مراهقة في الأربعين

2

حوراءُ تلكَ السَّابِقة كانتْ كحورٍ باسِقة 
عادتْ بحبِّي طفلةً  في الأربعينَ مراهِقة 

في ظلِّ عرش الياسمين تجري ورائي عاشقة 

وغدتْ تعدُّ سِنيَّها أيَّام سعدٍ شائقة 

وأتتْ بِغَيِّ مُمَنْطقٍ وبسُرعةٍ كالصَّعِقة 

قالتْ أحبُّك فاتَّئدْ لاكالنُّهودِ النَّافِقة 

 أنا في يمينِكَ عبدةٌ أنا في جمالِكَ غارِقة 

طالَ انتظاري للبطلْ ربِّ الجيادِ السَّابِقةْ 

قالتْ عشِقتُكَ فاكتُبَنْ ِسمي بشعركَ عاشقة 

واجعل لحرفِ قصيدتي مجداً كحورٍ باسِقة 

قالتْ عشِقتُك إنَّني ما كنتُ قبلكَ عاشِقة 
 ***
فنظرتُ في أمرِ التي جاءت فراشي سارِقة 

تعدو وراي خالياً  أرنو لزوجِ المارِقة 

صَمَتَتْ فذُبتُ بصَمتِها نَطَقَتْ عشِقتُ النَّاطِقة

كانتْ كبدرٍ يجتلي وسط النُّجومِ البارِقة 

فإذا توَسّطْتِ النِّسا كنتِ العلامةْ الفارِقة

وإذا اختلينا في الدُّجى أنتِ الخليلة الواثِقة

أو جئتِ داري في الضُّحى فبكلِّ طيبٍ عابِقة

أنسيتِني في ليلةٍ كلَّ النُّهودِ النافقة

فكأنَّنا في ليلِنا كمسابقٍ و مسابِقة

يا تعسَ زوجِكِ كيف راحت منه هذي الحارِقة

***
قالتْ حبيبي أعطني هذي الليالي الشائقة

وارسم بثغركَ قُبلةً فتكادُ تُمسي خانِقة

أحيي شعوري بالهوى وأمتْ سنيَّ السَّابقة
وأصب مَقاتِل شهوتي فأنا بحُسنِك غارِقة

أحرقني أطفئ نزوتي أشعل فراشي العاشقة
واصببْ فحولتكَ اقترِبْ مني فإنِّي اللائقة
جسدي تراهُ مُملَّكاً لك لا لزوجِ المارِقة

لا لن أخونَ و لن أكونَ لغيرِ تختِك طارِقة
فنظرتُ في أمرِ التي جءت فراشي سارقة
فأتى عليَّ كلامُها بفراشِنا كالصَّاعِقة
قامتْ لتجلبَ قهوتي وسجائراً مُتناسِقة
ومشَتْ يحيِّرُ دلُّها بخطى الرَّزانِ الواثِقة
قد أقبلتْ كفراشةٍ في نورِ نوري عالقة
***





مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

التعليقات

  1. عائشة المصري14 يوليو 2016 في 6:27 م

    صفّقتلك ، ياااهوووووو كنت عم ارقص ع لحن القصيدة

    ردحذف
    الردود
    1. هذا تجاوب رقَّةِ النفسِ وتناغمها مع طيِّبِ اللحن,, أشكرُ مروركِ الطيب

      حذف

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه