لماذا لا أراكِ هنا
بدرجِ دفاتري و على
جداري الأحمرِ المنقوشِ يُذهب ذلك الوسَنا
لماذا لا أرى أبداً سطوري حيثما كُتبتْ
بلونٍ أخضرٍ و أرى
سطورك كلما شُفِعَتْ
بحرفٍ واحدٍ يعني
و لا يعني
يفوحُ مشاعراً و سَنا
و هذا الشعر أكتبه و يكتبني
و أمضغه فيهلكني
و يقلع من أظافرنا ورود الذكريات و لا
يحيط بفكرِ ثورتنا و فلسفةٍ غدتْ وثَنا
فلِم لا نلتقيْ و لقدْ
رفضتِ لقاءنا قبلاً
فخضتُ برفضِكِ الَحزَنا
ألا تستذكرين و قدْ
رأيتُكِ ثَمَّ فارتعشتْ
بلاطاتٌ و أحجارٌ
و دبَّ الشِّعرُ في لُغتي
و ذاك الحيُّ قد فطِنا
فمرَّت أشهرٌ و أنا
أطيرُ و فيكِ مرتَهناَ
و طالَ الصَّمتُ في لغتِي
و مرَّتْ أشهرٌ و سنة
و جئت إليكِ مُعتذراً
بلا ذنبٍ و لاعُذرٍ
وهِبت لقاءَنا عَلَنا
فما ذنبي فقولي لي
فإنِّي طائرٌ سُجِنا
أسرتيني
سجنتيني
سرقتِ كلَّ أضلاعي
و قد أسلفتُك قلبي
وفيكِ القلبُ قد فُتِنا
نسيتُ الشِّعرَ مولاتي
فأطلقَ ذلكَ الشّجنا
سمواتٌ مُبعثرةٌ
و حُبُّ ثائرٌ طُحِنا
و مجدٌ كلَّما لاقت
معيقاتُ الزَّمانِ يُرى
يُعرقلُ ذلكَ الزَّمنا
أراكِ ستذكرينَ غداً
مقالي كلَّما ناحت
حماماتٌ بأيكتكم
و روحي أرهِنتَ ثَمَنا
فكيفَ ترينني أحيا
و إني أنظر النسوان في حيي
و في الميدان لستُ أرى
سوى طيفٍ يشعُّ سنا !!
لقد عيَّرتُ في هذا أساطينَ الغرام فهل
أراني اليومَ مثلهمُ
أعانِقُ طيفَكم و أرى
بهِ قلبي قد ارتهنا ؟!
لماذا لا أراكِ هنا؟!