جواب "فيفيان"

0



غزلَ النِّساء غَزلتَهُ بِرُضابي
 و وَهبتَ أفئدةَ النِساءِ شبابي 

ورحَلتَ في شِعرِ النُّهودِ مُخلِّداً 
مُسترسِلاً في المَدحِ و الإغرابِ 

وأنا هُنا لملمتُ كلَّ مَرَاودِ الــ
ـكُحلِ العتيقةِ واكتوتْ أهدابي 

عُمُري انقضى والياسمينةُ أقفلتْ 
أزرارَها في وعدِكَ المُرتابِ 

أنساكَ أم أنسى صداكَ مُردِّداً 
اسمي على الشُّعراءِ و الكُتّابِ 

ديوانُ "فيفيان" الذي أنشأتَهُ 
فنَشرتَهُ برُبىً هنا و هِضابِ 

لبلابةً في الشَّامِ فاحَ غِناؤها 
أم أرزةً تاهتْ هناك تُرابي 

أم نخلةً بَسَقَتْ بِبَغدادَ استوتْ 
من غيرِ أوتادٍ و لا أسبابِ 

وجُذورُها رَسَخَتْ هنا وتغلغلتْ 
في بِيدِهَا و سُهولِها و صِعابِ 

بمَنِ استعنتَ و لِمْ سرَقتَ أوِاسْتَعَرْ
تَ قريحتي و يراعتي ورُضابي 

أنفَقْتَ في عهدِ النُّهودِ لذاذةً 
فنسيتَني و مدامِعي و عذابيْ 

أفأينَ أنفقتَ الحياءَ و لمْ تكنْ 
قبل النُّهودِ كماجِنٍ كذَّابِ!!

بل ما جرأتَ بأنْ تُصرِّحَ مُعلِناً 
حُبِّي سوى بالطَّرفِ و الأهدابِ 

لم تستطِعْ عندَ اللِّقاء تقولَها 
بل ما احتوتها قصائدي و كتابيْ 

أرسَلتَها و كتبتَها مُتردِّدا 
ومورِّياً بالفُلِّ و العُنّابِ 

وأنا الجهولةُ بالأحاجي يومَها 
ألغزتَ فيها مُضمِرَ الإعرابِ 

لو كنتُ فيها الأصمعيَّةَ ما فهِمــ
ـتُ حروفَها مُستغرِقَ الإغرابِ 

فلِمَ الملامةُ كنتُ قد صيّرتُها 
تعويذةً بمخدَّتي و حِجابي 

قصقصتُها و عَصَرْتُها و جعلتُها
 بُزجاجةِ الطِّيبِ اليفوحُ ببابي 

وسحقتُها ثمَّ اكتحلتُ بنارِها 
فنسيتُ نومي و استطارَ صوابي 

أنفقتُ في فهمِ الرِّسالةِ مُهجتي 
أنفقتُ فيها أدمُعي و شبابي 

***

أنفقتَ في غزلِ النِّساء رُضابي 
ونسيتَ حُبّي يومَها و عذابي 

وأفقتَ ندماناً تُردِّدُ في الضُّّحى 
:"تلِف الهوى أم أُتلِفتْ أعصابي"

***

تلِفَ الهوى أم أتلَفَ الأعصابا
أم أكثرَ الأنَّاتِ و الأوصابا 

وأنا على الجُرحِ القديمِ بغفلتي 
حُبَّاً عقيماً خلتُه فسرابا 

والليلُ ليسَ مُحرِّكاً شوقي إليــ
ــك فلِمْ عييت جوابا؟!!

أظننتَ أنِّي في انتظارِ تغزُّلي 
ويجيئ مَطلُكَ يا حبيبُ ثوابا!!

والياسمينةُ أعلنتْ إفلاسها 
والليلكيَّ قتلتَ و اللبلابا 

ليمونتي كانتْ أثيرَ حديقتي 
والبلبلُ الصَّدَّاحُ صارَ غُرابا 

فلِمَ استفقتَ تُنادي طيفاً ثاوياً 
مُسترحِماً.... لا لمْ نعدْ أحبابا

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه