(1) 4-5

0

من الشَّجرِ المُزيَّفِ في طريقي 
 

و زيفِ اللحنِ في عزفِ الصَّديقِ 
 

من الشَّجرِ المُزيَّفِ طِرتُ سُكراً 
 

فمَّا اهتزَّتْ و لا اعتزَّتْ شِباكي 
 

رأيتُ المجدَ لكنْ ثَمَّ مجدٌ 
 

عقيمٌ لا رآني و لا رآكِ 
 

و قدْ طاحتْ وراءَ السِّترِ صيفاً 
 

فناجينُ الغرامِ و ما اعتراني
 

قرابينٌ هناكَ فهل تُراني
 

ثعابينٌ و ما طالتْ و إنِّي
 

كفيلٌ جالَ في ثوبي لساني
 

مُريباً مُرعِباً في جوفِ ليلي
 

حريَّاً بالهوى أغوى جَناني
 

غريبٌ طيِّبٌ زارَ المرايا
 

عجيبٌ مُتعِبٌ في كلِّ آنِ
 

طويلُ الباعِ في بيعِ الحنانِ
 

وسيمٌ نافقَ العشَّاق حتى
 

يزورَ... وما زارتْ و زالتْ
 

زوالَ الشَّمسِ عن صِدقِ الطِّعانِ
 

فرتَّبَ قصَّةً شعثاءَ طاحتْ
 

وزيَّفَ صدمةً حسناءَ راحتْ
 

وصدَّق بلسماً يكوي فساحتْ
 

دماءُ العشقِ في كبدِ المساءِ
 

تُعيدُ معاجمي في كلِّ حرفٍ
 

هجاءً طالَ في شعرِ الهجاءِ
 

صديقٌ صاحَ مُحتاجاً فناءتْ
 

وصاح الصِّدقُ في طيفِ الوفاءِ
 

هزيلٌ مُدنَفٌ في حربِ شعري
 

وشِعرُ النَّهدِ مُحتالٌ يُراءي
 

أرنَّتْ قصَّتي أسماعِ قلبي
 

وراحتْ تعتلي جوفَ العناءِ
 

وراحتْ ترتجي ثوبَ المُغنِّي
 

فما غنَّتْ و لا أغنتْ غنائي
 

أسيحُ مُسافِراً في سجنِ خوفي
 

رضيَّاً ناحَ أنواء العراءِ
 

تمرَّدتِ القوافي في سمائي
 

وجرَّدتِ الحُداةَ و ما استقرَّتْ
 

وحالتْ دونَ أوجاعي فقرَّتْ
 

وصالتْ تحتَ آفاتِ الجِراءِ
 

فخالتْ أنَّها تمشي الهُوينى
 

ونالتْ مجدَها ورداً رزينا
 

و قالتْ قالَها : بيتٌ يُصلِّي
 

إمامَ الحُبِّ يا حِبِّي جنينا
 

ألستمْ خيرَ من نظمَ القوافي
 

هُديتَ الصِّدقَ مرضيَّاً أمينا
 

فما للشِّعرِ في زيفِ المرايا
 

وما للسَّطرِ تُضنيهِ المنايا
 

وما للرُّوحِ في سُكرِ الفؤادِ
 

و ما للنَّثرِ في محقِ البعادِ
 

حرَقتَ بشعرِكَ الذبَّاحِ قلبي
 

ربيعٌ راعَهُ حربي و حُبِّي
 

مُطيعٌ طاعهُ لحنُ الشِّتاءِ
 

تُراكَ نفحتَ من طيبي طِلائي
 

صدَقتَ ... قصيدتي شاءتْ فناءتْ
 

بعَرفِ مُصيبتي ريمَ الثَّواءِ
 

شَخصْتَ إليَّ في ثوبٍ أنيقٍ
 

رحلتَ وثوبُكَ المرميُّ عندي
 

وأزهَرَ بَذرُكَ الشَّفَّافُ سُهدي
 

ليمسَحَ طيفٌكَ المُضنى فيشفي
 

بكفِّ طهارةٍ صدغي و خدِّي
 

وما صدَّقتُ حتَّى اليومَ دائي
_____________________
 

#ابن_نزار 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه