دعيني أفكِّر كيف أشاء
و أرسم نفسك كيف أشاء
فأرسم وجهاً بحبر الطفولة
ثم أخطُّ بعينٍ و راء
فكيف تظنِّين أنِّي كهلٌ
و لا زلتُ طفلاً يحطُّ العشاء !
دعيني فلست بطفل الأزقَّةِ
لا في الظَّهيرةِ أو في المساء
فها قد لمحتكِ تُرخي السِّتارةَ
كلُّكِ طُهرٌ بشِعرِ الحياء
رأيتُ ضفيرتَكِ الفُستُقيَّةَ
و عينَ الزُّبرجُدِ فيها وِجاء
أزيتيَّةَ العينِ فيمَ سُكوتُكِ
قد كان حرفُكِ فيه الدَّواءْ
فهل تذكرينَ بماذا نطَقتِ
و ماذا أجبتِ بذاكَ المساءْ
و هل تذكرين نداءَ سميرةَ
يوم تنادتْ بكلِّ غباءْ
فجاء إلينا أبوكِ غضوباً
و قال : لقد قلَّ فيك الحياءْ
فكنتً حزيناً لوصفِ أبيكِ
و قلتُ بليلاتي تلك قصيداً
بكلِّ خشوعٍ و كلِّ صفاء
و قلتُ له ذاك ليس صحيحاً
فدعني أفكِّرُ كيف أشاء
و جاءَ أخوكِ طروباً رقيقاً
و يحمل رطلاً من الكستناءْ
بتلك المدافي و جمرٍ و نارٍ
حكايا العجائزِ كلَّ مساءْ
فجاء يقولُ تعال إلأينا
لنسمرَ بعد صلاةِ العشاء
و كانت دمشقُ بتلك الليالي
كعينيك كم يبدو فيها النَّقاء
و كان جلالً دمشق مهيباً
تماماً كمثلِ ثلوجِ الشِّتاءْ
أتذكر ريم بتلك الليالي
كيف أفكر كيف أشاء
مللتً من الشِّعر ما ملَّ منِّي
إذا ما أشرتُ بقلبيَ جاء
ففي الليلِ شعرٌ و في الفجرِ شعرٌ
و بعد الغروب و بعد العشاءْ
أقول فتمسك قولي القوافي
أ طيل فتسرحُ
أمسكُ تمرحُ
أغضي فتفرح
همزٌ و هاء
أزيتيَّة العينِ قلت دعيني
أفكر أكتب كيف أشاء
دمشقُ تحيطُ بروحي فتُعلي
جسومي فيذهل عنها الضياء
و في الصُّبحِ شمسٌ أراها بحزن
تنادي و تصرخُ فينا النَّجاء
أشمسَ المجرَّةِ فيم صياحُكِ
إن كان منك فذاك الغباءْ
فمهما اشتعلتِ ألستِ ضياءً
و بدر الليالي منك استضاءْ
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق