المشهد الثاني من المسرحية (الفصل الثاني)

0


عليكِ سلامي قُبيل الضُّحى  
لماذا رقصتِ 
وكنتِ الغوايةَ في وسطِ دربي 
لماذا شتمتِ  
وكنتِ قرأتِ بديوانِ شعري  
علومَ الغََزل!؟ 
لماذا صعدتِ جبال الهوى! 
وقد صفَّقوا لي  
لماذا لماذا هتفتِ هناك!! 
لماذا شعلتِ 
بتبغي شعرتِ 
طرِبتِ لشِّعري 
ونهدُكِ يغلي 
وهاقدْ هجرتُ علومَ الغَزَلْ؟! 
فلا تستفيقي وكوني هناكْ 
وجمهوري يهتفُ وسطَ العِراكْ 
ويُتلى قصيدي 
فينبَحُ إسمُكِ ضِمن قصيدي 
وكان يُسبِّحُ ضِمنَ بريدي 
وأنتِ تُجيلينَ فيَّ النَّظَرْ 
فكوني هناك 
وجمهوري صفَّق بعد العِراكْ 
ذكرتُِ الليالي 
ذكرتُِ الكؤوس 
ذكرتُِ انشِغالي بنهدِكِ عهداً 
وكيف وكيفَ استفاقَ خُماري 
وراجعتُ جهلي 
و عليمي بجهلي 
وأهرقتُ عندكِ دنَّ النَّبيذ 
وهشَّمتُ كأسي 
ونهدُكِ قاسي كعهدِ الخُمارْ 
فكيف جبُنتِ 
وكيفَ جهلتِ بهذا البلاءْ 
نصحتُكِ ألاَّ تشُقِّي السِّتارةْ
كـأنَّكِ تُبتِ 
وكنتُ رأيتُكِ قبل احتساءِ النَّبيذِ 
هناكَ سكِرتِ 
فهلاَّ ذكرتِ زبيدةُ أنِّ بسُكري أفَقْتْ!!
زبيدةُ مهلا!!
أعيدي الليالي بفكرك يوماً 
وكيفَ سبقتِ نساءَ البِغاء 
و كيف استبقتِ زهورَ الرَّبيعِ بفصلِ الشِّتاءْ 
أعيدي أعيدي أعيدي الليالي 
بفكركِ قبلَ هطولِ الوباءْ 
***
زبيدةُ نهدكِ كانَ خريفاً 
بعمري وكنتُ وكنتِ ربيعاً 
وهذا يحُلُّ بعُمري الشِّتاءْ 
زُبيدةُ مهلاً 
لماذا الغِوايةُ بعدَ الهِدايةِ حلَّتْ قريباً 
ونهدُكِ قاسي 
كبردِ الشِّتاء؟!
زبيدةُ مهلاً 
لماذا الضَّلالةُ آبت بأوبِكِ 
آبتْ بتبغِكِ 
وثغرُكِ يعزِفُ لحنَ اشتِهاء
شِفاهُكِ كانتْ لحافاً لثغري 
وهذا يُسبِّحُ كلَّ صباحٍ 
بجودٍ و طهرِ 
وينسى الليالي ذواتِ البِغاء 
وينعى السِّنين طِوالاً طوالاً
وفيك العزاء 
زبيدُ لماذا يُرهِقٌ شعبَكِ لعقُ الحِذاء !!
لماذا لماذا يُسافِرُ شعبُكِ 
في كلِّ ظهرٍ و في كلِّ فجرِ 
زبيدُ لماذا يموتُ يموتْ
ونهدكِ قاسي كلحنِ العزاء 
لماذا تتوبينَ بعدَ الفِراش 
ونهدُكِ قاسي 
يُعيدُكِ في الصُّبحِ بعدَ انتِعاش 
ألستِ تُعيدين فيها النَّظرْ !!
أعيدي رجوتُكِ هذي الفِكَرْ 


2014/4/22





مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه