المشهد الأول من المسرحية (الفصل الثاني)

0
جبُنتِ ...
ومِثلُكِ كانَ كمِجدافِ بُخلٍ  
ببحرِ السَّخاءْ 
جبُنتِ... 
ومِثلُكِ كانَ 
كمِعولِ عهرٍ بأرضِ النَّقاء  
جبُنتْ... 
ونهدُكِ مثلُ الرُّغامْ  
طريحُ الغرامِ بأرضٍ عراء  
جهلتِ... 
أليس شرابُكِ هذا 
جبنتِ أليس فراشُكِ هذا 
وتبغُكِ هذا  
ولحنُكِ هذا  
جبُنتِ جهِلتِ و أنتِ اللذاذةُ تحت المساء 
جبُنتِ جبُنتِ وأنتِ صديقي  
وأنتِ رفيقي بلعقِ الحِساء  

***

فما لِضفيرتِكِ الفُستُقيَّةِ تحت العيونْ
وكيفَ صُداعي على الياسمينةِ يحكي الشُّجونْ!!
وكيف رأيتُكِ لمَّا مررتِ
على دربِ رصفِ الحجارةِ عندي 
وتحت الغصونْ 
وأنتِ تحيكينَ صوتاً يُنادي
ربيعَ ظنوني 
وكلُّ البلابلِ كانتْ تزقُّ 
و ساعةُ شعري عليكِ تدقُّ 
ونهدكِ قاسي 
كطحنِ الهواء
وصوتُ المدافِعِ عند الأماسي 
يزيدُ الرَّجاءْ
 فكيفَ قبلتِ ظنونَ ظنوني 
وكيفَ نسأتِ عيونَ عيوني 
وكيف طربتِ
وكيفَ رقصتِ 
وكيفَ اقتنيتِ صنوفَ البغاءْ!!
رضعتِ 
فضعتِ 
وها قد ولدتِ رصيفَ المآسي 
ونهدُكِ قاسي 
كمِلحِ الجِراء
قتلتِ أخيَّتَكِ المازِنيَّةْ 
وبحَّةَ صوتِكِ بالفارِسيَّة 
ثمَّ عضضتِ ذيولَ الفَضاءْ 
لماذا أذوقُ انحناَء النِّساء!!
وأنتِ هناك بتختِ الشَّقا 
ونهدُكِ قاسي كجوزِ اصطلاء 
***
لماذا جبُنتِ 
لماذا جهلتِ 
لماذا رضعتِ سيولَ البِغاء! 
وكان حريَّاً بأمِّكِ عندي 
بدهرِ الجهالةِ 
في كلِّ عصرٍ تُنادي عليَّا 
ويعزِفُ خِلخالُها مُستبيحاً 
حروفَ الموليّا 
وأنتِ هناكْ ...
وأنتِ تعودينَ تُلقي إليَّ 
جمالَ الطِّلاء 
صبرتُ عليكِ طويلاً طويلا
صبرتُ ...
وماكن صبري جميلا
فواتيرُ حبِّكِ كانت تُعيثُ 
بحيِّي لالا 
وترمي غِلالا 
بأرضٍ خواءْ 
 لماذا جبُنتِ
وأمُّكِ كانت 
كمِجدافِ عهرٍ بأرضِ النَّقاء !!
لماذا جهلتِ 
وجهلُكِ كان حبيباً لحُبِّي 
ضلالاً لدربي 
وكنتُ الرِّجال وكنتِ النِّساءْ!!

2014/4/22

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه