توبة ساقطة2

0



في ليلةٍ شتويَّةٍ 
راحتْ زبيدةُ تائبة
ما ودَّعتني
بعد أن كانتْ دعتني
 للمدامِ وللفراش
و  لقد بقيتُ أُساهِرُ النَّجمَ الوحيدْ
بين سُكرينِ
من خمرٍ مراقٍ
ثمَّ ذاكَ الهجرُ في
زمنٍ حصيد
إي وربِّي
إنَّه سكرٌ
عليَّ أشدُّ من سكرِ الدِّنان
قد فارقتني
 بعد أن قالت : "فإنّي
قلتُ ربِّي و استقمتُ ...
ألا استقِم ..."
***
في سريري أمسُ كانتْ
فوقَ صدري ,
تنهلُ الكأسَ المعتَّقَ ثمَّ تثملْ
ممَّ تثملْ ..
ليس تدري
هل تُرى من خمرِهِ
أو لثمِ نحري !
ليتَ علمي
ما هو السِرُّ الذي سُحِرَتْ به ؟!
أم يا ترى كيفَ استفاقتْ
 من خُمارِ النَّشوةِ ؟!
من خُمارِ اللذةِ السُّفليةِ ؟!
***
أمسيتُ أهذي حائراً
مُتخبِّطاً ثمِلاً
كأنِّي بلبلُ الأطفالِ
إذ ما انتهى من سُكرِهِ و دُوارِهِ
زادَ الترنُّحَ  والتخبًّطَ و التقلُّعَ
فالتَّهادي فالسُّباتْ
فإذا بطفلٍ أحمقٍ يُصحيه
ثم يعودُ يقذفُهُ ليسعدَه الدُّوار
***
راجعتُ نفسي هل تُرى
قصَّرتُ يوماً
في المحبَّةِ و الهوى ؟!
هل خُنتُها ؟
أنبتُها ؟
عاتبتُها ؟!
غابَ فكري ...
 لستُ أدري الحقَّ أين
لستُ أعلمُ دائنٌ أنا أم مدين
راحَ شِعري
 ثُمَّ حِسِّي
ذابَ قلبي
 ثُمَّ نفسي
جبارُ كنتُ
فلستُ أعرِفُ ما البُكا
أبداً ليومي
عندما أسحرتُ قلت
شتَّانَ حقَّاً
بين أمسِ و بين يومي

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه