(2) 4-5

0

_______
من الزَّيفِ المُشجَّرِ في طريقي 
 

وولحنِ الزَّيفِ في رِفقِ الشَّهيقِ 
 

وأوراقي و غليوني العتيقِ 
 

وصوتِ التَّبغِ في خطِّي العريقِ 
 

و عزفِ الكعبِ فوقَ بلاطِ حيِّي 
 

وليِّ مشاعِري ليلاً و ليِّي 
 

ودمع دمشقَ رقراقاً يُحيِّي 
 

قذائفَ بطشِّهِم في زيفِ زيِّ
 

يُعيثُ بحورِها أبداً فيُعيي
 

رجالاً نالتِ الإخلاصَ تُحيي
 

لنا التَّاريخَ من قبرِ العُصورِ

 

هجرتِ وهاهنا اللبلابُ يغلي
 

ضفائر شامِنا شابتْ لتُعلي
 

بنا صوتَ المروءةِ فاستجارتْ
 

وها قد راقنا لحنُ الدِّماءِ
 

هجرتِ لتلفِظَ الأنَّاتِ داري
 

هجرتِ شُجيرةً زادتْ سُعاري
 

هجرتِ ليسرقَ النَّارنجَ جاري
 

وعينُ دمشقَ قد غالتْ قراري
 

وتبغي أحرقَ الغليونَ حتَّى
 

تكادُ تضيءُ بالأرجاءِ ناري
 

رضيتِ بهجرِنا من دونِ ذكرى
 

وحِرتُ مُخلِّفاً جُرحاً و تِبرا
 

هجرتِ لأبلغَ الشِّعرى بشِعري
 

هجرتِ وحبُّنا قد صارَ مجدا
 

وذكركِ صارَ في التَّاريخِ خُلدا
 

نسيتِ بصُبحِنا المنسيِّ عهدا
 

يفوحُ بشُرفتي و بأرضِ داري
 

قرأتِ بقصَّتي آراءَ لاحتْ
 

بشامِ العزِّ يا عزِّي فساحتْ
 

على السُّجَّادِ دمعاتُ الدُّعاةِ
 

صددتِ و صدُّكِ الغالي صريحُ
 

شعرتِ و شِعرُكِ الماضي ذبيحُ
 

وكان الشِّعرُ و الماضي أداتي
 

عجِبتِ بأنَّ لي في الشَّامِ طودُ
 

و أنَّ قصيدتي سُكرٌ و نهدُ
 

و أنَّ مخدَّتي للدَّمعِ قصدُ
 

و أنَّ قريحتي قرحٌ و سعدُ
 

وأنَّ لأنَّتي حرٌّ و بردُ
 

وأنَّكِ أنتِ إحساسي بذاتي
 

نظرتِ فكانتِ الأنظارُ تهفو
 

و كلُّ مراكبي في السَّفحِ تغفو
 

و موتُ مودَّتي في الجردِ يرسو
 

وشرحُ رغائبي سيفٌ و ترسُ
 

وعرشُ الصاجِ بالإنصاتِ ياتي
 

____________________
 


#ابن_نزار4-4




 مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه