مذيعة الأخبار

0


خبرَ المجازرِ تقرأ
يتلوهُ من أنباءِ قِطري ما يُخيفُ فيُفزِعُ
و تتابعُ الأنباءُ سرداً 
في المساءِ مُذيعةٌ
و على الهواءِ مباشرةْ
أخبارُ قصفِ الغوطةِ الغرِّاءْ
... و يزيدُ في نشرِ الحواجزِ جُبنُهُم
فتدكُّها دبَّابةٌ أو مدفعُ
و تتابعُ الحسناءُ في أخبارِها
فأغيبُ عن سَردِ الوقائِعِ
لا أرى إلا عيوناً تلمَعُ
و تحاولُ الهيفاءُ نشرَ شُعورِها
و تحاولُ السَّمراءُ كبحَ نُهودِها
و أرى تُرطِّبُ بالرُّضابِ شفاهَهَا
يتفطَّرُ القلبُ الحزينْ
و أنا وحيدٌ
عازبٌ
فركبتُ في جُنحِ الخيالِ مسافراً
حتَّى وصلتُ لقِطرِها
و أزحتُها كاميرا المُصوِّرِ
عن مُحيَّاها الرَّزينْ
برزت إليّ
على قلبي و ضعتُ يدي
و نحوَها مددتُ يدا
فتناولتْ بحنانِها و فُتورِها
طَرَفَ البنانْ
أيقنتُ أنِّي من جديدْ
في الصُّبحِ كالخبرِ الأكيدْ

***

 


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سكر الفؤاد12

0

سكر الفؤاد تمرُّداً و جًموحا
فبنيتُ في سُكرِ الفؤادِ صًروحا

و سمِعتُ في ريعِ الصِّبا أُنشودةُ
فاستوطنت قلباً و نفساً روحا

و تحوَّلت تلك القصيدةُ في الضُّحى
أُطروحةً لِكُهولتي و طموحا


***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سكر الفؤاد11

0

سكر الفؤاد بشهدها فلتشهدي
و تطيّـَبي من شهدِ شعري تُرشدي

و تعلّـَقي إن شئتِ في أستارِهِ
بيتٌ حرامٌ إن حججتهِ تهتدي

عصفورةٌ جاءت تمدُّ جناحَها
تستنزلُ الرّحمن نصراً في الغدِ

جعلت ليالينا المصائبُ سرمداً
فأتت تبشِّرُ بالصّـَباحِ السَّرمد

***


مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سكِرَ الفؤادُ10

0


سكِرَ الفؤادُ بِحُبِّهِ المَكذوبِ
وَلَجَ الكنيسةَ دُونَمَا تَصْليبِ

بُهِتَتْ بأعماقِ الفُؤادِ مَحَجَّةٌ 
بيضاءُ لاحَتْ حُجَّةُ التَّنقيبِ

***

 
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سكِرَ الفؤادُ 8

0


سكِرَ الفؤادُ بِحُبِّها فَتَكَوَّرا
و جَرَتْ ينابيعُ المَحبَّةِ أنهُرَا

و غَفَتْ أحاديثُ المودِّةِ غَفْوةً
تتحوَّلُ الدَّقَّاتُ فيها أعصُرا

و نَمَتْ شُجيراتُ الكُرومِ فأزهَرَتْ
ما أثمَرَتْ لكِنْ فُؤادي أثمَرَا

صلَّتْ كعَبدٍ مُستكينٍ زاهِدٍ
مِحرابُهُ أفُقَ الغُيوبِ تَسوَّرا

هلْ يُبدِعُ الخلاَّقُ مِثلَ فؤادِهِ
إنْ ثُنِّيَتْ شَمسُ المَجَرَّةِ يا تُرى؟!

ظَلَّ الفؤادُ بِحُبِّها مُتَحَيِّراً
حتَّى اسْتَفَاقَ و ثَّمَّ حالاً أُسكِرا

يا نشوةَ الإمتَاعِ في سُكرٍ غَدا
منهُ الفُؤادُ مُعلِّماً مُسْتبصِرا



***


9
مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سكِرَ الفؤادُ7

0



سكِرَ الفؤادُ بِثغرِها البَسَّامِ
فَحَجَجْتُ كعبَتَها بلا إحرامِ

و هوَيتُ عجلاناً أقَبِّلُ خَدَّها
غِبَّ النَّدى و مُداوِيا أسقامي

و هوى و لكِنْ مِنْ حرارةِ شَوقِها
قد أُثقِلَتْ فتكاثرَتْ آلامي

فبِنَفسيَ القُبُلاتُ من راحاتِها
إذ ما نسيتُ تنسُّكي و صِيامي

و نسيتُ زُهدي في النِّساءِ و أنَّني
عِزهَاةُ صارتْ بُغيَتي و مَرامي

و خُلوُّ قلبي كانَ وهماً حَيثُ أنَّ
صفاءَها أوحاهُ لي و هُيامي

و رأيتُ أنَّ تشوُّقي للنَّهدِ مثـ
ـلَ تشوُّقِ الأشياخِ للأَصنامِ

و شعرتُ أنِّي لَمْ أزَلْ طِفلاً و أنِّي
راعياً تَحْتَاطُني أغنامي

فَشفاهُنا صارتْ كنايٍ لَمْ يَزَلْ
منهُ الوجودُ بِسُكرِهِ مُترامي

حتَّى النجومُ ترنَّحَتْ و تَمَايَلتْ
و الموجُ نامَ و لَو بِهِ تسونامي


فافقت من حلمٍ خطيرٍ شاقني
و طفقت أدعوا تحقق الأحلام


***

 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سكِرَ الفؤادُ6

0

سكِرَ الفؤادُ تصوُّفاً و تَطَرُّفا
فأعادَ هيكَلَةَ النُّفوسِ مُصنِّفا

و أعادَ بَرمَجَةَ العُقولِ تَفَنُّنَاً
و أصابَ بالمَزجِ الغريبِ و أنصَفَا

و تَرَفَّقَ الكُرَةَ الجميلةَ شَارِداً
فوقَ المَجَرَّةِ سابِحاً فمُصَرِّفا

مُسْتَرْسِلاً مُسْتَبْسِلاً مُسْتَمْسِكَاً
أمْرَ الخلائِقِ كادِحاً مُتَعَفِّفَا

فازدانَتِ الألحانُ في نَغَماتِهِ
و ازدادَ غُصناً في الحديقَةِ وارِفا

و أجادَ تِنْسيقَ الزُّهورِ بِروْضِهِ
فشدا النَّسيمُ مُربِِّعاً و مُصيِّفَا

و أضافَ للشُّحرورِ لحناً طيِّباً
فجَناحُهُمْ فوقَ الرِّياضِ مُرَفْرِفَا

و الحُبُّ يَغْمُرُهُمْ بِرَسْمِ ظِلالِهِ
فتملَّكُ الغِربانُ قلباً واجِفا

واشتدَّ في الدَّوحِ الأسيرِ نَعيقُهُمْ
ذبُلَ البنفسجُ و الشَّقيقُ فأتُلِفا

و الياسمينُ تَنَاوَمتْ زهراتُهُ
حتَّى تَحاتَّ الغُصنُ صُبحاً فاختفى

فَعَجِبتُ و الشَّمسُ السَّقيمةُ في الضُّحى
أن قاسيونَ بقَصفِهِ قد أشرَفا

و رأيتُ بالسَّفْحِ القريبِ منارةً
و البومَ عوناً للغُرابِ فمُسرِفا

فرأيتُني مُستلقياً في روضتي
بينَ الفَرَاشِ مُطالِعاً حالَ الصَّفا

فأكونُ عونَ الثَّائِرينَ مُجاهِداً
فمُدافِعاً فمُناوِراً و مُصرِّفا

فَجَسَستْ تُربَ الحقلِ مُطَّلِعاً على
شَذُراتِهِ فَعَثَرتُ فيها ما غفا

ما كانَ جُبناً صرفُهُ بل حِنكةً
و شَجاعةً و تَمرُّسا فَلتَعرِفا

فرأيتُهُ قد حالَ سيفاً صارِماً
و وُرُودَهُ بجناحِ نسرٍ صَفْصَفَا

و تقلَّعَ النَّسرُ العظيمُ مُحلِّقاً
بِسَمائِهِ أغْنَى و أفْنَى و اصطفى

فحزِنتُ أنْ نَفَقَ الغُرابُ زعيمُهُمْ
مُنِّيتُ بالأغلالِ ذُلَّ فَطُوِّفا

مُنِّيتُ لو فُقِئَتْ عُيونُ رئيسِهِمْ
و النَّسرُ كّسَّرَ جُنحَهُ أو نتَّفا

حتَّى ليرجُو موتَهُ مُتَذَلِّلاً
فيذُوقَهُ بالجَوِّ ما قد أرجَفا

سكِرَ الفؤادُ فأُعجِبَتْ مِنْ سُكرِهِ
جُلُّ الأنامِ بثورةٍ أنْ قَدْ غفا

***
 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

سكِرَ الفؤادُ5

0

سكِرَ الفؤادُ فحاورَ العُنقودا
حتَّى أطاحَ البُلبُلَ الغِرِّيدا

و سما بكاساتِ الشَّرابِ مُجاوِزا
نجمَ السُّهيلِ مُقَصِّدا فمُجيدا

و سقى بمَذهبِهِ مفاوزَ لَمْ تَزَلْ
تروي الأنامَ مشاعِراً و نشيدا

لم يهْذِ مُذْ شَرِبَ المُدامةَ مَرَّةً
فأضافَ للشِّعرِ الحديثِ خُلودا

و لقد غفا و كأنَّهُ خَمرانُ مِنْ
كأسِ الشَّرابِ مُعاتَباً مَنقُودا

فَسَما عنِ الدُّنيا و وَهْمٍ مُسكِرٍ
و دنا بِهالتِه يَصُكُّ نُقودا

لَمْ يعترِفْ بالبدرِ إلاَّ ذرَّةً
مِنْ ذَرِّ أنوارِ الفُؤادِ طَريدا

و الشُّمسُ يرنوها كمِرآةٍ و هَلْ
يدري الأنامُ لرَسمِها تحديدا

سكِرَ الفؤادُ و قَدْ تَسَلَّمَ في الضُّحى
مِنْ رَبِّ أربابِ الوُجودِ بريدا

مُتناوِلاً بِبَيَانِهِ قانونَه
و شَريعةً في نحوِها تصعيدا

فَعَجِبتُ مِنْ فَهمِ الفُؤادِ و وَحيِهِ
و شَرَعْتُ أنظُرُ طالباً و مُريدا

يبدا لِفلسَفتي الأخيرةِ ناهلاً
فمَعينُها مُستَحبَباً محمودا

و شرابُها كشرابِهِ مِنْ كوثَرٍ
نَهرَ المجرَّةِ رافِداً و مُفيدا

***


 

مع تحيات: الموقع الرّسمي للأستاذ ابن نزار الدمشقي

جميع الحقوق محفوظه © ابن نزار الدمشقي

تصميم الورشه