَ بالنِّسا
ها قد أتتْ من نفسِها
ها قد أتتْ و بكأسِها
خمرٌ عتيقٌ أُسِّسا
ها قد أتتْ وبنحرِها
عِقدٌ تراثيٌّ كسا
ها قد أتتْ كخليلةٍ
كعشيقةٍ
مسكينةٍ ... لا مومسا
* * *
و لقد رفضتكِ أن تكوني
في قصوري جارية
بل ما دعوتُكِ كي تبيتي
في خدوري عارية
* * *
و لقد قبلتُ ... قبلتهنْ
قبلتهنَّ
يجُلنَ في حقلي
فراشاتٍ كدينارِ الذَّهب
و يُقِمنَ حفلاتٍ على صدري
من غير عيدٍ  أو سبب
و تُصَبُّ كاساتٌ بحِجري
للثُّمالةِ و النَّصَب
و لقد قبِلتُ قبِلتهنْ
قبِلتهنَّ
كمعطفٍ عند الشِّتا
* * *
و لقد رفضتُكِ أن تكوني
في قصوري جارية
بل ما دعوتكِ كي تبيتي
في خُدورِي عارية
* * *
يا حبّذا  يا حبّذا
كم قلتُ : تأتيني امرأة !
كم قلتُ تأتيني رُفيدةُ
أو هُويدةُ
أو بُثينةُ
أو زُبيدةُ  
حبذا
لو أنها تأتي
فتملكَ عرشَها
ذاكَ المعفَّرَ بالزَّمن
ذاكَ الذي
تجدُ السنينَ كمِخملٍ
غطى حريره
بل كفن
ذاك الذي تجدُ النسا
من حولِ أركانٍ له
يسألنَ : كم بلغَ الثمن ؟
: أفإن أكونُ أميرةَ النسوان
أو عرشَ الجمال ؟
أم أن تكونَ
سليلةَ السلطانِ
أصحابِ السيادةِ
و القيادةِ
و الريادةِ
 و الجلال ؟
من يا ترى يحظى
 بهذا العرشِ
إن دَفَعَ الثمن ؟
من يا تُرى يحظى
 بربِّ الشِّعر
في هذا الزمن ؟
* * *
و لقد رفضتكِ أن تكوني
في قصوري جارية
و لقد أردتُكِ أن تكوني
عرشَ قلبي عالية
* * *
أسفٌ أسف
أسفٌ عليكِ خليلتي
لو أنكِ تدرينَ
 كم بلغَ الثمن
أسفٌ عليكِ عشيقتي
لو أنَكِ تدرينَ
من يودُي الثمن
* * *
في البدءِ قلتِ أنا الحبيبة
أنا السميرةُ
 و الأميرةُ
 و الربيبة
بنت الشآم ..
عمارتي تبدو لحيِّكم قريبة
* * *
أسفٌ أسف
ثمن زهيدٌ باخِسٌ
ما شئتِ أن تُودِي الثمن
عَقدٌ فريدٌ جاهزٌ
عِقدٌ ثمينٌ باهظٌ
عهدٌ أكيدٌ ..
 خِلتُها
تأتيكِ من وسَطِ المدينة
يا ليتَ شِعري
 في الضّحى
تأتي رُفيدةُ
أو هويدةُ
أو زبيدةُ
حبَّذا


***

مع تحيات:
الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

توبة ساقطة2

0



في ليلةٍ شتويَّةٍ 
راحتْ زبيدةُ تائبة
ما ودَّعتني
بعد أن كانتْ دعتني
 للمدامِ وللفراش
و  لقد بقيتُ أُساهِرُ النَّجمَ الوحيدْ
بين سُكرينِ
من خمرٍ مراقٍ
ثمَّ ذاكَ الهجرُ في
زمنٍ حصيد
إي وربِّي
إنَّه سكرٌ
عليَّ أشدُّ من سكرِ الدِّنان
قد فارقتني
 بعد أن قالت : "فإنّي
قلتُ ربِّي و استقمتُ ...
ألا استقِم ..."
***
في سريري أمسُ كانتْ
فوقَ صدري ,
تنهلُ الكأسَ المعتَّقَ ثمَّ تثملْ
ممَّ تثملْ ..
ليس تدري
هل تُرى من خمرِهِ
أو لثمِ نحري !
ليتَ علمي
ما هو السِرُّ الذي سُحِرَتْ به ؟!
أم يا ترى كيفَ استفاقتْ
 من خُمارِ النَّشوةِ ؟!
من خُمارِ اللذةِ السُّفليةِ ؟!
***
أمسيتُ أهذي حائراً
مُتخبِّطاً ثمِلاً
كأنِّي بلبلُ الأطفالِ
إذ ما انتهى من سُكرِهِ و دُوارِهِ
زادَ الترنُّحَ  والتخبًّطَ و التقلُّعَ
فالتَّهادي فالسُّباتْ
فإذا بطفلٍ أحمقٍ يُصحيه
ثم يعودُ يقذفُهُ ليسعدَه الدُّوار
***
راجعتُ نفسي هل تُرى
قصَّرتُ يوماً
في المحبَّةِ و الهوى ؟!
هل خُنتُها ؟
أنبتُها ؟
عاتبتُها ؟!
غابَ فكري ...
 لستُ أدري الحقَّ أين
لستُ أعلمُ دائنٌ أنا أم مدين
راحَ شِعري
 ثُمَّ حِسِّي
ذابَ قلبي
 ثُمَّ نفسي
جبارُ كنتُ
فلستُ أعرِفُ ما البُكا
أبداً ليومي
عندما أسحرتُ قلت
شتَّانَ حقَّاً
بين أمسِ و بين يومي

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه